تحدث سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن بداية نشأة المقاومة في لبنان، ونشأة العلاقة بين الحرس الثوري الإيراني ومن ثم تأسيس فيلق القدس يومها.
وقال السيد نصرالله خلال مقابلة خاصة مع وكالة يونيوز إنه”على أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ميلادي، من المعروف تاريخيا ان جيش الاحتلال الإسرائيلي دخل الى جنوب لبنان والى جزء من منطقة البقاع اللبنانية وصولا الى العاصمة بيروت واحتل العاصمة واحتل الضواحي أيضا”.
وتابع: “في ذلك الوقت سماحة الامام الخميني قدس سره الشريف اعطى توجيها بإرسال قوات إيرانية الى المنطقة لمساعدة السوريين واللبنانيين على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأنا اذكر في ذلك الوقت جاء وفد مشترك من قيادة الحرس وقيادة الجيش والتقوا مع القيادة السورية وعلى اثرها جاءت بعض القوات الإيرانية الى المنطقة وفي ذلك الحين تقدم الاجتياح الإسرائيلي توقف عند نقطة معينة لان كان هناك ان يحتلوا كل لبنان او أن يحصل قتال مع سوريا وهذا الامر توقف وأصبحنا أمام واقع جديد اسمه ارض لبنانية محتلة تقريبا ما يقارب أكثر من نصف المساحة اللبنانية”، وأكمل: “في ذلك الحين مهمة القوات الإيرانية التي جاءت تم تبديلها من قوة ستذهب الى القتال للدفاع عن بقية لبنان وسوريا الى قوة مهمتها مساعدة اللبنانيين لتأسيس مقاومة لبنانية محلية من اللبنانيين أنفسهم لمقاتلة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.
وأوضح السيد نصرالله أنه “بناء على تبديل المهمة الذي حصل، جزء كبير من القوات الإيرانية عاد الى ايران باعتبار ان الجبهة في ايران كانت مشتعلة في حرب السنوات الثماني وبقي جزء من القوات هنا والذين بقوا هم من الحرس أي الجيش والقوات الأخرى كلهم رجعوا الى ايران وبقي الحرس هنا وكان لهم تواجد في سوريا ومنطقة بعلبك الهرمل لان هذه المنطقة كانت خارج دائرة الاحتلال الإسرائيلي”.
وزاد الأمين العام لحزب الله في شرحه: “منذ ذلك الحين نشأت العلاقة المباشرة بين الاخوة في الحرس والعلماء اللبنانيين والشباب اللبنانيين وفي مقدمتهم كان الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه والشهيد عماد مغنية رضوان الله عليه وأخوة آخرون”.
وتابع: “بدأت العلاقة منذ ذلك الحين على قاعدة تشكيل وإيجاد مجموعات مقاومة في كل لبنان بمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي للبنان، هذه كانت بداية العلاقة واستمرت منذ ذلك اليوم الى الان ما زالت هذه العلاقة قائمة ومستمرة. طبعا في البداية لم يكن في تشكيل الحرس شيء اسمه قوة القدس، لاحقا بعد انتهاء الحرب المفروضة على ايران على الجمهورية الإسلامية سماحة الامام قدس سره الشريف أصدر قرارا بتشكيل قوة في داخل الحرس من جملتها قوة القدس فأصبحت الجهة التي نتصل ونتواصل وننسق ونتعاون هي قوة القدس وهذا الواقع هو الذي ما زال قائما حتى الان”.
شعرنا بانسجام نفسي وروحي وفكري منذ اللقاء الأول مع الحاج سليماني
كما تحدث سماحته عن بداية علاقته بالفريق الشهيد قائد سليماني إثر تعيينه قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
وقال السيد نصرالله إن”اول مرة التقى فيها الفريق الشهيد كانت في لبنان”، وأوضح: “بعد تعيينه قائدا لقوة القدس جاء الى لبنان والتقينا هنا في جلسة تعريف ومعارفة بيننا وبينهم وانا لم اكن اعرف الحاج قاسم قبل ذلك ولم نكن قد التقينا لان في ما سبق هذا الزمان الحاج قاسم كان في الجبهة في ايران في جبهات الحرب او بعد ذلك كان يتولى مسؤوليات في محافظة كرمان او سيستان بلوشستان او ما شاكل حتى عندما كنا نذهب الى طهران ونلتقي بالمسؤولين ما كنا قد التقينا سابقا يعني لا يوجد معرفة سابقة”.
وأكد السيد نصرالله: “كان اول لقاء هنا في بيروت وعرفنا أنه أصبح المسؤول الجديد لقوة القدس بعد تعيينه من قبل سماحة الامام الخامنئي دام ظله الشريف وانه سيتحمل هذه المسؤولية من الان فصاعدا ولكن من الجلسة الأولى التي كنت أنا موجود فيها مع عدد من الاخوة”.
وأضاف الأمين العام لحزب الله: “عادة عندما أذكر الأسماء أذكر الشهداء الاحياء لا نذكر أسمائهم الان، فكان في ذلك اللقاء الأول الحاج عماد رحمة الله عليه والحاج مصطفى بدر الدين رحمة الله عليه وأخوة أخرون ما زالوا على قيد الحياة الحمدالله”.
وتابع: “منذ اللقاء الأول في الحقيقة شعرنا بانسجام نفسي وروحي وفكري من الساعة الأولى كأننا نحن نعرف الحاج قاسم منذ عشرات السنين وهو يعرفنا منذ عشرات السنين، يعني جنابك تعرف ان الانطباع الأول من اللقاء الأول يؤثر على مسار أي علاقة. الانطباع الأول من اللقاء الأول من الساعة الأولى بين الحاج قاسم والاخوة المسؤولين والقيادات في حزب الله سواء الجهاديين او السياسيين اعطى هذا الانطباع الطيب والايجابي والتفاعل وبدأت العلاقة منذ ذلك الحين مع شخص الحاج قاسم واستمرت الى حين شهادته”.
تعيين الحاج عماد معاونا جهاديا تزامن بالصدفة مع تولي الحاج قاسم مسؤولياته
وكشف السيد نصر الله عن حيثيات تعيين الشهيد عماد مغنية معاونا جهاديا للأمين العام، في إطار حديثه عن بدايات المقاومة الإسلامية في لبنان.
وأكد سماحته أن”التعيين كان ترتيبا داخليا في حزب الله”، وأوضح: “قبل ذلك نحن كان لدينا مركزيتان مركزية تدير العمل العسكري ومركزية تدير العمل الأمني وكلاهما كان متصلان بالأمين العام لحزب الله، مع الوقت بدا اننا نحتاج الى توسيع العمل أكثر وهذا يعني أن يكون هناك شخص بصفة المعاون الجهادي يدير هذه التشكيلات الواسعة ويساعد الأمين العام في ادارتها، ففي ذلك الحين تم الاتفاق على ان يكون الأخ الحاج عماد هو المعاون الجهادي”.
