وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة إلى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بحلول عيد الميلاد المجيد، سائلا “المولى ان تحمل هذه المناسبة تباشير الخير والعافية على لبنان واللبنانيين فينعم وطننا بالامن والسلام وتسود روح المحبة والوئام التي نادى بها السيد المسيح في بلادنا العربية والاسلامية وقد تخلصت من الارهابين الصهيوني والتكفيري الذي يستهدفها في امنها واستقرار شعوبها”.
واكد الشيخ قبلان “إن ولادة السيد المسيح بشارة ايمانية بقدوم رسول المحبة والسلام الذي بشر به كل الانبياء الذين سبقوه وحاربوا الكفر والشرك والطغيان، فالمسيح حارب الظلم وواجه الطغاة وطرد اللصوص من الهيكل وتصدى للمنافقين والمرابين والبغاة الذين قتلوا الانبياء، فكان عنوانا للحق الالهي في مواجهة الباطل الشيطاني، فهو كما أمه مريم الطاهرة نبراس للفضيلة وحامل لوصايا السماء عامل لصلاح الانسان وتخليص البشرية من الالحاد والرذيلة والمكر والخداع لتكتسي حلة الإيمان النقي وتفتح صفحة جديدة من كتاب السماء الذي خطه الأنبياء والمرسلون، فكان المسيح مؤسسا لدين جديد ومبشرا بنبي جديد يبعثه الله رحمة للعالمين، من هنا فان المسيح ومحمد رسولا الله إلى البشرية جمعاء ويحملان قيم السماء ورسالتها، فالنبي محمد رحمة والنبي عيسى محبة ورسالة السماء لا تقوم الا على الرحمة والمحبة، وعلى المسلمين والمسيحيين ان يعودوا الى محمد وعيسى ليعم السلام ربوعنا وتحل الرحمة في ارضنا، فيتضامنوا في مواجهة الباطل والشر الذي نراه متجسدا في المشروع الاستكباري الذي استباح ارضنا وغرس كيان الشر في بلادنا ليعيث فسادا وخرابا وقتلا وتشريدا”.
وتابع سماحته: “في ذكرى السيد المسيح نجدد ايماننا بالله الواحد الحق ونتمسك بحقوقنا الاسلامية والمسيحية في فلسطين، ونشد على عزيمة المجاهدين والمناضلين في فلسطين وعلى رأسهم المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في مدينة القدس المحتلة، الذي حاولت سلطات الاحتلال اغتياله بعد التضييق عليه وسعيها لاخضاعه بالتخلي عن نصرة شعبه ومقاومة الاحتلال”، مستنكرا “بشدة هذا العمل العدواني ونحمل الاحتلال تداعيات عدوانه”، متمنيا “للمطران حنا الشفاء العاجل، ونضع الجريمة الصهيونية برسم المرجعيات الدينية والسياسية في العالم وكل الشعوب الحرة المطالبة بالوقوف مع شعب فلسطين الصامد والمقاوم للاحتلال”، داعيا “اهلنا واخوتنا الفلسطينيين الى تحصين وحدتهم الوطنية و الثبات والدفاع عن ارض الانبياء ومهبط الرسالات، فيتمسكوا بانتفاضتهم ومقاومتهم المتوجة بدماء الشهداء وتضحيات المقاومين، ونحن لنا ملء الثقة ان النصر سيكون حليفا لشعب فلسطين”.
وطالب “اللبنانيين بان يستمدوا العزيمة والثبات من تضحيات الانبياء وصبرهم، فيحفظوا وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض، وعلى السياسيين ان يعملوا لانقاذ وطنهم ويتعاونوا مع الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب في تشكيل حكومة وطنية انقاذية من الاكفاء المشهود لهم بالمناقبية الوطنية، تضع في اولويات عملها لجم الانهيار الاقتصادي وتحسين الوضع المعيشي واصلاح ما افسدته سياسة المحصاصات واغراق لبنان في الديون فتكافح الفساد وتستعيد المال العام المنهوب ليكون في خدمة الاقتصاد الوطني وليسهم في معالجة الازمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية”.
وخلص قبلان بالقول: “إن ذكرى السيد المسيح تحملنا مسؤولية نشر ثقافة المحبة والتعاون لارساء السلام في ربوعنا فنتعاون على البر والتقوى ونكون رحماء في ما بيننا من اهل الصلاح والفلاح، مبادرين الى العمل الصالح، نمد يد العون الى الفقير والمسكين ونغيث المحتاج ونقف مع المظلوم بوجه الظالم ونجهد انفسنا لنكون صناع خير ومعروف وبر واحسان.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام