وجه “تجمع العلماء المسلمين” رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، قال فيها: “يكتسب عيد الأضحى المبارك هذا العام أهمية استثنائية، وقد جاء بعد أعوام من جهاد المحتل الصهيوني والإرهاب التكفيري، وامتثل رجال الله أوامر الله ولبوا نداءه واندفعوا يدافعون عن الدين باذلين الأرواح، محققين وعد الله بالنصر على عدو الإنسانية، الصهيونية وصنيعتها المتمثلة بالفكر التكفيري. إن لبنان اليوم ينعم بالأمن والآمان لا بفضل المجتمع الدولي ولا الاستكبار العالمي ولا المنظمات الدولية بل هو بسبب جهاد المقاومين الشرفاء الذين لهم وحدهم هذا العيد لما بذلوه من تضحيات ما زالت مستمرة إلى اليوم”.
أضاف: “إنكم اليوم تنامون آمنين في بيوتكم وتخرجون يوم العيد فرحين مع أولادكم لزيارات الأهل أو لارتياد المطاعم والملاهي في الوقت الذي يقف فيه على الجبهات في مواجهة الإرهاب الصهيوني والحقد التكفيري رجال أعاروا الله جماجمهم ورسخوا في الأرض أقدامهم وآلوا على أنفسهم أن لا يسمحوا للعدو أن يعكر عليكم صفو عيدكم، فلهم منا جزيل الشكر ومن الله عز وجل وفير الأجر”.
وتابع: “إن المعاني التي يحملها عيد الأضحى كثيرة ولعل العنوان الأبرز هو ما يعنيه اسم هذا العيد وهو التضحية بأغلى ما نملك في سبيل امتثال أمر الله سبحانه وتعالى، فكما استعد إبراهيم عليه السلام للتضحية بإسماعيل عليه السلام امتثالا لأمر الله بذبحه علينا أن نستعد لتقديم أغلى ما نملك امتثالا لأمر الله تعالى. وعندما يعرض لنا الشيطان لثنينا عن هذا الامتثال علينا رجمه بحجارة معنوية، كما رجمه إبراهيم عليه السلام بحجارة مادية عبرت عن رفضه لوسوساته، ونعلن أن آذاننا وعقولنا صماء عن أن تستمع لتحريضه، فلا ندخل في فتنة ولا نعادي أهلنا بل نعتبر أن عدونا الأوحد هو العدو الصهيوني”.
وأردف: “إن العنوان الأبرز للحج بعد التضحية هو البراءة من أعداء الله وعدم الود إليهم وإعلان الحرب عليهم، وقد حاولت السلطات القائمة على الحج منع مسيرات البراءة باعتبارها تخالف المناسك العبادية في حين أننا نعتبر أن المنسك الأبرز للحج هو إعلان البراءة، وكما قال الله عز وجل: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”.
فهذا الإعلان هو ما يعطي للحج القيمة الحقيقية التي من أجلها شرعه الله ولكن ماذا نفعل مع أناس ارتبطوا بالمشركين وداروا في فلكهم وأعلنوا الولاء لهم؟”.
وقال: “لا ننسى ونحن نتحدث عن العيد وعن التضحية، فلسطين فلا عيد لنا وفلسطين محتلة، ولا عيد لنا والقدس يدنسها الصهاينة، ولا عيد لنا وآلة الدمار الصهيونية تقتل يوميا شبابا ونساء وأطفالا وشيوخا من شعب فلسطين. وعيدنا الحقيقي يوم نعيد لفلسطين ألقها ولأهلها فرحتهم وللمسلمين عزتهم بتحريرها من الاحتلال الصهيوني، ولا يكون ذلك إلا من خلال التضحية بالغالي والنفيس والبراءة من المشركين وأعداء الإنسانية”.
أضاف: “في عيد الأضحى نقول لأهلنا في لبنان نحن وإياكم في مركب واحد ننجو معا أو نغرق معا، فلا يحاول كل فريق منا أن يتصرف بمقعده في المركب بغض النظر عن مصلحة الفريق الآخر بل علينا أن نجذف جميعا باتجاه الوصول إلى بر الامان وهذا لا يكون إلا بالوحدة الوطنية والخروج من المهاترات والدعوات الطائفية والمذهبية والإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على حل مشاكل الوطن”.
وختم: “إلى العالم أخيرا: إن الإسلام هو دين الرحمة ودين التضحية ودين المحبة وليس دين القتل، أما الجهاد فهو فرض علينا نحارب من خلاله من يحاربنا ولا نعتدي، وندفع الأذى عنا ولا نفتري، ونصون إرادتنا واستقلالنا ولا نهيمن. إن الإسلام دعوة عالمية هدفها ربط الإنسان بالخالق الذي نظم حياتنا في الدنيا لخيرنا وسعادتنا فمن تقبل بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رفض وأبى فله دينه ولنا ديننا ولا يضر ذلك بنا شيئا، إنما أردنا أن يفتح الله قلبه للايمان من خلال دعوتنا لأنه نظير لنا في الخلق، ولأن الناس كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله”.