أعربت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء عن قلقها البالغ إزاء احتمال انتشار وباء شلل الأطفال في قطاع غزة، في حين أن الأزمة الصحية هناك خطيرة للغاية بالفعل. وفيما يلي بعض التحديات الصحية التي تواجه القطاع بحسب المنظمة.
شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي
اختفى مرض شلل الأطفال، الذي كان يمثل تهديدا واسعا منذ نحو أربعين عامًا والذي يمكن أن يسبب في غضون ساعات قليلة شللا لا يمكن علاجه، إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم بفضل اللقاحات.
يحتوي نوع من اللقاحات ضد شلل الأطفال، وهو مرض مميت يصيب عادة الأطفال تحت سن الخامسة، كميّات صغيرة ضعيفة ولكنها حيّة من فيروس شلل الأطفال التي قد تؤدي أحيانا إلى تفشي الوباء.
يتكاثر “لقاح شلل الأطفال الفموي” في المعدة وقد ينتقل من شخص لآخر عبر المياه الملوّثة بالفضلات البشرية، ما يعني أنه لن يؤذي الطفل الذي تلقى اللقاح ولكنه قد يصيب أشخاصاً يقطنون في محيط المكان حيث مستويات النظافة والمناعة متدنية.
ذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن “شبكة مختبرات شلل الأطفال العالمية” عثرت على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2 في ست عينات من مياه الصرف الصحي تم جمعها في دير البلح وخان يونس في القطاع.
ولم يتم جمع عينات بشرية حتى الآن في قطاع غزة، ما يعني أن المنظمة لا تعرف حتى الآن إن كان هناك أي شخص مصاب بالفيروس بالفعل. وتأمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في جمع العينات البشرية الأولى هذا الأسبوع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد بدء تطعيم جنوده الذين يقاتلون في غزة ضد شلل الأطفال.
نقص المياه والتعقيم
تأمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في استكمال تقييم مخاطر شلل الأطفال هذا الأسبوع. لكنها حذرت من أن هناك “خطرا كبيرا” لانتشار فيروس شلل الأطفال في غزة وعلى المستوى الدولي “إذا لم تتم الاستجابة لهذا الوباء بسرعة وعلى النحو الأمثل”.
وأعرب رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أياديل ساباربيكوف عن أمله بصدور التوصيات الأحد.
لكنه حذر من أنه يشعر بقلق بالغ من احتمال انتشار أي أمراض في غزة التي تعاني من أزمة إنسانية بعد أكثر من تسعة شهور على اندلاع الحرب. وقال “أشعر بقلق بالغ حيال تفشي الأوبئة في غزة”، مشيرا إلى التأكيدات أواخر العام الماضي بأن التهاب الكبد الوبائي أ ينتشر “والآن قد يكون لدينا شلل الأطفال”.
وحذّر من أنه “في ظل حالة الشلل في المنظومة الصحية وشح المياه والتعقيم إضافة إلى عدم إمكانية وصول السكان إلى الخدمات الصحية.. سيكون الوضع سيئا جدا”.
وأضاف محذرا أنه عندما يتعلق الأمر بشلل الأطفال والأمراض الأخرى، “سيكون من الصعب للغاية على السكان اتباع النصائح بغسل أيديهم وشرب المياه الصالحة للشرب” عند العيش في ملاجئ بها مرحاض واحد لـ 600 شخص وإمكانية محدودة للغاية للحصول على المياه النظيفة.
نظام صحي مدمر
لا تعمل غير 16 من مستشفيات القطاع الـ36 وبشكل جزئي، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي تحدثت عن “تدفق هائل للجرحى” إلى مستشفى ناصر بعد قصف جديد الإثنين في خان يونس، في ظل “نقص خطير في إمدادات الدم والإمدادات الطبية وأسرّة المستشفيات”.
ولا يعمل سوى 45 من أصل 105 مرافق للرعاية الصحية الأولية. وتعمل 8 من 10 عشرة مستشفيات ميدانية فقط، 4 منها تعمل بشكل جزئي فقط.
وحذر ساباربيكوف “قد يكون لدينا أشخاص يموتون من مختلف الأمراض المعدية أكثر من أولئك الذين يموتون جراء أمراض مرتبطة بالجروح” الناجمة عن الحرب. وأشار ساباربيكوف إلى أن العدد ارتفع إلى “ما يصل إلى 14 ألف شخص قد يحتاجون للرعاية الطبية خارج قطاع غزة”.
المصدر: أ ف ب