تسبب فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19) بوفاة 475 شخصا في إيطاليا خلال الساعات الـ24 الأخيرة في أسوأ حصيلة ضحايا تسجل في بلد واحد خلال يوم.
وبلغ عدد الوفيات حتى الآن 2978 جراء هذا الوباء، وسجلت أجهزة الصحة الإيطالية 4207 إصابات جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة، وهو رقم لم يسجل من قبل. وتماثل للشفاء 4025 مصابا أي أكثر بـ 13 في المئة مقارنة بالأمس.
وبذلك بلغت نسبة الوفيات بالفيروس في إيطاليا الآن نحو 7% من العدد الإجمالي للمصابين. ومرة أخرى كانت مقاطعة لومبارديا الأكثر تضررا مع تسجيل ثلث الوفيات فيها. وارتفع عدد الإصابات الجديدة أيضا في مقاطعات أخرى كفينيتو وبيمونتي، مع تسجيل 500 حالة إضافية في كل مقاطعة، في حين سجلت توسكانا 300 حالة إضافية.
هذه الإرقام أعلنها مدير الحماية المدنية في إيطاليا أنجيلو بوريلي أمس الأربعاء، في مؤتمره الصحافي اليومي.
وحصلت “الوكالة الوطنية للاعلام” على معلومات من بعض المستشفايات تفيد بأن معظم الوفيات تصيب كبار السن، بين 70 و90 عاما ومن الذين يعانون أكثر من مشكلة صحية”.
وكتبت جريدة “كورياري دلا سيرا” صباح اليوم: “عندما أعلنت الصين إجراءات غير مسبوقة لمكافحة فيروس كورونا الجديد في كانون الثاني، أشار الكثير من المعلقين إلى أنه سيكون من الصعب اتخاذ إجراءات مماثلة في دول العالم الديمقراطية وشملت الإجراءات وضع إقليم هوبي بأكمله، بسكانه الذين يبلغ عددهم 56 مليون شخص، تحت الحجر الصحي، وبناء مستشفى ميداني في عشرة أيام لعلاج المرضى. منذ ذلك الحين، يبدو أن الصين سيطرت على المرض. نحن في إيطاليا نفشل حتى الآن في فرض حظر شامل يوقف انتقال العدوى ويبين ذلك تسطير أكثر من 40 ألف محضر ضبط ضد مخالفين للتعليمات الحكومية”.
إشارة إلى أن إيطاليا اتخذت أشد الإجراءات ضد “كورونا”، إذ وضعت السلطات البلد بأسره رهن الحجر الصحي، وأغلقت المتاجر، ما عدا متاجر الأغذية والصيدليات. وحظرت السلطات الإيطالية أيضا التجمعات العامة، وأصدرت تعليمات للسكان بالبقاء في منازلهم وقدمت حوافز أقتصادية للذين اضطروا البقاء في المنزل.
وكان رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي أكد أن “المطلوب من الناس فهم ما نحن بصدد التعامل معه”. وقال: “يجب أن يدركوا مدى خطورة الأمر وأن يتمكنوا من العمل مع الحكومة لتنفيذ الإجراءات التي يتطلبها الأمر. مستقبل إيطاليا بين أيدينا ويجب أن تكون هذه الأيدي مسؤولة اليوم أكثر من أي وقت مضى. كل منا يجب أن يقوم بدوره”.
وتجري السلطات الإيطالية حاليا فحوصا لعشرات الآلاف في الطرقات والشوارع ومحطات القطار وللسائقين في سياراتهم، كما تتابع المخالفين لقرار الحجر عبر الهواتف المحمولة وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية.
ووضعت إيطاليا تحت الإغلاق التام بسبب الفيروس وفرضت إجراءات صارمة جدا لا سيما في المناطق المنكوبة مثل مقاطعة لومبارديا وفينيتو وأصبحت كل الأراضي الإيطالية منطقة حمراء، وشملت التدابير حظر السفر وجميع الفعاليات العامة، كما تم تعليق المراسم الدينية والفعاليات الرياضية ما ساهم بإبطاء انتشار الفيروس.
لكن الوضع ما زال مأسويا في مستشفيات الشمال فالمرافق الصحية كافة مزدحمة بأكثر من طاقتها وبسبب الأزدحام والافتقار إلى القفازات والكمامات والملابس الواقية أصيب حتى الآن بالعدوى 100 طبيب وأكثر من 200 من الفرق الطبية. لذلك تقوم السلطات بمساعدة الطواقم الطبية العسكرية بتشييد المستشفايات الميدانية الواسعة والأقل ازدحاما وفي اليومين المقبلين ستتسلم إيطاليا اللوازم الواقية للأطباء وأجهزة التنفس للتقليل من عدد الوفيات. كما تحولت فنادق وسفن سياحية إلى مستشفيات للعزل الصحي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام