دخلت العملية العسكرية في روسيا يومها السادس والستين، مع استمرار القوات الروسية استهدافها المنشآت العسكرية الأوكرانية. في الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية الروسي عن استعداد بلاده لاستمرار المفاوضات، على أن يكون رفع العقوبات على رأس جدولها، في وقت دعا فيه الرئيس الأوكراني “الدول الضامنة” إلى ارسال مقاتليها في أسرع وقت ممكن.
وفي سياق التطورات العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن “إسقاط 18 مسيرة وتدمير منشآت عسكرية أوكرانية منها مواقع قيادة، وبطارية من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة، ومحطة رادار، فضلا عن تصفية مراكز تجمع للمسلحين”.
وجاء في التقرير اليومي لوزارة الدفاع الروسية “استهدفت المقاتلات الجوية الروسية تسع مناطق لتمركز المعدات العسكرية وتجمع المسلحين، كما تمت تصفية أكثر من 120 متطرفا، بالإضافة إلى تدمير أربع دبابات وست عربات مدرعة”.
وتابع التقرير “خلال الليل استهدفت المدفعية الروسية 389 هدفا عسكريا أوكرانيا، من بينها: 35 نقطة قيادة، و41 معقلا، و169 منطقة تمركز للمعدات العسكرية والمسلحين، و33 موقعا للمدفعية، بالإضافة إلى 15 مستودعا للأسلحة الصاروخية والمدفعية والذخيرة”، مضيفاً “تم إسقاط صاروخين أوكرانيين من منظومة Smerch فوق منطقة دونيتسك الشعبية ومنطقة خاركوف”.
على المستوى السياسي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا “تؤيد استمرار المفاوضات مع أوكرانيا”، منوها بأن جدول المفاوضات مع أوكرانيا “يتضمن رفع العقوبات”.
وأضاف لافروف في مقابلة مع وكالة “شينخوا” “إنهم (الدول الغربية) في الواقع يشجعونهم على القتال حتى آخر أوكراني، حيث يضخون السلاح إلى البلاد (أوكرانيا) ويرسلون المرتزقة إلى هناك. ولوحظ أن القوات الخاصة الأوكرانية، بمساعدة الغربيين، نظمت حملة دموية شديدة الاستفزاز في بوتشا، بما في ذلك من أجل تعقيد عملية التفاوض.. لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاقات إلا عندما تبدأ كييف في الاسترشاد بمصالح الشعب الأوكراني، وليس من قبل مستشارين عن بعد”.
وتابع لافروف قائلاً “تجري المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا فعليا على أساس يومي عبر رابط الفيديو، وتناقش الوفود مسودة اتفاقية محتملة.. يجب أن تحتوي الوثيقة على عناصر من حالة ما بعد الصراع، مثل الحياد الدائم (لأوكرانيا)، والوضع غير النووي وعدم الانحياز، ونزع السلاح، وكذلك ضمانات أمنها.. تتضمن أجندة المفاوضات أيضا قضايا نزع النازية، والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة، ورفع العقوبات، ووضع اللغة الروسية، وغيرها.. إن تسوية الوضع في أوكرانيا ستساهم بشكل كبير في وقف تصعيد التوترات العسكرية السياسية في أوروبا وفي العالم أجمع”.
وأوضح لافروف أن “روسيا تشارك الدبلوماسيين الصينيين المعلومات حول تقدم المفاوضات، وهي ممتنة لبكين، وكذلك لشركاء بريكس الآخرين، على موقفهم المتوازن بشأن القضية الأوكرانية”.
كما أعرب وزير الخارجية الروسي عن ثقته في استعادة الروابط الثقافية والروحية والاقتصادية التي توحد الروس والأوكرانيين “فيما يتعلق بالعلاقات الروسية الأوكرانية، تهتم روسيا بأوكرانيا سلمية وحرة ومحايدة ومزدهرة وودودة. وعلى الرغم من المسار المناهض لروسيا للقيادة الحالية، فإننا نتذكر التاريخ الممتد لقرون من الثقافة والروحية والاقتصادية الشاملة”.
