انتقدت دمشق على لسان مصدر رسمي في الخارجية تصريحات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بخصوص الأوضاع في سورية والرئيس السوري بشّار الأسد، واعتبرتها دليلاً على “الانحدار الأخلاقي والسياسي” للندن، محملة إياها المسؤولية المباشرة عن سفك الدم السوري. وجاء في تصريح مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، نقلته وكالة “سانا” الرسمية، الخميس “ببالغ الاستخفاف اطلعت سورية على تصريحات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بخصوص الأوضاع في سورية والتي أوضحت استمرار الحكومة البريطانية في تماديها وانخراطها في العدوان الذي تتعرض له سورية، وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية مباشرة في سفك الدم السوري واستفحال الخطر الذي يمثله الإرهاب على السلم والأمن الإقليمي والدولي”.
وأضاف المصدر “تصريحات جونسون تظهر انفصاله التام عن الواقع وعدم إدراكه بأن زمن الانتداب والوصاية قد ولى إلى غير رجعة”، مضيفاً أنّ “ما عبر عنه جونسون دليل على الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي وصلت إليه حكومة بلاده بفعل العقلية الاستعمارية التي تقود سياساتها وجعلها رهينة لمال مشيخات النفط”. وأكد المسؤول السوري أن “الشعب العربي السوري الذي حقق الاستقلال بكفاح أبنائه لن يسمح بالتدخل في شؤونه، وهذا الشعب وقواته المسلحة الباسلة أكثر تصميماً على الدفاع عن سيادة سوريا والحفاظ على وحدتها وحماية القرار الوطني المستقل. وإن النصر والمستقبل سيكون للشعوب الحرة وليس للامبراطوريات البائدة التي عفا عنها الزمن وتجاوزها التاريخ”.
وكان وزير الخارجية البريطاني نشر مقالاً، الأربعاء، في صحيفة “تايمز” البريطانية، دعا فيه “إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنه “من الممكن تفادي الفوضى التي أعقبت إطاحة الرئيس العراقي صدام حسين العام 2003”. وقال جونسون “الأسرة الدولية برمتها ملتزمة على الأقل بالتخلص من الديكتاتور السوري، حتى الروس وافقوا على الحاجة إلى انتقال سياسي”، مشيراً إلى أن “خطة المعارضة لا تهدف إلى إطاحة مؤسسات الدولة، فهذا كان من الأخطاء في العراق، ولن يتكرر”. وتسائل جونسون في مقاله “لماذا يتكرر الأمر نفسه؟ الأسد ليس رجلاً قوياً، بل زعيماً ضعيفاً إلى حد يثير الخوف، لن يتمكن أبداً بعد الآن من الحفاظ على تماسك بلاده، ليس بعد المجازر التي ارتكبها”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية