قال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى خلال رعايته ندوة ثقافية بعنوان “فلسطين في عيوننا: “أكرر أمامكم موقفا سبق لي أن أعلنته كوزير للثقافة في الجمهورية اللبنانية: أنا أدعو إلى التطبيع وأقطع جزما ويقينا أنه لا مناص من التطبيع. والتطبيع لغة، وهو جعل الأمر موافقا للطبيعة. أما الإحتلال الاسرائيلي فهو مخالف للطبيعة مناقض للقيم الإنسانية ومجاف للشرائع الدولية والحقوق الوطنية والقومية”.
أضاف: “إن التطبيع الحقيقي، الذي أدعو اليه، وأرى أنه لا محيد عنه، يكون بإعادة الأمور إلى طبيعتها، أي بإجتثاث الاحتلال وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق، فلا للتسليم بالإحتلال أو لتسويق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه”.
وإذ لفت إلى “أهمية القضية الفلسطينية على مر الزمن”، قال: “مذ كنا صغارا استولت فلسطين على أحلامنا، تسللت إلينا من بين المواجع، أدمنت حضورا في العقل والقلب والمفاصل، لكن فلسطين لا تمثل حمى المرض، هي حمى الوعي في طول الطريق وبعد المسافة، وفي هذا الخضم الذي يغور فيه الشرق وتذوي فيه المذاهب”.
أضاف: “منذ ما يقرب من قرن من الزمن وفلسطين القضية والشعب والمآل تختصر كل التاريخ في هذه المنطقة، وتدور كل حلقات السياسة حولها وفيها ومعها، فما من شاردة وواردة الا ولفلسطين علاقة بها، وما من جرحٍ إلا وهو مفتوح على جراحاتها وآلامها، وحتى مواسم الفرح باتت مواسمها، وإذا زغرد في الجنوب السلاح وارتفعت الهام في كل ناح فالوجهة فلسطين والقبلة فلسطين”.
وذكر المرتضى بما يعانيه الشعب الفلسطيني وقال: ” عندما ألمح صورة ذلك الفتى الشهيد الذي كان يقبض على حجره ويواجه “الميركافا” وجها لوجه ويصرع تطورها قبل أن يصرع، كنت أتصفح في وجهه مساراتِنا وغاياتنا، وفي الوقت نفسه أقرأ في وجهه وجوه فتية فلسطين وشبابها وشيبها وفتياتها وأمهاتها، وامعن في ثقل المسؤولية الملقاة على هذا الشعب الذي اجتمعت عليه شعوب الدنيا، كما تجتمع الأكلةُ على قصعتها، وظل صامدا أبيا يشتعل بين المرحلة والأخرى فيوقد لهيب القضية التي أراد معظم من في الارض انهاءها وأبت على كل الظالمين.”
اضاف: “الزيتون الفلسطيني الأشهر والأطهر في العالم وزيته الذي يرشح من شجرة مباركة، قدموه على موائد الوعي قبل موائد الطعام. أقيموا المعارض لهذا التراث المزدحم بعبق التاريخ، حافظوا على تلك العادات التي تجعل لكم بصمة مميزة ومختلفة، علموا أولادكم أن يعلموا أحفادكم كيف يقرأوا في كتاب فلسطين كله.احملوا بأيديكم صور العملة الفلسطينية الاولى، مرجحوا لنا بالكوفية التي لا يوجد رمز للحرية في العالم يدانيها”.
وختم: “أما المفاتيح التي تزين أيدي آبائكم وجدودكم، هذه التي أراها في الشاشات تلمع في التاريخ وتطل على الحاضر، طوفوا بها العالم، أظهروها حيثما كنتم وقولوا لكل أمم الأرض: سنرجع قريبا محررِين لنزرع قبلة الأحرار على خد امنا فلسطين، اللهم آمين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام