الصحافة اليوم 16-1-2019: القمة الاقتصادية… والتدخلات الأميركية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 16-1-2019: القمة الاقتصادية… والتدخلات الأميركية

صحف محلية

ابرزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم موضوع القمة الاقتصادية المقرر عقدها في بيروت، اضافة الى رصد مضامين زيارة المبعوث الاميركي دايفيد هيل الى لبنان، والتدخلات الاميركية في اكثر من ملف. وفي الاقليم تركيز على عودة الحديث عن “منطقة عازلة” شمالي سورية.. ودوليا ما حصل في بريطانيا من تصويت مجلس العموم ضد “بريكست”.

 

البناء

البناء

تصويت صاعق في مجلس العموم البريطاني ضد «بريكست»… وبريطانيا بين أزمة حكومة وحكم
أردوغان يحلم بالمنطقة العازلة… ودمشق: الأولوية لانسحاب القوات الأجنبية
مساعٍ لاحتواء تجاذبات القمة… لاستئناف الحراك الحكومي مطلع الأسبوع

كتب المحرّر السياسيّ

ترنّحت حكومة تيريزا ماي أمام مجلس العموم بخسارة مدوّية للتصويت على اتفاقية «بريكست» التي تنظم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث صوّت ضدها 432 نائباً وأيّدها فقط 202 نائب. وفتحت هذه الحصيلة التي وصفها خصوم ماي بالصاعقة الباب لتصويت اليوم على الثقة بحكومة ماي، التي إن بقيت ستكون أضعف من أن تعود للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي على تعديل الاتفاقية، وإن أطيح بها ستفتح في بريطانيا ما يتخطى أزمة حكومة، لأن حزبها ليس جاهزاً لإنتاج زعامة بديلة بخطة واضحة تبقي المحافظين في الحكم، وزعيم حزب العمال المنافس الذي يطمح للفوز برئاسة الحكومة لا يملك التصويت الكافي للقيام بالمهمة، ما قد يحول الأزمة إلى أزمة حكم، في ظل كلام قالته ماي عن خطر تفكك بريطانيا كدولة، في ظل وقوف الانقسام حول «بريكست» على خطوط تماس مكوّنات عرقية وقومية وإتنية لبريطانيا، بين الإيرلنديين والسكوتلنديين وسائر المكوّنات الأصغر حجماً لبريطانيا.

الأزمة البريطانية التي تعبر دائماً عن واجهة ما يجري في الغرب ليست بعيدة عن مظهر مختلف لأزمات الغرب كما تظهره حال فرنسا، العاجزة عن التعامل الطويل المدى مع ظاهرة السترات الصفراء التي تتجذّر وتتّسع رغم القمع والتنازلات الاجتماعية للحكومة، ولا تختلف في الجوهر عن الاضطراب في السياسات الأميركية التي تحوّلت بالونات إعلامية للإيحاء بالقوة في زمن العجز عن الاستثمار على المزيد من القوة.

في سورية، كما في لبنان، ظهرت علامات الاضطراب الأميركي، فبينما لحقت بالمبعوث الأميركي ديفيد هيل قبل مغادرته لبنان ردود إيرانية من باب رئاسة الحكومة التي اعتلى منبرها للتهجم على إيران والمقاومة، ردت سورية بقوة على الكلام الأميركي التركي المشترك حول إقامة منطقة حدودية عازلة في الأراضي السورية بين تركيا والمسلحين الأكراد، وردّد الرئيس التركي رجب أردوغان صدى الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً حلمه بالمنطقة العازلة، فقال مصدر سوري، إن الدولة السورية ستتصدّى بكل الوسائل المتاحة لأي عبث بوحدتها وانتهاك لسيادتها، بينما كان وزير الخارجية السورية وليد المعلم خلال استقباله المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون، يؤكد أن الأولوية السورية هي انسحاب جميع القوات الأجنبية من سورية.

في لبنان خيّم هدوء سياسي وإعلامي بعد أيام السجالات التي سبقت انعقاد القمة الاقتصادية العربية التي تبدأ جلساتها التمهيدية اليوم بلقاءات لرجال الأعمال العرب، وتتواصل فاعلياتها حتى نهاية الأسبوع، وبرزت مساعٍ لاحتواء السجالات وتهدئة المناخات، باعتبار القمة ستكون حدثاً رتيباً بلا بيان ختامي يظهر شعار الازدهار في السلام الذي يحمل في طياته «تبشيراً» بالتطبيع مع «إسرائيل»، وفي ظل مفاعيل الرد الإيراني على الكلام الأميركي، وما يوحي به من فرضيات ردود مشابهة على أي تهجم على إيران تشهده القمة، بينما تحدثت مصادر سياسية مطلعة عن معاودة الحراك الحكومي بقوة بعد الانتهاء من استحقاق القمة مشيرة لمبادرات جديدة يتم الإعداد لها.

فيما هدأت الجبهات المحلية والخارجية على خلفية انعقاد القمة الاقتصادية التنموية في بيروت في العشرين من الحالي بعدما اعتذرت ليبيا عن عدم الحضور، شهد لبنان في الساعات الماضية توتراً جديداً وتحديداً على خط بيت الوسط الذي شهد اشتباكاً وقصفاً كلامياً إيرانياً أميركياً، على خلفية تصريحات وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل ضدّ إيران وحزب الله. فزار السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا بيت الوسط حيث استقبله الرئيس سعد الحريري، مؤكداً دعم بلاده الجهود الرامية إلى التسريع في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة برئاسة الرئيس الحريري، وتأمل أن تبصر الحكومة اللبنانية النور في أسرع وقت. أما على صعيد التطورات الإقليمية، فأشار إلى انّ الولايات المتحدة الأميركية التي تريد أن تروّج لنفسها على أنها دولة غيورة على مصلحة هذه المنطقة وشعوبها، هذا منطق لا يصدّقه أحد. وأصدرت السفارة الإيرانية في لبنان بياناً ورد فيه أنّه «في إطار الزيارات الاستفزازية والتحريضية التي قام بها مؤخراً عدد من المسؤولين الأميركيين في بعض الدول والتي تتقاطع مع مستجدات إقليمية أظهرت أكثر من أيّ وقت مضى انتكاسة سياسات الإدارة الأميركية وفشلها وخيباتها المتكرّرة، أطلق وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل سلسلة من المواقف، والتي لا تندرج إلا في إطار التدخل السافر في شؤون الغير وإملاء القرارات». و«بما أنّ الزائر تناول في تصريحاته المستفزة الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، رأت السفارة أنّ «كون المبعوث الأميركي عمل سابقاً في لبنان، لا بدّ أنه يعلم انّ الحرص على الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وعزّته وكرامته لا يكون من خلال التغاضي عن التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة للبنان أرضاً وسماءً ومياهاً والسكوت عن الانتهاكات التي يرتكبها هذا الكيان بصورة يومية تحت أنظار الإدارات الأميركية المتعاقبة التي كانت ولا زالت تقدّم الدعم المطلق والسخي والأعمى لهذا الكيان»، مشيرة إلى «أنّ لبنان كما نراه أصبح اليوم بفضل قيادته الحكيمة وحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته المسؤولة، رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية بحيث أصبح حصيناً وعصياً على إملاءات الآخرين وأعدائه، فلا يسمح لأيّ طرف كان بأن يُملي عليه القرارات الخاطئة».

ولفتت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ»البناء» إلى أنّ طهران اختارت أن تردّ من المنبر نفسه على واشنطن لا سيما أنّ هيل اختار منبر الرئيس المكلف سعد الحريري للهجوم على حزب الله وإيران. ولفتت المصادر إلى تجاوب الحريري مع طلب المعنيين في السفارة الإيرانية إعطاء موعد زيارة فيروزنيا بيت الوسط بشكل عاجل مشدّدة على أنّ خطة الردّ الموجعة لهيل نجحت، فاللقاء حقق نوعاً من التوازن مع زيارة المسؤول الأميركي، وأظهر تمايزاً عن الأخير لا سيما أنّ فيروزنيا أكد دعم بلاده تأليف الحكومة وبرئاسة الرئيس الحريري. وذكر من بيت الوسط بقوة لبنان في المعادلة الإقليمية بفضل ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لافتة في الوقت عينه إلى أنّ بيان السفارة الإيرانية الذي سبق الزيارة جاء مدروساً بالمصطلحات التي استخدمت. واعتبرت المصادر أنّ كلام هيل المشروط حيال نوع الحكومة المختارة يؤكد أنّ واشنطن تضع العصي في الدواليب وتعرقل التأليف بدليل أنّ هيل شجّع حكومة تصريف الأعمال على المضيّ قدُماً لا سيما على صعيد الاقتصاد، وكأنّ هناك قراراً يربط التشكيل بالشروط الأميركية.

