كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي ألقاها اليوم الجمعة وتناول فيها آخر التطورات المحلية. (25-6-2021)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الأطيبين الأطهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
حديث هذه الساعة مُخصص للقضايا المحلية وللتطورات المحلية، لكن في البداية أنا سوف أتحدث عن عناوين الفهرس، بعض النقاط السريعة: الأميركان والإعلام- الأميركان والجيش اللبناني- الملف الحكومي الذي سوف يأخذ الجزء الأساسي من الكلام – المشتقات النفطية والوضع المعيشي – حراك الناس- وآخر شيء لدي كلمة شكر عراقية، وهذه صارت لها علاقة بالموضوع المحلي والإقليمي في الختام، لكن قبل أن أبدأ من واجبي أن أتوجه بالتعزية امام الفاجعة التي حلّت بأهلنا وأعزائنا وأحبائنا، وبعائلة كاملة هي عائلة الأخ العزيز عماد حويلي، والذي توفيت في حادث واحد زوجته وبناته الأربعة، أنا أتوجه إليه بالتعزية لهذا الأخ العزيز، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُلهمه الصبر والسلوان له ولعائلته ولكل الآباء والأمهات المتعلقين والأرحام المتعلقين بهؤلاء الأعزاء الذين رحلوا، وكذلك أتقدم بالتعزية عائلة الشاب العزيز المرحوم السيد حسين زين رحمة الله عليه وعليهم أجمعين، وأُوصيهم بما أوصانا الله سبحانه وتعالى به بالصبر وبذكر الله عز وجل، لأن ذكره هو أفضل مُعينٍ على الصبروعلى التحمل وعلى تجاوز هذه المحنة في هذه الأيام وخلال كل الظروف الصعبة، والله سبحانه وتعالى بشّر الصابرين، يقول عز وجل:” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”، أنا أُوصي هؤلاء أهل الأعزاء الكرام بأن يُرددوا بينهم وبين أنفسهم على ألسنتهم وفي قلوبهم وعقولهم إنا لله وإنا إليه راجعون، بِوعي هذه الكلمة وفهمها تَهون كل المصائب، والله سبحانه وتعالى وعد من يقولون ذلك عن إيمانٍ ومعرفة، وعدهم بتتمة الأية “أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”، الله سبحانه وتعالى يُصلي عليهم وتتنزل عليهم رحمة الله ويُلهمهم الصبر والسلوان والحكمة والتحمل والقدرة على تجاوز هذه المأساة وهذه الفاجعة، ويَهديهم إلى خيرهم في الدنيا وإلى خيرهم في الآخرة، هذه على كل حال وصية إلهية لكل الذين يُصابون في أحبائهم وأعزائهم وفي هذه الأيام وهذه الأسابيع والشهور نَفقد العديد من الأحبة والأعزّة، الذين رحلوا عنا، وكذلك نُواجه الكثير من الإمتحانات والشدائد والمصائب في حياتنا وفي معيشتنا وفي ظروفنا، هي تحتاج إلى هذا اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى لِنتمكن من تجاوز هذه الإمتحانات الصعبة لِننجح فيها ونَخرج منها بِرؤوسٍ مرفوعة.
أَدخل إلى نقاط الحديث، وبعضها سوف أتحدث عنها بإختصار من أجل أن يتسع الوقت لأغلب ما أُريد أن أتحدث عنه.
النقطة الأولى: لا بد من التوقف أمام خطوة الإدارة الأميركية الأخيرة في المصادرة أو السيطرة ، يعني حذف ومنع عشرات المواقع الإلكترونية التابعة لعشرات وسائل الإعلام في دول المنطقة، وليس من باب الصدفة أن هذه المواقع كلها تتبع لجهات ووسائل إعلام كان لها دورها الكبير وتضامنها العالي مع الفلسطينيين في معركة “سيف القدس” الأخيرة، لها موقف من المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني، لها موقف من الهيمنة الأميركية على المنطقة، لها موقف من الفتنة، لها موقف من الإرهاب، والإرهاب التكفيري على وجه التحديد، والملفت أن بعض هذه وسائل الإعلام هي دينية بحتة، لا تتدخل في الشأن السياسي، تمّ ضمّها أيضاً إلى هذه اللائحة.
على كلٍ، هذا الأمر يَكشف مجدداً ويُقدم دليلاً إضافياً لشعوبنا ولشعوب العالم ولأحرار العالم حول الإدعاءات الزائفة للإدارات الأميركية المتعاقبة، التي تَدعي الحرية والدفاع عن الحرية وحرية التعبير وحرية الرأي وحرية المعتقد وما شاكل، هذه كلها أكاذيب وأضاليل وإدعاءات باطلة، وكل يوم الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت تُقدم دليلاً جديداً على زيف هذه الإدعاءات، وفي نفس الوقت نجد أن وسائل الإعلام التابعة لأنظمة ديكتاتورية ولأنظمة إرهابية ولجماعات إرهابية لا تُمس، في الحد الأدنى لا تُمس، إن لم تَكن تَحظى بالدعم والرعاية والمساندة من قبل الإدارة الأميركية.
على كلٍ، لا يَسعنا أمام هذه النقطة سوى أن نُعبّر عن إدانتنا وعن تنديدنا بهذا العدوان الأميركي الإعلامي على وسائل إعلام تنتمي كلها أو بأغلبها إلى ثقافة المقاومة ومحور المقاومة في معركة كم الأفواه وفي معركة تغييب الوعي وفي معركة إبقاء الفضاء مفتوحاً للتدجيل والتضليل والتزوير والتحريف، وسد الفضاء أمام كل كلمةٍ تُريد أن تُيين الحقيقة للرأي العام ولشعوب الأمة.
النقطة الثانية: الأميركان والجيش اللبناني: في الأيام والأسابيع القليلة الماضية قرأنا وسمعنا تصريحات أميركية متعددة، طبعاً كانت تُقال في أميركا في جلسات رسمية أو نَقلتها الصحافة الأميركية ووسائل الإعلام الأميركية، تصريحات أميركية متعددة عندما تُحاول أن تُبرر للرأي العام الأميركي أو للكونغرس أو لجهات معينة سبب دعمها اللوجستي للجيش اللبناني، فإنهم يقولون: “إنما نَدعم الجيش اللبناني لأنه الجهة الوحيدة القادرة على مواجهة حزب الله”، أحياناً يقولون:”من أجل مواجهة حزب الله”، بالأمس كان تصريح لأحد القادة الكبار في الجيش الأميركي يقول أن:”حزب الله هو الذي يقف عائق أمام تقوية الجيش اللبناني”.
على كلٍ، هنا واضح أننا أمام تحريض أميركي مكشوف، ليس في الجلسات المغلقة وإنما في وسائل الإعلام، تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، لأن هذا الجيش هو جيش لبناني والمقاومة هي مقاومة لبنانية وحزب الله هو حزب لبناني، ويَتم تحريض اللبنانيين على بعضهم، وهذا هو دأب السياسات الأميركية القائمة على نشر الفتنة والفوضى في بلادنا.
اليوم أنا أُريد أن أُعلق على هذا الكلام لأقول: أن الهدف الحقيقي من خلال هذا التحريض ليس فقط تحريض الجيش اللبناني، وإنما هو تحريض المقاومة وتحريض حزب الله وتحريض جمهور المقاومة من خلال إثارة الشك والريبة والمخاوف من تقوية الجيش اللبناني. أنا أولاً أُريد أن أَرد على هذه المسألة بما يلي، بعدة نقاط:
النقطة الأولى: نحن أساساً في كل مواقفنا وخطاباتنا، أنا وإخواني، وفي مواقفنا المعلنة والغير معلنة والعملية، كُنا دائماً نَدعو إلى تقوية الجيش اللبناني، وإلى مدّه بكل عناصر القوة، كُنا نُطالب أن يكون لديه سلاح جو حقيقي وقوي وقدرة صاروخية ودفاع جوي حقيقي، وأن يكون الجيش اللبناني قادراً على الدفاع عن لبنان، عن سيادة لبنان وأرض لبنان ومياه لبنان وشعب لبنان وكرامة لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وفي مواجهة أي عدوان إسرائيلي، هذا كان دأبنا وهذا هو موقفنا، وحتى في سلوكنا العملي، نحن الذين سَعينا لدى بعض الدول الصديقة مثل الجمهورية الإسلامية في إيران أن تَمد يد المساعدة،أن تُقدم السلاح والذخيرة للجيش اللبناني، وتمّ ترتيب زيارة لوزير الدفاع آنذاك ولكن القرار السياسي اللبناني منع من حصول ذلك نتيجة حسابات تتصل بالأميركيين.
إذاً، نحن أولاً: مع تقوية الجيش ولا يُقلقنا ولا يُثيرنا ولا يُثير فينا أي شك أو شبهة في هذا الأمر، حتى ولو كان الذي يقوم بتقوية الجيش هي الولايات المتحدة الأميركية.
وثانياً: نحن نرى في الجيش اللبناني، ولذلك اليوم أنا أُريد أيضاً أن أَدعو إلى مساندة الجيش ودعم الجيش محلياً، نرى في مؤسسة الجيش اللبناني، إلى جانب الأجهزة والمؤسسات الأمنية اللبنانية الأخرى التي تقوم بجهود محترمة ومُقدرة، ولكن في نهاية المطاف وفي حقيقة الأمر إن الجيش اللبناني هو الضمانة الحقيقية للأمن والإستقرار في لبنان وأيضاً لوحدة لبنان، لأنه توجد بدايات مُقلقة بإتجاه لبنان أو بإتجاه المنطقة، فيما يتعلق بالوحدة الجغرافية لهذا البلد أو لذاك البلد، نحن هكذا نَنظر إلى مؤسسة الجيش اللبناني.
وثالثاً: نحن نرى أن الجيش اللبناني دائماً في ثقافتنا هو جزء أساسي من المعادلة الذهبية لقوة لبنان، عندما نتحدث عن الجيش والشعب والمقاومة، أليس كذلك؟ وأي تحريض من هذا النوع لا يُثير فينا قلقاً لعدة أساب، منها: أن قيادة وضباط ورتباء وأبناء الجيش اللبناني، جنود الجيش اللبناني، هم أبناء هذا الشعب، والمقاومة في لبنان هم أيضاً أبناء هذا الشعب، ونحن ننتمي إلى نفس الشعب وإلى نفس العائلات، ولا يُتوقع أن مؤسسة وطنية من هذا النوع أن تَقبل تحريضاً من هذا النوع، وأيضاً العقيدة الوطنية للجيش اللبناني، وأيضاً أن الجيش اللبناني هو مؤسسة عسكرية في لبنان تابعة للسلطة السياسية، ليست سلطة قائمة بذاتها ويُمكن أن تعمل بمعزل عن السلطة السياسية، التي يَتشارك فيها اللبنانيون ويَحضر فيها اللبنانيون في سلطة القرار.
في كل الأحوال، الذي يُعيق، هو يقول أن حزب الله مُعيق، يجب أن يَشرح هذا الأمر، كيف يعني مُعيق؟ الذي يُعيق في الحقيقة تقوية الجيش اللبناني على كل صعيد هي الإدارة الأميركية، التي تُقدم له بعض المساعدة، ولكنها تَمنع من أن تَصل إليه الكثير من المساعدات الحقيقية من دول المنطقة ومن دول العالم، لأن الإدارة الأميركية تخشى من هذا الجيش، الذي لو تمّ تسليحه بقدرات حقيقية وبما يمتلك من عقيدة وطنية وبما يمتلك بشرياً من ثقافة، هي ثقافة هذا الشعب اللبناني الذي يرقض العدوان والتهديد والإذلال، هي تخاف من هذا الجيش، من أن يكون في موقع حقيقي وجاد في مواجهة ربيبتها وحبيبتها وصاحبتها “إسرائيل” في المنطقة، الذي يُعيق والذي يُعطل والذي لا يَسمح أن يُصبح هذا الجيش قوياً هي الإدارة الأميركية، من خلال فيتواتها ومَنعها وإجراءاتها المعروفة لدى المسؤولين في لبنان ولدى الشعب اللبناني، فلا يجوز أن تُحملنا نحن هذه المسؤولية، وهذا شكل من أشكال التضليل الذي تُمارسه الإدارة الأمريكية تجاه الشعب اللبناني. اليوم هذا الجيش، هذه المؤسسة الوطنية هي بحاجة إلى دعم الجميع، دعم السلطة بالدرجة الأولى، وإلى دعم الجميع واحتضان الجميع لكي تساعد من حيث هي ضمانة حقيقية للحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة لبنان أمام الظروف الصعبة التي نتجه إليها، وسنتحدث عن بعضها بعد قليل.
ثالثًا الملف الحكومي:
في الملف الحكومي هناك عدة عناوين، بعضها فيه توضيح، وبعضها لإعطاء الجواب. ونقول فهمنا وجوابنا للدعوة التي أطلقها الصديق رئيس التيار الوطني الحر معالي الوزير جبران باسيل يوم الأحد الماضي. وأودّ التعقيب على كل الملف الحكومي بما يتّسع له الوقت وإن كان هناك الكثير من الكلام أؤجله إلى وقت آخر.
في الملف الحكومي النقطة الأولى:
البعض في لبنان من خلال تصريحاته السياسية، سياسيين، وإعلاميين من خلال ما يكتبونه في المقالات وما تتداوله وسائل الإعلام طبعًا عندما يأتون لتحميل مسؤولية التعطيل لأنّه يوجد تعطيل واضح. عندما يمر أكثر من ثمانية أشهر ولا تشكّل حكومة يعني في مكان ما هناك تعطيل لتشكيل الحكومة. طبعًا في بلد يفتقد فيه بعض الناس للإنصاف، وبعض الناس يستغلّون كل حدث لتشويه صورة خصومهم، أو لتشويه صورة الآخرين، أو لتصفية الحسابات السياسية يصبح الباب مفتوحًا أمام الكلام على عواهنه. الأمر الذي يتعلق بنا بالتحديد في هذه النقطة أودّ الإجابة عليه، البعض مازال مصرًا على أنّه حتى الآن يكتب ويصرّح ويقول ويحمّل المسؤولية لإيران وحزب الله في عدم تشكيل الحكومة. البعض يقول إنّ إيران طلبت من حزب الله عدم السماح بتشكيل حكومة في لبنان بانتظار مفاوضات فيّينا النووية، أنا أشرت إلى هذا الكلام سابقًا، ولكن لا بدّ من الإعادة والتكرار من أجل الرأي العام، هناك أناس حقيقة هي لا تستوعب ولا تفهم وغير حاضرة أن تسمع أصلًا لأقول لهم وساعقّب على فيّينا أو بانتظار المحادثات السعودية الإيرانية التي جرت بعض حلقاتها في بغداد منذ مدة. ولذلك إلى أن تنتهي فيينا وإلى أن تنتهي المحادثات الإيرانية السعودية سيمنع تشكيل الحكومة في لبنان من قبل حزب الله.
تعليق فقط، علمي وعاقل، إيران أصلًا في فيينا، لمعلوماتهم هؤلاء إذا لديهم معلومات يتحدثون بخيالات وأوهام يستطيع الفرد أن يتحدّث بما يريد، في فيينا لا يوجد حديث إلا بالنووي أي أمر آخر “ما في”.
ثانيًا إيران كانت ترفض ومازالت وستبقى ترفض أن يفتح معها الملفات الأخرى، أصلًا الأمريكان أصحابكم أصدقاؤكم هم الذين يحاولون رهن الملف اللبناني، وملفات المنطقة بالمفاوضات مع إيران. إيران هي التي ترفض ولا تقبل أن تفاوض لا على الصواريخ البالستية ولا على ملفات المنطقة، وتصرّ على أن تحصر المفاوضات والمحادثات فقط في الجانب النووي. ولا أحد يقترب صوب لبنان، ولا أحد يذكر لبنان، ولا أحد منتبه للبنان، ولا أصلًا لبنان يقدّم أو يؤخّر شيئًا في المفاوضات النووية الجارية في فيينا.
أيضًا في موضوع المحادثات السعودية الإيرانية في اللقاءات التي حصلت عدّة لقاءات كانت تركز، يمكنكم سؤال السعوديين إذا تحدّثوا لكم، أنا أصدقائي الإيرانيين يقولون لي كل شيء، لأنّنا سادة عند الولي الفقيه. في كل المحادثات السعودية الإيرانية لم يتمّ الحديث عن لبنان لا الإيراني أصلًا في وارد فتح بحث لبنان، ولا السعودي تطرّق إلى لبنان للإنصاف. كان التركيز على العلاقات الثنائية، نعم السعودي فتح ملف اليمن لأنّ مشكلته الحقيقية الآن وأولويته هي معالجة المأزق الذي ورّط نفسه فيه من خلال عدوانه على اليمن. أمّا لبنان لم يتحدّث عنه أحد ولم يقاربه أحد، ولن يقدّم ولن يؤخر بكل ما يسمّى محادثات سعودية إيرانية أو تفاهمات وتوافقات سعودية إيرانية.
وأنا قلت سابقًا، وأودّ أن أؤكد هذا الكلام، الجمهورية الإسلامية في إيران لا تفاوض نيابة عن أحد أبدًا لا عن اللبناني في لبنان، ولا عن السوري في سوريا، ولا عن الفلسطيني في فلسطين، ولا عن اليمني في اليمن، ولا عن العراقي في العراق، ولا عن البحريني في البحرين، ولا عن الأفغاني في أفغانستان هي لا تفاوض بالنيابة عن أحد. نعم هي حاضرة أن تقدّم المساعدة إذا طلب منها صديق، مساعدة صديق، كما سنتحدّث بالبحث اللبناني. لذلك أنا أتمنّى من هؤلاء الذين يحاولون دائمًا تحميل المسؤولية ليكون هذا واضحًا، وثانيًا بالعكس نحن دائمًا كنّا نرفض أي فراغ حكومي في البلد، للتذكير عندما حصلت المظاهرات الكبيرة في 17 تشرين 2019 أنا وقفت والمظاهرات كانت كبيرة، والحكومة اهتزت، قلت بكل صراحة، نحن نرفض إسقاط العهد كما كانوا يطالبون، نرفض انتخابات مبكّرة، ونرفض استقالة الحكومة، كنّا مع بقاء الحكومة، حكومة الرئيس سعد الحريري في ذلك الحين، ولكنّ الرئيس سعد الحريري بعد أيام استقال. بعد استقالته سعينا كثيرًا للتوافق على رئيس حكومة لم نصل إلى نتيجة تمّ تكليف الرئيس حسان دياب سعينا لأن تشكّل حكومة من الجميع، وأن يتحمّل الجميع المسؤولية لم يحصل التوفيق. لكي لا يكون هناك فراغ قبلنا بحكومة من لون واحد، أو شبه لون واحد، وكنّا نرفض ذلك دائمًا هربًا من الفراغ.
