انتهت المشاوراتُ السياسيةُ او تكاد، فاتضحَ شكلُ الاستشاراتِ النيابيةِ غداً، في ظلِّ الضبابِ الكثيفِ الذي ما زالَ يسيطرُ على العلاقةِ بينَ من أَسمَوا انفسَهم بالسياديين، ولم يَسُدْ بينَهم الوفاقُ بعدُ ككلِّ استحقاق ..ولانهم لن يَجرُّوا شخصاً من شعرِه الى رئاسةِ الحكومةِ كما قالَ رئيسُ حزبِ القوات سمير جعجع، فقد تَركوا للبعضِ جرَّ اذيالِ الخيبةِ مجدداً.
لكنَ المهمَّ أنْ لا يخيبَ أملُ اللبنانيين، وان يكونَ التكليفُ غداً باباً للتأليفِ سريعاً، وأن لا يُحَوِّلَ الخائبونَ فشلَهم الى ميدانِ التأليفِ للتعطيل، فيما الحاجةُ الوطنيةُ ملحةٌ لحكومةٍ جامعةٍ لعلها تَحُدُّ من الانهياراتِ وتُسهمُ في فتحِ طرقِ الحلولِ التي تبدأُ من البحرِ وكنزِه المدفون .
على املِ ان تُرفعَ الرؤوسُ المدفونةُ في رمالِ السياسةِ وتَستخدِمَ كاملَ الحقِّ والقوةِ الوطنيينِ لاستخراجِ النفطِ والغازِ الممنوعِ اميركياً من ان يُضَخَّ في شرايينِ الاقتصادِ اللبناني لاعادةِ الحياةِ الى وطنٍ يُخنقُ كلَّ يومٍ ممن يُسمَّونَ اصدقاءَ واشقاء، ويمارسونَ بحقِّ الشعبِ اللبناني كلَّ عِداء..
اما اعداءُ الانسانيةِ فلا يزالونَ يتحكمونَ بلقمةِ الفقيرِ ورغيفِ خبزِه، بل كلِّ حاجاتِه، ومَن ارتضى مرغماً بالغلاءِ الفاحشِ لا سيما لسعرِ اللحوم، فقد تضربُه البكتيريا المتحكمةُ باللحومِ التي تُوزَّعُ في بعضِ الملاحمِ والمسالخِ الخاليةِ من ايِّ معاييرَ للسلامة، فضلاً عن اللحومِ الداخلةِ الى البلادِ بلا مراعاةِ ايِّ مواصفات. ولا صفةَ لهؤلاءِ اِلا قَتَلَة، وما كشفتهُ التحاليلُ التي اجرتها قناةُ المنار وستُعرضُ في تقريرِ اليومِ سوى بعضِ الدليلِ على اجرامِ هؤلاء..
ومعَ ما يصيبُ اللبنانيينَ من ويلاتٍ وازماتٍ مستفحلةٍ وحصار ٍاميركيٍ ونكدٍ داخلي، فانَ الحقَّ على الازمةِ الاوكرانيةِ بحسَبِ حاكمِ مصرفِ لبنان، فيما السياساتُ الاقتصاديةُ المستحكمةُ بالماليةِ العامةِ لعقود – وهو جزءٌ منها – تكادُ تكونُ أكبرَ من عمرِ الدولةِ الاوكرانيةِ يومَ وُلدت من رحِمِ الاتحادِ السوفياتي، وليسَ من عمرِ ازمتِها التي لا تَتعدّى الشهور..
وفي أشهر الانتصارات، ودع لبنان اليوم شاعرَ اجملِ الكلماتِ، ومنادي اجملَ الامهات، الصامد من اول احرف المقاومة بكلماته الثائرة، حتى الجدار الاخير، انه ابن بلدة الخيام الجنوبي الشاعر حسن خليل عبد الله ..
المصدر: قناة المنار