برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران نظم مركز الدراسات اللبنانية القانونية والسياسية في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية لقاءً حوارياً حول كتاب “السياسة الخارجية الإيرانية “، للباحث الايراني الدكتور عباس خامه يار الصادر عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي وذلك في قاعة كمال جنبلاط في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في الحدث .
حضر اللقاء حشد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية والدبلوماسية والأكاديمية والثقافية والإعلامية والطلاب والطالبات تقدمهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد و وزير العمل مصطفى بيرم، الوزير السابق الدكتور عدنان منصور ممثلا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وممثل وزير الثقافة القاضي الدكتور بسام مرتضى ، مطران السريان الارثوذكس جورج صليبا ،النائب الدكتور علي فياض ، ممثل السفير الايراني في بيروت السيد محمد جلال فيروزنيا المستشار السياسي في السفارة الايرانية السيد علي اصغري , رئيس مجلس امناء تجمع العلماء المسلمين الشيخ غازي حنينة , مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف ،الملحق الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت السيد محمد رضا مرتضوي,النائب السابق زاهر الخطيب , رئيس جامعة المصطفى العالمية في بيروت الشيخ مهدوي مهر , ومستشار وزير النقل الدكتور قاسم رحال وممثل شيخ عقل طاىفة الموحدين الدروز الأستاذ أسامة ذبيان والدكتور ناصر زيدان ،عضو المكتب السياسي في حركة امل حسن قبلان ,عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية الدكتور وائل نجم , مدير كلية الحقوق الدكتور جهاد بنوت ومدير الدراسات في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي الشيخ محمد زراقط وشخصيات أخرى دينية وثقافية.
بعد النشيد اللبناني والايراني ونشيد الجامعة اللبنانية , ترحيب وكلمة لمدير اللقاء الدكتور وسام اسماعيل .
بعد ذلك تحدث عميد كليه الحقوق والعلوم السياسية والإدارية الدكتور كميل حبيب ممثلاً رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران فأكد على أهمية هذا الحدث العلمي والأكاديمي وان الجامعة اللبنانية مفتوحة لجميع النقاشات والحوارات وقدم أيضا مداخلة نقدية عن الكتاب داعيا لإعادة قراءة تجربة العلاقات العربية الإيرانية وتطويرها .
وقال : يخرج د. خامه يار عن هذا المألوف النظري في شرحه المميّز لمبادئ واهداف وأسس وكيفية صنع القرار في السياسة الخارجية الايرانية؛ إضافة لمعالجته للمؤثرات المادية وغير المادية الضاغطة في كافة مراحل تطوّر السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية. نقول بالمؤثرات الضاغطة على صناع القرار تماشيّاً مع ما فنده المؤلف من خلاصات حول ما أسماه النظريات المتضاربة في السياسة الخارجية الايرانية:
– بين “أم القرى” وبناء الدولة النموذج
– بين الايدولوجيا وقواعد النظام الدولي
– بين تأمين المصالح الوطنية؛ وفي نفس الوقت؛ والمصالح الاسلامية.
اضاف الدكتور كميل حبيب “لا يمكن لأي محلل ان يقرأ في السياسة الخارجية لأية دولة دون الغوص في آلية صنع القرار والتفاعل الذي تنتجه بين المؤسسات ذات الصلة. وعليه؛ ناقش المؤلف بإسهاب طبيعة عمل هذه المؤسسات في رسم السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية. وهذه المؤسسات هي: القائد. مجلس الشورى الإسلامي، مجلس صيانة الدستور؛ مجلس الخبراء؛ مجلس تشخيص مصلحة النظام؛ السلطة التنفيذية، والقوى غير الرسمية من رأي عام؛ وأحزاب وجماعات الضغط. هذا يعني ان السياسة الخارجية الايرانية ترسم كنتاج لتفاعل المؤسسات وليست مطلقا فردية او تختص بمؤسسة واحدة”.
وثمّن اقتراح د. خامه يار في معرض نقاشه للعلاقات العربية- الإيرانية المثقلة بشواهد التاريخ وأساطيره؛ بقوله: “علينا ان تسعى لرفع سو الفهم ما أمكن لصعوبة القضاء عليه تماما.
وفي رأي قال الدكتور كميل حبيب ,فإن التدخّل الخارجي قد فعل فعله في منع التعاون الاقليمي بين إيران وجيرانها الذين تجمعهم الجغرافيا والتاريخ والدين والمصالح المشركة والموارد المشتركة. المشكلة ليست في القرارات المتباينة لأحداث التاريخ وفيه اشراقات مضيئة في الادب والشعر والعلوم، والمشكلة ليست فقهية بل المغطاة بالتنوع الطائفي، افلا يكفي ان النبي العربي يوحدنا والقدس تجمعنا.
وشدد على انه لمن نكد الدهر انه في زمن الشاهنشاهية التي اغفلت الاسلام من مشهد أربعة عشر قرناً من التاريخ؛ وتصدّت لكل حركة قومية عربية؛ وحاولت الهيمنة على الجوار الجغرافي والثقافي العربي؛ كانت العلاقات الايرانية مع جيرانها بأحسن صورها وأفضل مراحلها منذ العصور الغائبة. والمشكلة اليوم لا تكمن في امتلاك طهران للقنبلة النووية؛ وهي التي رفضت ذلك انطلاقاً من قيمها الإسلامية، بل في منع الجمهورية الاسلامية من توظيف طاقاتها النووية في خدمة المستضعفين وبالتالي اكتساب حلفاء جدد على مساحة العالم. المشكلة الثانية في علاقات بعض العرب مع الجمهورية الاسلامية تتعّلق بالآفاق المستقبلية للقضية الفلسطينية في زمن التطبيع. فالنسبة لإيران وقوى جبهة الممانعة العربية؛ اسرائيل غدّة سرطانية أكثر من ذلك إذا كان موقف إيران من الكيان الصهيوني نابع من فهمها العميق للإسلام؛ او ليست المسافة التي تفصل العرب عن تحرير القدس هي من تحدد هويتنا العربية.
وختم كلمته الدكتور “انني اعتبر الكتاب مادة علمية لكل المهتمين بالقضايا الاقليمية والشرق أوسطية. كما اتمنى على طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية اقتناء هذا الكتاب لما يقدمة من دراسات نظرية وتاريخية لم يغب فيها التحليل العلمي قيد أنملة. مع تحياتي لروح الدكتور غضنفر ركن أبادي، خريج كلية الحقوق والعلوم السياسية؛ والذي عمل كسفير لبلاده وللجامعة اللبنانية”.
اما وزير الخارجية الأسبق الدكتور عدنان منصور فكانت له كلمة عرّف خلالها بالكتاب مؤكدا أهمية ما تضمنه من معلومات للتعريف بالنظام السياسي في إيران ورؤية إيران على صعيد العلاقات الخارجية .
وقال : لكل من يتتبع تطورات الاوضاع في ايران والمنطقة المحيطة بها يرى ان مسيرة السياسة الخارجية لإيران ومنطلقاتها كانت واضحةٌ وقد لاحظها جيدا الدكتور عباس خامه يار هو يتابع مسارها بكل تفاصيلها الواضحة بشفافية ودقةٍ كاملة.
إيران التي هي جزء من العالم الاسلامي؛ تقعٌ في منطقة جيوسياسية باستراتيجية حماس في الشرق الاوسط. ما يحتم عليها ان تتفاعل معها تؤثر وتتأثر ؛ تفعل وتتفاعل، وهذا ما لا يُرضي القوى العالمية الكبرى التي هيمنت وسيطرت على دول المنطقة لعقودٍ وقرون، والتي تريد ان تُبقي إيران في دائرة نفوذها مجردة من اي قوة وتأثير. جاءت الثورة لترفض سياسات التعنية والانحياز، فكان على إيران، ان تدفع ثمنا باهظا بسبب مبادئها ومواقفها الثابتة؛ فرضته عليها قوى العدوان والتسلط مجسدة بنظام صدام حسين، فكانت الحرب المفروضة. عليها عام 1980؛ بعد سنة من قيام ثورتها. وكان على إيران أن تتحمل العقوبات الاقتصادية والمالية “والتجاريةٌ القاسية؛ كونّها تقف مع قوى التحرر في مواجهتها لدولة، الاحتلال الصهيوني في فلسطين؛ وتدعم قوى المقاومة التي تواجه قوى الإرهاب التي تهدد وحدة وسيادة وامن دول المنطقة كلها .