بعد انفجار المرفأ في 4 آب والظروف التي أحاطت بحكومة الرئيس حسان دياب، الكل يعرف أنّنا كنّا نرفض استقالة تلك الحكومة، وبعد استقالتها كنّا دائما ندعو إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن. إنّ اتهامنا دائما بأنّنا لا نريد أو نعطّل، أو أنّ مصلحتنا هو في أن لا تكون حكومة في لبنان هو افتراء، هو ظلم، هو تضليل، هو عدوان بكل ما للكلمة من معنى من قبل هؤلاء الذين يكتبون، ويقولون ويتهمّون، وهم يعرفون أنّهم كاذبون وظالمون ومزورون ومتّهمون زورًا. وهؤلاء في الحقيقة وهذه الجملة الأخيرة في هذه النقطة هؤلاء لا يعنيهم لا آلام الشعب اللبناني ولا معاناة الشعب اللبناني، ولا كل هذا الذلّ الذي يعيشه الناس في الطرقات، وإنّما هؤلاء يشتغلون أدوات وكتبة عند الخارج ويقبضون أموالًا في مقابل هذه الاتهامات، أو في أحسن الأحوال هم أشخاص حاقدون غارقون في أهوائهم الشخصية وحساباتهم الحزبية. ولذلك مع غيرنا أيضًا عندما يوجّهون أسهم الاتهام شمالًا أو يمينًا وظلمًا ومن دون دليل أيضًا يأتي في هذا السياق.
نحن لا ننتظر المساعدة من الخارج، ولا يجوز للبنانيين ولا ينبغي لهم أن ينتظروا المساعدة من الخارج يجب أن تتكاتف كل الجهود في الداخل لتتشكل الحكومة وليخرج البلد من هذا المأزق.
النقطة الثانية أيضًا في سياق توضيح أمر يحصل عليه التباس من خلال ليس فقط وسائل التواصل الاجتماعي، وإنّما أيضًا من خلال ما يطرح في المواقف السياسية. ومنذ تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة التي لم تشكّل حتى الآن نحن كنّا حريصين على التشكيل في أسرع وقت ممكن، وكنّا نساعد قدر استطاعتنا، أنا شخصيًا أول من دعا وبشكل واضح وبكل وضوح إلى الاستعانة بصديق، وسمّيت هذا الصديق، وقلت دولة الرئيس نبيه بري لما يملك من موقعية ومن مميزات وصفات. وهو كان قد بدأ في كل الأحوال، هو لم يكن ينتظر دعوة منّي أو من غيري، ولكن بالتأكيد دعوتي هي دعوة مشجعة، وخصوصًا الوعد من حزب الله بأنّنا سنكون مساندين ومساعدين في هذا الجهد وفي هذه المبادرة.
بالفعل هذا الجهد وهذه المبادرة التي قام بها دولة الرئيس نبيه بري ومازال قائمًا بها مشكورًا أدّت أن نصل مع الأطراف المختلفة إلى نقطة مهمّة يمكن البناء عليها، وهي الاتفاق على عدد الحكومة أن يكون 24 وزيراً، لأنّه كان مطروحًا 14، و18 وكان رئيس الحكومة المكلف متشدّد في موضوع الـ 18. في كل الأحوال جرى توافق على موضوع الـ 24، وأيضًا تمّ الاتفاق على توزيع الحقائب كأعداد على الجهات والطوائف لأنّ هذه تركيبة البلد، وحتى في توزيع الحقائب يمكننا القول هناك بعض النقاش نهائي. بشكل عام هذه المرحلة أنجزت خلال الأسابيع الماضية من خلال الجهد الذي حصل من قبل حركة أمل، وحزب الله، والتيار الوطني الحر واللقاءات المشتركة التي عقدت ما قبل السجالات السياسية والإعلامية الأخيرة.
الشاهد الذي أودّ التطرّق إليه هنا في النقاش قيل في الأدبيات السياسية والإعلامية أنّه تمّ الاتفاق على حكومة ثلاث “ثمانات” هذه قصة الثلاث ثمانات أدّت لالتباس، لأنّنا نحن لم نستخدم هذه الأدبيات، أدّت لالتباس عند بعض الأصدقاء أو بعض المحللين السياسيين، أو المتابعين السياسيين في لبنان وأنّ هذه مثالثة، هذا شكل من أشكال المثالثة. طبعًا عندما تقول مثالثة يبدأ الإحساس بالخطر، ذاهبين لعرف جديد وتغيير النظام، لتغيير الأعراف السياسية أو الدستورية القائمة، لا أعرف إن كان يصحّ تعبير عرف دستوري وما شاكل، وبالتالي تتولّد أوهام وتبنى على مواقف سياسية خاطئة أودّ التطرق إليها قليلًا قبل الدخول إلى الدعوات الأخيرة، أصلًا تعبير ثلاث ثمانات هو تعبير غير صحيح والـ 24 بناء على التوزيع الذي تمّ التفاهم عليه باستثناء الوزيرين المسيحيين اللذان بقيا عالقين، لا يوجد ثلاث ثمانات أصلًا، غير صحيح هذا التقسيم. مثلًا كيف نحتسب؟ عندما يقال مثالثة، يقولون مسيحي سنّي شيعي، هذا ما يقصدون به المثالثة طبعًا التي سأعلّق عليها، وأذكر بموقفنا.
عندما نأتي للشيعي نقول ثمانية للشيعة، كيف؟ هم خمس وزراء. عندما يحتسب أحد ثمانية يحسب وزيري تيار المردة ووزير الحزب القومي إنّ هؤلاء من حصة الشيعة هم ثلاثة مسيحيين، والكل يعرف، وهذا ينسحب على البقية أيضًا أنّه بالحكومة كلّ جهة تصوت حسب قناعتها، لا يوجد لا جبهات ولا ائتلافات ولا ثمانات ولا تسعات ولا عشرات ولا شيء.
بتجربة حكومة الرئيس حسان دياب، وبتجربة حكومة الرئيس سعد الحريري الحكومة السابقة، وبتجربة الحكومات السابقة كل العالم، النّاس تجلس على الطاولة في مجلس الوزراء، تجد حتى الذين يسمّون حليف وحليف الحليف وحليف حليف الحليف كل واحد يصوّت بشكل مختلف، لأنّ كلّ واحد يصوّت حسبما يقتنع في القضايا والشؤون اللبنانية، وبالتالي ليس صحيحاً أن تقول أنّ هذا ثلثٌ للشيعة، وكذلك عندما تكون ثمانية تقول هذا ثلثٌ للسنة، على أي أساس!؟ إذا افترضنا خمسة وزراء سنة مع رئيس الحكومة من تحسبون معهم ليصبحوا ثمانية؟ الوزير المحسوب على الحزب التقدمي الاشتراكي!؟ هل قرار الحزب التقدمي الاشتراكي عند تيار المستقبل؟ وبهكذا ظروف؟ الكل يعلم أنه ليس كذلك. فضلاً عن الوزيرين المسيحين اللذين لم يحسما حتى الآن لنقول أن هؤلاء ثمانية من حصة الطائفة السنية الكريمة. حتى عندما نذهب إلى الثمانية – ويمكن من هنا جاءت الشبهة – أن هذه حصة الرئيس والتيار، الكل يعرف أن حزب الطاشناق بكثير من المواقف هو لا يصوت مثل ما يصوت التيار الوطني الحر. بتكليف رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري الطاشناق لم يكن موقفه مثل موقف التيار، بكثير من القضايا داخل الحكومة الطاشناق يقول رأيه – صحيح هو جزء من التكتل – المير طلال ذات الشيء، أحياناً يصوت مع أحياناً يصوت ضد، حاله مثل حال بقية القوى السياسية.
إذاً أصل قصة “ثلاث ثمانات” هي تشبيه خاطئ، لا يوجد شيء اسمه في الأربع وعشرين وزيراً “ثلاث ثمانات” حتى تنشأ عند البعض شبهة أن هذا شكل من أشكال المثالثة ويتم الاتهام وعادةً يجري اتهام الفريق الشيعي أنه أنتم تريدون المثالثة وتدفعون الأمور باتجاه المثالثة.
طبعاً هنا أريد أن أذكر بموقفنا، وهذا موقفنا نحن وحركة أمل والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وكل الأطراف الموجودة في الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة، نحن ولا يوم تحدثنا عن المثالثة أو فكرنا بالمثالثة ولا يوم طالبنا بالمثالثة لا الآن ولا في الماضي ولا في المستقبل، غيرنا يتحدث عن المثالثة، غيرنا يفترض، غيرنا الذي طرح، نعم، وطُرح علينا ونحن لم نوافق ولم نقبل وتتذكرون هذا موضوع تحدثنا فيه كثيراً. لذلك أنا أرجو أن تنتهي هذه القصة حتى لا تولد مخاوف والمخاوف تولد أوهام والأوهام تؤدي إلى مواقف سياسية خاطئة ونحن في لبنان بلد مأزوم إلى حد لا يحتاج إلى المزيد من المواقف السياسية الخاطئة وإلى المزيد من الأخطاء في تقدير الموقف وإلى المزيد من الحساسيات وإلى المزيد من العداوات، فليكن هذا الأمر واضحاً جداً.
أنتقل إلى النقطة الثالثة، نأتي إلى المباشر بالدعوة التي وجهت يوم الأحد الماضي من قبل معالي الوزير جبران باسيل، بعد أن عرض للتطورات ومجريات الأوضاع هو قال أنا أريد أن أستعين بصديق وسماني شخصياً وأنا أشكر له هذه الثقة وهذه المحبة. لكن قبل أن أقول فهمي لما طرحه معالي الوزير وجوابي أيضاً على هذا الطرح أريد أن أتوقف قليلاً عند بعض ردات الفعل من بعض القوى والشخصيات وخصوصاً في بعض الوسط المسيحي – أقول بعض وبعض حتى أحطاط – لأن هذا يساعدني قليلاً على فهم ما طرحه الوزير باسيل. نحن سمعنا ردود فعل سريعة طبعاً، يعني مباشرة بعد الانتهاء من خطابه، هناك أناس ظهروا على التلفاز، رؤساء أحزاب وشخصيات ونواب ووزراء سابقين وإعلاميين وضجت مواقع التواصل الاجتماعي وسمعنا الكثير من اللغة السياسية والشتائم والتكفير السياسي وأيضاً الكثير من اللغة الطائفية البغيضة وبعض اللغة العنصرية، أنه كيف الوزير باسيل يقول هذا الشيء لفلان، الآن يمكنكم أن تأخذوها على الاعتبار السياسي، على الاعتبار الديني، على الاعتبار المذهبي، وهجموا على الرجل وعملوا داحس والغبراء. أنا أريد أن أستفيد من هذا الحادث لأضيء على مشلكة موجودة في لبنان وأنا أشعر فيها بشكل واضح جداً، لأنه مثلاً أنا عندما أخطب أو غيري عندما يخطب ثاني يوم يبدأون بالرد عليّ أنا أكون متأكداً من خلال الردود أن هؤلاء لم يسمعوني ويمكن لم يقرأوا، يمكن ليس لديهم وقتاً ليسمعوا الخطاب – هذا حقهم الطبيعي – وإذا أريد أن أحسن الظن أقول الذي يقدم لهم الخلاصات – إذا نريد أن نحسن الظن – يقدم خلاصات مخلة بالمعنى، فأنت تكون تتحدث بواد تجد العالم تهجم عليك وترد عليك بوادٍ آخر، المهم أن تهجم عليك، المهم أن ترد عليك، ويقولونك ما لم تقل ويعطوك جُملا أنت أصلاً لم تقلها ولم تخطر في بالك – الآن أقول تقييمي لهؤلاء مثل تقييمي قبل قليل – عندما نأتي لكلمات هم استخدموها الرجل لم يقلها أساساً، أنه كيف الوزير باسيل يفوض السيد حسن بحقوق المسيحيين، الرجل لم يفوض، بكل جمله – أنا سمعته وعدت وقرأت نصه لأتأكد لأعرف ماذا أجاوب وأعلق – أصلاً لم يستخدم كلمة تفويض، وهجموا على الرجل، فوض وكيف يفوض، الآن بمعزل عن هجومهم على من فوض، لأنه هنا المشكلة الأساسية كيف يفوض زيد من الناس. هو لم يستخدم عبارة تفويض وليس فيما طلبه تفويض – لأن هذا مهم للذي سأجاوب به – اثنين، ليس في طلبه تسليم أمر، بالعكس هو كان واضحاً وقال أنا لا أسلم أمري ولا أمر من أمثل، ليس هناك لا تفويض ولا تسليم أمر – الآن جاء الالتباس من كلمة “حكم” أعود لها بعد قليل – إذاً لا يوجد تفويض ولا يوجد تسليم أمر ولا شيء، خير؟ هناك حليف يستعين بحليف، صديق يستعين بصديق، لا يفوضه ولا يسلمه أمره ولا يقول له خذ القرار الذي تريده، لماذا هذه الحملة؟ هذا دليل، اسمحوا لي لأنه أنا لا أريد أن أرد على اللغة الطائفية وعلى اللغة العنصرية التي استخدمت بلغة قاسية لكن أريد أن أكتفي بهذا المقدار لأقول هؤلاء لا يسمعون ولا يقرأون وإذا سمعوا أو قرأوا لا يعقلون، لا يفهمون، وإذا فهموا أو عقلوا ينكرون، لا يسلمون بالحقيقة، لماذا؟ لأن الأحقاد والضغائن والعنصرية والطائفية تعمي العقول والقلوب وليس الأبصار فقط، هذا عمى، هذا أول تعليق.
من هذا المدخل، أنا أقول فهمي للذي طلبه الوزير باسيل رئيس التيار الوطني الحر، أنه من الطبيعي عندما تصل الأمور السياسية وحتى الأمور العائلية، الأمور الاقتصادية، الأمور الاجتماعية، الواحد يا أخي يُحضّر ليجري امتحاناً يجد سؤالاً لا يستطيع الجواب عليه، طبيعي جداً جداً جداً أنه يستعين بصديق، ونحن سبقنا إلى الاستعانة بصديق، إذاً هذا طبيعي. وأنا أقول أيضاً في جوابي نحن سنلبي هذه الدعوة وبدأنا بتلبية هذه الدعوة، نعم نحن حليف ونحن صديق ونريد أن نلبي هذه الدعوة وأن نمد يد المساعدة وأن ندافع عن حقوق وحق كل لبناني له حق وهذا من واجباتنا أيضاً وسأشرح كيف، ما هو الإطار حتى لا أحد يذهب إلى مكانٍ آخر. وأنا طبعاً لم يخطر في بالي ولا لحظة أن الوزير باسيل عندما أطلق هذه الدعوة أنه يريد الايقاع بين حزب الله وبين حركة أمل على الإطلاق لأنه هو يعرف طبيعة العلاقة بين حزب الله وحركة أمل وهذا الأمر تناقشنا فيه طويلاً أنا وهو في الجلسات الداخلية والوزير باسيل على ما أعرفه هو أذكى من أن يقدم على خطوة من هذا النوع، الرجل ينظر إلى أزمة سياسية صعبة وكبيرة في لبنان وهو يقوم بعمل طبيعي كما قمنا به نحن، كما يقوم به أي إنسان طبيعي في البلد وهو الاستعانة بصديق، وأنا لا أريد أن أفتح ملفات الماضي وأقول لهؤلاء الشتامين والتكفيريين السياسيين الذين كفروه للرجل وللتيار بالأيام القليلة الماضية، لا أريد أن أفتح الماضي وأقول بأي صديقٍ استعنتم وبأي عدو استعنتم، دعوا هذا ليوم آخر، إن شاء الله لا نحتاج أن نفتح هكذا ملفات.
نعم نحن سنلبي هذه الدعوة وبدأنا بتلبية هذه الدعوة وسأقول في أي إطار، لكن بالتأكيد هناك نقطتين وردوا في كلام الوزير باسيل أريد أن أعقب عليهم أيضاً لنحدد المضمون الذي سنعد به ونلتزم به.
هناك كلمة الحكم، “نقبل بك حكماً”، طبعاً أنا لا أستطيع القيام بدور الحكم، فيما هو مطروح هذا ليس حكماً، هي عبارة على كل حال تعبر عن مزيد من الثقة، لكن ليس المقصود منها مثل ما يقولوا المعنى الدقيق لها حتى لا نستخدم مصطلحات الآن، ليس المقصود المعنى الدقيق لها، لأنه عندما أقول لشخص ما أو لجهة ما أنت حكم يعني أنا أسلمه أمري وأفوضه أمري وألتزم بقراره أيً يكن هذا القرار، والرجل لم يقل ذلك بل كان واضحاً وقال أنا لا يعني أنني أسلم أمري وأسلم أمر من أمثل، ثانياً أن الحكم يحتاج إلى قبول الطرفين وتفويض الطرفين وتسليم الطرفين وهذا الأمر غير موجود وغير مطروح، وثالثاً أنا لست في موقع من يريد أن يلعب دور الحكم في مسائل من هذا النوع. في كل الأحول يمكن هذه العبارة ولدت التباساً عند بعض الناس.
نقطة أخرى أيضاً وردت في الخطاب يمكن أيضاً هي ولدت التباساً وأنا أعتبرها هي عبارة أخلاقية، يعني نحن عندما أحد يطلب من أحد أن يساعده يستعمل هذه العبارة أنه أنا أقبل بما تقبل به، طبعاً أنا لا أنصح أحداً بأن يتعاطى معنا على قاعدة “أنا أقبل بما تقبلون به لأنفسكم”، لأنه ظروف حزب الله مختلفة، أولويات حزب الله مختلفة، موقعية حزب الله مختلفة، ولذلك له ضمن هذه الأولويات، له سياسات، له سلوك معين، فيما يتعلق بالانتخابات، فيما يتعلق بالتمثيل في الحكومة، نوع التمثيل، حجم التمثيل، فيما يتعلق بالإدارة، فيما يتعلق بالسلطة عموماً في البلد، ولذلك هو يقبل لنفسه من هذا الموقع، وإلا أنا لا أظن أن هناك قوة سياسية في لبنان، يعني حزب الله بما يمتلك من قوة سياسية وشعبية وأيضاً غير سياسية في الداخل اللبناني ومن خلال حضوره وتأثيره الإقليمي لا أعتقد أن قوة أخرى تمتلك حجماً مشابهاً تقبل لنفسها ما يقبل به حزب الله، إلا إذا كانت تملك ظروفه وأولوياته ومخلصة لهذه الأولويات. لذلك هذا الأمر أيضاً لا نريد أن نعالج المسألة على هذه القاعدة لأن حزب الله كما قلت موقعه ظروفه أولوياته مختلفة ويقبل لنفسه ما لا يقبله الآخرون من قوى سياسية في لبنان أو من أغلب القوى السياسية في لبنان لأنفسهم، لذلك هذه أيضاً نضعها جانباً.
ننتهي بالقول أن المطروح هو في الحقيقة مساعدة صديق، هذا إن شاء الله نحن بدأنا الجهد فيه، هو على كل حال السجال الذي حصل في الآونة الأخيرة أثر على المبادرات القائمة، نحن من خلال إخواننا إلتقينا مع الوزير باسيل، استمعنا أيضاً وتناقشنا بأفكار جديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة، هناك نقاط أنجزت، هناك نقاط عالقة سوف نكمل هذا النقاش مع دولة الرئيس نبيه بري أو من خلال من يوفده وأيضاً هو سيناقش مع الرئيس المكلف كما كنا نعمل سوياً سوف نكمل سوياً، الوزير جبران استعان بي كصديق وأنا كنت قد استعنت بالرئيس بري كصديق ونحن كأصدقاء بمعزل الآن عن ما بين الأصدقاء وما بين الحلفاء، هذا الإطار هو الإطار الوحيد المتاح الطبيعي المنطقي الذي يمكن أن يوصل إلى نتيجة وكل هذه الجهود هدفها أن نصل إلى مكان يكون مرضياً لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولدولة رئيس الحكومة المكلف الرئيس سعد الحريري حتى إذا تفاهما وتوافقا أمكن إخراج الحكومة إلى الوجود.
نحن أيضاً يمكن أن نقدم أفكاراً جديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة لكن ما سيكون من أثر هذا النداء أو هذا الخطاب هو في الحقيقة بذل المزيد من الجهود، وأنا هنا أقول بكل وضوح نعم الوقت ضيق، صحيح نحن لا نريد أن نسقف زمنيا حتى لا تيأس الناس، يجب دائما أن نتحلى بالامل، ودائما كنا نقول أن المدخل الطبيعي للخروج من الأزمة ومعالجة المشاكل التي يعانيها الشعب اللبناني في كل المناطق اليوم هو إيجاد حكومة قادرة على إتخاذ القرارات حتى لو كانت قرارات صعبة أو غير شعبية. نحن في كل الأحوال سنبذل أقصى الجهد وأعود وأقول أن ما نشاهده في الشارع، في محطات البنزين وفي موضوع الكهرباء وفي موضوع الدواء وفي موضوع الغذاء وفي موضوع الدعم وتخفيف الدعم أو رفع الدعم من معاناة شعبنا وأناسنا وأهلنا يجب ان يكون حافزا وضاغطا أخلاقيا بالدرجة الاولى وإنسانيا ونفسيا على كل المعنيين بتشكيل الحكومة للذهاب الى تشكيل حكومة.
نقطة أخيرة في الملف الحكومي لأن هذا ورد في سياق بعض العتب من بعض أصدقائنا بالتحديد في التيار الوطني الحر، أنا أحب أن أعلّق عليها لأنه أيضا يوجد بعض الأصدقاء الأخرين يمكن وحصل لديهم هذه الشبهة، وأنا رغم ان هذا الموضوع لا أحب ان اناقشه في الإعلام ولكنه طرح كثيرا في الإعلام ومن موقع الصداقة والتفاهم والحوار العاقل والهادف.
في موضوع الحياد، أنكم انتم حزب الله تقفون على الحياد في هذه الأزمة الحكومية، هذا إذا كنت أريد أن أقول غير صحيح هو غير صحيح، لكن أريد أن أستعمل عبارة لائقة قليلا وسأقول غير دقيق، لكنه غير صحيح، نحن إذا يتذكر أصدقاؤنا في التيار الوطني الحر وكل الناس في البلد أيام تشكيل حكومة الرئيس المكلف مصطفى أديب، كان يوجد أجواء داخلية صعبة وكان يوجد ضغط خارجي، فرنسي وغير فرنسي على فخامة الرئيس، أنه القائمة التي سيكتبها الاستاذ مصطفى يجب ان توقع عليها وغير ذلك انت تعطل الحكومة، أتذكرون موقفنا نحن ؟ ولعله أنا كنت من القلائل الذين خرجوا في خطاب ساعة ونصف وجاوبت على خطاب الرئيس مكرون عندما حمل كل الناس وقتها المسؤولية، من جملة النقاط التي ذكرتها انا انه هذا الذي كان يحصل كان سيسلب من رئيس الجمهورية اهم صلاحية حفظت له في إتفاق الطائف وفي الدستور الحالي وهي صلاحية المشاركة في تشكيل الحكومة اللبنانية، نحن لم نتكلم هذا في السابق، نحن تكلمنا مع الفرنسيين ومع غير الفرنسيين، ولكن انا قلت هذا في كلام واضح وفي الرد على خطاب الرئيس الفرنسي، لأنه هذا حق ويجب أن نقف إلى جانبه، وحتى عندما كلف الرئيس سعد الحريري نحن علنا وضمنا كنا دائما نقول رئيس الجمهورية شريك في تشكيل الحكومة، لا نقبل أن يتحول إلى باش كاتب، اليس هذا موقفنا؟ هذا على الحياد؟ هذا له علاقة بالأزمة الحكومية، هذا له علاقة بجور الأزمة الحكومية، حسنا إذا هذا حقا وقفنا الى جانبه ولم نبال، من جهة أخرى عندما الاغلبية في مجلس النواب، وليس الاغلبية التي يتكلمون عنها الان، أي أغلبية حزب الله وحركة امل والتيار وحلفائهم، هذه الاغلبية يعني تحتاج الى نقاش، هل هي موجودة بالفعل أو بالشكل أو بالصورة، ليس لدي الوقت الكثير لأتكلم عنها، وإلا هي والمشهد السياسي والتحالفات وتركيبة القوى السياسية الموجودة في البلد، أنا كنت قد كتبت سابقا عن الموضوع ولكن سأقوم بتأجيلها فقط لانه ليس هناك متسع من الوقت، أغلبية النواب أو الكتل النيابية سمت الرئيس سعد الحريري، حسنا، نحن لم نسمه والتيار لم يسمه، مع ذلك إعتبرنا انه رئيس مكلف، طبعا نحن كنا نقبل ضمنا بتسميته ولكننا لم نسمه، رئيس مكلف، فلنشكل حكومة، حسنا، هناك أيضا كان هناك حق في مكان ما، نحن وقفنا معه، وفي مكان اخر لم يكن هناك حق، نحن وقفنا مع فخامة الرئيس، سأضرب المثلين، المثل الأول موضوع الثلث المعطل، عندما كان يقال أن الرئيس والتيار يطالبون بثلث معطل إن كان الوزير جبران في أكثر من مرة ينفي هذا الموضوع، حسنا نحن قلنا، أنا تكلمت في خطاب وقلت نحن نتفهم انه رئيس الحكومة المكلف واطراف أخرى أيضا مشاركة وستشارك في الحكومة نتفهم أن يكون لجهة واحدة ثلث معطل او ثلث ضامن، هنا نحن نتكلم حق، لانه أي رئيس او أي أطراف أخرى عندما تعتبر أن هناك حزب واحد في الحكومة لديه ثلث معطل يعني أصبحت مشاركة الآخرين شبه شكليّة، هذا حق وقفنا معه، ولكن عندما طرح في تشكيلة الحكومة أنه نريد ان نعطي للرئيس وللتيار 4 وزراء، نحن كنا ضد ذلك، لأن الرئيس المكلف يعلم وأنا أرسلت له أنه إذا التيار يقبل بذلك نحن حزب الله لا نقبل، ونرفض، هذا إجحاف بحق الرئيس وبحق التيار، إذاً عندما تتكلم عن الحياد نحن لسنا على حياد، عندما يكون للموقف حق نأخذ الموقف الى جانب الحق، نعم قد نختلف مع هذا الصديق أو ذاك الصديق ومع هذا الحليف او ذاك الحليف أن هذا الموقف حق او ليس بحق، هذا لا يعني أننا نقول فلان على باطل ونحن على حق، هنا أصبح للموضوع علاقة بالفهم، أصبح له علاقة بالإجتهادات، نحن لا نخذل الحق ولم نخذل الحق في يوم من الأيام، وأما الباطل لا نقف على الحياد، نحن في الأزمة الحكومية حيث يكون الحق كنا وسنكون بكل تأكيد، وحريصون على حقوق الجميع كما أننا ندافع عن حقوقنا الطبيعية، أحببت هذه النقطة أيضا أن أعلق عليها بكل محبة.
