كلما اتضحت النتائجُ السياسيةُ لفرزِ الصُوَرِ الانتخابية، فرزَ المتربصونَ بالبلادِ المزيدَ من سمومِ الازمات.

وقبلَ ترتيبِ المشهدِ النيابي لاطلاقِ السباقِ المفترضِ بينَ الافرقاءِ لاجتراحِ حلولٍ اقتصاديةٍ وسياسية، نظّمَ البعضُ ماراتوناً للازمات، فسابقَ سعرُ الرغيفِ صفيحةَ البانزين، وغابَ الطحينُ الا عن المحظيين، وحَكَمَ الدولارُ كلَّ الاسعار، وتَقطعت اخبارُ الكهرباءِ وغابت تغذيتُها، فيما حَضَرت ازمةُ الاتصالاتِ والإنترنت بقوة، على ابوابِ آخرِ الايامِ الحكومية، ما جَعَلَ اللبنانيَ غيرَ قادرٍ على احاطةِ اخبارِ الازماتِ قبلَ التعاملِ معها.

ولمعرفةِ المشهدِ اللبناني لا بدَّ من قراءةِ الاميركي لاستيضاحِ مسارِ تسعيرِ الازمات، فما حَقّقَهُ خصومُ حزبِ الله في الانتخاباتِ غيرُ كافٍ بحسَبِ اولِ تعليقٍ لمُساعدِ وزيرِ الخارجيةِ الاميركيةِ السابق – والمؤثرِ الدائمِ في كواليسِ دبلوماسيةِ بلادِه – ديفيد هيل، وما حَقّقَهُ الثنائيُ حزبُ الله – حركةُ امل يُعطِيهُما تأثيراً حاسماً في الخياراتِ السياسيةِ المقبلةِ بحسَبِ هيل .

اما حِسبةُ حلفاءِ الدبلوماسي الاميركي فلا تزالُ على بدائيتِها، رغمَ كلِّ الارقامِ التي جَعلت المشهدَ واضحاً . ورغمَ خطابِ اليدِ الممدودة الذي قدّمَهُ الثنائيُ وحلفاؤه، بَقِيَت يدُ رئيسِ حزبِ القوات مغلولةً عن ايِّ نيةٍ او حديثٍ عن حكومةِ وحدةٍ وطنية، فيما ضَياعُهُ بينَ الارقامِ لا يزالُ يُحرِّكُ فيهِ نشوةَ انتصارٍ غيرِ مفهومٍ الا على جداولِ معراب، واصرارٍ على نزالٍ سياسيٍّ في عزِّ الحاجةِ الى التعقلِ والانتظار، فاتحاً نيرانَه السياسيةَ على رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري، عبرَ رفضِ توليهِ رئاسةَ المجلسِ النيابي في الولايةِ الجديدة..

في جديدِ المشهدِ الصهيوني ضياعٌ سياسيٌ قد يقودُ الى حلِّ الكنيست وتطييرِ الحكومة، وفشلٌ عسكريٌ قد يؤدي الى مزيدٍ من الاشتباكِ معَ اهدافٍ وهمية، وهو ما عاشَه الصهاينةُ اليومَ خلالَ تفعيلِ منظومةِ دفاعِهم الجوّي عن طريقِ الخطأِ قربَ الحدودِ معَ لبنان، متوهمينَ هدفاً جوياً دخلَ اجواءِ الكيان، وهو ما جرى في عزِّ استنفارِ منظوماتِه العسكريةِ والامنيةِ في اكبرِ مناورةٍ استثنائية..

المصدر: قناة المنار