 

الأخبار

 

الاخبار

أردوغان يهجّر الأتراك
حملة تطهير و«سحق معارضين»: تركيا تنزف نخباً وثروات

إسطنبول | تضع سياسة رجب طيب أردوغان تركيا أمام مناخ مثير لليأس والإحباط لدى شرائح من الشعب، يتصاعد لديها انعدام الثقة بمستقبل بلاد يرون أنها باتت على غير ما عرفوها. حملات القمع، التي اجتاحت مراكز القرار ومختلف الصروح الاجتماعية منذ ردّ الفعل على المحاولة الانقلابية في 2016، تسبّب اليوم أرقاماً غير مسبوقة لهجرة النخب الأكاديمية والثقافية، بموازاة هروب أصحاب الأعمال والثروات بحثاً عن أفق خاص لا يؤمنون بوجوده في تركيا الأردوغانية. وفي ظل بلوغ مؤشر هذه الهجرات عتبات قياسية، لا يقارب نظام أنقرة هؤلاء بالتخوين فحسب، بل بـ«هندسة اجتماعية» بديلة.

حافظ حزب «العدالة والتنمية»، برئاسة رجب طيب أردوغان، على مقاليد الحكم في الجمهورية التركية لمدة 17 عاماً، من خلال تقديم رؤية مركبة للناخبين الأتراك استندت إلى جوانب عديدة، كان أبرزها الحفاظ على النمو الاقتصادي ورفع مستويات المعيشة، إلى جانب إحياء فكرة «تركيا العظمى» في أذهان الناس ودفع الشعب إلى الشغف باستعادة أمجاد الماضي العثماني. بعد الانقلاب الفاشل في تموز/ يوليو 2016، شرع أردوغان في حملة قمع ساحقة، بحسب ما يصفها معارضون ومراقبون. وفي نهايات العام الماضي، دخلت البلاد في نفق أزمة اقتصادية ومالية حادة، فقدت الليرة على إثرها أكثر من ثلث قيمتها أمام الدولار، ما رفع معدل الديون في البلاد إلى درجة حرجة ألقت بظلالها على حياة الناس واستقرارهم. حملة «سحق المعارضين» التي أطلقها أردوغان بعد فشل الانقلاب، استهدفت أتراكاً في كل المجالات، تحت مسميات «الإرهاب» أو «تنظيم الخدمة» أو ما تسميه السلطات «تنظيم غولن»، نسبة إلى الداعية المعارض فتح الله غولن الموجود في الولايات المتحدة والمتّهم بتدبير الانقلاب. اليوم، يتحدث الجميع أن هذا المبرر بات الأسهل لاعتقال أي معارض في البلاد من دون اللجوء إلى القضاء، في ظل حالة الطوارئ. وأمام حالة انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي القائمة، فإن أعداد المغادرين من البلاد بقصد الهجرة آخذة في الارتفاع بأعداد كبيرة. رؤوس أموال، وخبرات، ومواهب، وأثرياء، هم على رأس قوائم المهاجرين في السنوات الأخيرة، وفقاً لإحصاءات الحكومة والمختصين.

هاجر أكثر من ربع مليون تركي في عام 2017 فقط

تقول المهاجرة غولجان قوتلوباي، المقيمة حالياً في فانكوفر الكندية، عن سبب هجرتها وأسرتها الصغيرة أنه «ليس لدي أدنى اهتمام بالموضوع السياسي»، وفق ما تشرح لـ«الأخبار»، لكن «السبب الرئيسي الذي دفعني إلى اتخاذ القرار هو محاولة الحصول على فرصة أفضل. وجدت أن الفرص في تركيا غير ممكنة في ظل عدم انتمائك إلى تيار معيّن أو أسرة ثرية معيّنة. من دون ذلك ستبقى تعمل في المستويات الدنيا، وإن امتلكت كل المؤهلات للعمل بشكل أفضل». وتتساءل: «لو كنت مكاني، هل ستبقى ترزح ضمن طبقات المسحوقين؟»، موضحة أنها تتلقى اتصالات هاتفية من أقربائها وأصدقائها والكثير من معارفها في تركيا، تستفسر منها عن آليات الخروج والتقدم إلى عمل أو هجرة في كندا. وتعلق على ذلك بشكل ساخر: «صرت أفكر في افتتاح مكتب هجرة استشاري، قد يكون استثماراً جيداً بالنسبة إلي هنا، الأتراك لا يودون البقاء في تركيا». السيد جودت أوزكين، الذي بات يقطن في دولة عربية، ويفضّل عدم ذكر كامل التفاصيل عن حياته الجديدة، يقول لـ«الأخبار»: «أعمل هنا في مشغلي الخاص لتصنيع الأحذية بشكل يدوي. أبيع القليل، صحيح أنني لا أجني الكثير هنا، ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة لما أجنيه وما أنفقه فستكون إزمير مكان إقامتي الأول أفضل بالنسبة إلي، لكنني سئمت من توتر الحياة في تركيا». يقول ناشط حقوقي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن أسباب اللجوء خارج البلاد كانت متعددة، وليس كل من تورط في الانقلاب الفاشل شعر أنه بحاجة إلى طلب اللجوء والحماية، بل إن الكثيرين ممن طلبوا اللجوء كانوا قد تضرروا من حملة تطهير طالت الآلاف من المعلمين والأكاديميين من وظائفهم بعد الانقلاب، بما في ذلك المئات الذين وقّعوا عريضة سلام تدعو الحكومة إلى وقف العمل العسكري في المدن الكردية والعودة إلى عملية السلام. ويستطرد بالقول: «لقد حاول الرئيس أردوغان أن يجعل تركيا أكثر تحفظاً وتديّناً، مركّزاً على طبقة وسطى متنامية ودائرة ضيقة من النخب الذين يؤمنون بشخصه بشكل خاص لنجاحهم الاقتصادي». ويحذّر عالم الرياضيات إيلكر بيربيل، الذي يواجه اتهامات على خلفية التوقيع على عريضة سلام مع الأكراد وترك تركيا لتولي منصب في جامعة «إراسموس» في روتردام في هولندا، في حديث إلى صحيفة «يني أكيت»، من أن البلاد كانت ولا تزال تفقد الكفاءات بشكل دائم. ويستشهد بمناخ الاستقطاب السياسي السائد للقول إن «الناس الذين يغادرون لا يرغبون في العودة، وهذا أمر لا بد أن يثير قلق تركيا»، مضيفاً: «لقد تلقّيت العديد من الرسائل من طلاب وأصدقاء يحاولون الخروج من تركيا، يطلبون المساعدة… هذا أمر مؤسف!».

 برقية سرية من واشنطن إلى بيروت: ممنوع المُشاركة في إعمار سوريا!

حصلت «الأخبار» على نسخة من برقية سرية بعثت بها السفارة اللبنانية في واشنطن إلى بيروت، تتضمّن موقف الولايات المتحدة الرافض لدعوة سوريا إلى القمّة الاقتصادية، والمهدّد بالعقوبات على لبنان في حال مشاركته في إعادة إعمار سوريا

سوريا خارج القمّة الاقتصادية، بطلب من الولايات المتحدة الأميركية. والأخيرة هدّدت لبنان بفرض عقوبات عليه، في حال مُشاركته في إعادة إعمار «الشام». الموقف الأميركي، أُبلغ رسمياً إلى وزارة الخارجية والمغتربين، بأكثر من طريقةٍ، كتولّي السفارة الأميركية في بيروت نقل رسالة إدارتها، مُباشرةً، إلى المسؤولين المعنيين في قصر بسترس. أما القناة الأخرى، فتمثلت بإبلاغ وزارة الخارجية الأميركية موقفها إلى سفارة لبنان في واشنطن. ولكن، في الحالة الثانية، لم يكن الأمر «تبليغاً»، بل لبنان هو الذي دقّ الباب طالباً «النصيحة».

