أثار الحكم الصادر من محكمة التنفيذ في البحرين ببيع ممتلكات الجمعية المعارضة الأبرز في البلاد في مزاد علني، ردود أفعال الشخصيات السياسية والمجتمعية والمواطنين، بينما كان رد الفعل الاقليمي الأبرز هو القلق الإيراني من مداهمة مقار جمعية الوفاق.
وقال الأمين العام السابق لجمعية وعد ابراهيم شريف في تغريدة على حسابه في “تويتر” إلى الذين لايعرفون قيمة الاشياء: “الوفاق لا تباع ولا تشترى، والذهب لا يباع في سوق الحراج”، مؤكداً بأن الوفاق ليست اثاثا ومبان، هي جذور ضاربة لم تقتلع.
من جانبه، علق محامي الجمعية عبد الله الشملاوي بالقول “ليست الوفاق حسابا مصرفيا ولا أثاثا يُباع في المزاد بل هي تيار فكري. ويبقى الفكر تتناقله الاجيال علانية، أوخفية احيانا”.
إلى ذلك، أشار منسق مرصد البحرين لحقوق الإنسان عبدالنبي العكري بأن الوفاق حصلت على 62% من أصوات الناخبين في انتخابات 2010 النيابيه مما يؤهلها لتشكيل الحكومة في نظام ديمقراطي حقيقي وحلها لن يلغيها.
المحامية ريما شعلان، قالت في تغريدة لها بأن حكومة البحرين قررت تصفية الأصوات التي حصلت عليها الوفاق في انتخابات 2010، وهي الحكومة التي لم ينتخبها أحد من المواطنين حسب قولها.
بدوره، قال القيادي في الوفاق السيدجميل كاظم بأن الوفاق منهج عمل وضمير شعب ومدرسة ثبات ووطنية وجذور في وجدان الامة، مشدداً بأن غياب العنوان قهراً لن يصادر وجودها وإمتدادها.
أما النائب السابق في كتلة الوفاق المستقيلة علي الأسود، علق بالقول بأن مشروع إغلاق الوفاق بالنسبة للسلطة في البحرين هو”إغلاق مقراتها وحبس قياداتها”، وهو أسلوب بائس وبائد إنتهى لدى أعتى الأنظمة في القرن الماضي.
كما حظي الخبر الذي نشر في الصحافة المحلية بعد مداهمة قوات الأمن لمقار جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مؤخراً، والتي تم حلّها في يونيو الماضي، حظي باهتمام الشارع البحريني بين ساخر منه، وبين من يبدي امتعاضه من هذا التصرف الشكلي.
وقال المواطنون بأن الوفاق ليست مبنى وأثاثاً، إنما هي امتداد شعبي ضارب، مؤكدين بأن بيع ممتلكاتها في مزاد علني ما هو إلا تنفيس لما تختلجه النفسية الحكومية من انهيار أمام صمود الموقف الشعبي على المطالب الشعبية الوطنية.
مواطن عبر ضمن التعليقات في الموقع الالكتروني لصحيفة الوسط عن تمنياته لمن يشتري كرسي الأمين العام للوفاق المعتقل الشيخ علي سلمان بأن يحظى بشيء من العزة والكرامة، فيما تساءل مواطن آخر: الوفاق هي الشعب، هل تستطيعون بيع الشعب؟
وبين هذا وذاك، وقول هنا وقول هناك، أفرغ نائب الأمين العام للوفاق الشيخ حسين الديهي هذا الاستهداف الجديد من محتواه، ليؤكد في تعليق للصديق والعدو: ستعود أقوى مما كانت.
وفي بيان لعماء البحرين، اعتبر العلماء إنّ جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بما تمثله من الغالبية السياسية في البحرين لما أحرزته من نسبة 64% من التمثيل النيابي هي تمثل بشرًا ومواطنين، ونفوس وعقول غالبية الشعب والوطن فهل تظن السلطة أنها ستبيعهم في المزاد؟ أيّ عقل ورشد بقي في السلطة؟
وقال البيان “إنّ النظام أعاد الوطن لأكثر من ثلاثة عقود بإلغاء صوت الشعب وحل البرلمان عمليًا، وبسط يد السلطة بقوانين أسوء من قانون أمن الدولة، قوانين لا تلغي الوجود السياسي للغالبية وحسب بل تلغي وجودها الديني رسميًا بكل ما للكلمة من معنى، فهل تنتظر من الشعب بعد ذلك أن يصمت ويخنع ويذل؟ وهل يخطر ذلك بذهن إنسان سويّ له ذرة من العقل؟! “.
وختم بيان العلماء إن الشعب يزداد يقينًا وقناعة بضرورة تنفيذ النص الدستوري “الشعب مصدر السلطات جميعًا” في الحكومة والبرلمان والقضاء وجميع السلطات.
المصدر: موقع المنار