تمثل المماطلة والتسويف مشكلة لأغلب الناس، وقد أصبحت هذه الحالة منتشرة جدا ولا يمكن اعتبارها عادية.
وفي هذا المقال الذي نشرته مجلة “ليزا” الروسية، قدمت الكاتبة ماريا بارتاشيفيش أسباب هذا السلوك، والحلول لتخطي مشكلة المماطلة والتأجيل في إنجاز المهام.
الفوضى
قبل أن تضبط الوقت وتبدأ بإنجاز مهامك، عليك إلقاء نظرة حولك. قد تشاهد عددا كبيرا من الأطباق التي يجب غسلها، والملابس المتروكة في كل مكان، والكتب والأوراق المرمية على الأرض، والكثير من الأشياء الأخرى التي يجب ترتيبها. تمثل هذه الوضعية عائقا لإنجاز العمل، لأنه كلما كانت الظروف المحيطة بك أكثر هدوءا وتنظيما، ازدادت حظوظك في إنجاز مهامك في وقتها.
لذلك يجب عليك أولا الشروع في تنظيم البيت وتنظيفه وتزيينه بوضع بعض الأزهار في ركن لتحسين مزاجك قبل أن تشرع في العمل.
إضاعة الوقت
قد يكون أمامك يوم كامل لإنجاز العديد من المهام، وتفكر في أفضل طريقة لتقسيم وقتك بشكل حكيم، ولكن ما إن يبدأ هذا اليوم حتى يضيع بين مشاهدة التلفزيون وتناول المشروبات أو الذهاب إلى المحلات.
ويمر الوقت بين الكثير من المهام الصغيرة، دون الشروع في إنجاز المهمة الرئيسية التي يجب أن تنهيها في ذلك اليوم. وسرعان ما تجد أن الليل قد حل، وحان وقت الذهاب إلى السرير. هنا تلاحقك الأفكار السلبية والشعور بالندم حول كل تلك الأشياء التي كنت تخطط للانتهاء منها في ذلك اليوم ولكنك لم تفعل.
ومن أجل حل هذه المشكلة يجب تقسيم اليوم إلى مدد زمنية منفصلة، وفي كل مدة تحدد مهمة يجب الانتهاء منها. ويجب دائما ترك بعض الوقت للظروف القاهرة أو المفاجئة.
انتظار المساعدة
قد يشعر المرء بأن أمامه الكثير من المهام ولن يستطيع بمفرده القيام بها، لذلك يسعى لطلب المساعدة من أشخاص مقربين منه مستعدين لمدّ يد العون، ولكن هذا يعني أن الشخص لم يستفد بشكل ذكي من وقته، وسمح لنفسه بأخذ وقت الآخرين.
ويتمثل التصرف الأصح في أن يحاول المرء إنجاز مهامه بنفسه، لأن العمل الفردي يكون أكثر فاعلية من الاستنجاد بشخص للمساعدة، رغم أنه قد يكون مملا وأقل متعة. وفي كل الأحوال، ينصح دائما بالتعويل على النفس، وأن ينجز الشخص مهامه بعيدا عن التواكل والتأجيل والاعتماد على الآخرين.
غياب التخطيط
يكلف المرء أحيانا نفسه بعشر مهام في الوقت نفسه، ويعتقد أنه إذا قام بالقليل من العمل في كل منها فإنه سينتهي من إنجازها بشكل سحري ومتزامن ومبكر. ومن المؤكد أن هناك شعورا جميلا يحصل عليه الإنسان إذا نجح في هذا الأمر، ولكن هذا ممكن فقط عندما يكون رجلا خارقا أو امرأة خارقة بقدرات غير عادية.
وبالنسبة للإنسان العادي، فإن هذه الطريقة مرهقة جدا وفوضوية، وكل المهام العشر قد تترك غير منتهية، وقد يعاني الشخص من حالة عدم الرضا والشعور بالفشل.
من الضروري وضع قائمة مكتوبة بالمهام، والتفكير في الأولويات واتخاذ القرارات المناسبة، ثم البدء في التنفيذ. وعند الشروع في القيام بمهمة محددة، يجب عدم التوقف أو الاهتمام بأي شيء آخر قبل الانتهاء منها. ثم يمكن المرور إلى المهمة الموالية.
قد يبدو هذا النسق في البداية مملا ويسبب القلق، إلا أنه يمكن التعود عليه بسهولة، وهو يتميز بالفاعلية.
نمط الحياة
إذا كنت معتادا على الذهاب للسرير بعد منتصف الليل، والاستيقاظ على الساعة الحادية عشر صباحا، فلا تتوقع أن تتمكن من إنجاز كل أعمالك بشكل ناجح وفي الوقت المحدد.
بعض الأشخاص تعودوا على هذا النسق وليسوا مستعدين لتغيير عاداتهم، ولكن أغلب الناس لا يستطيعون مواصلة العيش بهذا النظام غير الصحي، وكلنا نحتاج إلى ثماني ساعات من النوم وفطور جيد وممارسة المشي في الهواء الطلق.
وإذا تمكنت من الحفاظ على نظام غذائي صحي، والذهاب إلى النوم في الوقت المناسب، فإن الفوضى التي تعاني منها في حياتك المهنية قد تختفي تدريجيا. وعندما يتعود الجسم على الاستيقاظ المبكر، فإنه سوف يحافظ على هذا النسق وتزداد الطاقة والإنتاجية في العمل، مع عدم التغافل عن أهمية أخذ استراحة من حين لآخر.
البحث عن الكمال
من الصعب على الأشخاص الذين يبحثون عن الكمال أن ينجزوا أعمالهم في الوقت المحدد وينعموا بالهدوء والسكينة.
فهذا النوع من الأشخاص يحرصون على الانتباه لكل التفاصيل، وبلوغ حد الكمال. ولكن هذه الطريقة تجعلهم يقضون وقتا لا نهاية له في إنجاز العمل، وبما أنه لا يمكن بلوغ درجة الكمال، فإنهم سيجدون دائما أشياء يجب تحسينها.
ينصح هؤلاء الأشخاص بالاسترخاء والتحلي بالواقعية، ويجب عليهم فهم أن هذا السلوك المتطرف والانتباه المفرط للتفاصيل يفسد عليهم كل شيء، لذلك يجب عليهم التوقف عن تعذيب أنفسهم بفكرة أنهم لن يشعروا بالإشباع إلا عندما يحققون الكمال.
الأهداف والنتائج
من أجل التحلي بالواقعية وإنجاز المهام في وقتها، يجب وضع أهداف واقعية وقابلة للتحقيق، تؤدي بشكل مباشر لتحقيق النتائج المرجوة. وينصح بتجنب وضع أهداف غير واقعية وغير قابلة للتحقق حتى لا يغرق الإنسان نفسه في الصعوبات.
ويجب أن يكون الهدف في المتناول، ويكون في البداية بسيطا ثم مع الوقت يتعلم الإنسان كيف يدير مهمات معقدة، والأمر هنا يشبه الرياضة، إذ إن الإنسان يحتاج التدريب من أجل تحقيق نتائج أفضل وتحمل أعباء ومهام أكثر دون الإضرار بصحته، وبشكل خاص الصحة النفسية.
المصدر: نوفوستي