وشدد الأمين العام لحزب الله ان قرار التعيين “تزامن بالصدفة مع تولي الأخ الحاج قاسم لمسؤولية قوة القدس”.
وأوضح في هذا الإطار: “هذه الفكرة كنا قدر درسناها سويا انا والحاج قاسم والاخوة اننا سنلجأ الى هذا الشكل في الإدارة وهو كان من الذين يشجعون القيام بخطوة من هذا النوع”.
الحاج سليماني كان شخصية جامعة وليس فقط قائدا عسكريا
واعتبر سماحة السيد أن” الفريق الشهيد قاسم سليماني كان شخصية جامعة، وليس فقط قائدا عسكريا”.
وأوضح : “نحن مع الحاج قاسم كنا امام شخصية جامعة، لم نكن نشعر اننا نجلس فقط مع جنرال متخصص بالشأن العسكري وانما كان يفهم بشكل عميق وقوي في المسائل السياسية والمسائل الاقتصادية والمسائل الثقافية إضافة الى المسائل العسكرية والمسائل الأمنية وأمور أخرى، كان له هذه الجامعية، إضافة الى ذلك العلاقة الأخوية والشخصية التي نشأت بينه وبين الأخ عماد مغنية وبقية الاخوة المسؤولين في العمل الجهادي”.
وأضاف: “سريعا أصبح هناك علاقة صداقة ومحبة ومودة واخوة وهذا النوع من العلاقات يساعد كثيرا على توحيد الأفكار والرؤى والتعاون وتجاوز أي مشكلات او اختلاف في بعض التفاصيل قد ينشأ”.
وتابع السيد نصرالله: “اذا الثقة المتبادلة الصداقة الاخوة المحبة أيضا الإخلاص الذي كان يتصف به الحاج قاسم والحاج عماد وبقية الاخوة الذين استشهدوا او ما زالوا على قيد الحياة من إخواننا، كلها كانت تبشّر من الأيام الأولى اننا سنكون أمام تجربة ممتازة جدا ورائعة وقوية وستعطي دفعا لعمل المقاومة وهذا ما حصل بالفعل ولذلك لم يكن هناك أي مكان للقلق”.
الحاج سليماني كان له علاقات شخصية متينة مع مختلف المسؤولين في كل الساحات
كما كشف أيضا أن الفريق الشهيد قاسم سليماني كان كثير التردد إلى لبنان، وقال إن “هذه ميزة”، كاشفا عن معالم مدرسة الفريق الشهيد قاسم سليماني.
وأوضح السيد نصرالله “عندما نتكلم عن مدرسة الحاج قاسم او مكتب الحاج قاسم هذا جزء من مدرسته، صحيح انه قائد قوة القدس الا انه لا يجلس في طهران بل يذهب الى ساحات العمل والى ميادين العمل، الى الميدان، كان يأتي الى لبنان بشكل دائم ومتواصل ويبقى أياما في لبنان، لذلك نشأت بينه وبين الاخوة علاقات صداقة شخصية بمعزل عن العلاقات العملية، أي هو والاخوة اصدقاء على المستوى الشخصي”.
وتابع السيد: “هذا أيضا حصل في بقية الساحات، يعني الحاج قاسم لديه مع الاخوة السوريين والعراقيين والفلسطينيين والاخوة في بقيت الساحات التي يعمل فيها كان له علاقات شخصية متينة وقوية مع مختلف المسؤولين وهذه من نقاط النجاح، فالحضور الميداني والعلاقات الشخصية، علاقات المودة والاحترام والصداقة التي أقامها مع المسؤولين في كل الساحات كانت مؤثرة جدا”.
وتابع السيد نصرالله مستدركا: “طبعا مع الحاج عماد كانت العلاقة أقوى بكثير، كان بينهما محبة وود كبير جدا بحيث أصبحا أخوين وصديقين كأنهما يعرفان أحدهما الاخر قبل عشرات السنين ونشأت حتى علاقة بيتية أي انه يذهب الى بيت الحاج عماد ويجلس مع عائلته وأولاده ويتعرف عليهم وهذا النوع من العلاقة ولذلك أصبحا يتصرفان تماما كصديقين قديمين”.
وأضاف سماحته: “في مرات عديدة عندما كنا نذهب الى طهران كان يأتي الى الضيافة، يعني كان الحاج قاسم يدعو بعض الأصدقاء ليحضروا مثلا، نكون سويا في جلسة في غداء أو في عشاء، فكان يأتي الشهيد أحمد كاظمي وأخوة أخرون ما زلوا على قيد الحياة فأنا كنت أرى طبيعة العلاقة بين الحاج قاسم والحاج أحمد أي علاقة شخصية قوية جدا، واستطيع القول ان العلاقة التي نشأت بين الحاج قاسم والحاج عماد شبيهة بتلك العلاقة الشخصية بينهما”.
مكتب الحاج قاسم يعني الذهاب الى ساحة العمل وإلى الميدان
وشرح سماحته صفات الفريق الشهيد قاسم سليماني التي أكد انها”مدرسة تحتاج لتأمل ودراسة”.
وقال السيد نصرالله إن “هذا ينطلق من مكتب الامام الخميني رضوان الله عليه، من مدرسة الامام الخميني، لكن نحن نستطيع أن نقول في المجال العملي في مجال ما تحمل الحاج قاسم مسؤوليته ممكن ان اتحدث نعم عن مكتب”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله: “مكتب لعله قد يكون مقصود به فكرة معينة مجموعة أفكار ثقافة معينة طريقة عمل معينة”.
وشرح قائلا: “أنا اضرب أمثلة، واحد اذا انا اريد ان أتكلم عن شيء يعني هذا الامر يحتاج الى تأمل ودراسة ولكن بدوا على العجالة، مثلا هو قائد قوة في الحرس ويستطيع ان يجلس في ايران في طهران ويقول للاخرين تعالوا اليّ كل مدة ويجلس معهم ويستمع اليهم ويتابع مساءلهم بشكل طبيعي وروتيني او اذا يحضر اليهم أي ان يأتي الى لبنان او سوريا او العراق او أماكن أخرى مثلا كل ستة أشهر او سنة يذهب مرة الى تفقدهم وعادة قد يتصرف هكذا بعض القادة”.
وقال السيد نصرالله إن “مكتب الحاج قاسم يعني الذهاب الى ساحة العمل الى الميدان، الذهاب الى الاخرين، نحن منذ 1998 يعني منذ بدأنا العلاقة والمعرفة بيننا وبين الحاج قاسم يعني تقريبا 20 او 22 سنة الى اخره عدد المرات التي ذهبنا اليه مرات قليله لكن دائما هو من كان يأتي الينا، طبعا هذا المجيء الى الساحة الى الميدان فهو يلتقي بالاخوة يراهم جميعا يذهب الى الميدان مباشرة يستمع الى المقاتلين والمجاهدين وهذا له حسنات كبيرة جدا في الادارة والقيادة، ومن حسانته أولا انه يعطي قوة لهؤلاء ويعبر عن احترامه لهم انه دائما انا أءتيكم انا في خدمتكم لا تأتوا لا تزاحموا أنفسكم بالمجيء الى طهران انا آتي أليكم فهذا له تأثيرات أخلاقية ومعنوية على المسؤولين الموجودين هنا”.
وتابع: “ثانيا هذا يتيح له ان يستمع الى كل الآراء ووجهات النظر وليس فقط للأشخاص الذين يذهبون اليه ويسمع ارائهم وهذا يساعده في ان يكون فكرة ادق واصّح، ثالثا هذا يساعده في ان يذهب الى المستويات الأخرى، المقاتلين الموجودين في الجبهات يستمع الى مشاكلهم الى نواقصهم الى احتياجاتهم الى ملاحظاتهم ورابعا هذا يكون لديه فكرة اعمق واشمل واوسع عن الساحة التي يتحمل هو مسؤوليتها، يعني لا يعتمد على التقارير التي يكتبها المسؤولون ويقرأ، لا، هو ينزل الى الميدان يشاهد بعينه ويسمع ويناقش الاخرين في المستويات المختلفة، هذا احد معاني مكتب الحاج قاسم،.
وأكد سماحته إن “هذه طريقة غير متعارفة خصوصا عند الجنرالات العسكريين عموما، نعم لعله في الجبهة في الحرب في ايران كان القادة الكبار ينزلون الى الميدان والى المقاتلين وهذا الامر مخصوص في ايران وغير معروفا في خارج ايران، هذا جانب، جانب أخر عدم التعب والملل، هو لا يتعب نحن جميعا نتعب أحيانا نشعر ان الأمور تضغط علينا بشكل كبير جدا، لكن الحاج يعمل لساعات طويلة حتى عندما يتعب هو يعمل”.
وأكمل: “انا اذكر انه عندما كان يأتي في بعض الزيارات كان ممكن أن يكون يعاني من الام في أضراسه والانسان لا يتحمل هذا الألم، نقول له هل نأتي بالطبيب يقول لا بعد الجلسة يعني بعد 6 ساعات، هو يجلس ويتحمل الألم ويشارك في الجلسة ويتخذ قرارات في اخر المطاف يذهب الى الطبيب”.
ورأى أن “طاقة التحمل والصبر والتعب والشدة هو أمر خاص انا لم أعرف شخصا حتى الان وانا لا ابالغ في ذلك يتحمل التعب والسهر كالحاج قاسم”.
وقال السيد نصرالله إن “من جملة المواصفات المهمة في شخصيته انه دؤوب، دؤوب يعني يتابع بشكل دائم، ممكن انت تتفق مع شخص بعد أسبوع أسبوعين او ثلاثة أسابيع، يتابع لا يتابع يسأل لا يسأل أما هو لا، هو في اليوم الثاني في اليوم الثالث يتابع بشكل دقيق وحثيث وليس بشكل عجول هذا مثلا جزء من طريقة الحاج قاسم.. ممكن ان شخص اخر يقول هذا جيد يمكن ان اتابعه في الأشهر المقبلة، لا هو كان حريص جدا على الاستفادة من الوقت أي ان ما يمكن إنجازه في خمس سنوات يجب أن ينجز في سنة او سنتين هذا الإصرار والمتابعة الحثيثة”
وأكمل معددا صفات الفريق الشهيد: “التواضع الشديد وكان مؤثرا هذا التواضع، الناس تعرف ان العسكر في حالة القتال والاحساس بالقوة دائما قد يبتلى الانسان المقاتل او العسكري بالعجب او الإحساس بالتكبر، الحاج قاسم كان متواضع جدا حتى مع الافراد العاديين والناس العاديين، هذا جزء من مكتب، طبعا جميعا مطلوب ان نكون متواضعين لكن هذا القائد في هذا الموقع وفي هذه المسؤولية ان يكون متواضعا بهذا المستوى مع الافراد هذا أمر مهم جدا. عندما نتكلم عن مكتب الحاج قاسم، يعني تحمل المخاطر، الخطر، وهو كان دائما يذهب الى فم الموت والخطوط الامامية، انا كنت اختلف معه في هذه المسألة، انا دائما كنت اسعى ان يبقى في الخلف لكن جميعنا لم نستطع ان نمنعه من الذهاب الى الخطوط الامامية”.
وقال إن الشهيد كان “الرجل الحاضر في الشدائد في الأيام الصعبة، مثلا في حرب تموز حرب ال 33 يوما 2006، هو جاء من طهران الى دمشق واتصل بنا وقال انا أريد أن آتي اليكم الى الضاحية الجنوبية، فنحن قلنا له كيف أصلا لا يمكن، الجسور تم ضربها الطرقات مقطعة الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف كل الأهداف والوضع وضع حرب بالكامل أصلا لا يمكن الوصول الى الضاحية والى بيروت، ولكن هو كان مصرا جدا وقال ان لم ترسلوا السيارات لتأتي بي انا سآتي هكذا يعني وأصر ووصل وبقي معنا كامل الوقت”.
وتابع: “في احداث سوريا وفي العراق في مواجهة داعش، الاخوة العراقيون كانوا يحدثوننا انه دائما كان في الخط الامامي ويمشي في الخط الامامي طبعا هذه ميزة، عادة الجنرالات يجلسون في الخلف ويديرون الجيوش او الفرق او الالوية، عادة أقول في الجيوش النظامية”.
واكد السيد نصرالله: “على كل حال تجد ان ما يمكن ان نقوله عن مكتب الحاج قاسم هو مأخوذ بالحقيقة من مكتب الامام الخميني من مدرسة الامام من توجيهات سماحة السيد القائد ومن تجربة الحرب في ايران فهي كانت تجربة عظيمة جدا في اثارها الفكرية الثقافية الروحية العسكرية، نحن وجدنا هذه التجربة العظيمة مجسدة في شخصية الحاج قاسم وهناك جوانب أخرى لكن اكتفي بهذا المقدار لاجيب عن بقية الأسئلة”.
الحاج قاسم فتح الأبواب أمام مستوى متقدم من التدريب لرفع الكفاءة البشرية
كما روى سماحته تفاصيل عدة عن دور الفريق الشهيد قاسم سليماني في دعم وتطوير إمكانيات المقاومة في لبنان بعد توليه قيادة قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني.
وقال السيد نصرالله إنه “من 1985 الى 1998 أي سنة تحمل الحاج قاسم المسؤولية في القدس، كان التطور بطيئا بسبب محدودية الإمكانات العسكرية ومحدودية الإمكانيات البشرية”.
وتابع: “عندما جاء الحاج قاسم لمسؤولية القدس وتولى الحاج عماد في نفس السنة تقريبا المسؤولية سعى في ايران منذ البداية لتأمين مستوى كبير من الإمكانات العسكرية والمادية وأيضا فتح الأبواب أمام مستوى متقدم من التدريب لرفع الكفاءة البشرية”.
