أشار السيّد علي فضل الله، الى ان “الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب يترك تداعياته على لقمة عيش اللبنانيين وقدرتهم على تأمين أبسط مقومات حياتهم على صعيد الغذاء والدواء والاستشفاء، ودفع البعض إلى أن يهيموا على وجوههم في بلاد الله الواسعة إلى مصير مجهول من دون أن يبدو في الأفق بصيص أمل للخروج من هذا النفق، بل باتوا يُبشرون بأن قادم أيامهم سيكون أصعب من حاضره بعدما أفرغت خزينة الدولة وذهب جنى عمر اللبنانيين أو يكاد بسبب سياسات الفساد والهدر، وسوء الإدارة”، معتبرا ان “الخارج بات الملاذ الوحيد الذي تسعى الدولة لاسترضائه لوقف الانهيار، والذي لا نمنحه البراءة من ان يكون سبباً لما آل له البلد وهو لن يقدم أي دعم إلا بناء على شروطه واملاءاته ومما لا طاقة للمواطنين على تحمل اعبائه أو وزره”.
وفي خطبة العيد، تابع السيد فضل الله “نقول للبنانيين أن لا خيار لكم لتجاوز هذه المرحلة إلا أن تتعاونوا وتتكاتفوا بأن يسند غنيكم فقيركم وقويكم ضعيفكم وان لا يدفعكم الجشع وحب المال لاستغلال بعضكم بعضا”. وحيا “روح التعاون والتكافل التي تأتي من أفراد وجهات مقيمين ومغتربين والتي ساهمت وتساهم في التخفيف من معاناة من يحتاج إلى عون وفي صموده أمام هذا الواقع الصعب ونريدها أن تتسع لتكون على مساحات الوطن، وفي الوقت نفسه نريد لهذا التعاون أن يصل لإحداث تغيير في هذا الواقع المأساوي الذي وصلنا إليه بإنتاج طبقة سياسية جديرة بهم تحمل هموم الناس وتطلعاتهم”.
واضاف السيد فضل الله “نقول للبنانيين الذين يستعدون لموسم انتخابي أن قرار هذا البلد ومستقبله بأيديكم، نريدكم ان تكونوا أمناء على أصواتكم فلا تضيع في الحسابات الخاصة أو تخضع لإغراء هنا أو تهديد هناك… اختاروا الامناء الصادقين، الجادين في إخراج البلد من النفق المظلم الذي دخل فيه لا تصغوا إلى الشعارات الفضفاضة ولا إلى الخطابات الشعبوية بل إلى المواقف العملية والواقعية والقابلة للتحقق التي توصل الوطن إلى شاطئ الامان ولا تلدغوا مجدداً من جحور من أفسدوا وشرعوا البلد ليتلاعب به الخارج، أن أصواتكم مسؤولية أمام الله أولا وأمام الناس والأجيال القادمة في مرحلة هي أصعب المراحل على البلد وتحدد مصيره ما بين البقاء أو الضياع أو الارتهان”.
وراى انه “لا بد من التنبه إلى خطر العدو الصهيوني الذي لا يزال يتهدد لبنان في البر والبحر والجو وفي ثروته الوطنية وندعو إلى تراص الصفوف في مواجهة غطرسته بمزيد من الوحدة والإبقاء على مواقع القوة فيه وأن لا تكون ساحة للتجاذبات والصراعات والانقسامات، فالحريصون على هذا البلد لا يفرطون بمواقع القوة فيه بل يحفظونها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام