قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، يوم الاثنين، إنه إذا وقع مكروه لـ”سد النهضة” الضخم فإن الشعب السوداني سيتعرض لمخاطر وجودية في غضون أيام قليلة، كما سيُعرض مصر أيضاً لمخاطر جمة.
واستحضر سامح شكري خلال كلمة في اجتماع مجلس الأمن بشأن “سد النهضة”، ما حدث عام 2010 في “سد جيبي 2 على نهر” “أومو” في إثيوبيا والذي انهار جزء منه بعد أيام من افتتاحه، والآثار التي ترتبت على ذلك.
وفي السياق، انتقد وزير الخارجية اتهامات ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن لمصر، قائلا إن “القاهرة لم توجه أي اتهام لأي دولة، ولكن ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن أطلق الاتهامات مباشرة إلى مصر والتي تعد تدخلا”.
وأضاف ردا على ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن خلال الجلسة، “أرفض كل الاتهامات التي جاءت من الجانب الإثيوبي والتي تزيد الأمر تعقيدا”.
وأفاد شكري بأن “القضية اليوم ترتبط بأمر جلل بالنسبة للشعب المصري، وأن سد النهضة الإثيوبي خطر وجودي يهدد بالافتئات على المصدر الوحيد لحياة أكثر من 100 مليون مصري”، مبينا أن هذا المشروع الضخم الذي شيدته إثيوبيا على النيل الأزرق، يمكن أن يعرض أمن وبقاء أمة بأسرها للخطر بتهديده لمصدر الحياة الوحيد لها.
وتابع قائلا: “مع تقديرنا لأهمية هذا المشروع في تحقيق الأهداف التنموية للشعب الإثيوبي، وهو الهدف الذي نسانده وندعمه، فإنه من الضروري إدراك أن مشروعا بهذا الحجم، والذي يعد أضخم مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، يهدد مقدرات ووجود ملايين المصريين والسودانيين”.
وشدد الدبلوماسي المصري على أن ملء وتشغيل السد بشكل أحادي، ودون التوصل لاتفاق يتضمن الإجراءات الضرورية لحماية المجتمعات في دولتي المصب، ويمنع إلحاق ضرر جسيم بحقوقهم، سيزيد من التوتر ويمكن أن يثير الأزمات والصراعات التي تهدد الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.
وبين أن مصر كدولة مسؤولة ارتأت عرض الأمر على مجلس الأمن لتجنب المزيد من التصعيد ولضمان ألا تتسبب الإجراءات الأحادية في تقويض فرص التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، أو المساس بحقوق ومصالح دولتي المصب، وهو الأمر الأكثر خطورة، بتعريض حياة أكثر من 150 مليون مواطن مصري وسوداني للخطر، على نحو يُفاقم التوتر في منطقة غير مستقرة.
وذكر أن انعقاد جلسة مجلس الأمن اليوم خطوة إيجابية، تعكس التزام أعضاء المجلس باضطلاع هذا الجهاز الرئيسي في الأمم المتحدة بمسؤولياته على النحو المنصوص عليه في ميثاق المنظمة.
المصدر: وكالات