نفى القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رئيس الهيئة الوطنية العليا “لمسيرة العودة وكسر الحصار” خالد البطش، أن تكون “التهدئة” التي تم إبرامها مؤخراً بين فصائل المقاومة بغزة والاحتلال برعاية مصرية وأممية، تتضمّن وقفاً لإطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من قطاع غزة، نحو مواقع ومستوطنات الاحتلال فيما يُسمى بـ”غلاف غزة”.
وفي تصريح لـ”الاستقلال” قال البطش: “إن تلك الطائرات والبالونات شكل سلميّ كفاحيّ، ستتمسّك به الهيئة، وهي لا تملك الحق في وقف هذه الإبداعات الشعبيّة”.
وعقب التوصل إلى “التهدئة”؛ التي أعقبت استشهاد 4 فلسطينيين ومقتل جندي “إسرائيلي” برصاص قناص فلسطيني، زعمت مواقع إعلام عبريّة، نقلاً عن مسؤولين سياسيين لدى الاحتلال (لم تسمّهم) قولهم إن وقف إطلاق النار المبرم يشمل الامتناع عن إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة.
وبذريعة الطائرات والبالونات الحارقة، تواصل سلطات الاحتلال، منذ أسبوع، إغلاق “كرم أبو سالم”، المعبر التجاري الوحيد لقطاع غزة (جنوب)، وتمنع إدخال البضائع والأدوية والمواد التموينية عبره، كما قلصت مساحة الصيد إلى مسافة 3 أميال، وذلك بعد أيام على قرار تقليصها من مسافة 9 أميال إلى 6 أميال.
ولم تنجح وسائل الاحتلال التكنولوجية في وقف هذه الطائرات والبالونات، التي تسببت بإحراق آلاف الدونمات الزراعية والأحراش بمستوطنات “الغلاف”؛ ما استدعى من الاحتلال استهداف مطلقيها بشكل مباشر. وأكّد البطش أن محاولات الاحتلال اليائسة لوقف “مسيرات العودة” من خلال الاستهداف المتعمّد للمتظاهرين السلميّين، والأراضي الزراعية للمواطنين، ومواقع المقاومة، لن تفلح.
وأضاف: “المسيرات بأشكالها وإبداعاتها السلميّة كافّة ستتواصل، رغم العدوان المنظّم والمستمر الذي يتعرض له شعبنا، ورغم مساعي العدو عسكرة المسيرات، وجرّ قطاع غزة إلى مربّع الاشتباك العسكري”. إلى ذلك، كشف البطش عن أن اللجنة القانونية والتواصل الدولي التابعة لمسيرة العودة، تتجهّز لعقد مؤتمر قانوني دولي للوقوف على إرهاب الاحتلال وممارساته العدوانية بشكل قانونيّ وإنساني، مرجحاً أن يُعقد المؤتمر إما في العاصمة المصرية (القاهرة)، أو في مدينة غزة.
وأوضح أن اللجنة القانونية على تواصل دائم مع المنظمات والمؤسسات الحقوقية الدولية والبرلمانات والاتحادات المختلفة على مستوى من العالم؛ من أجل دعم مسيرات العودة وكسر الحصار. وتابع: “قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الجانب، إذ بدا ذلك واضحاً في قرار الاتحاد الطلابي الأكبر في الهند (يضم 4 مليون عضو) دعم حركة المقاطعة الـ(BDS) تضامناً مع فلسطين، ومقاطعة شركات (HP) بـ 9 حزيران/ يونيو الماضي؛ بسبب تواطؤها الموثّق في انتهاكات الاحتلال الجسيمة لحقوق الإنسان الفلسطيني.”
المصالحة الوطنية
وبشأن المصالحة الفلسطينية، ثمّن الدور الذي تبذله مصر بصفتها “شريكة” للفلسطينيين في نضالهم وكفاحهم الوطني ضد الاحتلال. وثمن البطش موافقة حركة حماس على ورقة الآليات المصرية للمصالحة، واصفاً إياه بـ”الموقف الإيجابي والمتقدّم للحركة”، معربًا عن أمله في أن تعطي حركة “فتح” ورئيس السلطة محمود عبّاس موقفاً مماثلاً؛ للشروع في خطوات المصالحة العمليّة، وتجاوز ملف الانقسام.
وأكّد على أن من يدّعي حرصه على قطع الطريق أمام “صفقة القرن” فـ”المصالحة هي العنوان”، إلى جانب “رفع السلطة لإجراءاتها العقابية التي تفرضها على قطاع غزة”.
المصدر: فلسطين اليوم