تضمنت شهادات “خبيرات” لبنانيات ثلاث امام الكونغرس الاميركي عرضا للتطورات الاخيرة المتعلقة بالتحركات الشعبية التي حصلت في المناطق اللبنانية وتناولت بعض الجوانب والمظاهر التفصيلية في هذا الحراك مستنتجة معانيها بحسب وجهة نظرها.
وبالتالي تضمنت المداخلات حثا للسياسات الاميركية على اتخاذ الخطوات التي تسمح بتحقيق مصالحها ازاء التحركات او المستقبل السياسي والاقتصادي في لبنان.
وقد لوحظ في جوانب من هذه الشهادات تركيز على التحريض ضد حزب الله والمقاومة وكلام يتضمن مفردات طائفية بشكل واضح، اضافة الى تحريض على الجيش اللبناني.
وبرز ايضا تركيز على موضوع الانتخابات المبكرة وحكومة تكنوقراط وتحليلا لنظرة حزب الله المفترضة الى التطورات الحاصلة والى شكل الحكومة المقبلة .
في شهادة حنين غدار (باحثة وصحافية) تقول:
وحدها حكومة تكنوقراط قد تحظى بثقة الشعب اللبناني وتسمح بالمساعدة الدولية لتأخذ مسارها. أما الحكومة الحالية المؤيدة لحزب الله بغالبيتها وبرئيسها الحالي لا يسمحون بذلك.
وتعتبر ان حزب الله يقلق من وجود حكومة تكنوقراط والتي ستكون أول خطوة لعزله.
وتضيف ان نجاح المظاهرات يعني أن حزب الله سيخسر كيانات محددة والتي تدير عدد من المؤسسات التي تعنى بالقرارات الأمنية والاقتصادية.
وزعمت انه في حين أن حزب الله يمر بأزمة مالية بفضل العقوبات الأميركية على إيران، كان رد حزب الله على المظاهرات هو التهديد والوعيد. وزعمت ايضا ان حزب الله قام باستخدام تأثير عبر تطويع عدد من مؤسسات الدولة، وبالتحديد وحدات معينة من الجيش اللبناني، لقمع المظاهرات.
وحسب زعمها انسحب الجيش من الجنوب والبقاع وبأن المجتمع الشيعي والذي يشكل جمهور الحزب قد انضم الى التظاهرات.
ورأت انه يمكن إعادة تصميم حزمة المساعدات العسكرية الخارجية بحد ذاتها. ففي حين أن أكبر تحد هو دفع رواتب للجيش فالدولة ستفلس قريباً، يمكن التأكد من أن المساعدات والمعدات لا تقع بالأيدي الخاطئة وتذهب الى بعض الوحدات الموثوقة في الجيش لحماية لبنان واللبنانيين من العنف الممارس من قبل بعض الوحدات الأخرى وحزب الله على حد زعمها.
وتضيف انه يجب ممارسة الضغط على الرئيس ميشال عون كي يدعو الى استشارات نيابية فورية وانتخابات مبكرة.
في شهادة كارلا حمود (محللة لشؤون الشرق الأوسط) اعتبرت ان مطالب المتظاهرين تتضمن تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، انتخابات نيابية مبكرة، قانون انتخاب جديد، استعادة ما يسمونه بالأموال المنهوبة وتغيير جذري لنظام الدولة السياسيي القائم على أساس طائفي.
وزعمت ان حزب الله يسعى لتركيز الحديث على قضايا الفساد بعيدا عن أمور وصفتها أساسية كحيازته للسلاح خارج سيطرة الدولة اللبنانية.
واعتبرت انه في ظل الحالة الرخوة في لبنان، قد يطرح صانعو القرار في الولايات المتحدة أسئلة حول كيفية إحداث توازن بين تحقيق الإصلاحات في لبنان، المحافظة على استقراره، ومقارعة حزب الله، وكيفية تحديد الأولويات بين هذه الأهداف إذا لزم الأمر.
في شهادة منى يعقوبيان (كبيرة المستشارين لشؤون سوريا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد السلام الأميركي) رأت انه حتى الآن، ظلت المظاهرات سلمية بشكل ملحوظ على الرغم من الجهود التي بذلتها عناصر أكثر قتامة للتحريض وتحويل الاحتجاجات لتصبح عنيفة.
تضيف ان الأمر الأكثر غموضًا وإثارةً للقلق هو ظهور البلطجية المسلحين بالسكاكين أو البنادق في بعض الاحتجاجات. يتم الإبلاغ عن هذه الحوادث بشكل متزايد في جنوب لبنان حيث ورد أن مسلحين ينتمون إلى أمل هددوا المتظاهرين السلميين بالقرب من صور. كما ورد أن أنصار حزب الله قد هددوا المتظاهرين في الجنوب.
واعتبرت ان ما وصفتها اللحظة الثورية في لبنان تحمل دلالات مهمة بالنسبة لمصالح الأمن القومي الأمريكي التي تؤكد على الحفاظ على الأمن والاستقرار في مواجهة التحديات المتعددة. إذا غرقت حركة الاحتجاج الحالية في الانهيار المالي ، أو التحول إلى العنف ، أو كليهما معاً، فإن مصالح الأمن القومي الأمريكي ستتعرض كذلك لتهديد كبير.
وفي دعوة للتدخل قالت انه يجب على الولايات المتحدة أن تصقل مؤسسات الدولة التي ستكون بمثابة الأساس لديمقراطية نابضة بالحياة وتعزيز مرونة لبنان المشهورة ولكن المتآكلة بشكل سيئ.
واعتبرت ان ما وصفته “اللازمة الشعبية كلن يعني كلن” في إشارة إلى القيادة اللبنانية الحالية كلها قد سقطت على نصر الله أيضًا. إذا سمح لها بلعب دورها، فإن الديناميات التي تدفع حركة الاحتجاج يمكن أن تقلل من قبضة حزب الله على المجتمعات المحلية” على حد تعبيرها.
واضافت انه ينبغي على الولايات المتحدة عدم التدخل مباشرة لأن ذلك سيرتد سلباً عليها. يمكنها دعم تحقيق مطالب المحتجين من خلال دعم مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد فذلك يستطيع تقويض حزب الله أكثر بكثير من توجيه المظاهرات مباشرةً ضده واستطراداً ضد إيران على حد زعمها.
وتحدثت عن أهمية دعم الدول الكبرى لتحقيق أهداف المتظاهرين في لبنان وصولاً إلى إجراء إنتخابات مبكرة.
كما تحدثت عن خطورة النظام الطائفي والفساد المستفحل والمتفشي في كل شي في الدولة (العقود، الأعمال، …) مسلطةً الضوء على ضرورة مواجهته بالشفافية والوضوح.
للاطلاع على الشهادات كاملة ادخل هذا الرابط.
المصدر: موقع المنار