قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن مظاهرات “العودة”، التي انطلقت بغزة في الثلاثين من مارس الماضي، تُكبِّد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر مالية، إثر إطلاق فلسطينيين طائرات ورقية حارقة أدت إلى إشعال حرائق بالغابات (في الأراضي الفلسطينية المحتلة).
وعلى الرغم من ذلك، لا يبدو أن “إسرائيل” قادرة على وقف هذا النوع من الهجمات أو الرد عليها، أو حتى تقليل التكاليف المالية التي تُسببها.
وتضيف المجلة: “بدأت القصة عندما لجأ المتظاهرون الغزيون إلى الطائرات الورقية، وكان ذلك في أوائل أبريل الماضي، وبالبداية حملت الطائرات معها كتلَ فحمٍ أو خِرقاً زيتية تشتعل بعد أن تعبر الحدود.
وبحلول منتصف يونيو، أطلق المتظاهرون أكثر من 600 طائرة ورقية وبالون؛ ما أدى إلى اشتعال حرائق في الغابات والمحاصيل الزراعية، دون أن يُبلَّغ عن أي إصابات.
ووصلت المساحة التي تعرضت للحرق إلى أكثر من 8000 فدان. وقُدِّرت تكاليف تلك الغابات والمحاصيل المزروعة بنحو مليوني دولار، في حين بلغت مصاريف مكافحة الحرائق نحو 550 ألف دولار.
وفي رده على هذه الهجمات من غزة، خصص جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوداً يطلقون طائرات من دون طيار لاعتراض الطائرات الورقية خلال أربعين ثانية من اكتشافها، غير أن المئات من هذه الطائرات المسيَّرة تعطلت ولم تؤدِّ المهمة بالشكل للمطلوب؛ ما دفع تل أبيب إلى اللجوء للطائرات الكهروضوئية؛ للكشف عن طائرات ورقية وتحذير رجال الإطفاء بغرض تفادي أي أثر لها.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن “إسرائيل”، وفي إطار سعيها لمنع هذه الطائرات الورقية، أطلقت في يونيو الماضي، رصاصات تحذيرية بالقرب من الأشخاص الذين يصنّعونها، وعندما فشل ذلك في ردعهم، شنت غارات على مبانٍ ومركبات تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وإلى الآن، لم تستفز الطائرات الورقية “إسرائيل” لتردَّ بعملية عسكرية باهظة الثمن، فـ”تل أبيب” تدرك خطورة مثل هذه الخطوة، فأي رد مقابل من طرف الفلسطينيين حينها، سيؤدي إلى خسائر أكبر للاقتصاد، كما أنه سيكلف ميزانيتها مبالغ كبيرة جداً.
وأنفقت “إسرائيل” الكثير من الأموال من أجل تقليل خسائرها الناجمة عن أي حرب عسكرية خاضتها في غزة، سواء كان ذلك في قبّتها الحديدية التي كانت تعترض صواريخ “حماس”، أو بتطوير دفاعات أخرى، والذي كلَّفها نصف مليار دولار ، وهو ما نجح في تحويل خسائرها البشرية إلى خسائر مالية فقط.
وتبيّن المجلة أن الطائرات الورقية والبالونات التي تنطلق من غزة تثير المزيد من التوترات، وتنذر بوجود مخاطر كبيرة وتصعيد محتمل.
ومنذ نهاية مارس الماضي، يتظاهر آلاف الفلسطينيين قرب السياج الفاصل بين غزة والاراضي المحتلة؛ للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هُجِّروا منها عام 1948، ورفعِ الحصار عن القطاع، وارتقى أكثر من 134 شهيداً وأصيب الآلاف.
المصدر: وكالة انباء فارس