وأكد أنه “لا شك أن انتصار العام 2000 هو ليس نتيجة فقط العامين الأخيرين انما نتيجة التراكم الكمي والنوعي لعمل المقاومة في لبنان منذ 1982، لكن العامين الاخيرين كان لهم خصوصية التطور الكمي والنوعي الذي عجل بالانتصار والحاق الهزيمة بالعدو”.
الحاج سليماني كان يأتي الى لبنان كل عدة أسابيع وليس كل عدة اشهر
وأثناء المقابلة كشف السيد حسن نصرالله ان” الفريق الشهيد قاسم سليماني كان يأتي الى لبنان، كل عدة أسابيع وليس كل عدة اشهر”.
وقال إن” الفريق الشهيد كان ياتي إلى لبنان كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع”.
وأكد: “كان دائم التردد الى لبنان، كان يأتي الى الضاحية الجنوبية لبيروت، في بعض الأحيان كان يتردد الى الجنوب والى المناطق الامامية ويلتقي بالاخوة هناك، طبعا دائما كنا نحاول ان نمنعه من الذهاب الى المنطقة الامامية، لكن عموما كان هو دائم التردد الى الاخوة في الجنوب”.
السيد القائد بشرنا بالنصر قبل عام 2000 وكنا نستبعد أن يكون قريبا
ولفت السيد نصر الله إلى إنه وقبل تحرير الجنوب، كان تقديره وتقدير المسؤولين الجهاديين في حزب الله يستبعد خروج الاحتلال الإسرائيلي من لبنان قريبا.
وأوضح: “نحن كان تقديرنا ان الإسرائيليين لن يخرجوا من الجنوب لأنه عادة الإسرائيليون لا يخرجون من أرض الا بعد اتفاقيات والتزامات وتعهدات امنية، ومن الصعب جدا أن يقبلوا بالخروج تحت ضغط القتال، لانهم لو قبلوا بذلك فإن ذلك سيشكل تحولا استراتيجيا كبيرا جدا وسوف يصبح أساس لوضع جديد بالكامل في المنطقة”.
وكشف سماحته أن قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي قال خلال لقائه مجلس شورى حزب الله: “لا تستبعدوا ذلك وانما اجعلوه احتمالا معقولا وخططوا على أساسه يعني افترضوا ولو احتمال معقول ان الإسرائيلي سيخرج من جنوب لبنان بفعل المقاومة وبلا قيد ولا شرط ورتبوا أنفسكم لتلك المرحلة بعنوان فرضية محتملة”.
وتابع: “لكن مع العسكريين قال لهم انتصاركم كبير جدا واقرب مما يظنه البعض ونظر الي وتبسم، ثم أشار بيده اليسرى وانا لا أنسى هذا المشهد وقال لهم وانتم (وهم 50 اخ يقاتلون في الجبهات وهم قادة الخطوط الامامية)، قال لهم انتم جميعا سترون هذا النصر بأم اعينكم”.
وأردف قائلا: “حصل الانتصار في 25 أيار عام 2000 وكل الذين كانوا في محضر سماحة القائد من الـ 50 قائدا كلهم شاهدوا النصر بأم اعينهم ولم يستشهد منهم أحد قبل أن يرى النصر. بعد ذلك بمدة بعض هؤلاء استشهد، لكن حين الانتصار الجميع شاهد هذا الانتصار، الحاج قاسم طبعا كان موجودا في هذا اللقاء وكان رتب كل هذه الزيارة وكل هذا اللقاء”.
الإمام القائد كان حاسما بان الإسرائيليين سيخرجون بلا قيد او شرط
كما أشار سماحته إلى أنه” عندما كان قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي يقول إن الإسرائيليين سيخرجون بلا قيد او شرط وقريبا جدا وسيكون هذا نصرا عظيما لكم، كل المحللين في منطقتنا كانوا يعتقدون شيئا اخر”.
وأكد السيد نصرالله: “السوريون والفلسطينيون وكل السياسيين والخبراء في كل منطقة، حتى داخل ايران، كان تحليلهم السائد ان الإسرائيليين لن يخرجوا دون التزامات وتعهدات واتفاقيات، وإذا لم يعطوا شيئا سيبقون محتلين”.
وشدد الأمين العام لحزب الله: “لكن سماحة القائد كان واضحا وحاسما في هذه المسألة”.
الحاج قاسم فتح أمام حزب الله افاقا جديدة فأصبح لدينا قوة صاروخية حقيقية
وقال سماحة السيد إنه” بعد تحرير الجنوب اللبناني عام 200،كان واضحا عند الحاج قاسم واخواننا ان الإسرائيليين سيعودون للانتقام من لبنان بسبب هذه الهزيمة لان هذه الهزيمة تاريخية كانت وغرّيت في نظرة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والعالم الإسلامي تجاه إسرائيل والكيان الإسرائيلي ومستقبل وجود إسرائيل”.
وأوضح قائلا: “ان يخرج العدو الإسرائيلي من ارض احتلها بالقوة، أن يخرج بالقوة وتحت ضغط النار بلا قيد او شرط او اتفاقيات او تعهدات امنية هذا ليس له سابق، وبالتالي إسرائيل لن تسمح بهذا المتغير وهذا التحول الاستراتيجي الفكري والعسكري والميداني والسياسي، ولذلك الإسرائيلي سيعود للانتقام من لبنان وسيشن حربا على لبنان ليقول ان المقاومة التي الحقت بي الهزيمة عام 2000 سأسحقها وستدفع الثمن غاليا”.
ولفت إلى ان كثيرين “اعتبروا ان إسرائيل خرجت من لبنان فانتهى الامر والمقاومة عليها ان ترتاح وتذهب وتنام وتأخذ عطلة لكن الحاج قاسم والحاج عماد والاخوة كانوا مصممين منذ اليوم الثاني للتحرير عام 2000 ان نبدأ الاستعداد للحرب المحتلمة”.
وأكد: “هنا يأتي التأثير الأساسي للحاج قاسم وهو انه فتح أمام حزب الله افاقا جديدة، مثلا اصبح لدينا قوة صاروخية حقيقية والان ما أقوله الان هو معروف للعدو وانا لا اكشف اسرارا الان، اصبح هناك قوة صاروخية حقيقية لانه في مواجهة عسكرية جديدة انت تحتاج الى نوع جديد من القتال والسلاح”.
وتابع بأن تأسيس قوة صاروخية جديدة لدى المقاومة في لبنان لم يكن أمرا سهلا، وأوضح: “انت تحتاج الى الكفاءة البشرية المستوى العلمي وانت تأتي بالصواريخ من مكان بعيد الى لبنان، وفي لبنان عليك أن تنصبها وانت تخفيها عن العدو والصديق حتى تتمكن من الاستفادة منها في زمن الحرب”.
وشدد السيد نصرالله على أنه “عندما جاءت الاحداث في العام 2006 كان حزب الله على درجة عالية من الجهوزية للدخول في هذه الحرب، وهذه الجهوزية وما حصل في الحرب من انتصارات يعود بعد الله تعالى ونصره الى الاخذ بالاسباب والتي كان أهمها الاخذ بهذا المستوى من الجهوزية”.
خلال 33 يوما كان الحاج قاسم معنا يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا ويشعر بألمنا
واعتبر سماحة السيد أن” المقاومة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان كانت في وضعية من الضغط النفسي الشديد بسبب الموقف العربي والدولي وحتى الداخلي اللبناني السلبي، “لكن وجود الحاج قاسم بين الاخوة كان يشكل داعما معنويا وروحيا ونفسيا”.
وأردف السيد نصرالله : “طبعا كان يؤمن لنا انه ما يجري عندنا بالتفصيل وخصوصا الأمور المهمة يتم نقلها الى سماحة السيد القائد حفظه الله بشكل يومي او خلال ساعات وهذا كان على المستوى النفسي والروحي مهم لنا لانه في النهاية هذه حرب وفيها تبعات، ناس يقتلون وشهداء، أموال تضيع وتقصف”، وتابع: “في نهاية المطاف كانت هذه نقطة مهمة ومؤثرة بالنسبة الينا”.
وكشف السيد عن وجود الفريق الشهيد قاسم سليماني طوال فترة حرب تموز في لبنان،و قال إنه “في مرحلة من مراحل الحرب كدنا ان نصل الى مرحلة ان نقوم بقصف مدينة تل أبيب ولكن هذا لم يحصل في الحرب ونتيجة النقاش المستفيض والهادىء وضعنا معادلة قلنا للعدو اذا قصفتم مدينة بيروت نحن سنقصف تل أبيب وبالفعل العدو خضع لهذه المعادلة في زمن الحرب ولم يجرؤ على قصف مدينة بيروت”.
وأكد السيد نصرالله: “خلال 33 يوما كان الحاج قاسم معنا يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا يشعر بألمنا وكان واحدا منا وحريصا علينا وشهادة لله خلال تلك المرحلة كل ما كان يستطيع القيام به كشخص وكقائد لقوة القدس الحاج لم يتردد لحظة واحدة على الاطلاق”.
قلقت على الحاج سليماني وكل الاخوة لأن الإسرائيليين كانوا يقصفون بشكل عشوائي
وكشف سماحته عن انه كان خلال العدوان الإسرائيلي الاخير على لبنان قلقا على الفريق الشهيد قاسم سليماني “وهذا أمر طبيعي لان المسألة كانت فقط عناية الله تعالى”.
وقال السيد نصر الله: “انا كنت قلق عليه وعلى كل الاخوة، هذا أمر طبيعي لان المسألة كانت فقد عناية الله تعالى، لان الإسرائيليين أحيانا كانوا يقصفون الكثير من المباني بشكل عشوائي وليس بناء على معلومات”.
وجزم سماحته “بأن الإسرائيليين في زمان الحرب لم يستطيعوا ان يعرفوا اين كنت انا او الحاج قاسم او الحاج عماد او غرف العمليات المركزية، لم يعرفوا ولذلك لم يستطيعوا ان يقصفوا أي مكان يوجد فيه هؤلاء الأشخاص او أي غرف العمليات”.
وتابع: “لكن كنا نخشى من القصف العشوائي، أحيانا كانوا يقومون بقصف مجموعة من المباني في وقت واحد وبشكل متسلسل ومنظم، كان محتمل انه في هذا القصف العشوائي ان يستشهد الحاج قاسم او أي اخ من الاخوة الذين كانوا يتحملون هذه المسوؤلية، هذا القلق كان دائما موجود الى انتهاء الحرب، والذي حفظنا ورعانا جميعا هو الله سبحانه وتعالى”.
السيد يكشف عن مضمون الرسالة التي حملها إليه الفريق الشهيد قاسم سليماني
كما كشف الأمين العام لحزب الله عن مضمون الرسالة التي حملها إليه الفريق الشهيد قاسم سليماني من قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي خلال الأيام الأولى من حرب تموز.
وقال السيد نصرالله إن “سماحة القائد في الرسالة يقول أنه لقد كانت عملية المقاومة الإسلامية في لبنان بأخذ الاسيرين الإسرائيليين لطفا من ألطاف الله سبحانه وتعالى”، موضحا أن هذا جاء “في الوقت الذي كان البعض يعتبرها ذنبا اي جريمة او مصيبة”.
وتابع: “يقول سماحته لأن الإسرائيليين والامريكيين كانوا قد خططوا لحرب عليكم على لبنان في نهاية الصيف وبداية الخريف المقبل أي بنهاية خريف او بداية صيف 2006، وكانوا يحضرون ويجهزون ويرتبون لهذه الحرب عنما قمتم بعملية اسر الجنديين الإسرائيليين وجدوا انفسهم أمام امر واقع فقالوا اذا جاءت الفرصة فلنبدأ الحرب، الفارق بين الحرب في تموز التي حصلت وفي اخر الصيف أنه لو حصلت الحرب التي يخططون لها سيعتمدون عامل المفاجأة ويبدأون الحرب بدون أي سبب ويفاجئونكم ويقومون بضرب مراكزكم وبيوتكم وجبهاتكم وبعد ذلك يدمرون كل شيء ويقتلون قياديكم ويدخلون الى داخل لبنان”
ويتابع قائد الثورة الإسلامية في رسالته: “عندما قمتم بعملية أسر الجنديين واضطروا هم للذهاب الى المواجهة في ذلك الوقت، انتم اخذتم منهم عامل المفاجأة لانكم كنتم مستعدين وجاهزين ومستيقظين لرد الفعل الإسرائيلي، فالله سبحانه وتعالى من خلال عملية الاسيرين وجهوزيتكم لمواجهة رد الفعل الإسرائيلي دفع عنكم بلاء عظيما وكبيرا كان يحضر له في اخر صيف 2006”.
وأردف كاشفا عن فحوى الرسالة التي ظلت طي الكتمان لـ14 عاما: “الامر الثاني المهم الذي كان في الرسالة هو الحديث عن شدة الحرب، شبهها بذلك الوقت سماحة القائد دام ظله بحرب الخندق – الأحزاب عندما حوصرت المدينة وكانت أياما صعبة على رسول الله (ص) وعلى أصحاب رسول الله وأهل المدينة واستشهد بالايات القرآنية التي تتحدث عن واقعة الخندق وان القلوب سوف تبلغ الحناجر وتظنون بالله الظنون وفي هذه المعركة القاسية والصعبة انتم ستنتصرون”.
وعلق هنا: “سماحة القائد يتحدث بشكل مطمئن عن الانتصار في الوقت الذي كل العالم يقول كيف يمكن لحزب الله ان يصمد امام إسرائيل التي تدعمها أمريكا وأوروبا والغرب وجزء كبير من الدول العربية في ظروف قاسية جدا للمعركة”.
الحاج سليماني لم يكن قائدا عسكريا فقط بل هو من أكبر المحللين السياسيين
وأشار السيد نصر الله الى ان الفريق الشهيد قاسم سليماني لم يكن فقط قائدا عسكريا، بل “على المستوى السياسي، هو من أكبر المحللين السياسيين”.
وقال سماحته: “هو كان صاحب فكر سياسي ومبدع في التحليل السياسي وفي استقراءه للأوضاع وتوقعاته للمستقبل والحلول التي يقدمها”.
وتابع: “الحاج قاسم في الموضوع السياسي في رأيي انا كانت شخصيته اهم من الجانب العسكري او في الحد الأدنى لا تقل أهمية عن الجانب العسكري، لكن كعقل سياسي وكفهم سياسي وفكر سياسي، هو انسان استراتيجي”.
وأردف متناولا الفكر السياسي للفريق الشهيد: “عندما يقارب لبنان كان يقاربه من منظار المنطقة ككل وهو لم يكن يدخل في التفاصيل اللبنانية والجزئيات اللبنانية، بل كان يعنيه في الدرجة الأولى المقاومة في لبنان، قوة المقاومة حماية المقاومة وأن ما يجري في لبنان لن يؤثر على قوة واستمرارية المقاومة”.
السيد نصرالله يروي كيفية تأثر الفريق الشهيد قاسم سليماني باستشهاد قادة المقاومة الإسلامية
وتحدث سماحته عن كيفية تأثر الفريق الشهيد قاسم سليماني باستشهاد قادة المقاومة الإسلامية، وقال إن الفريق الشهيد “كان امام الاخوة يمسك نفسه ويحاول ان لا يظهر هذا التأثر الكبير، لكن في الجلسات الخاصة كان يبكيهم بكاء شديدا وكان يتألم جدا”.
وتابع السيد نصرالله: “في حادثة الحاج عماد مغنية كان متأثرا جدا، أولا بسبب العلاقة المميزة التي كانت بينه وبيت الحاج عماد وثانيا هو يحمل نفسه شيء من المسؤولية ويقول لو لم أتِ انا الى دمشق ما كان الحاج عماد ذهب من بيروت الى دمشق وما كان استشهد في دمشق”.
وأردف: “أنا كنت دائما اسليه في هذه النقطة ان هذا ليس صحيحا حاج قاسم في نهاية المطاف هم كانوا ينتظرون الحاج عماد في دمشق سواء أتيت انت او لم تأتِ انت، سواء ذهب للقائك او القيام بأعماله الأخرى”.
وأضاف: “كذلك في قضية استشهاد السيد ذوالفقار، هم كانوا في لقاء طويل يتحدثون عن تطورات الاحداث في سوريا وما شاكل وغادر الحاج، وفي هذه الاثناء حصلت حادثة اغتيال الأخ السيد ذوالفقار رحمه الله”.
وقال السيد نصرااله: “وقتها كان متأثرا جا هو تكلم معي على الهاتف الخاص الذي بيننا من دمشق وكان متأثرا جدا بالحادث وبعدها أيضا جاء الى بيروت ومن ذلك الحين هو دائم التردد الى عائلة هذين الشهيدين الكبيرين”.
الحاج قاسم سليماني طلب مني تقديم 120 قائد عمليات من اللبنانيين للعراق
وخلال المقابلة كشف عن تفاصيل حوار دار بينه وبين الفريق الشهيد قاسم سليماني الذي وصل منتصف الليل إلى بيروت، في أيام تأسيس الحشد الشعبي العراقي.
وكشف السيد نصرالله ان” الفريق سليماني طلب منه تقديم 120 قائد عمليات من اللبنانيين حتى بزوغ الفجر، كي نواجه داعش وندافع عن الشعب العراقي وندافع عن عتباتنا المقدسة وحوزاتنا العلمية وعن كل هذا الوضع الموجود في العراق”.
وأكد سماحته أن” الفريق الشهيد طلب 120 قائد عمليات من حزب الله وليس مقاتلين، مشيرا إلى أنه الطلب الوحيد الذي تقدم به الشهيد سليماني بعد 22 عاما من العلاقة بينهما”.
وأكد الأمين العام لحزب الله ان الفريق الشهيد “كان جدا متأثرا مما كان يجري في العراق وحاضرا لان يقتل في العراق 1000 مرة من اجل نجاة الشعب العراقي والعتبات المقدسة والحوزات العلمية وابعاد هذا الخطر عن العراق وعن الجمهورية الإسلامية وكل المنطقة لأننا كلنا نعرف لو تمكنت داعش من السيطرة على العراق كان هذا سيهدد الجمهورية الإسلامية وكل المنطقة لكن من كان سيدفع الثمن الأول لمشروع داعش وخطر داعش هو الشعب العراقي في الدرجة الأولى”.
السيد نصرالله يروي تفاصيل اللقاء الأخير بالشهيد المهندس
وقال الأمين العام لحزب الله إنه تعرف على الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس في بداية التسعينات حينما كان موجودا في الكويت “وكان اول لقاء بيننا في طهران”.
وأكد السيد ان “العلاقة أصبحت أقوى وأقرب وأمتن في السنوات الأخيرة بسبب ما حصل في العراق أي في مرحلة قتال داعش وذهاب إخواننا الى العراق ومساعدة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة فكان إخواننا على تواصل دائم مع الحاج أبو مهدي وهو كان دائما يأتي الى لبنان والتقيت معه حتى قبل شهادته بأقل من ثلاثة اشهر هو كان هنا في زيارة الى لبنان”.
وتحدث السيد نصرالله عن اللقاء الأخير الذي جمعه بالشهيد المهندس، قبل عدة أشهر من شهادته، وقال: “جلسنا لساعات وكنا نتحدث عن الوضع في العراق وتقييم الساحة الميدانية والأمنية والعسكرية وكيفية تقوية الحشد الشعبي كمدافع حقيقي عن الشعب العراقي وهو كان يقول لي نتيجة العلاقة المتينة بيننا ان داعش انتهت عسكريا ولدينا بعض الخلايا والبؤر الأمنية وسنقضي عليها وانا اخشى ان تنتهي معركة داعش وانا ما زلت على قيد الحياة ويضع يده على لحيته ويقول لحيتي أصبحت كلها بيضاء ورأسي ابيض وانا بعد كل هذا العمر لدي خشية حقيقية ان اموت على الفراش”.
وقال السيد نصرالله ان”الشهيد أبو مهدي كان “انسانا على درجة عالية من الوفاء والإخلاص والتدين وانسانا مسؤولا ومجاهدا حقيقيا وفيه الكثير من المواصفات المشتركة مع الحاج قاسم سليماني وهذه احد أسباب العلاقة المميزة التي كانت قائمة بينهما”.
الحاج قاسم كان دائما في دائرة الخطر وكان يرفض التواجد في الأماكن الخلفية
واعتبر سماحة السيد أن الفريق الشهيد قاسم سليماني كان دائما في دائرة الخطر “وهو كان يرفض التواجد في الأماكن الخلفية بل كان يذهب الى الامام ويريد ان يشاهد بأم العين ويقيم بشكل مباشر ويتواصل مع المقاتلين في الصفوف الامامية”.