الرسالة الأميركية، أتت ردّاً على طلب البعثة الدبلوماسية في الولايات المتحدة الأميركية، معرفة «وجهة نظرها» من دعوة سوريا إلى القمّة التي ستُعقد في بيروت يوم الأحد المُقبل. فقد حصلت «الأخبار»، على نسخةٍ من برقية سرية (الملّف 6/4، فاكس رقم 4/11، تاريخ 3/1/2019) مرسلة من البعثة اللبنانية لدى الولايات المتحدة الأميركية إلى وزارة الخارجية في بيروت، تحت عنوان «رصد المواقف من احتمال دعوة سوريا إلى المشاركة في القمة العربية التنموية: الاقتصادية الاجتماعية في بيروت». وورد في البرقية، ما حرفيته: «أَبْلَغَنا مكتب لبنان في وزارة الخارجية الأميركية، خطياً عبر البريد الإلكتروني، بعد مراجعة الموظف لرؤسائه في الوزارة (الخارجية الأميركية) تبعاً لسؤالنا، بما يأتي: «نحثّ لبنان وجميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على الإحجام عن توجيه الدعوة إلى سوريا. كما نحثّ لبنان على عدم اتخاذ أية خطوات تُساهم في تأمين الموارد المالية للنظام السوري، وعلى سبيل المثال إجراء استثمارات أو إرسال تمويل لإعادة البناء. وإنّ أي دعم مالي أو مادي لنظام الأسد أو الداعمين له قد يكون خاضعاً للعقوبات الأميركية»».
قرار تعليق عضوية سوريا في الـ2011، نفّذه يومها وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، لمصلحة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ورغم كلّ بوادر الانفتاح العربي – الخليجي على الدولة السورية، يبدو أنّ «زرّ» عودة الأخيرة إلى «الجامعة»، لن يُضغط اليوم أيضاً إلا بقرارٍ أميركي. كلّ المؤشرات تُشير إلى ذلك، وآخرها «حثّ» واشنطن للبنان والدول العربية على الإحجام عن دعوة سوريا إلى القمّة الاقتصادية. فهل هذا هو السبب الفعلي خلف غياب دمشق عن قمّة 20 كانون الثاني، وليس ما يُقال بأنّ لبنان مُجرّد مُنظِّم للقمّة وهو يوجّه الدعوات باسم جامعة الدول العربية؟ خاصة أنّ اللغة التي كُتبت بها البرقية المُرسلة من واشنطن في 3 كانون الثاني الجاري، توحي بأنّ لبنان طلب معرفة التوجّه الأميركي، ليبني على الشيء مقتضاه، في تناقض تامّ مع المواقف المُعلنة للوزير جبران باسيل.
ينفي مسؤولٌ في «الخارجية» اللبنانية أن يكون عدم دعوة سوريا إلى القمّة نتيجة لقرار أميركي، «فهذه مسألة عربية ولا دخل للولايات المتحدة بها». يقول إنّ الموقف الأميركي من مُشاركة سوريا «معروف وقد أبَلَغنا إيّاه مسؤولون في السفارة الأميركية في بيروت خلال زيارة للوزارة، وعبر طُرق أخرى». إلا أنّ المسؤول يُشدّد على أنّ «رأي واشنطن غير مُلزم لنا. العديد من الدول تُبدي وجهة نظرها من مسائل عدّة، لا يعني ذلك أن نكون مُلزمين بتنفيذها». ولماذا إذاً بادرت البعثة اللبنانية لدى الولايات المتحدة إلى طلب معرفة موقفها من مسألة عربية، إذا كنّا غير آبهين لما يصدر عن واشنطن؟ يردّ المسؤول بالقول إنّه «قد تكون البرقية مُصوغة بشكل خاطئ، فنحن لم نطلب من بعثتنا في واشنطن سؤال المسؤولين الأميركيين عن موقفهم، ولا يجوز أصلاً القيام بذلك».

 

الجمهورية

الجمهورية

لقاء ماروني في بكركي لإستنهاض التأليـــف… ومهمة هيل كانت «اللجنة الثلاثية»

فيما يقف لبنان في عين العاصفة مجدداً، وولادة حكومته العتيدة ما تزال متعثرة، على رغم تجاوز تكليف الرئيس سعد الحريري الـ7 أشهر، تنصبّ الانظار على مستوى الحضور في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي يستضيفها نهاية الاسبوع الجاري، بعدما أُنهيت كافة التحضيرات العملانية واللوجستية لانعقادها. وقد استُبِقت القمة باجتماع تحضيري في وزارة الخارجية من جهة، ومذكرة ادارية قضَت بإقفال الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات بعد غد الجمعة تسهيلاً لاستكمال التحضيرات، في حين أوضحت جامعة الدول العربية انه لم يُطلب منها التوسّط بين لبنان وليبيا. فيما اعتبرت كتلة «المستقبل» أنّ «الاعتراض على مشاركة ليبيا في القمة وإنزال العلم الليبي لا يُفيد قضية الإمام موسى الصدر».

على وقع استمرار التحضيرات للقمة الاقتصادية العربية، تتجه الأنظار الى بكركي التي ستشهد لقاء سياسيا مارونيا، تلبية لدعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي تلقى اتصالاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اطمأنّ فيه على صحته، متمنياً له التوفيق في رعاية اللقاء المقرر اليوم.

