محاولات ابتزاز لبنان.. من المستفيد؟ والرد المناسب – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

محاولات ابتزاز لبنان.. من المستفيد؟ والرد المناسب

طوابير على الخبز
ذوالفقار ضاهر

 

في ظل التطورات الاخيرة التي حصلت في المنطقة لا سيما المناورات الاسرائيلية والتهديدات الصهيونية بالمساس بالمقدسات في فلسطين المحتلة، ذهبت بعض التحليلات السياسية والاعلامية لرسم سيناريوهات مختلفة لما يمكن ان يحصل، خاصة مع الأحداث الاخيرة التي شهدتها مدينة القدس المحتلة على خلفية مسيرة الاعلام الصهيونية التي تصدت لها المقاومة بإعلان الجهوزية العالية للرد والتصدي لأي محاولة للمس بالمقدسات وان ذلك سيؤدي الى تفجير الاوضاع في فلسطين والمنطقة.

كل ذلك تزامن مع إعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن الاستنفار والجهوزية في تشكيلات المقاومة على الرغم من كل التطورات على الساحة المحلية سواء فيما يتعلق بالشأن السياسي او حتى الاقتصادي المعيشي، والواضح ان ما يجري على الأرض يؤكد ان جمهور وشعب المقاومة يلتفون حولها بدون أي تردد او خوف من أي تهديد أيا كانت تفاصيله، فهذا الشعب ثابت ومضحي رغم كل الضغوط التي تعرض لها وما نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة وحجم المشاركة الشعبية العالية فيها إلا أحد الامثلة على ذلك.

وانطلاقا من ذلك يرفض أهل المقاومة أي مساومة على سلاحها كما يرفضون أي شروط تفرض عليها في السياسة او الاقتصاد او غيرها من المجالات، وخير دليل على ذلك هو الاستهزاء بما نشر قبل أيام(في جريدة الاخبار اللبنانية يوم 27-5-20202 في مقال بعنوان: تهديد أوروبي للبنان: استسلام مقابل الغذاء) عن “عرض” أوروبي للبنان لتقديم تنازلات فيما يتعلق بالمقاومة او العداء مع العدو الصهيوني مقابل تأمين مستلزمات طبية وحياتية ومواد غذائية وكهرباء.. فأهل المقاومة وجمهورها يؤكدون اننا شعب لا يهدد ولا يمكن ابتزازه بالمال ولقمة العيش وبعض المغريات لانتزاع سلاحه منه، لانه ببساطة اليوم بمواجهة العدو الاسرائيلي هذا السلاح هو الحامي وبالتالي فإن كل المناورات التي تهدف لسحب هذا السلاح ستكون مقدمة لعدوان اسرائيلي لاحق علينا، فمن البديهي رفض اي مساومة على هذا السلاح خاصة اننا نعيش ذكرى الانتصار الكبير في 25 أيار/مايو 2000 حيث تم دحر العدو الاسرائيلي بقوة هذا السلاح عن معظم الاراضي اللبنانية المحتلة.

كما ان ما جرى مؤخرا من رضوخ اسرائيلي في منع المساس الصهيوني بالمقدسات في فلسطين، يظهر قوة الردع التي يشكلها سلاح المقاومة(في لبنان وفلسطين والمنطقة ككل) وبالتالي من غير الطبيعي والعقلاني ان يفرّط أي شخص بأحد عناصر القوة التي يملكها مع العدو ويترك بلده وشعبه وثرواته عرضة للاعتداء والاستباحة.

ومما يجب الالتفات إليه ان هذا العرض الاوروبي المقدم اليوم يؤكد المؤكد بأن الاميركي والاسرائيلي هما الجهة المستفيدة بالدرجة الاولى من كل الضغوط التي يتعرض لها لبنان لتجويع شعبه وشد الخناق على حياة مواطنيه لحرمانهم من الكهرباء والماء وسرقة أموالهم من قبل المصارف والتلاعب بسعر الدولار مقابل الليرة وغيرها مما اصاب الناس خلال العامين الماضيين، وصولا لبث الكثير من الاشاعات لتشويه صورة المقاومة خاصة خلال فترة الانتخابات وإلهاء الناس بمسائل غير منطقية وصعبة التحقيق وترك الامور المستعجلة والتي يجب ان تكون في رأس أولويات كل مسؤول وفي مقدمتها رفع الضغط الاقتصادي والحصار المفروض علينا.

ومن هنا يمكن للبنانيين فهم حقيقة ما يجري من حصار أميركي إسرائيلي بمساعدة مباشرة من بعض الأنظمة الخليجية وبتنفيذ بعض الأدوات المحلية سواء عن قصد او عن غير قصد، وان ما يحصل ليس صدفة وإنما مخطط له بشكل دقيق لإيصال لبنان وشعبه لخيارات صعبة وتخييرهم بين الحصار والجوع من جهة وبين تقديم تنازلات بخصوص المقاومة والسيادة واستقلال البلد وامكانية فتح الباب امام الصهاينة وعملائهم، وخير ما يرد على هذا الامر هو ما سبق ان قاله السيد نصر الله حيث اكد “لمن سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع، سيبقى سلاحنا في أيدينا، ونحن سنقتله”.

يبقى الاشارة ان المرحلة بالتأكيد صعبة وضاغطة إلا انها محطة يمكن الاستفادة منها لتحويل التهديد الى فرصة والتعاون بين جميع اللبنانيين لانتشال بلدنا من أزماته وتغيير الاسلوب الاقتصادي القائم ومحاربة الفساد وتصحيح الاختلالات الموجودة للوصول الى دولة قادرة مقاومة منتجة في مختلف المجالات ولا تحتاج الى الاميركي والاوروبي وغيرهما لابتزازها كل فترة لفرض أجندات سياسية على لبنان.

المصدر: موقع المنار