رأى الرئيس نجيب ميقاتي أن “كل المؤشرات توحي باستمرار المراوحة قبل انجاز إستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، في ظل تداخل العوامل الداخلية المعقدة مع الاعتبارات الخارجية المرتبطة بتطورات المنطقة وتعقيداتها”. وخلال “اللقاء الحواري” الذي دعت اليه منتديات وقطاعات العزم، بحضور كوادر “تيار العزم”، في طرابلس “لقد مررنا في تجربة فراغ رئاسي إستوجبت تسوية أدخلت أنماطاً جديدة وتسببت بتعقيدات على مسار الحياة الدستورية في البلد، وأنا ما زلت على قناعة أن الدستور الحالي المنبثق عن اتفاق الطائف لا يزال الأفضل شرط استكمال تطبيقه كاملا وبشكل غير مجتزأ، لأنه يراعي خصوصيات التركيبة اللبنانية، ويأخذ في الاعتبار هواجس كل الفئات اللبنانية ومطالبها”.
وفي السياق، رأى ميقاتي “أنا أعتقد أنه من الأفضل، أن نتفق على جملة مسائل مسبقاً ليأتي انتخاب الرئيس متوجاً لها، وفي مقدمها التأكيد على تنفيذ الطائف كاملاً”، موضحاً أن “رسم خارطة الطريق لهذا العمل تتضمن آلية الغاء الطائفية السياسية بكل وجوهها والاتفاق المسبق على قانون جديد للانتخابات النيابية على أسس وطنية وغير طائفية بما يتلاءم مع اتفاق الطائف على أن يتم إقراره بعد انتخاب الرئيس، اضافة الى اقرار اللامركزية الشاملة على كل الاراضي اللبنانية”. وتابع ميقاتي “بدل التلهي بلعبة الأسماء، فلنتفق على هذه المبادئ ومن ثم نضع مواصفات وطنية للرئيس الجديد وعندها يصبح اختيار الرئيس العتيد عملية سهلة وواضحة المعالم والمواصفات”.
الانتخابات النيابية
ورداً على سؤال عن الانتخابات النيابية، قال ميقاتي “من المبكر الحديث عن الاستحقاق النيابي، لا سيما وأنه لا يزال هناك المزيد من الوقت لحسمه. ولو كان هذا الاستحقاق داهما لجزمنا أنه لن يجري في غياب رئيس الجمهورية، لكي لا يؤدي ذلك إلى الفراغ الشامل في ظل غياب رئيس يجري الاستشارات النيابية الملزمة لتأليف الحكومة”. وعن قانون الانتخاب أشار ميقاتي الى أنه يأمل “أن يكون قانون الانتخاب عصريا بكل معنى الكلمة، لكن طبيعة النقاش الدائر توحي بالبقاء على قانون الستين مع بعض التعديلات غير الجوهرية”.
الموقف السعودي
وعن موقف المملكة العربية السعودية من الاستحقاق الرئاسي، أوضح ميقاتي أن “لدى المملكة العربية السعودية ملفات اخرى تحتل الأولوية عندها”، مؤكداً أن “السعودية لم ولن تغض النظر عن مصلحة لبنان واللبنانيين، وللبنان مصلحة في الابقاء على حسن العلاقة مع المملكة”، حسب زعمه.
تحالفات وتفاهمات
وفيما يخص العلاقة مع الرئيس سعد الحريري وامكانية التحالف معه، أعلن رئيس الوزراء السابق أنه على تواصل معه بخصوص “القضايا الوطنية وشؤون طائفتنا، ولكن حتى الآن لم نبحث في أي موضوع يتعلق بأي تحالف في أي استحقاق مقبل”. وعن طبيعة العلاقة مع الوزير أشرف ريفي، أشار ميقاتي الى أنه “في الأساس أنا لا أعترف بالقطيعة مع أحد، لأنني دخلت إلى عالم السياسة للعمل من أجل المصلحة العامة، ومددت ولا أزال أمد يدي للجميع”.
بلدية طرابلس
وفي ما يتعلق بملف بلدية طرابلس والخلافات التي بدأت تظهر داخل المجلس البلدي، قال “للأسف فإننا نشهد بداية تململ واستياء داخل المجلس البلدي أدّت الى تخبط في أدائه، وهذا ما عبر عنه الأعضاء الثمانية الفائزون من اللائحة التي دعمناها، اضافة الى اعضاء من اللائحة الأخرى”، موضحاً أنهم “يتجهون الى صياغة موقف موحد، نأمل ألا يصل إلى حد الاستقالة، لأنهم كما يقولون يرفضون أن يبقوا شهود زور على ما يحصل داخل المجلس”.
الملف السوري
أما فيما يخص الملف السوري، فقد رأى ميقاتي أن “الوضع في سوريا لا يزال معقدا جدا، وهو جزء من ملفات المنطقة كلها، التي تتعرض لمرحلة من خلط الأوراق، ولا أحد يمكنه التكهن بنتائج ما قد يحصل”. وفي السياق، أضاف ميقاتي “الميدان السوري يشهد حروبا بين قوى كبرى، لرسم خرائط جديدة للمنطقة ومن يدفع ثمن هذه الحروب هي الشعوب البريئة. نحن نقف الى جانب شعب سوريا وندين ونستنكر حصار حلب، وللأسف فإن المستفيد الأول من كل ما يحصل هو العدو الإسرائيلي الذي يتفرج على مشهد الدماء العربية النازفة في كل مكان”.
ورداً على سؤال عما يحكى عن انطلاق ورشة إعمار سوريا من لبنان، قال ميقاتي إنه “مما لا شك فيه أنه، كيفما اتجهت الأوضاع في سوريا، فإنه لا نافذة للشمال السوري سوى طرابلس، وهي ستكون المنصة التي ستنطلق منها عملية إعادة الإعمار في سوريا، والتي نأمل ان تكون في أقرب وقت حقنا للدماء وايقافا للحروب. وان ما يشهده مرفأ طرابلس من استمرار أعمال توسعة وتطوير يشكل تجربة رائدة في أكثر من اتجاه”. وأضاف ميقاتي “إن ما ورد على لسان رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني من أقاويل غير مستندة الى وقائع في حق مرفأ طرابلس، أمر مرفوض”، لافتاً الى أن “مرفأ طرابلس هو من أكثر المرافئ اللبنانية أمنا وانضباطا، وكان من الأفضل للنائب قباني أن يدعو الناس لاستخدام هذا المرفأ أكثر، وهو الذي كان ممرا للبضائع الى كل البلدان العربية خلال كل الأزمات”.
الانتخابات الاميركية
من جهة ثانية، ورداً على سؤال يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية، لفت ميقاتي الى أنه لاحظ أثناء زيارته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أن “هناك ميل لصالح المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، التي تعرف منطقتنا جيداً، ونأمل، في حال انتخابها، أن تركز أيضا على المساعدة في حل قضايا المنطقة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام