لطالما ظنّ كثيرون أنّ الطريقة الأفضل لتربية الأطفال وجعلهم يعتادون على تقدير النعمة وتناول كل شيء، هي إجبارهم على تناول كل ما هو موجود في الطبق. لكن قد يجهل هؤلاء أن الأبحاث والخبراء تفيد بأن هذا النهج خاطئ في الواقع، ويجب فعل العكس.
في هذا السياق، تقول المتخصّصة في مجال التغذية، ليندي كوهين،: “حين نجبر أطفالنا على إنهاء كلّ الطعام في طبقهم، نعلّمهم التوقف عن الأكل حين ينتهي الطعام وليس حين يشعرون بالشبع. بهذه الطريقة، نشجعهم على الإفراط في تناول الطعام”. وتنصح بسؤال الطفل عن مدى شعوره بالجوع، لافتة إلى أنه يمكن تبسيط كلمة الجوع، وإخباره أن جسمه في حاجة إلى وقود. كما يمكن أن نسمح للطفل بملء طبقه بالطعام بحسب رغبته.
تضيف كوهين أنّه لا يجب وصف الطعام بـ “الجيد” أو “السيّئ”. في بعض الأحيان، من الصحي أن يحظى الطفل بقطعة من كعكة عيد الميلاد، لأنّنا لا نأكلها بشكل يومي، وهذا هو التوازن في تناول الطعام. وصف بعض أنواع الطعام بالسيئة قد يدفع الأطفال إلى تناولها في السر، ما يؤدّي إلى خلق إحساس بالذنب لديهم أحياناً، ويؤثر على علاقتهم بالطعام.
وعن كيفيّة إتباع نظام صحي غذائي منذ الصغر، تقول إنّ الأطفال كالإسفنج يستمعون إلى كلّ ما نقوله. الطريقة التي نتحدث بها عن الطعام، ومظهر الأشخاص مهم جداً، من الأفضل ألا نقول إن هذا الطعام يؤدي إلى زيادة الوزن. كما يفضّل ألا نعبر عن كراهيتنا لأجسادنا أمام أطفالنا. هذا النوع من التعليقات لا يعلّم الأطفال كيفية تناول الطعام الصحي بل يعلمهم أن يكرهوا أجسادهم وبالتالي العيش قلقين حول مسألة زيادة وزنهم. وهناك فرق كبير بين تعليمهم كيفية تناول الطعام الصحي وكراهية أجسادهم”.
يقول الخبير في الأبوة والأمومة د. جوستين كولسون، إنه يجب التوقف عن إجبار أطفالنا على إنهاء كل ما في أطباقهم، وذلك استناداً إلى دراسات بحثية من كل أنحاء العالم. وكلّما ازددنا إلحاحاً على أطفالنا حاولوا التحرر من عاداتهم الغذائية. هذا الأمر يخلق صراعاً بين الأطفال والآباء، ويجعلهم أقل حماسة لتناول الأطعمة المغذية في أطباقهم، بحسب صحيفة “ذا ديلي ميل”.
المصدر: العربي الجدبد