واشار منصور الى انه و أمام ما تقدم كان على السياسة الخارجية الايرانية أن تعكس القيم والمبادئ التي تمسكت بهاء وقامت عليها. ‘لذلك كانت “صناعة قرار السياسة الخارجية الايرانية؛ تعبر عن روح النظام بكل مؤسساتهِ الدستورية؛ ولترسمٌ العلاقات العميقة مع الدول الشقيقة والصديقة المحبة للعدل والسلام لتنسج معها روابط متينة على مختلف الصعد ء دون أن يثنيها ذلك عن التصدي لسياسات الدول الكبرى وتدخلاتها في شؤون إيران الداخلية؛ وشؤون دول المنطقة كلهاء نظرا لما تشكله هذه التدخلاتٌ من تهديد, مباشر للأمن القومي الايراني؛ ولأمن المنطقة كلها؛ وهي المحاطة قوةعسكرية أجنبية .
وختم كلمته لقد سلط د. خامه يار الضوء بشكل لا لبس فيه على مسار إيران قبل الثورة عام 1979؛ وما عانته من قوى التسلط والنفوذ والاستغلال على مدى أكثر من قرنين من الزمن، مرورا بالسنوات الاولى للثورة؛ والحرب المفروضة المدمرة، والعلاقات الايرانية الاميركية؛ والايرانية الاوروبية؛ والإيرانية العربية؛ ووقوفها الى جانب الأنظمة الوطنية.
وكانت كلمة لرئيس مركز الدراسات القانونية والسياسية في كلية الحقوق الدكتور احمد ملي والذي اشاد بقدرات الدكتور عباس خامه يار العلمية والفكرية واصفا اياه بالرجل المُتصدى في الإطار الأكاديمي للمهام الصعبة.
اضاف: رسالة الماجستير التي اعدها تناولت موضوع العلاقة بين الإخوان المسلمين “والجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال تلك المرحلة كان حريصا على الحصول على مصادر أساسية وموثوقة حول هذا الموضوع كما انه لم يكتف بهذه المصادر بل عمد الى إجراء لقاءات ومقابلات عديدة بهدف الحصول على المعلومة الشفهية من رموز ممثلي الإخوان المسلمين.وفي مشروع الدكتوراه اختار الموضوع الذي نناقشه اليوم وهو السياسة الخارجية الإيرانية الذي يُعتبر من المواضيع المثيرة للاهتمام كونه متعدد الجوانب والأبعاد. فمن جهة هو مرتبط بالجيوبوليتيك والأنظمة السياسية المقارنة؛ كما أنه مرتبط بالنظام الإقليمي.
كما تحدث ملي عن الكتاب ودور إيران الإقليمي والدولي وضرورة معرفة الأسس التي تقوم عليها علاقاتها الخارجية، وطبيعة الحال. لا مجال للحديث عن السياسة الخارجية دون دراسة طبيعة النظام السياسي. والنظام السياسي في إيران له خصوصياته على اعتبار أن شرعيته تقوم على الشرعية الدينية؛ وقام على شعارات أساسية أبرزها “لا شرقية ولا غربية”.
هذا ولا يمكن إغفال أن هذا الموضوع هو من المواضيع السجالية؛ ونحن كمركز دراسات في كلية الحقوق والعلوم السياسية نقارب الأمور برؤية علمية وأكاديمية ولا ننساق الى المقاربات الشعبوية والذاتية.
وفي إطار السجال الذي يبرز حول موضوع السياسة الخارجية الإيرانية قال الدكتور احمد ملي ؛ هناك فئة تقوم بأبلسة إيران؛ وفئة ثانية تقوم بتمجيدها. نحن بالجامعة لسنا معنيين بالفئتين، بل نحن معنيون بمقاربة مجموع المصالح التي تخدم شعوب هذه المنطقة، وهذا ما يندرج في صميم الدراسة التي نناقشها. سوام أحبينا أم لم نحب؛ نحن أمام دولة باتت امام لاعب إقليمي بامتياز، وبالموضوع النووي باتت إيران طرف اساسي بمعادلة دولية متمثلة بمفاوضات فيينا.
واشار الدكتور احمد ملي انه عند مقاربة موضوع السياسة الخارجية لأي دولة لا بد من الإحاطة بدوائر اهتمامها الرئيسة. وعند الحديث عن السياسة الخارجية الإيرانية لابد من الاطلاع على دوائر عملها والتي يشكل المشرق العربي احدى الدوائر الأساسية فيها. فإيران كانت أحد أعضاء حلف بغداد وهو ما جعلها منذ الحرب الباردة في صلب ترتيبات أي نظام أمني إقليمي.
وبعد ثورة ظفار في عمان خلال الحرب الباردة التي كانت مدعومة من النظام الماركسي في عدن وكانت تؤرق سلطنة عمان. وإستناداً الى مبدأ نيكسون ونظرية الركيزتين التوأمين (Twin Pillars) التي تعتبر أن نظام المنطقة قائم على السعودية وإيران، دخل الجيش الإيراني في فترة حكم الشاه الى عمان وأنهى الانتفاضة في ظفار.
و ختم ملي كلامه بالقول فكرة أن إيران هي جزء أساسي من الإقليم هي حقيقة جيوبولوتيكية غير قابلة للنقاش، وهي ليست فكرة جديدة بل هي حقيقة ثابتة قديماً وحاضراً والأمثلة لا تعد ولا تحصى.
من جهته صاحب المؤلف المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور عباس خامه يار استعرض اهم الأسس التي تقوم عليها السياسات الإيرانية الخارجية وقال :ان الثورة التي انتصرت في ايران عام 1978- 1979 جاءت لتفرض حضوراً يتجاوز السياسات والإستراتيجيات العامة وسعت ووفقت ببناء دولة وشأن سياسي خاص بها. وربما لأول مرة تَطرح شعار «حكومة إسلامية» ومن ثم «جمهورية إسلامية» مبنية على أصول وأسس ونظرية «ولاية الفقيه».
اضاف “هذا نظام فريد وسياسته الخارجية، مبنيّة على هذا الأساس وناتج عنها.. مفاهيم جديدة كـ: معسكر، الإستكبار والإستضعاف، دعم المستضعفين، لا شرقية ولا غربية و…”.
وقال الدكتور عباس خامه يار ان الحديث عن أي جانب من الثورة الإسلامية في إيران دون الحديث عن الخلفية الثقافية والدينية والحضارية، سيكون أمراً ناقصاً، والحديث عن الخلفية دون الحديث عن ثنائية إيران والإسلام او تلازمية إيران والإسلام، بالتأكيد يعتبر أمراً ناقصاً، وأي شيء غير هذا غير مفهوم في القاموس الإيراني.
واشار الى ان هناك أسباب تاريخية عميقة دينية وثقافية أدت إلى بروز الخطاب الإسلامي المعاصر. وبدون معرفتها لا يمكن قراءة هذا الخطاب، قراءة صحيحة. التراث الإيراني ومنذ 15 قرناً انطبع بطابع الإزدواج والتلازم فالإسلام عندما دخل إيران، دخل بلد ذي ثقافة وحضارة ويمكن القول أن دخول الإسلام إلى إيران، كان أولى محطات الإسلام في تطوره التصاعدي الذي لم يلبث أن جعل منه حضارة قائمة بنفسها.
وشدد على ان إيران في احتضانها للإسلام لم تتخلَّ عن هويتها وحضارتها .وإعتنقت الإسلام بصدر رحب لأسباب معروفة.. ولشعارات المسلمين الفاتحين، العدالة الاجتماعية والمساواة .
واوصى الدكتور عباس خامه يار بضرورة مطالعة كتاب الخدمات المتقابلة لإيران والإسلام هذا التمسك بالهوية القومية من خلال الأدوار الأساسية التي كانت للأدب الفارسي على مدار التاريخ، والتي لم يفقدها حتى يومنا هذا والذي أثر كثيراً على نظامه الجديد وحكومته الإسلامية، ان جدل الهوية الإسلامية لإيران وهويتها القومية أنتج جملة في التنويعات الحضارية على مدى التاريخ الإسلامي. دستور الجمهورية الإسلامية ومنظومة علاقاتها الدولية وسياستها الخارجية ناتج عن هوية جامعة للفكر الإسلامي الإيراني المعاصر. وهذه الهوية الجامعة هي نتيجة دمج السلطتين السياسية والدينية. ودراسة هذه الهوية بحاجة الى دراسة الإتجاهات الثقافية والفكرية والسياسية والإجتماعية للقرون الأخيرة والتاريخ المعاصر لإيران. إيران منذ العهد الأموي، كانت مهداً للحركات المعارضة المتتالية، للحكم وللدكتاتوريات والاحتلال والغزوات. بين القرن الثالثعشر والخامسعشر للميلاد قامت ثورات كان خطابها الرئيسي مناهضة الاحتلال المغولي.
اضاف: لا ننسى النزعة الإستقلالية للشعب الإيراني عبر التاريخ.. ولا ننسى بأن الشعار الأول للثورة كان الإستقلال والنزعة الإستقلالية والحرية .
كما عرض الدكتور عباس خامه يار لظهور شخصيات مبدعين كتاب أمثال: فارابي، أبو ريحان البيروني، عمر الخيام، الإمام أبو حامد الغزالي، السهروردي، نصيرالدين الطوسي، الفردوس الرومي، سعدي، حافظ، ناصر خسرو، ملا صدرا و… أثرت بشكل كبير على مجرى الأحداث.ايران بثقافتها وبعطائها، التقت مع الحكم العباسي واوجدت الحضارة الإسلامية الكبرى فكانت بلاد فارس الحاضر الأبرز.
وعن الصعوبات التي واجهت الباحث الدكتور عباس خامه يار في بحثه، قال : ندرة المصادر وحداثة التجربة وجدة القيم الحاكمة للسياسة الخارجية والدور الإيديولوجي البارز في صنع القرار عند القيادة في هذه الفترة الزمنية بالذات والمليئة بالازمات الكبرى والاحداث المتسارعة محلياً واقليماً ودولياً الإنهيار السوفيتي، النظام العالمي الجديد و… في مرحلة من أخطر مراحل التاريخ السياسي المعاصر لها.
واضاف الدكتور عباس خامه يار حاولت ان اشرح في هذا الدراسة البنية المفاهيمية للسياسة الخارجية الإيرانية في العهد الجديد، عن المرتكزات الأساس للنظام، الأهداف والمباديء الأساس للعلاقاتها الدولية، لكيفية وهيكلية اتخاذ وصنع القرار في السياسة الخارجية.
تطرفت الى النظريات والرؤى المختلفة في السياسة الخارجية الإيرانية وعلاقاتها الدولية.. بدءً من الإتجاه القيمي المبنى على الأصولية الدينية والساعي الى إقامة المجتمع الإسلامي الموحد والعالمي.
الإتجاه الى بناء الدولة النموذج او نظرية امالقرى.
النقطة الأساسية والتي ربما شجعني لإصدار هذا الكتاب هو: نعرف كل الثورات انتهت وهجها بعد عقد او عقدين او ثلاث وتغيرت كثير من أهدافها التي بنيت عليها حين انطلاقها!
وختم قائلاً: اريد ان اسأل بكل وضوح وشفافية ومن خلال دراستي للعقد الأول للسياسة الخارجية الإيرانية هل تغيرت هذه السياسة في العقود التالية والثلاث الأخيرة؟ ومدى هذا التغيير؟
أترك هذه الإجابة والتقييم للقاريء الكريم واتصور من خلال هذا التقييم، يستطيع ان يحصل ويفهم الفارق الكبير وربما الإستثنائي بين الثورة الإسلامية وباقي الثورات في تاريخنا المعاصر ومن خلاله يستطيع ان يستشرف المستقبل لهذه الثورة ومحيطها الإقليمي.
ثم شكر الدكتور خامه يار الجامعة اللبنانية لاحتضان هذا الاحتفال وشكر المشاركين .
وفي الختام تم اطلاق الكتاب والتوقيع عليه.
المصدر: موقع المنار