ورأى السيد ان”حضور القائد بمستوى الحاج قاسم سليماني في الجبهات اهم ما فيه هو التثبيت النفسي والمعنوي والروحي، وتابع: “كان نفس وجوده في الجبهة او تلك الجبهة يعطي قوة هائلة للمقاتلين، يساعدهم على الثبات والصمود والبقاء رغم كل المخاطر والصعوبات التي كانوا يواجهونها”.
وتابع: “إضافة الى الفوائد الأخرى التي تجعله كقائد أقرب الى معطيات الميدان”.
وقال السيد نصرالله إن علاقة حب وود وعشق نشأت بين المقاتلين والحاج قاسم سليماني، “هذا ما كان ليتحقق لو كان يديرهم من المواقع الخلفية، هذا العشق سببه الحضور المباشر في الأماكن الامامية”.
وأردف: “عندما بدأت هذه الأفلام والصور تظهر في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تحدثت معه وقلت له حاج هذا شيء خطير وهو لم يكن يتعمد ذلك، لم يكن يذهب الى الخطوط الامامية ويأتي معه بكاميرا لتصوره، وانما كان الموجودون هناك كانوا يصورون الحاج وينشرونها في وسائل التواصل الاجتماعي وهو كان يقول هؤلاء الشباب موجودون في الخطوط االامامية وعلى السواتر الامامية يحملون دمائهم على الاكف مستعدون للموت فأنا اخجل ان آخذ منهم هذه التلفونات وأقول لهم لا تصوروا لان هذا خطر عليي مثلا”.
السيد نصرالله يكشف عن لقاء مطول لمناقشة دور العراقيين في أي حرب إسرائيلية
وفي معرض حديثه كشف عن لقاء طويل جمعه والفريق الشهيد قاسم سليماني والشهيد الحاج ابو مهدي المهندس.
وقال السيد نصرالله إن”هدف اللقاء كان استعراض التطورات في العراق وما هو مطلوب منا وما يمكن نحن ان نساعد في هذه المرحلة المقبلة من جهة”، ومن جهة أخرى اذا حصلت حرب إسرائيلية على لبنان او على المنطقة ماذا يمكن للاخوة العراقيين ان يساعدوا في مواجهة هذه الحرب”.
هذا وأشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال اللقاء أن الصورة الموجودة خلال تصوير المقابلة التقطت في مكتبه الضاحية خلال لقاء مشترك.
الحاج سليماني جاء قبل أيام من استشهاده وقال لي أتيت فقط لكي أراك
كما كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن آخر لقاء جمعه مع الفريق الشهيد قاسم سليماني كان يوم الأربعاء من الأسبوع الأخير قبل استشهاده.
وقال السيد نصرالله: “يوم الأربعاء كان عندنا هنا في بيروت، قبل صلاة العصر، جلسنا لساعات صلينا صلاة المغرب سويا وودعني وذهب الى دمشق، طبعا لم يكن مقررا ان يأتي الى لبنان”.
وذكر السيد نصرالله أن الشهيد سليماني قال له: “أنا فقط اتيت لكي اراك وليس لدي عمل ولا شيء لأبحثه”، وتابع: “أنا تفاجأت لماذا جاء الى الضاحية وقلت له لماذا زاحمت نفسك وأتيت فقال انا فقط اتيت لكي اراكم وليس عندي أي عمل اخر”.
وتابع: “عادة عندما يأتي، الأخوة في المكتب ياتون بالكاميرا وأحيانا لا يفعلون ذلك، ولكن هذه المرة الأخيرة هو ناداهم وقال أين الكاميرا تعالوا اريد ان أتصور انا والسيد”.
السيد نصرالله يروي تفاصيل متابعته لنبأ استشهاد الفريق الشهيد سليماني والشهيد الحاج المهندس
وروى سماحته تفاصيل تلقيه خبر استشهاد الفريق الشهيد قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس.
وقال السيد نصرالله أنه”كان يقرأ ليلا مبقيا التلفزيون مفتوحا بدون صوت لمتابعة الأخبار العاجلة”.
وروى السيد نصرالله: “وجدت خبرا عاجلا على قناة فضائية عن قصف صواريخ كاتيوشا على مطار بغداد، انا قلت ممكن لانه كان يوجد توتر في العراق بعدما قام الامريكيون بقصف قواعد للحشد الشعبي في منطقة القائم وما حصل في محيط السفارة الامريكية في بغداد، يوجد توتر، بعد قليل جاء خبر عاجل يقول ان الامريكيين استهدفوا سيارات لاشخاص ينتمون الى الحشد الشعبي، كان قريب الساعة 1:30 ليلا، وأنا كنت أعلم تلك الليلة ان الحاج سيذهب من دمشق الى بغداد، اتصلت بالاخوة لان الذين يذهبون مع الحاج هم مع الحماية الذين يعملون في حمايتي انا، فسألت الاخوة، “الطائرة من المفروض أي ساعة تنطلق من دمشق”، قالوا الساعة السادسة، فأنا هدأت قليلا”.
وتابع: “لكن بقيت قلقا فقلت لهم اتصلوا الى مطار دمشق واسألوا أي ساعة تحركت الطائرة فقالوا ان الطائرة تحركت متأخرة ليلا، انا في تلك اللحظة انتهى الموضوع عندي واعتقدت ان الحاج استشهد ولم اكن اعلم ان أبو مهدي موجودا معه”.
وختم السيد نصرالله قائلا: “انا في تلك الليلة كنت اتابع مع الاخوة هنا ومع الاخوة في طهران ومع الاخوة في بغداد منذ الدقائق الأولى للحادث الى ان تيقنا من حصول هذه الحادثة”.
الحاج سليماني ومعه الحاج أبو مهدي المهندس هم من اعلى مصاديق خاصة أولياء الله
وأشار سماحته إلى إن تعبير قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي عن حادثة استشهاد القائدين سليماني والمهندس ورفاقهم وحادثة التشييع بأنها من أيام الله “هو تعبير بليغ جدا وقوي جدا”.
وقال السيد نصرالله “هذه حادثة إلهية وتاريخية، هذا مفصل في تاريخ منطقتنا، لا شك ان هذه الحادثة هي حادثة إلهية”.
وأردف: “كان يطرح عن الحاج سليماني أنه جنرال عسكري لكن في واقع الحال في قلوب الناس هو ولي من أولياء الله سبحانه وتعالى”، لافتا إلى “هذه المحبة عندما يبكيه الناس” وقال “الكل كان لديهم هذا الإحساس عندما كانوا يتألمون للحاج قاسم والحاج أبو مهدي ويبكونهم او يذكرونهم او يشاركون في تشييع جنازاتهم، هذه القلوب والعقول والارواح والاجساد الله تعالى جاء بها الى هذا التشييع والى كل الاجتماعات الشعبية الضخمة التي حصلت في ايران والعراق والكثير من أماكن العالم”.
وقال السيد نصرالله: “انا لا اجد تفسيرا واقعيا حقيقيا اعمق من هذا التفسير، انا اراه مشيئة الاهية، هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى، هذه ارادته وعنايته بهؤلاء المجاهدين.
