أكد السفير الكازاخي في لبنان يرجان كاليكينوف أن “الوضع في كازاخستان بات مستقرا بعد محاولة انقلابية تسللت عبر تظاهرات بدأت في الثاني من كانون الثاني/يناير الجاري في ألماتي و4 مدينة أخرى، احتجاجا على رفع أسعار”، مؤكدا أن قوات حفظ السلام ستغادر البلاد خلال 10 أيام.
كلام كاليكينوف جاء في مقابلة خاصة مع وكالة يونيوز للأخبار، عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها كازاخستان مطلع الشهر الجاري. وأوضح السفير أن الاحتجاجات قادتها مجموعات ارهابية منظمة والتحقيقات الجنائية جارية لمعرفة هوية الانقلابيين والادوات التي استخدموها.
ولم يعلّق السفير كاليكينوف في حديثه مع يونيوز على وجود شكوك من قبل الحكومة بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بالاحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد. وأشار كاليكينوف أن جمهورية كازاخستان ملتزمة بالتعهدات الدولية في مجال حقوق الانسان ومواصلة نهج الاصلاح في إطار نظرية “الدولة المصغية” التي يتبناها الرئيس توكاييف”.
وأضاف، “إن وزارة الخارجية الكازاخية على اتصال دائم بالشركاء الدوليين بشأن كافة القضايا الراهنة المتعلقة بالتعاون الثنائي المتعدد الاطراف”، وكذلك تتعهد حماية البعثات الدبلوماسية والمستثمرين الاجانب والشركات الاجنبية في كازاخستان كونها بلد منفتح على الجميع وترحب بكل من يرغب بزيارتها.
وردا على سؤال حول امكانية تأثر اجتماعات أستانا بهذه الاحداث، وقد جرت دورتها الاخيرة في 21 كانون الاول/ديسمبر الفائت في دورتها الـ17 في نور سلطان، قال السفير كاليكينوف، “تقدم كازاخستان منصة لاستضافة هذه الاجتماعات وهي ستستمر بالوتيرة ذاتها كل 4 اشهر، وكازاخستان لن تتأخر في مواصلة استضافتها للحوارات الدبلوماسية ولن يؤثر عليها أي شيء”.
وأوضح كاليكينوف أن “الامور استقرت في غالبية المناطق، وشبكة الانترنت تعمل بشكل طبيعي لكنها تتقطع لساعة او اثنتين في بعض المناطق، وأمس عقد المجلس النيابي اجتماعه عبر الفيديو برئاسة فخامة الرئيس ويمكن القول بأن الدولة وقواتها تسيطران على الوضع”.
وكان قد شارك السفير الكازاخي في لبنان يرجان كاليكينوف في جلسة مع عدد من الباحثين والاكاديميين إعترض خلالها على بعض التوصيفات التي استخدمها بعض الاعلام اللبناني ووسائل اعلام غربية مثل “الثورة الملونة” والتي تحاكي الثورات المنظمة في اوكرانيا وبيلاروسيا.
وقال كاليكينوف خلال مشاركته في الجلسة: “أنا كدبلوماسي وكموظف حكومي من واجبي الاشارة الى حقيقة الامور، فقد حصل تلاعب بالاسعار من قبل احدى الشركات في ما يخص الغاز المسيل الذي شكل الوقود الرئيسي للسيارات وهو يخضع لبورصة الاسعار العالمية كما هو معروف، إلا أن الحكومة سرعان ما تدخلت للجم الارتفاع ولكن التظاهرات لم تتوقف”.
وأكمل: “في 5 كانون الثاني الجاري دعا الرئيس توقاييف الى الحوار وضبط النفس واعلن الاصغاء الى مطالب المتظاهرين جميعها، لكن الهجوم الكبير لعناصر ارهابية منظمة كان كبيرا على المنشآت الحيوية والبلديات والمقار الحكومية والمستشفيات وأحرق المقر الرئاسي في الماتي مثلا وبعض هذه العناصر الارهابية جاء من دول في آسيا الوسطى والشرق الاوسط، لكن لا يمكنني تحديد دولة معينة في انتظار انتهاء التحقيقات الجارية، وعلى اثرها سيتم ابلاغ المجتمع الدولي بحقيقة ما جرى وبالمحصلة تم القاء القبض لغاية اليوم على قرابة الـ10 آلاف شخص شاركوا في العملية الانقلابية”.
وتحدث السفير الكازاخي خلال مشاركته عن آخر المعطيات، قائلا: “قتل 18 ضباطا في انفاذ القانون على يد المتطرفين الارهابيين بحسب تعبير مصادر حكومية كازاخية، وعدد الجرحى في صفوف الجيش والشرطة بلغ 748 ومن الحرس الوطني، وجرح ألف مدني، كما ان الحكومة الكازاخية تقدّر الخسائر المالية من جراء اعمال النهب واعمال الشغب بنحو 200 مليون دولار”.
وأكمل: “أن أبرز ما جاء في خطاب الرئيس توقاييف المرئي في 7 يناير الحالي هو دعوات من شركاء أجانب للتفاوض من أجل حل سلمي للمشاكل، وكان علينا التعامل مع قطاع الطرق من مسلحين مدربين محليين واجانب، ولن يكون هنالك تفاوض مع الارهابيين.
المصدر: يونيوز