آتي إلى النقطة الاخيرة أو ما قبل الأخيرة فيما يتعلق بالأزمة المعيشية والوضع القائم الان والبنزين والمازوت والدواء وهموم الناس، طبعا حصل شيء أمس يساعد اليوم أن نتكلم قليلا، يهوّن الخطاب، حصلت إتصالات بين فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين ومصرف لبنان إلخ… والذي سمعناه اليوم في وسائل الإعلام والإخوان أيضا قالوا لي أنه وقّع قرار الإتفاق على إصدار قرار إستثنائي من فخامة الرئيس ودولة رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال يسمح للمصرف المركزي بإصدار إعتمادات أو إقرار إعتمادات تؤمّن المشتقات النفطية من هنا إلى 3 أشهر، طبعا إذا صدرت هذه الإعتمادات وإستطاعت الشركات أن تأتي بمشتقات نفطيّة، أهم شيء أن يتابع هذا الأمر بكل الجدية المطلوبة حتى في الحقيقة يكون هذا سبيل إلى معالجة المشكلة، لكن مع ذلك أنا اليوم أريد أن أؤكد على وعد كنت أطلقته قبل أيام قليلة، وأريد أن أقول أيضا ماذا فعلت في هذا الوعد، أنا وعدت وقلت كلمتي وما زلت عند وعدي وعند كلمتي أنا قلت إذا الدولة جاء وقت وصارت عاجزة أن تستورد مشتقات نفطية خصوصا البنزين والمازوت نحن سنكون مضطرين أن نذهب إلى إيران ونأتي بالبنزين والمازوت ونأتي بها مقابل الشواطىء اللبنانية وليس شرط ميناء بيروت، حيث يصح أو يمكن نقل هذه المحمولات من البنزين ومن المازوت إلى لبنان حتى لو أن هذا الموضوع خلق لنا مشكل مع الدولة مع أن الدول اصدقائنا. في هذه النقطة انا في الحقيقة أحب ان أقول أنه للإستفادة من الوقت بالوقت الذي كنا نبذل فيه جهدا مع المسؤولين في الدولة، نحن لم نترك الموضوع، كنا نبذل مع المسؤولين في الدولة من خلال إتصالاتنا وإتصالات بقية القوى المعنية ايضا لكي يعالج هذا الموضوع من قبل الدولة، لأنها هي المسؤولة وهي التي يجب أن تعالج، نحن قررنا ان نستفيد من الوقت ولذلك كل المقدمات الإدارية واللوجستية لإنجاح خطوة من هذا النوع يعني المجيء بالبنزين والمازوت من ايران وإستيعابه في لبنان وآلية توزيعه ليصل إلى المواطنين، هذه المقدمات نحن خلال الأيام الماضية كلها أنجزناها، يعني إذا وصلنا بشكل جدي للنقطة التي تكلمت عنها أنا وهي عجز الدولة اللبنانية أو تخلي الدولة اللبنانية عن المجيء بهذه المشتقات النفطية نحن نحتاج الى إذن التحرك فقط، فقط التحرك لنأتي بهذه المواد الى لبنان، المقدمات الإدارية واللوجستية وكيف وأين ومن، كل هذا أنجزناه نحن وواضح لدينا، فقط عندما ننفذ نذهب به إلى التنفيذ، وهذا الوعد لا يزال قائما، لكن انا في هذه النقطة أحب ان أعلّق على شيء أثير عندما انا تكلمت عن هذا الوعد، لكي تروا بعض السخافة الموجودة في لبنان، يوجد من خرج ليقول وبعضهم كتب أن السيد يعدنا لكي يأتي لنا ببنزين ومازوت من إيران، هل يوجد بنزين ومازوت بإيران؟ إيران لديها أزمة بنزين ومازوت، طبعا مشكلتنا نحن في لبنان انه يوجد من يعتبر نفسه أنه يفهم في كل شيء، يفهم في السياسة وفي الاستراتيجية والتكتيك وفي العسكر والامن والاقتصاد والمال والصحة والطب والجيولوجيا والفلك ويعرف في كل شيء، على كل حال، تعليق بسيط، هؤلاء جهلة، كل من تكلم في هذا الموضوع هم جهلة مع إحترامي لهم، جهلة ولا يعرفون شيئا، أصلا الدنيا كلها ضجّت بالسفن الإيرانية الذاهبة الى فنزويلا، ماذا كانت تحمل إلى فنزويلا يا جهلة؟ كانت تحمل بنزين ومازوت ومشتقات نفطية، كانت تحمل أدوات لمعالجة مصافي النفط الفنزولية لأن الاميركيين يحاصرونهم ويمنعونهم من الحصول على الادوات وعلى التكنولوجيا التي تساعدهم على تشغيل مصاف النفط، هم لديهم نفط، ولكن لكي يصفّوا نفطهم ويخرجون منه مشتقات نفطية.
ثانيا، هناك من خرج ليقول السيد سيأتي لنا بالعقوبات على لبنان، لدي هنا نقاشين، النقاش الأول، عندما نأتي نحن بالبنزين والمازوت بهذه الطريقة يعني ليس عن طريق مصرف لبنان ولا عن طريق وزارة الطاقة، وتستطيع الدولة اللبنانية أن تقول للأميركيين نحن قبلنا بذلك رغما عنا، نقوم بحرب أهلية لمنعهم؟ بالعكس هذا لا يجلب عقوبات.
ثانيا، حسنا يا أخي نحن صديقنا يأتي الينا بالعقوبات، تكلمنا سابقا أنه نحن اللبنانيين على خصوماتنا وعلى عداواتنا، اليس كلنا نقول لبنان وسلامة لبنان وقوة لبنان وعافية لبنان ورفاه لبنان ورخاء لبنان هو طمعنا وهدفنا كلنا، حسنا جيد، دائما انا كنت أقول أنه فلنستفيد كل واحد منا من صداقاته من موقعه، لمصلحة لبنان، نحن لدينا صداقات مع سورية فلنستفيد من هذه الصداقات لمصلحة لبنان، لدينا صداقة مع إيران لنستفيد من هذه الصداقة لمصلحة لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني، لدينا صداقة مع الإخوان العراقيين فلنستفيد منها لمصلحة الشعب اللبناني، نحن صداقاتنا في العالم ليست كثيرة، حسنا أنتم لديكم صداقة مع أميركا ومع فرنسا ومع أوروبا ومع السعودية ومع دول الخليج فلتستفيدوا من صداقاتكم لمصلحة العشب اللبناني كما نفعل نحن لمصلحة الشعب اللبناني ونستفيد من صداقاتنا، لكي لا يحل على البلد عقوبات تفضلوا شكلوا وفدا وأنا أدعو لكم أن تنجحوا، فلتشكلوا وفدا ويذهب الى السعودية والى دول الخليج وأطلبوا منهم بنزين ومازوت وفيول وبالليرة اللبنانية وليس مجانا، وليعطوكم ذلك ونحن أول المؤيدين وأول المساندين وأول المباركين، وهذا لا يأتي لكم بعقوبات، هذه أصدقاء أميركا، أميركا لن تفرض عقوبات، تفضلوا لماذا تقفون فقط وتتفرجون على إذلال الناس على المحطات صباحا ومساء، وعلى المشاكل والتي بدأت تكبر على المحطات وعلى إطلاق النار وعلى الحوادث الدامية، فقط شغلتكم أن تنتقدوا وتهاجموا وتصفّوا حسابات؟ فلتقوموا بشيء ما، نحن نحاول أن نقوم بشيء، ولو أن هناك عبىء، الان في يوم من الأيام أنا انظر أنا وإخواني كنا جالسين مع بعضنا، أنه الان آخرتها أصبحنا نحن نشتري البنزين والمازوت؟ لم نكن نتوقع أن يأتي يوم ونصل إلى هذا. لكن نحن جاهزون أن نشتغل بالبنزين والمازوت والفيول وحتى زبالين عند مجتمعنا وعند ناسنا وعند اهلنا ليكونوا أهل كرامة وأهل عزة وأهل شرف، هؤلاء من قدم دماءً وقدموا تضحيات ولكن انتم كل واحد منكم يجلس في برجه العاجي وهو يُنظّر بأن هذه لا وهذه لا وتلك لا ويشتّم ويسبّ ويخوّن ويتّهم ولا يُحرّك ساكناً وعايش، في الأصل هو لا يشعر بجوع الناس ولا بمعاناة الناس ولا بآلام الناس ولا بوجع الناس ولا بشيء، انا أريد ان أسألك سؤالاً، الامريكان قالوا نحن في السنوات الماضية القليلة قدمنا للبنان 10 مليارات دولار، من المؤكّد أنهم لم يُعطوهم لحزب الله، ولا لحلفائنا حلفاء حزب الله، أعطوهم لكم ولجمعيات المجتمع المدني، هل هناك من أحد منكم يقول لنا ويقول للشعب اللبناني هذه الـ 10 مليارات دولار اين هي؟ مثل الأمير محمد بن سلمان حيث تناقلها اكثر من مصدر، انه قال نحن في لبنان من 2005 الى 2017 صرفنا 20 مليار دولار! هل بإمكان أحد أن يقول لنا هذه الـ 20 مليار دولار أين هي؟ يا أخي فلتظهروهم لنا أنتم الذين أخذتم هذه المليارات من الدولارات ارونا اياها مؤسّسات، مستشفيات، مدارس وجامعات، ارونا اياها بنى تحتيّة، ارونا اين هي هذه المليارات؟
كي لا نقول أننا فقط نُسجّل على بعضنا نقاط ونُناكد، إذا أنتم – انزعج خاطركم- لأننا نحن جدّياً ذهبنا وبدأنا وجهّزنا المقدمات لنُحضر بنزين ومازوت الى لبنان، اتّكلوا على الله أنتم وأصدقائكم، اتكلوا على الله وصُدقاً وليس على سبيل المحاججة ولا على سبيل تسجيل نقاط، أنا سوف أدعوا لكم وأنا أدعو لكم أن يوفقكم الله بأن تذهبوا الى السعودية والى دول الخليج والى الامريكان وتُحضروا مازوت وبنزين وفيول للكهرباء، وأيضاً إذا أمكنكم أن تحضروا مواد غذائية لكي تكسروا الاحتكار والأسعار الموجودة في البلد اتكلوا على الله، لكن هذه السّلبية والجلوس في الأبراج العاجية والسّباب والشتائم والاتهامات والتّخوين والفلسفة على الناس هذا لم يعد مقبولاً، وهذا في الحقيقة أمر يجب على الشعب اللبناني أن يُقيّم ماهية هذه الظاهرة وهذه الحالة! هناك أناس يحاولون بذل الجُهد ليساعدوا، وهناك اناس يقفون على الطريق يقطعون الطريق وممنوع ان تساعد، هذه لا، وهذه لا، وهذه لا… حسناً ما هو المسموح؟ اذهب واعمل المسموح الذي يناسب البلد وانا معك. حسناً في هذا السياق ايضاً، نحن نريد ان نطالب، أننا لماذا سنبقى نستورد ومرهونين بموضوع البنزين والمازوت بهذه الطريقة وتأتي الشركات والاحتكار والف مصيبة فوقها، أنا قمت بمراجعة مختصّين خلال الفترة الماضية وقالوا لي انه يمكن ان يتم انشاء مصفاة صغيرة في منطقة الزهراني خلال 6 اشهر، وفي طرابلس ايضاً يمكن انشاء مصفاة صغيرة خلال 6 اشهر، وهناك شركات أجنبية شرقية – ليست شرقية بل من الشرق – جاهزين بدون أن تدفع الدولة اللبنانية ولا فلس او دولار او ليرة بإنشاء هذه المصافي وتشغيلها خلال 6 اشهر ، عندها الذي سيحصل هو أن تقوم بإحضار نفط خام وتقوم بتصفيته في لبنان وتستخرج منه مشتقات نفطية بأقل كلفة وأسهل علينا كبلد، حسناً 6 أشهر – غمض عين وفتّح عين بيمرقو – بسهولة، لماذا لا تلجأ الدولة الى هذا الخيار؟ حتى حكومة تصريف الأعمال تستطيع ان تلجئ الى خيار من هذا النوع، وإذا لجأت الى هذا الخيار لا يجوز لأحد أن يقف في وجهها ويعترض عليها أو يتهمها، وأنا أدعوهم الى ذلك، هذا يساعد كثيراً كي لا نبقى مُقبعين في هذه الازمة، هذا شكل من اشكال الحلول، حين ذلك عندما نستورد نفط من العراق – هذا أدعه أخيراً بكلمة الشكر وهو جزء من الشكر له علاقة بالعراق – لذلك بدل أن تحتار الدولة اللبنانية أين تريد ان تأخذ النفط الخام العراقي لهذه الدولة أو لتلك الدولة وهذه الشركة ويصبح هناك اتهامات شمالا ويميناً وكلام عن سمسرات وصفقات وغيرها تحت الطاولة وفوق الطاولة، يكون لدينا مصفاة صغيرة في منطقة الزهراني ومصفاة صغيرة في منطقة طرابلس في الشمال يستطيعون من خلالها تأمين جزء كبير من حاجات السوق اللبنانية وهذا في متناول اليد، أنا أقول لكم أنّ هناك شركة جاهزة لأن تنفّذ هذا المشروع وهي فقط تنتظر موافقة وتوقيع، اتكلوا على الله لماذا الانتظار، هذا يساعد ايضاً بالمعالجة.
بالمعاناة المقبلين عليها، انا حقيقة في الخطاب الماضي قلت شيء لم أكن مضطراً لأن اقوله ولا أعلم ان كان غيري مضطر أن يقوله أو جاهز لقوله، لكن حقيقة الأمر الوضع في البلد لنكون صريحين وعلى علم، نحن ذاهبين الى مرحلة شدّ الاحزمة، ولا يقدم أحد على اعطاء الناس وعود غير صحيحة، بقرار أو بدون قرار وهل هذا الشيء مقصود أو غير مقصود هذا يحتاج الى نقاش، البلد متّجه نحو رفع الدّعم تلقائياً بشكل طبيعي وبدون قرار لا من حكومة تصريف الأعمال ولا من الحكومة الآتية اذا شُكّلت، لأنه سيأتي وقت مصرف لبنان ليقول أنا لم يعد لدي مال والان هو يقول انه لم يعد لديه المال، وإذا اردت ان ادعم هنا او هناك او افتح اعتماد هنا، احتاج إذن للتّصرف بالاحتياطي الالزامي، حسناً ويوم بعد يوم ترد أخبار بأن هذه المادّة قد توقّف الدّعم عنها وتلك المادّة ايضاً والسُّكّر توقف والخميرة ايضاً، وهذا أهم شيء لأن له علاقة بالخبز والمواد الغذائية المتبقية، عدا عن ذلك أتى الحديث انه ماذا علينا ان نفعل بالمشتقات النفطية وهناك نقاش بالدواء، طبعاً بالدواء علينا ان نبذل اقصى الجهد، وهناك مواد يجب ان يبقى فيها دعم ولو دعم مرشّد ولو دعم محسوب ومدروس وليس كيفما كان، مثل في موضوع الادوية المزمنة والمستعصية الى اخره، هناك تفاصيل عادةً وزارة الصحة هم من يقومون بمتابعتها مع الجهات المعنية، وبعض المواد الغذائية والبنزين والخبز والمازوت ووو.. لكن هناك واقع يتّجه نحوه البلد، ويجب علينا ان نجلس جميعنا ونرتّب أمورنا على قاعدة انه حتى الان عندما يأتي ويتم الضغط على حكومة تصريف الاعمال بترشيد الدعم، نحن خلافنا ليس بترشيد الدعم او لا، ترشيد الدعم يحمل مسؤولية كبيرة، لماذا عليهم ان يحملوها اناس دون اخرين، انا قد قلت في الخطاب السابق واكرر، انا اتفهّم الرئيس حسان دياب في هذا الموضوع يقدّم رِجلاً ويؤخّر أخرى، لأنه عندما يريد التوجه بترشيد الدعم، الجهة المعنية عن ترشيد الدعم تخرج كل الناس وتشتمها، تريدون ان نرشّد الدعم تعالوا لنشكّل لجنة، لا طاولة حوار ولا شيء الامر لا يحتاج طاولة حوار، لجنة يشارك فيها كل من شارك في الحكومات السابقة، لا يجوز انّ كل الذين شاركوا في الحكومات السابقة ويتحملون مسؤولية الاوضاع التي وصلنا اليها ان يأتي أحد غيرهم – لوحده – ليأخذ القرارات الصعبة ويتحمل الشتائم من الناس، لا! نحن جاهزين ان نكون في هذا القرار الصعب وانما على قاعدة كل الذين كانوا شركاء في الحكومات السابقة تفضّلوا لنشكّل لجنة نُرسل من طرفنا ممثّلين عندها نجلس ونناقش ترشيد الدّعم ونتّخذ قرار ترشيد الدّعم أو رفع الدّعم في حال كنا متّجهين الى مكان بأنه لا يوجد مال بحقّ او مساعدات او قروض او او او.. هذا يحتاج الى قرار جريء وشجاع من الجميع، الجميع عليهم ان يضعوا اكتافهم ويتحملوا المسؤولية، لا يصح – بالأمثلة- ان يُصعد أحدهم الحمار على المأذنة ومطلوب من آخر أن ينزله، لا! كل الذين اصعدوه عليهم انفسهم أن ينزلوه، الجميع عليهم ان يتحملوا المسؤولية في هذا الموضوع، الان بمعزل عن هذا النقاش، نحن دعونا وأيّدنا البطاقة التمويلية، اللّجان المشتركة قامت بتأييدها وهي متّجهة خلال أيام نحو الهيئة العامّة ونحن نأمل أن يُعالج هذا الأمر إن شاء الله في الهيئة العامّة، لأنه في حال أنّ البلد متّجه تلقائياً نحو رفع الدعم او متّجه تلقائياً نحو ترشيد الدّعم حتى ولو بدون قرار لأنه عملياً يُقصّ الدّعم ببعض الأماكن، حسناً البطاقة التموينية تستطيع ان تساعد مئات الالاف من العائلات اللبنانية للصّمود في هذه المرحلة الصّعبة، نحن مسؤوليتنا جميعاً أن ندع هذه العائلات تصمُد ونخفّف معاناتها، دائماً يجب علينا ان نفتّش عن أفكار حتى في إطار ترشيد الدّعم، نحن لدينا أفكار وهناك تجارب موجودة في الكثير من دول عانت مثل معاناة لبنان ويمكن اللجوء اليها ويمكن للدولة اللبنانية ان تنفذها اذا في حال يوم من الايام تشكّلت لجنة من هذا النوع او حدث نقاش جدّي ضمن هذا الاطار ان شاء الله، نقوم بتقديم هذه الأفكار. أريد أن أختم في نهاية الشكر بالنسبة للناس، الناس عليهم ان يلتفتوا الى كيفية التعاطي مع هذه المرحلة التي نحن في خضمّها والمتّجهين نحوها، لا شك بأنها مرحلة صعبة وقد تكلّمنا كثيراً في اسبابها، هذه الازمة سيحاول كل واحد ان يلقي بالمسؤولية على الاخر ويصفّي حسابات ويضيع البلد بين القبائل وتبقى المعاناة، المطلوب الان هو كيف نعمل لنخفّف المعاناة، في اطار تخفيف المعاناة أنا اريد ان أعاود وأقول للناس وخصوصاً الناس الطيبين، واعرف ان هذا الكلام بالنسبة لبعض الناس هو غير شعبي مثل خطابي بعد مظاهرة تشرين و 2019، بكل صدق يا ناس وبكل صراحة، ان تقوم الناس وتطلق النار على بعضها على محطات البنزين هذا لا يحل مشكلة، اذا كان هناك من أحد لديه هدف من تخريب لبنان وتدمير لبنان وجرّ لبنان الى الفتنة والتخريب نحن بهذا نحقّق له هدفه، تخريب المنشآت العامّة لا يخدم ولا يحلّ أزمة، قطع الطرقات على الناس هذا يؤذي الناس، أنت تدّعي أنك متألّم وموجوع، هؤلاء الذين تقطع عليهم الطرقات أنت تقوم بأذيتهم وايجاعهم وتزيد من وجعهم، من فترة يومين وربما الان وانا اخطب وربما بعد انتهائي من الكلام نرى طابورين للذلّ، انتم تزيدون الطّابور طابوراً، هناك طابور على محطّة البنزين أو محطّة المازوت أو الصيدلية وما شاكل، وهناك طابور ذُلّ ثاني، طابور هوان ثاني، طابور وجع ثاني انتم تقومون به عندما تقومون بقطع الطرقات، وتقف السيارات كيلو متر وأكثر وهناك رجال ونساء واطفال ومرضى جالسين على الطريق، ما القضية؟ القضية ان هناك شباب غاضبون من الوضع القائم نزلوا وقطعوا الطريق! حسناً، نزلتم وقطعتم الطريق ماذا يقدّم ويؤخّر هذا الأمر؟ الذين تقوم بقطع الطريق بسببهم كي تهزّم أو تحرّكهم لا يحرّكهم قطع الطريق مطلقاً، انت بهذا تؤذي ناسك وأهلك وتقوم بإيجاعهم الناس، واذا استمرّ قطع الطريق سيتحوّل الأمر كما يحصل في المحطّات، وهذا حصل خلال الايام الماضية نزلت الناس وتقاتلت مع بعضها وتضاربت – بوكس- مع بعضها وقد يتحول الامر الى حمل السلاح على بعض، هكذا تتم المعالجة؟ نحن في البلد لدينا مجموعة كبيرة من الازمات لكننا نمتلك نعمة من أعظم النعم اسمها الامن، اسمها الاستقرار، اسمها السلم الأهلي، اسمها الأمن الاجتماعي، حسناً المطلوب ان نخرّب بيوتنا بأيدينا؟ هذا المطلوب؟ اذا خرّبنا بيوتنا بأيدينا يصبح لدينا بنزين ومازوت وخبز ودواء ومواد غذائية ونحل مشكلة الدّين ونخلق فرص عمل؟ اذا خرّبنا بيوتنا بأيدينا واطلقنا النار على بعضنا وقطعنا الطرقات على بعضنا واذا شتّمنا بعضنا على مواقع التواصل الاجتماعي عند اصغر مناسبة، اليوم اللبنانيين وخصوصاً الناس المتألّمين والموجوعين الذين يحملون أكبر معاناة هم محتاجون ان يتكاتفوا مع بعضهم ويتفهّموا بعضهم ويتحمّلوا بعضهم ويصبروا على بعضهم البعض، واذا ما غضب أحد على الاخر فليتحمّله، واذا تأفّف أحد على الاخر فليتحمّله، واذا لطّش أحدكم الاخ فليتحمّله، نحن اليوم محتاجين الحفاظ على الأمن والاستقرار والسّلم الأهلي وبعض السلام الداخلي النفسي كي نستطيع ان نتعاون مع بعضنا البعض، لنخفف معاناة بعضنا البعض، لنحل مشكلة البلد، والاّ هناك اناس لا يريدون ان يأخذوا البلد الا نحو التفجير، هؤلاء ماذا يريدون؟ هؤلاء مفسدون في الارض بكل ما للكلمة من معنى، هؤلاء يخدمون العدوّ يعلمون او لا يعلمون، انا مع كل وسيلة تخدم الهدف، تُريد التعبير عن غضبك يمكنك ان تتظاهر، تعتصم، تُضرِب عن الطعام ضمن الحدود الشرعية، تُضرب عن العمل، يمكنك ان تقوم بعصيان مدني وتعزُب عن دفع الضرائب والرسوم ووو.. كل هذه وسائل مشروعة، لكن ان تعتزم وسيلة تتسبب فيها بالأذية لناسك وأهلك تزيد في معاناتهم وأوجاعهم والآمهم وفواجعهم، هل هذه وسيلة عقلاء وحكماء؟ وهل هؤلاء يخدمون الهدف؟ انا اتمنى وأدعو بشكل جدي في هذه الشدة والمحنة الى الوعي أكثر والى صبر أكثر. نحن محتاجون أن نتحمل اكثر، وان نتحمل بعضنا اكثر، وإلى تعاون اكثر، ومحتاجون إلى تدوير زوايا أكثر، حتى نستطيع أن نعبر من هذه المحنة والا البلد سوف يذهب من أيدي الجميع، وليس من أيدي أناس دون أناس، او من أيدي منطقة دون منطقة، وعندما يخرب البلد سوف يخرب كله، وعندما نخسر البلد سوف نخسر كلنا. ان شاء الله نقدر كلنا حماية البلد ونحمل المسؤولية. نحن اليوم نضرب مثلاً عن أنفسنا، مثلا إذا أردنا أن نرد على كل الذين يتهجموننا، ومن هنا اوجه ندائي بالخصوص إلى اخواننا واخواتنا، وارسل نداءً خاصاً لجمهور المقاومة، جمهور حزب الله بالتحديد، نحن منذ أشهر وسنوات مثلاً مع تيار المستقبل ومن الجديد عندنا علاقة جيدة وطيبة مع الرئيس سعد الحريري ونتواصل ونتكلم وهو لا يتكلم علينا، لكن نائب رئيس تيار المستقبل، نواب تيار المستقبل، مسؤولي تيار المستقبل كل من هو في تيار المستقبل، ليلاً نهاراً “هاجمين” على حزب الله، لا نرد عليهم، من أشهر، من سنوات، خير ان شاء الله، هل “صار علينا شي” “نقص منا شي” “يقولوا لبدهم ياه” “يحكوا لبدهم ياه”، ماذا نفعل؟ ماذا ينفع السجال غير ان يثير اجواء واحقاد وضغائن. حسناً اذا هو مصر أن يكمل على هذا الطريق رغم اننا نحن مصرون على التعاون وعلى التكامل ومتهمون اننا نقف معه.
حسناً هذه القوات اللبنانية من رئيسها ونزولاً، “في القوات ما في مناسبة الا ما يهجموا علينا من رئيس الحزب ووزراء الحزب مسؤولي الحزب ونواب ووزراء سابقين ومواقع تواصل والى آخره ما منرد نقص منا شي صرلنا شي خير ان شاء الله” يعني اريد ان اقول: نحن لدينا وجهة نظر فلنبينها، نحن لا نريد “مشكل” مع أحد في البلد، ونحن لا نريد ان ندخل بسجال مع أحد في البلد، حتى مع الذين يسبوننا، حتى مع الذين يشتموننا، حتى مع من يخوّننا، حتى مع من يتهمنا، نحن أناس نحمل مسؤولية، البلد غال على الكل، لكن من المؤكد أن الذين قدموا الشهداء يصبح البلد غال عليهم أكثر ، ولسنا وحدنا من قدم شهداء، نحن وغيرنا، كل الذين قدموا الشهداء يجب أن يكون البلد غال عليهم، لانه دفع ثمن التحرير دم، ودفع ثمن السيادة دم، ودفع ثمن الامن والاستقرار دم، ودفع ثمن السلم الاهلي دم، ودفع ثمن الكرامة دم، والذي دفع ثمنه دم لا يجوز أن يضيعه أحد. نحن أناس لا نريد ان نضيعه، ونريد ان نحافظ عليه، وعلينا التحمل، ولا نريد الذهاب الى سجال، وليس عند أقل كلمة على موقع تواصل هنا او هناك “بدها تقوم الدنيا وتقعد” ولجنة هنا لتنسيق ولجنة هناك للتنسيق. وانا أقول لجمهور حزب الله، للمسؤولين، للمشايخ، للعلماء، وانا أتحدث اليكم بصفة الشرعية وليس الحزبية، أي كلام يأخذ إلى الفتنة في هذا الظرف هو حرام ومن كبائر الذنوب. اليوم منع الفتنة ووأد الفتنة هو أولى من أي شيء آخر، والذي يتصور في ظل التحريض والسجال والفتنة يستطيع أن يعالج ازمة اقتصادية او معيشية او سياسية هو واهم، هو يخرب البلد، ويدمر البلد. نحن هذا البلد غال علينا كثيراً، يجب أن نحميه ليس فقط برموش عيوننا وإنما بدمنا، بدم أعزائنا، بفلذات اكبادنا، كما فعلنا خلال كل العقود الماضية.
كلمة اخيرة، كلمتي شكر للعراق وللحكومة العراقية، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في العراق اخذت قراراً ان تتعاون مع لبنان بموضوع المليون طن نفط، وهذا الموضوع يحتاج إلى متابعة، والشكر للحكومة العراقية وللعراقيين على هذا القرار الأخوي والانساني، والشكر الآخر لقيادة كتائب حزب الله في العراق التي اعلنت خلال الأيام الماضية أنها أيضا ستكون جزءا من المعادلة الاقليمية لحماية المدينة المقدسة، ولحماية القدس، ولحماية بيت المقدس، والمسجد الاقصى المبارك. هذا موقف يحتاج الى شكر. الشكر للحكومة العراقية وللمقاومة في العراق والشكر لكل اصدقاء لبنان، لكل من يريد واقعاً ان يساعد لبنان وشعب لبنان والدولة في لبنان على الصمود، على البقاء، على عبور هذه المرحلة، والتنديد والادانة لكل اولئك الذين يحاصرون لبنان ويفرضون العقوبات على لبنان ويمنعون احداً من ان يقدم مساعدة للبنان وفي مقدمهم الشيطان الاكبر الولايات المتحدة الاميريكية صديقة البعض الذي يجوع ويتألم في لبنان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الإعلامية