رحب وزير الخارجية الروسي السابق أيغور إيفانوف بنشر التقرير حول أعمال الحكومة البريطانية على أعتاب غزو القوات الأميركية والبريطانية في العراق. كما أكد أن الأخطاء بهذا الحجم والتي سمحت بها لندن لن تسقط بالتقادم وسيتم تحمل مسؤوليتها عاجلاً أم أجلا.
وقال ايفانوف: ” الاستنتاجات الواردة في التقرير لا يمكن وصفها بالمثيرة. وقد كان واضحاً للجميع ومن أول أيام العمليات الأمريكية والبريطانية في العراق، أن هذه العمليات تخضع لمصالح واشنطن ولندن الجيوسياسية، والمعطيات غير قابلة للجدل” حول توفر أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين وليس أكثر، كذريعة مزيفة لدخول العراق. وقد أعلن هذا بصراحة ليس فقط من قبل الحكومة الروسي بل من أقرب حلفاء الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف إيفانوف: ” من التقارير المقدمة إلى مجلس الأمن من رئيس لجنة الأمم المتحدة هانز بليكس، حول نزع السلاح العراقي للرصد والتحقق والتفتيش بالإضافة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد مصطفى البرادعي، كان من الممكن الحصول على استنتاج واضح جداً: المفتشون الدوليون كانوا بهدف نزع السلاح من العراق بدون أي عمل عسكري، ولم يكن هناك أي ضرورة للتدخل العسكري”.
وأكد إيفانوف: ” نحن طلبنا تقديم هذه المعلومات إما لروسيا أو إلى بعثة الأمم المتحدة. للأسف تم رفض هذا كالمعتاد في تلك الحالات بحجة ” عدم الكشف عن مصادر المعلومات”. ومع ذلك فإن حقيقة إجراء تحقيق مستقل لمدة سبع سنوات ونشر مفتوح للتحقيق مع النتائج القاسية ضد القيادة البريطانية في ذلك الوقت كان أمراً مرحب به. إثبات الحقيقة هو أمر هام ليس فقط للمؤرخين ولكن بالنسبة للسياسيين الحاليين والمستقبليين، والذين عليهم أن يكونوا على علم: بأن الأخطاء بمثل هذا الحجم لا تسقط بالتقادم، وعاجلاً أم أجلاً يجب تحمل مسؤوليتها”.
ووفقاً له، عندما أعلنت لندن أن لديها بيانات عن وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق ” قام الجانب الروسي بالتوجه فوراً إلى شركائنا الإنكليز عبر وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية”. كما أشار الوزير السابق، إلى أنه وعلى عتبة بدء الحرب في العراق عقد مجلس الأمن للأمم المتحدة عدة جلسات على مستوى الوزراء ” والتي قمت بالمشاركة فيها”.
وأصدرت لجنة تحقيق خاصة في بريطانيا اليوم الأربعاء، تقريرا طويلا والمنتظر منذ سبع سنوات، يؤكد ان بريطانيا اجتاحت العراق بشكل سابق لأوانه في العام 2003 بدون ان تحاول “استنفاد كل الخيارات” الدبلوماسية، إضافة إلى قرار بريطانيا الانضمام إلى اجتياح العراق قبل استنفاد كل البدائل السلمية للوصول إلى نزع أسلحة البلاد. فالعمل العسكري لم يكن آنذاك حتميا”. وندد بواقع ان لندن استندت إلى معلومات أجهزة استخبارات لم يتم التحقق منها بشكل كاف. كما اعتبر التقرير أن المخططات البريطانية لفترة ما بعد اجتياح العراق عام 2003 “كانت غير مناسبة على الإطلاق “.
وشغل أيغور إيفانوف، منصب وزير خارجية روسيا في الفترة الممتدة بين 1998 وحتى 2004. في فترة بدء العمليات الأمريكية والبريطانية على العراق.
المصدر: وكالة سبوتنيك