على نفس المسار التطبيعي المتسارع مع العدو الاسرائيلي يسير النظام الحاكم في البحرين بدون أي اعتبار لكل الجرائم التي ارتكبها وما يزال الكيان الغاصب لأرض فلسطين، فقد استقبل “النظام الخليفي” وزير الخارجية الصهيوني يائير لابيد حيث تم افتتاح سفارة للعدو في المنامة على الرغم من معارضة الشعب البحريني بكل مكوناته وأطيافه.
واللافت ان يوم افتتاح السفارة واستقبال لابيد أي الخميس 30-9-2021 اغتال الصهاينة 3 شهداء: شهيد بالضفة المحتلة، شهيد بالقدس وشهيد في قطاع غزة المحاصر، ما يؤكد المؤكد ان دماء هذا الشعب الفلسطيني لا تعني الانظمة الخائنة والمطبعة مع العدو، بل أكثر من ذلك فإن هؤلاء الحكام يتآمرون على الفلسطينيين كما على شعوب الامة بأكملها.
لكن ما هو موقف الشعب البحريني من تمادي النظام وكيف سيواجه هذا التماهي الذي تظهره السلطات الحاكمة مع العدو الصهيوني؟ لا سيما ان النظام البحريني قد يعتقد ان هذه الخطوات قد تؤمن له الحماية المطلوبة، لكن هل هذه الخطوات تؤمن فعلا الحماية للنظام الحاكم ام انها ستضره اكثر مما تنفعه؟ أليس هذه الخطوات ستجعل من البحرين منصة صهيونية للإضرار بشعوب المنطقة ككل ولن يقف خطرها فقط على البحرين؟
حول كل ذلك أكد الامين العام لـ”التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي” البحريني المعارض حسن المرزوق ان “التطبيع مع العدو ضد الارادة الشعبية في البحرين وهو قد جاء بقرار فردي من النظام”، ولفت الى ان “هناك اجماع من قبل أبناء الشعب البحريني برفض التطبيع مع العدو”.
وقال المرزوق في حديث خاص لموقع المنار إن “الشعب البحريني معروف بولائه لفلسطين والمقاومة ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يقبل بالتطبيع مع الاحتلال”، وأوضح ان “هذه المواقف جاءت جلية وواضحة عبر الفعاليات التي نظمها الشعب البحريني منذ الاعلان عن اتفاقية التطبيع مع العدو”.
وشدد المرزوق على انه “ليس هناك اي فائدة تذكر لهذا التطبيع”، وتساءل “هذا الكيان غير قادر على مواجهة صواريخ المقاومة وغير قادر على حماية نفسه فكيف سيحمي غيره؟ هذا الكيان يحاول البقاء على قيد الحياة وعدم شطبه عن الخارطة فكيف سيقدم الدعم والحماية لغيره؟”، ولفت الى ان “العدو سيحاول الاستفادة من الامكانات الموجودة في الخليج ولن يقدم لانظمتها شيء”.
واوضح المرزوق ان “زيارة لابيد الى البحرين أتت يوم استشهاد الشهيد الطفل محمد الدرة لتستفز مشاعرنا كشعوب عربية واسلامية محبة لفلسطين وشعبها وقضيتها”، وأشار الى ان “جمعيات المجتمع المدني والجمعيات السياسية البحرينية أصدرت بيانا موقعا من 25 جمعية لتعلن فيه بشكل قاطع انها ضد زيارة هذا المجرم لابيد وانها متمسكة بدعم الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة وانها مصرة على عدم التطبيع مع الكيان”، واوضح ان “الجمعيات في البحرين لا تزيد عن 30 بينها 25 أعلنت بشكل سريع وواضح انها ضد التطبيع، ما يؤكد الرفض العارم للتطبيع مع الصهاينة”.
وقال المرزوق إن “الجمعيات الموقعة على البيان تمثل جميع فئات الشعب البحريني (منها معارض وايضا منها موالي للنظام، سنة وشيعة، سياسية ومدنية، نسائية تربوية…) كلها جمعتها فلسطين وكلها قالت كلمتها بوضوح”، وتابع “سابقا لم تجتمع هذه الجمعيات على كلمة، لكن جمعتها فلسطين على الرغم من اختلاف الفكر والايدولوجيا والرؤى”، وأكد ان “بعض الجمعيات لم تساير السلطة (كما كان يتوقع النظام) في هذا الموقف واعلنت صراحة معاداتها للصهيونية ودعمها لفلسطين ورفضها للزيارة ولاتفاقية العار”، ورأى انه “لكل ذلك يجب على السلطة اعادة النظر بموقفها واحترام آراء الناس”، واشار الى انه “خرجت مسيرات ونظمت فعاليات منددة بهذه الزيارة في مختلف مناطق البحرين علما ان المسيرات معرضة للقمع من قبل اجهزة السلطة”، وشدد على انه “لو سمح بالمسيرات للتعبير عن موقف الشعب لكنا رأينا كل الشعب البحريني بكامل طوائفه وتوجهاته في الشارع للتنديد بهذه الاتفاقية”.
ولفت المرزوق الى ان “الشعب البحريني هو شعب مقاوم وحر ولا يقبل بأي حال من الاحوال إقامة سلام مع العدو الذي يغتصب الارض والحقوق في فلسطين وبقية الاراضي العربية ويتآمر على شعوب ودول المنطقة ويحاول التوسع في مشروعه الاستيطاني الصهيوني”، واضاف “لن نسمح لهذا العدو بالعمل بحرية في البحرين لانه غير مرحب به وعليه رصد حجم السخط والرفض والكره والعداء الشعبي له”، وتابع “نحن نعوّل على المقاومة لدحر وإنهاء كيان العدو الصهيوني عن الخارطة”.
المصدر: موقع المنار