أكد مستشار الأمن القومي السابق بالبيت الأبيض جون بولتون، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قلقًا بشأن الخسائر المحتملة بين القوات الروسية في حالة توجيه ضربة أميركية لسوريا ربيع عام 2018. وكتب بولتون “كان ترامب قلقًا بشأن الخسائر الروسية المحتملة في سوريا، نظرًا للتواجد العسكري الواسع لروسيا هناك، والذي ازداد بشكل كبير خلال عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما”. ووفقا له، كان هذا “مصدر قلق” ، وطلب المشاركون في الاجتماع من رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد ، “الاتصال بنظيره الروسي، فاليري غيراسيموف، والتأكيد له، أنه بغض النظر عن الإجراءات التي يمكن أن نتخذها، فلن يتم توجيهها ضد الأفراد أو المرافق العسكرية الروسية “.
وأضاف بولتون في كتابه “قناة دانفورد-غيراسيموف كانت ولا تزال إحدى الوسائل الرئيسية لكلا البلدين لفترة طويلة، وفي كثير من الحالات أكثر ملاءمة من الاتصالات الدبلوماسية العادية، لضمان أن تدرك واشنطن وموسكو بوضوح مصالحهما ونواياهما” . وفي الوقت نفسه، ووفقًا لمذكرات المستشار السابق، وصف دانفورد، غيراسيموف، بأنه “شخص محترف[ مهني] للغاية ومتوازن جدًا”. وكتب بولتون متحدثاً عن الخسائر المحتملة في صفوف العسكريين الإيرانيين في سوريا، أنه “لم يعط أحد أهمية كبيرة لذلك”.
وقد صدر الثلاثاء، كتاب مذكرات مستشار الأمن القومي السابق، بولتون، الذي يصف فيه عمله في البيت الأبيض في الفترة 2018-2019. ويصف في مذكراته الاجتماعات، التي عقدت في الإدارة الأميركية بعد “الهجوم الكيميائي” في سوريا، والذي ألقت واشنطن فيه اللوم على دمشق. وعند ذلك، نوقشت الهجمات المحتملة على مواقع سورية. وجدير بالذكر أنه بعد الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما، في 4 نيسان/أبريل، قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بتوجيه ضربة صاروخية على أهداف في سوريا، دون انتظار تحقيق خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. واتهمت الدول الثلاث دمشق بتنظيم هذه الهجوم، على الرغم من عدم وجود أية أدلة على ذلك. واستندت جميع الاستنتاجات إلى مقاطع فيديو نشرتها موارد المعارضة المسلحة على الإنترنت.
ترامب لم يحب الأكراد السوريين
من جهة ثانية، أكد مستشار الأمن القومي السابق لترامب جون بولتون، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “لا يعتبر الأكراد السوريين حلفاء موثوقين، وكان متأكدا من أنهم قادرين على القيام بالعمليات العسكرية فقط بدعم من الولايات المتحدة الأميركية “. ونقل بولتون، في كتابه الذي يتحدث فيه عن فترة عمله في البيت الأبيض ، كلمات الرئيس الأميركي ” لا أريد البقاء على الإطلاق. أنا لا أحب الأكراد. لقد فروا من العراقيين، وهربوا من الأتراك، والحالة الوحيدة التي لا يهربون فيها، هي عندما تقصف طائرات ” إف-18″ من حولهم”. ووفقا للمسؤول السابق، وخلال حديثه مع الرئيس في ربيع 2018، “قال ترامب إن مستشاريه منقسمون إلى معسكرين أولئك الذين يريدون بقاء الجيش الأميركي في سوريا إلى الأبد، وأولئك الذين يريدون منهم البقاء لفترة من الوقت”.
واسترجع المستشار السابق، في مذاكرته حديث ترامب معه بأنه يريد “الخروج من هذه الحروب الرهيبة في الشرق الأوسط”. هذا ولم يتحدث ترامب علنًا عن الأكراد السوريين بطريقة إيجابية ولو مرة واحدة، وبرر الرئيس بقاء الجيش الأميركي في سوريا، بانها “الحاجة للسيطرة على حقول النفط التي تذهب عائداتها إلى الأكراد لمحاربة داعش” حسب قوله.
المصدر: سبوتنيك