كما لفت وزير خارجية روسيا إلى أن “الغرض من العملية الخاصة في أوكرانيا هي حماية الجمهوريتين وضمان أمنهما وأمن روسيا، وتأتي في سياق رد الفعل على ما كان يفعله الناتو في أوكرانيا”. وأضاف لافروف في تصريح صحفي “لمدة 8 سنوات طويلة، كان الناس في دونباس (حيث تقع هناك جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك) ضحايا للعدوان الأوكراني، لقد قتل حوالي 14 ألف شخص، ودمرت البنية التحتية، ارتكب النظام الأوكراني هناك عددا كبيرا من الجرائم”.
هذا ولفت إلى أن العملية العسكرية الروسية الخاصة هي “رد فعل على ما كان يفعله الناتو في أوكرانيا. لقد حرضوا هذا البلد ضد روسيا. تم تزويدهم (الأوكرانيين) بأسلحة هجومية، بما في ذلك أسلحة يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية، وتم بناء قواعد عسكرية هناك، بما في ذلك على بحر آزوف. وأجريت عشرات التدريبات العسكرية، ونُفذ الكثير منها على أراضي أوكرانيا بمساعدة الناتو. وكانت معظم هذه التدريبات موجهة ضد مصالح روسيا. لذا فإن الغرض من هذه العملية الروسية هو التأكد من أن هذه الخطط لن تتحقق. ستنتهي العملية بمجرد تحقيق الأهداف التي وصفتها”.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في مقابلة مع وسائل إعلام بولندية، إن “الضمانات الأمنية لكييف يجب أن تستند إلى إرسال الدول الضامنة قواتها العسكرية في أسرع وقت ممكن”.
هذا ودعت السفارة الروسية لدى واشنطن، الولايات المتحدة، إلى “التوقف عن نشر معلومات مضللة هدفها الاستفزاز تتحدث عن نية روسيا استخدام أسلحة دمار شامل في أوكرانيا”. وجاء في بيان صادر عن السفارة الروسي “نواجه مرة أخرى بشكل فج اتهامات بأننا نمتلك أسلحة كيميائية غير معلن عنها وننوي استخدامها، نود أن نذكر لنائبة وزير الخارجية لشؤون الرقابة بوني جينكينس أنه في سياق العملية العسكرية الروسية الخاصة (في أوكرانيا) تلقت وزارة الدفاع الروسية معلومات لا تقبل الشك بأن الولايات المتحدة كانت تستعد لاستفزازات لاتهام القوات الروسية باستخدام أسلحة دمار شامل في أوكرانيا”.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن العديد من الفرنسيين الذين قرروا استقبال اللاجئين الأوكرانيين، بعد شهرين من تصعيد الأزمة في أوكرانيا، “بدأوا يشعرون بالإرهاق وخيبة الأمل”. وبحسب الصحيفة ، يتلقى حوالي 70 ألف أوكراني في فرنسا حاليا إعانة حكومية قدرها 426 يورو شهريا، وفقا للمكتب المحلي للهجرة “غالبا ما تكون هذه الأموال غير كافية للقادمين حتى يتمكنوا من إعالة أنفسهم، في الوقت نفسه، فإن الفرنسيين الذين يوفرون السكن للاجئين لا يتلقون أي مدفوعات مقابل مساعدتهم”.
ووفقا لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اعتبارا من 26 نيسان/أبريل، “تجاوز عدد اللاجئين الذين غادروا أوكرانيا منذ 24 فبراير 5.3 مليون شخص. ومن بين هؤلاء، ذهب أكثر من 2.9 مليون لاجئ إلى بولندا، وأكثر من 793 ألفا إلى رومانيا، و 627.5 ألف إلى روسيا، وأكثر من 502 ألف إلى هنغاريا”.
المصدر: روسيا اليوم