لبنان «القوي»
وشدد تكتل «لبنان القوي» على دور بكركي الجامع واصفاً اللقاء الماروني اليوم بأنه «لقاء وطني بامتياز»، مؤكداً انّ «بكركي صرح وطني للتلاقي والتفاهم بين اللبنانيين، ودورها معروف عبر التاريخ، على صعيد الكيان اللبناني منذ العام 1920 وحتى اليوم، وهي تعبّر عن ضمير اللبنانيين لأي طائفة انتموا». وأعلن الذهاب الى اللقاء نواباً موارنة ينتمون الى تكتل «لبنان القوي»، وأنّ اليد ممدودة للجميع «للخروج بصيغة تؤكد حرصنا على لبنان والدستور والأصول وكل المفاهيم الوطنية والثوابت الوطنية التي عبّرت عنها بكركي وعبّرنا عنها كتيار وتكتل على مدى سنوات من النضال».

«القوات»
وفي السياق نفسه، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية» انّ لقاء بكركي «يشكّل صرخة وطنية من أجل إنهاء الفراغ الحكومي وتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن لمواجهة التحديات الوطنية والاقتصادية، خصوصاً في ظل التردي الاقتصادي الكبير والسخونة التي يرتفع منسوبها في المنطقة، فضلاً عن الدعوة الى التمسّك بالدستور ورفض كل محاولات تكريس أعراف جديدة على حساب الدستور».

«الكتائب»
بدورها، مصادر حزب «الكتائب» قالت لـ»الجمهورية» انّ «الكتائب تحضر اللقاء من موقعها المعارض، وترى أنّ كرة الخروج من المأزق هي في ملعب الآخرين الذين أبرموا صفقة التسوية تحت عنوان إحياء عمل المؤسسات الشرعية وضمان الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، فإذا بسياستهم تؤدي الى تعطيل المؤسسات الدستورية والى حالة لا سابق لها من عدم الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي».
وأضافت هذه المصادر: «انّ الكتائب ترى انّ السياسات المعتمدة منذ سنوات أوصَلت لبنان الى شفير الهاوية، وإنّ الحل يبدأ بضرورة اقتناع أركان التسوية باستبدال سياساتهم القائمة على التنازل عن السيادة في مقابل المحاصصات. أمّا بالنسبة الى الحل فقد عبّرت «الكتائب» عن وجهة نظرها التي سبق للبطريرك الراعي ان تبنّاها كذلك تبنّتها فاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية عدة، وهي تقوم على المبادرة الى تشكيل حكومة مصغّرة تعمل على معالجة الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية في مقابل انكباب القادة السياسيين والحزبيين على معالجة مَلفّي السيادة والمشكلات السياسية تحت سقف البرلمان.

أميركا وإيران
وفي غمرة الانشغالات الرسمية بالقمة وبلقاء بكركي الماروني، إنفجر الخلاف الاميركي ـ الايراني في المنطقة على ارض لبنان، بعدما تفاعلت مواقف وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو ووكيله للشؤون السياسية ديفيد هيل ضد ايران و»حزب الله»، وترددت أصداؤها في بيروت وطهران. في وقت علمت «الجمهورية» أنّ زيارة هيل، وبعيداً عمّا شهدته محادثاته خلالها من تفسيرات وتحليلات، وصلت الى حد ربطها بمستقبل الاوضاع في المنطقة والتسويات المطروحة لأزماتها، وانّ المهمة الاساسية التي جاء بها الرجل الى لبنان هي إحياء اللجنة الثلاثية اللبنانية ـ الاميركية ـ الاسرائيلية لموضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل ربطاً بالنزاع القائم حول حقوق لبنان النفطية والغازية في المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية التي تقرصن اسرائيل منها ما يزيد عن 860 كلم2.
وقالت مصادر واكبت زيارة هيل انّ وجود السفير ديفيد ساترفيلد في عداد الوفد المرافق له دَلّت اكثر الى طبيعة مهمته هذه، إذ انّ ساترفيلد عمل قبل اشهر وسيطاً متجوّلاً بين لبنان واسرائيل في الملف النفطي والغازي. ولم يعرف يومها ما اذا كان قد تَوصّل الى نتائج معينة مع الاسرائيليين.

ردٌ إيراني
والى ذلك، وفي رد على بومبيو وهيل، قال الرئيس حسن روحاني: «إذا لفّ وزير الخارجية الأميركي 10 أسابيع في المنطقة، هذه المنطقة تبقى مكاننا، وليس مكانهم». وأكد «عدم قدرة الولايات المتحدة الاميركية على عزل إيران عن العالم».
امّا في لبنان، فبَدا انّ الرد جاء مزدوجاً: أولاً، عبر بيان للسفارة الايرانية في بيروت وصفت فيه الزيارات الاميركية بـ»الإستفزازية والتحريضية»، وأدرجت مواقف هيل في إطار»التدخل السافر في شؤون الغير وإملاء القرارات». وأكدت «أنّ الحرص على الحفاظ على سيادة لبنان لا يكون من خلال التغاضي عن التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة للبنان»، ورأت «انّ لبنان اصبح رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية وحصيناً وعصيّاً على إملاءات الآخرين وأعدائه»، واكدت انّ وجودها في سوريا «شرعي».
امّا الرد الثاني فتمثّل بزيارة السفير الايراني محمد جلال فيروز نيا للحريري في «بيت الوسط»، حيث كان هيل أعلن مواقفه، وذلك في زيارة هي الاولى له منذ تعيينه في آب الفائت، مشيراً رداً على سؤال عن توقيت الزيارة الى «انّ بعض الظروف تفرض نفسها». وأعلن دعم كل الجهود الرامية لتشكيل حكومة برئاسة الحريري، وأمل في أن تبصر النور في اسرع وقت ممكن، مؤكداً ان لا ربط بينها وبين التطورات في الخارج. وتسلّم السفير من الحريري مذكرة موجهة للرئيس الايراني تطالبه بالافراج عن السجين اللبناني نزار زكّا.
وقالت مصادر «بيت الوسط» انّ زيارة فيروز نيا للحريري لا علاقة لها بزيارة هيل للبنان، ولا تشكّل رداً عليه حسب ما ربطها البعض، «فموعد زيارة فيروز نيا حُدّد قبل فترة سبقت زيارة الموفد الاميركي، وانّ استخدام السفير الايراني المنصّة ذاتها في الرد على المواقف الاميركية لا يعني شيئاً».

 

اللواء

اللواء

إشتباك أميركي – إيراني في لبنان… وبكركي تدعم توجُّهات بعبدا
تكتُّل باسيل يلوِّح إلى إدارة الدولة بلا حكومة.. والمستقبل تنتقد الإساءة إلى «هيبة الدولة»

أصبح من الممكن بدءاً من هذا الأسبوع اعتبار ك2 هذا العام، شهر العطل الرسمية والمدرسية و«الطقسية» والإدارية، بما تحمله كلمة عطل أو تعطيل من معانٍ، فاليوم تلتزم المدارس والثانويات والمهنيات في كل لبنان بقرار وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، للإقفال تحسباً لمخاطر العاصفة الناجمة عن منخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة، يسيطر على مناطق الحوض الشرقي للمتوسط، ويستمر حتى صباح الخميس.
على أن الأغرب، ليس مستوى تداعيات العاصفة «ميريام»، بل تجمع عواصف من نوع آخر: احتدام الاشتباك الأميركي- الإيراني فوق الساحة اللبنانية، ولو على خلفيات ذات صلة «بحرب النفوذ»، في عموم المنطقة.
ومع ان الوساطة على خط بعبدا- عين التينة، لاحتواء التوتر الناجم عن دعوة ليبيا إلى القمة، قبل اعتذارها رسميا سجل خطوة عملية، عبر دور لنائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي، فإن ما كشفه تكتل لبنان القوي، من خلال تنويهه «ببيان بعبدا المالي»، من الإصلاحات الواردة في الموازنات يُمكن تنفيذها بوجود حكومة أو عدمها: يطرح علامات استفهام حول المدى الذي يُمكن ان تسير فيه إدارة الدولة من دون وجود حكومة حائزة على ثقة المجلس والرأي العام، ومشكلة اصولاً.. من دون ان ينسى التكتل ان «يشدّ على يد دولة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الذي تطمع بجهد أكبر منه، ونحن إلى جانبه».
تداعيات إقليمية
ومع ان قرار ليبيا بعدم المشاركة في القمة العربية الاقتصادية في بيروت، قد جنب البلد مفاعيل أزمة متفجرة كانت ستعصف بين الرئاستين الأولى والثانية، الا انه لا يمكن التقليل من حجم الانعكاسات التي ستترك تداعياتها على صعيد العلاقة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، والتي شهدت فصلاً جديداً من فصول التوتر على خلفية الموقف من مشاركة ليبيا في القمة الاقتصادية، رغم ان الهدف كان الضغط لتأمين مشاركة سوريا، وفي مقدمة هذه التداعيات استمرار التعثر في تشكيل الحكومة، بعد ان اتضح بشكل لا لبس فيه علاقة المواجهات الإقليمية السائدة حالياً في المنطقة، ولا سيما بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، في إطالة أمد تأليف الحكومة عبر «اختراع» عقد تتناسل لمنع إخراج الحكومة من عنق الزجاجة.
وقد برزت هذه المواجهة بشكل واضح، من خلال البيان الذي أصدرته السفارة الإيرانية في بيروت، رداً على المواقف التي أطلقها وكيل وزارة الخارجية الإيرانية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، والتي اعتبرتها السفارة بأنها «تندرج في إطار التدخل السافر في شؤون الغير واملاء القرارات»، ورأت ان الإستراتيجية الأميركية وخصوصا في ظل هذه الإدارة المتعجرفة والمتخبطة والناهبة لثروات شعوب المنطقة ، تسعى الى تغيير مسار سياسات مصالح الدول بحسب مزاجها ومصالحها الإقليمية والعالمية، ولتكريس الإحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والمسلمين والمسيحيين في القدس الشريف. وتقوم هذه الإستراتيجية على اختلاق الحروب وإيجاد الفتن بين الدول ومكونات الشعب الواحد.
وإذ اتهم البيان الإدارة الأميركية بدعم الحركات المتطرفة الإرهابية ومنها «داعش»، اعتبر ان وجود إيران في سوريا، وهو وجود استشاري عسكري، لا يحتاج إلى اذن من أحد لأنه جاء بطلب من الحكومة السورية، قال ان المبعوث الأميركي الذي عمل سابقاً في لبنان يعلم جيداً كيف وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب لبنان، حكومة وشعبا، في مسعاه الى تحرير أراضيه عندما كانت ترزح أجزاء كبيرة منها تحت نير الإحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي كانت (تقف) أميركا متفرجة، وداعمة للكيان الصهيوني.
وتزامن هذا البيان غير المسبوق دبلوماسياً، مع زيارة لافتة للسفير الإيراني الجديد في بيروت محمّد جلال فيروزنيا إلى «بيت الوسط»، للمرة الأولى منذ تعيينه في العاصمة اللبنانية قبل ستة أشهر، خلفاً للسفير السابق محمّد فتحعلي، حيث سلمه الرئيس سعد الحريري مذكرة موجهة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني تطالبه بالافراج عن السجين اللبناني في طهران نزار زكا.
وفيما حرصت أوساط «بيت الوسط» على التأكيد بأن زيارة السفير الإيراني، كانت مقررة سابقاً، نفى السفير فيروزنيا ان تكون زيارته في هذا الوقت، للرد على زيارة هيل من نفس المنبر الذي هاجم فيه الدبلوماسي الأميركي السياسة الإيرانية و«حزب الله»، الا ان الدبلوماسي الإيراني لم يوفّر في تصريح مسهب أدلى به بعد لقاء الحريري، انتقاده للسياسة الأميركية في المنطقة، حيث حمل بعنف على الولايات المتحدة، التي قال انها «تدعي الحرص على أمن هذه المنطقة واستقرارها وهدوئها، بينما لا تسعى الا لتحقيق مآربها التجارية والاقتصادية والمالية ودعم الاعتداءات التي يمارسها الكيان الصهيوني بشكل يومي وسافر»، لافتاً إلى «ان دول المنطقة تدفع اثماناً باهظة نتيجة السياسات الأميركية الخاطئة، خصوصاً في ظل إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب الذي أدّت سياسته، بحسب فيروزنيا، إلى رفع مستوى التوتر والتشنج في المنطقة».
وعلى الرغم من تأكيد السفير الإيراني دعم جهود تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس الحريري، واعتقاده بأنه لا ينبغي ربط هذه المسألة بالعوامل الخارجية، غير ان المعطيات المتوافرة لدى مصادر نيابية بارزة لـ«اللواء»، لا توحي بقرب تجاوز الأزمة الحكومية، والتي جعلت لبنان مشدوداً، أكثر من أي وقت مضى، إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، وإلى المواجهة الأميركية – الإيرانية الحاصلة، ما يجعل الأمور على درجة عالية من التعقيد والتشابك.

المصدر: صحف