رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أنه “في ظل تفاقم الأزمات، من أزمة الكهرباء إلى أزمة الغلاء والدواء والارتفاع الجنوني للدولار، يجب أن تكون الأولوية المطلقة لدى الجميع هي معالجة هذه الأزمات وتقديم الهم المعيشي والاقتصادي على كل الاهتمامات الأخرى. وإذا كنا نختلف على العديد من القضايا الأساسية فإن مما لا يجوز أن نختلف عليه هو أن الأولوية في هذه المرحلة هي للشأن المعيشي ومعالجة الملفات الحياتية والتنموية والبحث في كيفية تفعيل الاستفادة من ثرواتنا النفطية والغازية لإنقاذ البلد”.
وقال “لقد وصل البلد إلى مرحلة حساسة جدًا فإذا لم نوقف السجالات والعنتريات ولم نبادر لتحمل مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية ونعمل على قاعدة الشراكة فنحن ذاهبون نحو الفشل والفوضى والانهيار الشامل”.
وشدد على “أننا في حزب الله نمد أيدينا لكل الحريصين على إنقاذ البلد، ونعاهد أهلنا بأننا سنعمل على كل ما وعدناكم به، كما قال سماحة الأمين العام حفظه الله قبل أيام، وسنحضر بشكل أفضل وبجدية أعلى حتى من الفترة السابقة، وسنكون معكم سواء من خلال وجودنا في الدولة ومؤسسات الدولة أو من خلال إمكاناتنا الذاتية، لن نبخل بشيء، وخصوصا على الناس الذين لم يبخلوا بشيء، لا بالدماء ولا بفلذات الأكباد ولا بالحضور ولا بالتأييد ولا بالصوت”.
واعتبر الشيخ دعموش أن “من أهم المعادلات التي ثبتها وكرّسها انتصار أيار 2000 هي معادلة القوة في لبنان، فلبنان القوي بمقاومته وجيشه وشعبه هو الذي فرض على العدو الاسرائيلي أن يخرج مهزومًا ذليلًا من دون أن يحصل على أي مكاسب أو يتمكن من فرض أي شروط”.
وقال “ما حصل في 25 أيار 2000 هو انتصار واضح وعظيم للبنان ولمعادلة القوة في لبنان، وقد اعترف العالم كله وفي مقدمه الإسرائيلي والأمريكي بهذه القوة وسلم الجميع بعد العام 2000 بأن هناك قوة حقيقية موجودة في لبنان سمّاها الاسرائيلي بالتهديد الاستراتيجي، وهو يتعاطى معها على هذا الأساس، وهذا ما تؤكده التصريحات والاجراءات والمناورات التي يجريها العدو بين الحين والآخر”.
وأضاف “لقد عمل الاسرائيلي والأمريكي وحلفاؤهما ولا زالوا وبكل الوسائل للتخلص من هذه القوة ومن حزب الله والمقاومة، فشنوا الحروب، وجربوا العقوبات والحصار والتضييق والفتن والمؤامرات والحملات السياسية والإعلامية وصولاً إلى الانتخابات النيابية لإضعاف حزب الله، ولكنهم فشلوا، وخرج حزب الله من كل هذه المؤامرات والمحن والاستحقاقات أقوى وأشد وأصلب وأكثر حضوراً، وهو اليوم أقوى من أي زمن مضى شعبيًا وسياسيًا وجهاديًا”.
ورأى أن “حزب الله يمثل جزءا أساسيًا من معادلة قوة الردع والحماية التي تمنع العدو الاسرائيلي من تحقيق أي من أطماعه، أو ممارسة أي من تهديداته، وكما أن العدو يعمل على إنهاء هذه القوة وإزالتها والتخلص منها، فإن المطلوب في المقابل أن نعرف كلبنانيين أهمية هذه القوة في الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه وثرواته وأن نعمل لنحافظ على هذه القوة لكي نتمكن من مواجهة الأطماع والتهديدات، بدل أن يعمل البعض على إزالتها والتخلص منها”.
واعتبر أن من يجعل في أهدافه وأولوياته نزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من هذه القوة يتماهى مع الاسرائيلي والأمريكي ويحاول عبثاً تحقيق ما عجزا عنه. مشدداً على أننا بهذه القوة استطعنا أن نحرر أرضنا، وبهذه القوة نستطيع أن نحمي بلدنا وثرواتنا وغازنا ونفطنا ونمنع العدو من سلب خيراتنا ومواردنا.
نص الخطبة
نعزي بقية الله الأعظم الإمام المهدي (عج) وولي امر المسلمين وعموم المسلمين والموالين بشهادة الإمام جعفر الصادق (ع) التي تصادف في 25 شوال.
الإمام جعفر الصادق هوالإمام السادس من ائمة اهل البيت (ع).
ابوه هو الإمام محمد الباقر(ع) وجده هو الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) وأمه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر.
ولد (ع) في المدينة المنورة يوم الجمعة أو الإثنين عند طلوع الفجر في 17 ربيع الأول سنة 80 هجرية. أي في نفس اليوم الذي يصادف فيه ذكرى ولادة رسول الله محمد (ص).
كنيته: ابو عبد الله، ولقبه: الصادق، وإنما لقب بالصادق لشدة صدقه.
عاش الإمام الصادق (ع) في أواخر الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي ومدة إمامته: أربع وثلاثون سنة.
استشهد (ع) في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148 هـ متأثرا بسم دسه إليه المنصور العباسي على يد عامله على المدينة محمد بن سليمان، ودفن (ع) في مقبرة البقيع في المدينة المنورة إلى جنب أبيه الإمام الباقر وجده الإمام زين العابدين وعمه الإمام الحسن عليهم السلام.
لقد احتلت شخصية الإمام الصادق (ع) موقعا متقدما ومكانة علمية مرموقة في الواقع الإسلامي، فقد ملأ هذا الواقع فكرا وعلما ومعرفة ووعيا نظرا لتنوع العلوم والمعارف التي كان ينشرها من خلال الجامعة الإسلامية الكبرى التي ثبت دعائمها في المدينة المنورة في تلك المرحلة.
وقد شهد بفضله وموقعه ومكانته الفقهية والعلمية الكثيرون من العلماء والمفكرين وبعض ائمة المذاهب الأربعة وغيرهم ممن اختلفت اتجاهاتهم وانتماءاتهم المذهبية والفكرية مع اتجاهات الامام(ع).
يقول مالك بن انس إمام المذهب المالكي: اختلفت إليه – أي للإمام الصادق- زمانا كنت لا أراه إلا على إحدى ثلاث خصال: إما مصل، وإما صائم وإما يقرأ القرآن، وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر افضل من جعفر بن محمد الصادق علما وعبادة وورعا.
يقول الإمام ابو حنيفة إمام المذهب الحنفي:ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، لما اقدمه المنصور العباسي، بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهيء له من المسائل الشداد – أي الصعبة – لتفحمه ويظهر عجزه أمام الناس. فهيئنا له أربعين مسألة، ثم بعث إلي ابو جعفر المنصور وهو الخليفة الثاني من خلفاء بني العباس وهو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما ابصرت به ،دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفرالمنصور، فسلمت عليه وأومأ إلي فجلست فقال: يا أبا عبد الله هذا ابو حنيفة، فقال جعفر الصادق: نعم، قد اتانا. ثم التفت إلى المنصور وقال: يا ابا حنيفة القِ على ابي عبد الله مسائلك؟ فجعلت القي عليه، فيجيبني فيقول:انتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا فربما تابعهم – اي وافقهم – وربما خالفنا جميعا حتى اتيت على الأربعين مسألة: ثم قال ابو حنيفة وهو يشير إلى الإمام الصادق (ع) أليس روينا أن اعلم الناس اعلمهم باختلاف الناس.
فكأنما يريد أن يقول أن الإمام الصادق (ع) يملك معرفة فقهية واسعة بحيث يعرف كل الآراء الفقهية المطروحة في زمنه بحيث يستطيع أن يواجه هذا الرأي وذاك الرأي بالحجة والدليل والبرهان لتأكيد رأيه.
هذه التصريحات والشهادات تكشف عن مدى التأثير الذي صنعه الإمام الصادق (ع) في عقول هؤلاء وقلوبهم حتى اطلقوا مثل هذه المواقف، كما اننا نعرف من خلال هذه الشهادات، كيف استطاع الإمام بالرغم من اختلاف الناس حول الإمامة وحول إمامته بالذات،كيف استطاع أن يفرض فضله وعظمته وعلمه وكل القيم المتمثلة فيه على العلماء والمفكرين وعلى كل شخصيات تلك المرحلة .
إن هذه المكانة العلمية التي احتلها الإمام في العالم الإسلامي إنذاك دفعت بالإمام إلى أن يقوم بدور واسع على المستوى العلمي والفكري، من خلال الجامعة الاسلامية التي اسسها وابوه في المدينة حيث كانت تضم عددا كبيرا من العلماء والمفكرين .
ويقول احد المؤرخين: دخلت مسجد الكوفة، فإذا فيه /900/ شيخ واستاذ كل يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق، وكان الامام يحدثهم في مختلف العلوم والمعارف في الفقه والتفسير والحديث الخ والعلوم الانسانية
وقد تبلورت رؤية اهل البيت (ع) حول كثير من المسائل الفكرية والفقهية والعلوم الإنسانية في عصر الإمام الصادق (ع) حتى سمي الفقه الشيعي باسم الفقه الجعفري والتشيع باسم المذهب الجعفري.
وقد كان لحركة الإمام الصادق (ع) العلمية هدف سياسي اضافة الى الاهداف الدينية، حيث كان الحاكم يملك القدرة على تغيير احكام الدين بما ينسجم مع مصالحه من خلال وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة الذين كانوا يبررون دينيا للحاكم واجهزته تصرفاتهم وسياساتهم فاختلقوا الأحاديث المكذوبة عن رسول الله (ص) وفسروا القرآن بالرأي، واستندوا في الفتوى إلى اذواقهم واهوائهم وآرائهم الخاصة.
ومن هنا انقسمت العلوم الإسلامية، الفقه والحديث والتفسير إلى تيارين عامين في عهد الإمام الصادق (ع): تيار مرتبط بجهاز السلطة يتميز بتقديم الفتوى وفق مصالح هذا الحاكم، وقد تمثل هذا التيار بفقهاء السلطة، وتيار أصيل وأمين على دين الله تعالى يبين الأحكام الإلهية الصحيحة، وقد مثل هذا التيار الإمام الصادق (ع) والعلماء من اصحابه واتباعه، ومن الطبيعي أن التيار الثاني كان يصطدم مع اجهزة الحاكم ووعاظ السلاطين. ولذلك فإن اختلاف الفقه الجعفري مع الفقهاء الرسميين في عصر الإمام الصادق (ع) لم يكن اختلافا عقائديا فحسب، بل كان اختلافا استمد وجوده من محتواه المعارض ايضا. فالإمام الصادق (ع) بنشاطه العلمي وتصديه لبيان احكام الفقه والمعارف وتفسير القرآن الكريم بطريقة تختلف عن طريقة وعاظ السلاطين قد اتخذ عمليا موقف المعارضة تجاه جهاز الحاكم وإفراغ هذا الجهاز من محتواه الديني وهذا هو أحد الابعاد السياسية لحركته العلمية والفكرية وتوسع هذه الحركة وانتشارها على نطاق واسع.
ما يهمنا هنا هو ان نستفيد من مواعظ الإمام وكلماته لا سيما في المجالات المرتبطة بسلوكنا وأخلاقنا واعمالنا كاتباع له.
فقد حدد الإمام الصادق (ع) في عشرات النصوص الصورة التي ينبغي أن يكون عليها شيعته واتباعه من خلال وصاياه وتوجيهاته واحاديثه واعتبر أن التشيع يمثل برنامج الاسلام وليس شيئا اخر غير الاسلام كما يمثل الشخصية الإسلامية الملتزمة التي تفيض بالخير والاحسان والمعروف على المجتمع.
ففي الكافي الشريف: عن الامام الصادق عليه السلام: إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد ورعه، وخاف خالقه، ورجا ثوابه، فإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي .
وفي الكافي: عن المفضل بن عمرو، عنه عليه السلام: إياك والسفلة، فإنما شيعة علي عليه السلام من عف ببطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، و خاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
وعنه عليه السلام قال: شيعتنا أهل الهدى، وأهل التقى وأهل الخير، وأهل الايمان، وأهل الفتح والظفر .
ويقول احد الرواة وهو ابوالربيع الشامي قَالَ: دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، وَالْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، فِيهِ الْخُرَاسَانِيُّ وَالشَّامِيُّ وَمِنْ أَهْلِ الْآفَاقِ، فَلَمْ أَجِدْ مَوْضِعاً أَقْعُدُ فِيهِ، فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَكَانَ مُتَّكِئاً، ثُمَّ قَالَ: “يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ، اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ عِنْدَ غَضَبِهِ، وَمَنْ لَمْ يُحْسِنْ صُحْبَةَ مَنْ صَحِبَهُ، وَمُخَالَقَةَ مَنْ خَالَقَهُ، وَمُرَافَقَةَ مَنْ رَافَقَهُ، وَمُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَهُ، وَمُمَالَحَةَ، مَنْ مَالَحَهُ؛ يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ، اتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَلَا حَوْلَ ولاقوه إِلَّا بِاللَّهِ”*.
وخاطب عليه السلام شيعته وأصحابه قائلاً أوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار..فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق الحديث، وأدّى الأمانة وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، فيسرّني ذلك، ويدخل عليّ منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه، وعاره وقيل: هذا أدب جعفر.
فنحن عندما نلتزم قيم اهل البيت واخلاقهم وسلوكهم فاننا لا نقدم صورة مشرقة عن انفسنا فقط وانما نقدم صورة مشرقة عن اهل البيت وادبهم واخلاقهم وعن نهجهم، وعندما نكون على غير ما علمونا وعلى خلاف الصورة التي اردوها لنا فاننا لا نقدم صورة مشينة عن انفسنا وانما نسيء الى اهل البيت وخطهم ونهجهم لاننا ننتمي اليهم وننتسب الى مذهبهم وخطهم ونحسب انفسنا من اتباعهم وشيعتهم.
هذه هي بعض وصايا الإمام الصادق (ع) لاتباعه وشيعته، ونحن عندما نقف مع هذا الإمام العظيم ومع هذه القيم الكبرى التي تتصل بسلوكنا وبعملنا وباسلوب تعاملنا مع الآخرين، حري بنا أن نلتزم بها وان نقدم الصورة المشرقة عن مذهبنا وانتمائنا وانتسابنا لهم، لأن ذلك هو معنى الولاية لاهل البيت (ع) والالتزام بنهجهم وخطهم.
قبل يومين مرت الذكرى 22 للانتصار والتحرير ، ذكرى تحرير الجزء الأكبر من أرضنا في جنوب لبنان وإخراج العدو الصهيوني وعملائه أذلاء صاغرين بلا قيد وبلا شرط من أرضنا، في 25 ايار عام 2000، وكان انتصاراً تاريخياً وعظيماً .
من أهم المعادلات التي ثبتها وكرسها انتصار ايار 2000 هي معادلة القوة في لبنان، فلبنان القوي بمقاومته وجيشه وشعبه هو الذي فرض على العدو الاسرائيلي، أن يخرج مهزوماً ذليلاً من دون ان يحصل على أي مكاسب او يتمكن من فرض أي شروط .
ما حصل في 25 أيار 2000 هو انتصار واضح وعظيم للبنان ولمعادلة القوة في لبنان . وقد اعترف العالم كله وفي مقدمه الإسرائيلي والامريكي بهذه القوة وسلم الجميع بعد العام الفين بان هناك قوة حقيقية موجودة في لبنان سماها الاسرائيلي بالتهديد الاستراتيجي،وهو يتعاطى معها على هذا الاساس، وهذا ما تؤكده التصريحات والاجراءات والمناورات التي يجريها العدو بين الحين والاخر .
لقد عمل الاسرائيلي والامريكي وحلفاؤهما ولا زالوا وبكل الوسائل للتخلص من هذه القوة ومن حزب الله والمقاومة ، فشنوا الحروب، وجربوا العقوبات والحصار والتضييق والفتن والمؤامرات والحملات السياسية والاعلامية وصولا الى الانتخابات النيابية لاضعاف حزب الله ، ولكنهم فشلوا ، وخرج حزب الله من كل هذه المؤامرات والمحن والاستحقاقات أقوى واشد واصلب وأكثر حضورا ، وهو اليوم أقوى من اي زمن مضى شعبيا وسياسيا وجهاديا.
اليوم حزب الله يمثل جزءا اساسيا من معادلة قوة الردع و الحماية التي تمنع العدو الاسرائيلي من تحقيق أي من أطماعه، أو ممارسة أي من تهديداته، وكما أن العدو يعمل على انهاء هذه القوة وازالتها والتخلص منها، فان المطلوب في المقابل أن نعرف كلبنانيين أهمية هذه القوة في الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه وثرواته وأن نعمل لنحافظ على هذه القوة لكي نتمكن من مواجهة الاطماع والتهديدات، بدل ان يعمل البعض على ازالتها والتخلص منها.
من يجعل في اهدافه واولوياته نزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من هذه القوة هو يتماهي مع الاسرائيلي والامريكي ويحاول عبثا تحقيق ما عجزا عنه.
نحن بهذه القوة إستطعنا أن نحرر أرضنا، وبهذه القوة نستطيع ان نحمي بلدنا وثرواتنا وغازنا ونفطنا ونمنع العدو من سلب خيراتنا ومواردنا.
اليوم في ظل تفاقم الازمات، من ازمة الكهرباء الى ازمة الغلاء والدواء والارتفاع الجنوني للدولار، يجب ان تكون الأولوية المطلقة لدى الجميع هي معالجة هذه الازمات وتقديم الهم المعيشي والاقتصادي على كل الاهتمامات الاخرى ،واذا كنا نختلف على العديد من القضايا الاساسية فان مما لا يجوز ان نختلف عليه هو ان الاولوية في هذه المرحلة هي للشان المعيشي ومعالجة الملفات الحياتية والتنموية والبحث في كيفية تفعيل الاستفادة من ثرواتنا النفطية والغازية لانقاذ البلد.
لقد وصل البلد الى مرحلة حساسة جدا فاذا لم نوقف السجالات والعنتريات ولم نبادر لتحمل مسؤولياتنا الوطنية والاخلاقية ونعمل على قاعدة الشراكة فنحن ذاهبون نحو الفشل والفوضى والانهيار الشامل .
نحن في حزب الله نمد ايدينا لكل الحريصين على انقاذ البلد للتعاون والشراكة، ونعاهد اهلنا باننا سنعمل على كل ما وعدناكم به، كما قال سماحة الامين العام حفظه الله قبل ايام، وسنحضر بشكل أفضل وبجدية أعلى حتى من الفترة السابقة، وسنكون معكم سواء من خلال وجودنا في الدولة ومؤسسات الدولة أو من خلال إمكاناتنا الذاتية ، لن نبخل بشيء، وخصوصا على الناس الذين لم يبخلوا بشيء، لا بالدماء ولا بفلذات الاكباد ولا بالحضور ولا بالتأييد ولا بالصوت.
المصدر: موقع المنار