العمليات في العمق المحتل.. “إسرائيل” على “إجر ونص” – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

العمليات في العمق المحتل.. “إسرائيل” على “إجر ونص”

عملية بني براك
ذوالفقار ضاهر

 

شكلت العمليات البطولية في الاراضي الفلسطينية المحتلة الرد العملي على قمة النقب التطبيعية مع العدو الاسرائيلي، فالابطال الذين نفذوا هذه الهجمات النوعية يمثلون النماذج الحقيقية للشعب الفلسطيني الرافض بالتنازل عن أي حق من حقوقه او الاعتراف بكيان العدو الاسرائيلي، ولو اجتمع العالم كله معترفا ولو كان من ضمن هؤلاء انظمة عربية وقيادات خائنة طاعنة بظهر القضية الفلسطينية ومقدساتها.

فالشعب الفلسطيني الذي أسقط كل المؤامرات عبر الزمن التي رُسمت لإسقاط قضيته وحقوقه، لن يتردد اليوم في إرسال الرسائل لكل من يعنيهم الامر بأن لا أحد يملك الحق بالتفاوض على الحقوق الفلسطينية وعلى القدس والمسجد الاقصى او على أي حبة تراب من أرض فلسطين التاريخية التي ستبقى موحدة لا تتجزأ مهما سعى العدو لتقطيع الاوصال او صناعة “دولة” ممسوخة، خاصة ان الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى السادسة والأربعين لـ”يوم الأرض” على وقع تصاعد العمليات البطولية التي هزت أركان كيان العدو الصهيوني واكدت انه اوهن من “بيت العنكبوت”.

“فالعملية البطولية التي نفذها الشهيد البطل ضياء حمارشة أوجعت الكيان الصهيوني بأكمله وأعادت رسم خارطة الوطن عشية ذكرى يوم الأرض”، كما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ففلسطين حق تاريخي لأهل الارض الحقيقيين، ورأى هنية ان “.. هذه العملية البطولية رسالة بأن المستقبل مرهون بأيدي أصحاب الأرض الشرعيين وليس الكيان أو من يطبع وينسق معه”، فعملية “بني براك” قرب تل ابيب تؤكد ان الشعب الفلسطيني حاضر في الزمان والمكان المناسبين لاعادة تصويب البوصلة العربية والاسلامية ولافشال محاولات العدو الاسرائيلي مستعينا بأصدقائه في بعض الانظمة العربية لكيّ الوعي ومحو بعضا من الذاكرة والإيحاء ان هذا الكيان المؤقت بات “صديقا” للعرب والمسلمين، فكل هذه “القمم التجميلية” لن تضفي على العدو أي شرعية مزيفة او صورية.

والعمليات الشجاعة والنوعية التي نفذت خلال بضعة أيام في العمق الفلسطيني المحتل، تؤكد ان الخيار الأوحد للفلسطينيين هو المقاومة الشاملة العابرة للمناطق والفصائل والتنظيمات، المقاومة الجامعة لكل فرد من أبناء هذا الشعب المتوقد بالثورة والذي يبهر العالم -وبالتحديد العدو الاسرائيلي ومن يطبع معه ومن يدعمه وينسق معه أمنيا- بخلق المفاجآت والتنويع في الاساليب الفعالة بقهر الاحتلال وإذلاله وإشغاله.

كما تشكل هذه العمليات النوعية من الناحية الامنية فشلا ذريعا لكل منظومة الاجهزة والمؤسسات التي يتغنى العدو بقدراتها اللوجستية والتقنية والبشرية، فهي “صفعة قوية للعدو الصهيوني في قلب كيانه الغاصب..”، كما وصفها بيان حزب الله الذي أشاد بعملية الشهيد حمارشة، وأوضح حزب الله “لقد أثبتت العملية الشجاعة(قرب تل ابيب) ان لا مكان آمن لمستوطني الاحتلال وجنوده في اي بقعة من تراب فلسطين الطاهر”.

هذه العمليات(دهس، طعن، اطلاق نار…) التي لم تتوقف في يوم من الايام بل شكلت سلاحا خفيا نوعيا ومرعبا بيد كل شاب وفتاة فلسطينية سواء في مختلف مناطق القدس والضفة المحتلتين او داخل الاراضي المحتلة عام 48؛ هذا السلاح يمكن استخدامه في كل وقت وحين وفي كل لحظة تسنح فيها الفرصة، ما يجعله سلاحا مؤلما وقنبلة موقوتة خفية تنفجر خوفا في كل ساعة بكيان الاحتلال وقادته ومستوطنيه لانها تسلب منهم الراحة والامن والامان وتجعلهم يعيشون أصعب الاوقات.

ولا شك ان استمرار هذه العملية وبوتيرة متصاعدة سيجعل العدو الاسرائيلي في كل فلسطين يقف على “إجر ونص” بشكل دائم بدون أن يحصل على أي فرصة لالتقاط انفاسه، فهنا لا توجد معادلات تحكمها قواعد ردع او قوة ولا يمكن إدخال وسيط من هنا او من هناك للضغط على فلان او التأثير على هذا التنظيم او ذاك، فالمنفذ هنا هو شاب سلاحه هو سكين في المطبخ او سيارة يركنها قرب المنزل او بندقية حصل عليها بشكل او بآخر، وبالتالي هذه العمليات قنابل موقوتة متواصلة ستفجر الكيان المؤقت الغاصب من داخله وستساعد في تفكيكه وزواله بأسرع مما نتوقع…

المصدر: موقع المنار