وأضاف: “الحاج قاسم سليماني ومعه الحاج أبو مهدي المهندس هم من اعلى مصاديق خاصة أولياء الله ولأنهم من خاصة اوليائه فإن الله تعالى أراد ان يكرمهم في الدنيا هكذا كما سيكرمهم بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر يوم القيامة”.
شهادة الحاج سليماني ولادة جديدة للمقاومة ولمحور وروحية وثقافة المقاومة
وخلال المقابلة أكد السيد ان الإدارة الأمريكية “تجاوز الخطوط الحمراء” باغتيالها الفريق الشهيد قاسم سليماني والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، مؤكدا أن “هذا سيضع محور المقاومة وشعوبنا وأمتنا في مواجهة مع الادارة الامريكية، وهذا جديد سيكون على مستوى المنطقة”.
وقال سماحته إن “المواجهة الأعم قد تأخد اشكالا مختلفة سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية وعسكرية وامنية”، مكررا أن الإدارة الأمريكية هي من فتحت الأبواب للمواجهة.
وأعرب الأمين العام لحزب الله عن اعتقاده بأن “دماء الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي والشهداء معهم بلا شك أعطت دفعا كبيرا ودفقا هائلا لحركات المقاومة”.
وأضاف: عندنا في حزب الله، إنها ولادة جديدة للمقاومة ولمحور وروحية وثقافة المقاومة حتى بالنسبة الينا كأشخاص او كثير من شباب المقاومة او الكوادر او القيادات في مختلف الساحات”.
شهادة الفريق قاسم سليماني أوجدت روحية جديدة ودماء جديدة واندفاع كبير
كما أكد سماحته أن” شهادة الفريق قاسم سليماني أوجدت روحية جديدة ودماء جديدة واندفاع كبير”.
وقال السيد نصرالله إن “هذه المصداقية العالية جدا لمحور المقاومة عندما يستشهد قائد كبير وعظيم من قادته بهذه الطريقة، انا اعتقد انه لن يكون هناك مجالا للقلق أولا بسبب عناية الله سبحانه وتعالى بالمجاهدين والذين يصفهم أمير المؤمنين بأنهم أولياء الله او خاصة أولياء الله عز وجل، ثانيا ببركة وجود سماحة السيد القائد دام ظله والجمهورية الإسلامية التي تقف بصلابة وقوة كشعب ومسؤولين في مواجهة كل الاخطار والتحديات ومحبتها واحتضانها لكل شعوب المنطقة وحركات المقاومة في المنطقة”.
وأضاف: “صحيح الحاج قاسم له خصوصيته وميزته الخاصة لكن الاخوة بالتعاون والتعاضد وحمل رسالة الحاج قاسم وقيم الحاج قاسم والاستفادة من تجربته وطريقته ومكتبه اعتقد بأنهم سيدفعون بالامور الى الامام وهذا ما نشهده حاليا ان شاء الله”.
وأكد: “لذلك نحن لسنا قلقين نحن واثقون من الاستمرار في هذا الطريق بقوة أكثر وعزم أكثر وبأمل عظيم وكبير ان شاء الله لنحقق نفس الأهداف”.
الامريكيون أرادوا حذف قاسم سليماني لتحقيق أهدافهم ومن اهمها صفقة القرن
واعتبر السيد نصر الله أن الامريكيين أرادوا “حذف” الفريق الشهيد قاسم سليماني “لتحقيق أهدافهم، ومن اهم أهدافهم في هذه المرحلة هو صفقة القرن”.
وتابع سماحته”مما لا شك فيه ان ترامب والإدارة الامريكية تعرف الان انهم يدافعون عن الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ويريدون حماية إسرائيل ويريدون أن يفرضوا ما يسمى صفقة القرن على شعوب المنطقة وعلى الشعب الفلسطيني”، وتابع بأن “المقاومة وايران ومحور المقاومة يقفون سدا منيعا في قبال هذا المشروع الأمريكي وهم يريدون إزالة هذا السد”.
وزاد الامين العام لحزب الله: “بطبيعة الحال عندما يبحثون سيجدون ان هناك شخصية مركزية مهمة جدا في المواجهة والذي سميته انا الشخصية المتكررة الحاضرة في اكثر من بلد، في فلسطين تجد قاسم سليماني، في لبنان تجد قاسم سليماني، في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي أفغانستان حتى في داخل ايران، فأرادوا حذفه بطبيعة الحال لتحقيق أهدافهم، ومن اهم أهدافهم في هذه المرحلة هو صفقة القرن”.
كنت لأقول لملك الموت خذني واترك قاسم سليماني
وخلال المقابلة غصّ سماحة السيد حسن نصرالله وحبس دموعه خلال حديثه عن فكرة راودته منذ زمن، وقال “كنت لأقول لملك الموت خذني واترك قاسم سليماني”.
هذا واعتبر أن “من اعظم النعم الإلهية علي في حياتي كانت معرفتي بالحاج قاسم سليماني وهذه الاخوة والصداقة التي قامت بيننا”.
وتابع: “انا على المستوى الشخصي كنت أشعر بدعم قوي من خلال وجوده، مجرد أن أسمع صوته كان يشكل بالنسبة لي عونا ودفئا وحنانا وقوة وسندا، وكنا نأنس ببعضنا”.
وأردف السيد نصرالله قائلا: “أنا دائما كنت حاضرا أن افديه بروحي، في يوم من الأيام كنت في الصلاة، بعد انتهاء الصلاة في جلسة تعقيب خطر في بالي ما يلي، وهي فرضية يعني، ان ملك الموت جاء الي وقال انا ذاهب الى ايران لأقبض روح قاسم سليماني لكن الله سبحانه تعالى جعل استثناء وقال لي اذهب الى فلان وقل له هناك خيار آخر لتأجيل قبض روح قاسم سليماني وهي ان نقبض روحك”.
وقال: “انا في ظل هذه الفرضية كنت افكر في نفسي، ماذا أقول لملك الموت؟ أقول له قطعا انت تأخذني واترك الحاج قاسم سليماني”.
وتابع”: فيما بعد ذكرت ذلك لبعض الاخوة عندما كنا نتناقش أحيانا نتيجة كثرة العمل يحصل بعد الإشكالات مع الاخوة فأنا كنت أقول لهم الحاج قاسم بالنسبة لي هو هكذا فأحد الاخوة قال لي كيف يعني انت تفكر بهذه الطريقة فأنا قلت له نتيجة بعدين، أولا الحب والود والاخوة والعاطفة التي بيني وبينه وثانيا من ناحية أخرى انا اعتقد ان وجوده يخدم الإسلام والمسلمين والأمة والمقاومة اكثر بكثير من وجودي انا، فالمسألة ليست مسألة عاطفة فقط انما انا اعتقد بهذا الرجل وبوجوده المبارك بهذا المستوى من الاعتقاد”.
وختم: “هذا ما كان يمثله لي على المستوى الشخصي”.
المصدر: يونيوز+ موقع المنار