عدد الإصابات بكوفيد – 19 يتجاوز الـ40 مليون عالميا… لماذا تتسارع وتيرة الانتشار؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

عدد الإصابات بكوفيد – 19 يتجاوز الـ40 مليون عالميا… لماذا تتسارع وتيرة الانتشار؟

أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في الـ20 من الشهر الجاري أن العدد التراكمي لحالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم قد تجاوزت 40 مليون حالة. في اليوم السابق، أوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي أنه: “مع دخول نصف الكرة الشمالي فصل الشتاء، شهدنا زيادة متسارعة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية”.

أظهرت البيانات أن معدل أعداد الحالات المؤكدة الجديدة اليومي قد وصل إلى ذروته في مارس وأبريل من هذا العام، وارتفع بشكل حاد في يونيو، وانخفض بشكل طفيف بعد منتصف أغسطس، ولكن وصل إلى مستويات عالية جديدة مع بداية شهر أكتوبر مرارا وتكرارا. من بين ست مناطق في العالم تقسمها منظمة الصحة العالمية، يوجد في الأمريكتين حاليا أكبر عدد من الحالات المؤكدة، ما يقارب من 18.8 مليون حالة؛ جنوب شرق آسيا تحتل المرتبة الثانية بحوالي 8.5 مليون حالة؛ أوروبا جاءت في المرتبة الثالثة بحوالي 8 ملايين حالة؛ وشرق البحر الأبيض المتوسط بحوالي 2.8 مليون حالة؛ أفريقيا في المرتبة الخامسة بحوالي 1.26 مليون حالة؛ وكان أقل عدد حالات في غرب المحيط الهادئ بحوالي 690 ألف حالة.

لا تزال الولايات المتحدة هي الدولة التي لديها أكبر عدد تراكمي للحالات المؤكدة في العالم. حيث حطم عدد الحالات الجديدة اليومي الرقم الأعلى له ثلاث مرات وبلغ ذرته للمرة الأولى في مارس وأبريل والمرة الثانية في منتصف إلى أواخر يوليو، في ذلك الوقت تجاوز عدد الحالات اليومي 74000 حالة؛ وانخفض إلى 23000 في أوائل سبتمبر، وارتفع إلى حوالي 50000 الآن.

يعتقد المحللون أن الزيادة الأخيرة في معدل عدد الحالات المؤكدة الجديدة اليومي عالميا مرتبط بدخول نصف الكرة الشمالي إلى فصل الخريف والشتاء.

أولا، يسهل الطقس الأكثر برودة في أجزاء كثيرة من نصف الكرة الشمالي، من انتشار الفيروسات مثل فيروس كورونا الجديد والإنفلونزا التي يمكن أن تسبب أمراض الجهاز التنفسي. عادة ما يتعايش فيروس كورونا الجديد وفيروس الإنفلونزا في الأجواء الباردة يبتعدون عن الأجواء الحارة، لذلك بشكل عام، من المرجح أن يزيد انتشار فيروس كورونا الجديد في فصلي الخريف والشتاء.

ثانيا، نصف الكرة الشمالي على وشك دخول موسم الإنفلونزا، مما سيزيد من صعوبة تأكيد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد. قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس قبل أيام قليلة إن الانتشار المتزامن للإنفلونزا وفيروس كورونا الجديد قد يشكل تحديات للنظام الصحي والمؤسسات الصحية، لأن الفيروسين يظهران العديد من الأعراض المشابهة. واستجابة لذلك، عززت منظمة الصحة العالمية مؤخرا تحذيراتها بشأن الوقاية من الإنفلونزا، وأوصت النساء الحوامل والمرضى الذين يعانون من أمراض كامنة وكبار السن والعاملين بالقطاع الصحي والأطفال بتلقي لقاح الإنفلونزا.

ومن بينهم، يعتبر العاملون في مجال الصحة وكبار السن الفئات ذات الأولوية القصوى للتلقيح ضد الإنفلونزا أثناء انتشار وباء فيروس كورونا الجديد.

ثالثا، الطقس الأكثر برودة أدى إلى قيام الكثيرين بالمزيد من الأنشطة في الأماكن المغلقة، وهو أيضا سبب مهم لزيادة احتمالية الإصابة بفيروس كورونا الجديد في نصف الكرة الشمالي. بالإضافة إلى ذلك، شهدت بعض البلدان “إرهاقا لأنظمة الوقاية من الأوبئة” وانخفض الاهتمام بالوقاية والسيطرة على الوباء.

لم تعد بعض الدول تعتمد تدابير صارمة للوقاية من الوباء ومكافحته مع تعزيز الاقتصاد، مما يؤدي إلى الانتشار السريع للفيروس. إذا أخذنا أوروبا كمثال، فبعد تفشي الوباء، فقد تبنت العديد من البلدان تدابير إغلاق واسعة النطاق، وتم الحد من انتشار الفيروس بشكل فعال. بدأ معدل الحالات التي تم تشخيصها حديثًا والوفيات اليومية في الانخفاض بشكل حاد، ولكن مع استئناف الأنشطة الاقتصادية والسفر في فصل الصيف واستئناف حركة العمل والدراسة، بدأت عودة انتشار فيروس كورونا الجديد في العديد من الدول الأوروبية. وأصبحت كيفية الوقاية من الوباء والسيطرة عليه بشكل فعال مع تعزيز الانتعاش الاقتصادي تحديًا كبيرًا يواجه الحكومات الأوروبية.

المصدر: CGTN