وصف الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني الدكتور نبيل شعث، خطة الرئيس الأميركي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بـ “صفعة ترامب”، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى اغتصاب الأراضي الفلسطينية وتصفية القضية برمتها. وقال شعث، في حوار مع “سبوتنيك”، إن “ما حدث مسرحية سخيفة وترويج لمشروع شرير، لا يمكن أن يرقى لمبادرة سلام”، مؤكدًا أن “الموقف الفلسطيني بات موحدًا خلف الرئيس محمود عباس وموقفه الرافض لهذه الصفقة”. وأعرب عن أمله في أن “يساعدنا ذلك في استعادة الوحدة الوطنية ما بين الضفة وقطاع غزة، وما بين حركة حماس وحركة فتح ومنظمة التحرير”.
وأضاف أن الاجتماع الذي عقدته القيادة الفلسطينية أمس للرد على إعلان ترامب لصفقة القرن شهد حضور ممثل عن حركة حماس، وكذلك حضور ممثلين عن حركتي الجهاد والجبهة الشعبية، لافتاً إالى أنه “آن الأوان للحديث عن توحيد الصف من خلال إجراء الانتخابات”. وأشار إلى أنه “من الضروري الآن ممارسة الضغط على المجتمع الدولي من أجل السماح للشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة بالمشاركة في انتخابات ديمقراطية، تشمل الضفة والقدس وقطاع غزة، من أجل تشكيل حكومة وطنية قائمة على أساس انتخابي يمكنه أن يساعد في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
ونوه إلى أن ” صفقة ترامب” قد تساعد في إجراء انتخابات يشكل من خلالها حكومة وطنية تجمع الصف الفلسطيني، معللاً بقوله أن هذه الصفقة “أبرزت الخطر الأميركي في المنطقة بشكل واضح، وأصبحت هذه المخاطر جلية لكل الفلسطينيين في مختلف بقاع فلسطين”. وأكد شعث أن “حضور ممثلين عن دول عربية مثل سلطنة عمان والبحرين والإمارات مؤتمر إعلان صفقة ترامب، لا يعني بالضرورة موافقتهم على هذه الصفقة”، حسب قوله، مبينًا أن “هناك تحركًا فلسطينيًا لتوحيد الصف العربي نحو رفض هذه الصفقة يبدأ من اجتماع وزراء الدول العربية في القاهرة السبت المقبل”. وأضاف “أعتقد أن بالرغم من كل الضغوط الأميركية، وكل التهديد الأميركي بإيران، كنا نتمنى من هذه الدول عدم تلبية الدعوة الأميركية والذهاب لحضور مؤتمر الإعلان عنها في البيت الأبيض، لكن رغم كل ذلك هناك فارق كبير بين حضور تلك الدول للمؤتمر، وبين أن يقولوا إنهم موافقون للتخلي عن القدس، لكي تصبح العاصمة الموحدة لـ”إسرائيل””.
وفيما يتعلق بالتحرك الدولي، أردف قائلا بهذا الصدد “أعتقد أن التحرك سيكون عربيًا، خصوصاً أن الموقف العربي تجاه هذه الصفقة يحتاج إلى حراك ونحن بدأنا ذلك الحراك عبر اجتماع من المقرر أن ينطلق السبت المقبل في القاهرة، يجمع وزراء خارجية الدول العربية، ومن المقرر أن يحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الاجتماع”. وأوضح أن الجانب الفلسطيني سيشرح للدول العربية سبب الموقف الرافض للصفقة، ويؤكد رغبته للسلام ، مشدداً بقوله ” لكن لا نريد عملية سلام ترامب المنحازة، نريد رباعية، ونريد القانون الدولي، نطالب بالعودة إلى الاتفاقات السابقة، والمرجعية المتفق عليها، ولا نريد اتفاقًا يغتصب أرضنا وقدسنا وينهب حقوقنا وحقوق الشعب الفلسطيني، ويدعي أن ذلك طريقًا للسلام، في النهاية سنشرح كل ذلك للأشقاء العرب في الاجتماع، ونرجو أن نحصل على دعمهم”. وتابع” أشك أن هناك أي قائد عربي يستطيع أن يقول إنه يدعم هذه الصفقة ويؤيد أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل أمام شعبه حتى وليس أمامنا نحن الفلسطينيون، المعركة باتت معركة شعوب، هناك حدود للحكام حتى الديكتاتوريين منهم، لديهم في النهاية حسابات عما يمكن لشعوبهم أن يتقبلوه، وما لا يمكن أن يتقبلوه تحت أي ظرف من الظروف”.
وطالب شعث الدول العربية التي تبدي مظاهر تفاهم مع “إسرائيل”، أن “يعيدوا حساباتهم، وأنه يجب ألا يكون هذا على حساب فلسطين”، مشيرا إلى أن هذا “ما سيتم شرحه للأشقاء العرب بوضوح خلال الاجتماع المقبل”. وفي تقييمه لمواقف بعض الدول الكبرى لـ”صفقة القرن”، قال الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني إنه “تحدث مع السفير الروسي بهذا الصدد وأعرب عن اعتقاده بأن الموقف الروسي واضح ، وكذلك الموقف من القضية الفلسطينية، وأنه لا يقبل بصفقة القرن”، مضيفا كذلك ” أن السعودية أصدرت بيانًا بالأمس قالت فيه إنها لن تغير موقفها، وأنها لن تتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني”، حسب زعم الرياض، مشيرا إلى أن الموقف الأوروبي من الصفقة لم يتضح حتى الآن. واختتم حديثه بأن “الأميركيين يستطيعون عن طريق زيادة الدعم لـ”إسرائيل” اغتصاب المزيد من الأراضي، واغتصاب القدس ولو مؤقتًا، لكن من المؤكد أنهم لن يتمكنوا من اغتصاب موافقة فلسطينية على عمليتهم للسلام في الشرق الأوسط، لن يستطيعوا أن يجبرونا على القبول بالهيمنة الأميركية على هذه المنطقة”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية