جال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على رأس وفد علمائي ضم مفتين وقضاة شرعيين ورجال دين وبعض وجهاء العشائر والعوائل وأعضاء في اللقاء التشاوري على بعض قرى منطقة بعلبك – الهرمل، استهلها بزيارة رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، وتم التباحث في أوضاع المنطقة وشؤونها، وكان التأكيد على “ضرورة تكثيف الجهود وتعاون الجميع من أجل تثبيت الاستقرار وتعزيز السلم الأهلي والمجتمعي، والوقوف إلى جانب القوى العسكرية والأمنية في تحمل مسؤولياتها، والقيام بواجباتها، لجهة حفظ الأمن وملاحقة المخلين والعابثين به، وطمأنة الناس على حياتهم وأرزاقهم”. وقد لمس الوفد “ارتياح المواطنين للاجراءات الأمنية المتخذة التي بدأت تعطي ثمارها، وبالخصوص في مدينة بعلبك”.
وشدد قبلان على “دور الدولة وحضورها الفاعل أمنيا وإنمائيا”، وقال: “إن أهلنا في منطقة بعلبك الهرمل ضحوا كثيرا وقدموا كثيرا ولهم على الدولة وإداراتها دين كبير، وعلى كل السياسيين الذي أهملوا المنطقة وقصروا بحقها أن يكونوا دائما إلى جانب أهلها، ومعهم في السراء والضراء. وعلى حركة “أمل” و”حزب الله” ونواب المنطقة ووزرائها وفي مقدمهم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أن يعلنوا النفير العام، وأن يعملوا معا بالتعاون مع الدولة وأجهزتها وإداراتها على وضع الخطط والبرامج الإنمائية التي تخفف من البطالة، وتوفر فرص العمل لأبناء المنطقة الذين يستحقون كل دعم ومساندة”.
بعد ذلك، توجه قبلان والوفد إلى بلدة حزين، حيث قدموا التعازي لآل الضيقة وتباحثوا معهم في موضوع المصالحة بينهم وبين آل برو، حيث سبق أن اجتمع بهم قبلان أمس الأول في جمعية آل برو الخيرية في برج البراجنة، والتمس المفتي قبلان منهم أجواء إيجابية يمكن البناء عليها لرأب الصدع فيما بينهم. وقد أبدى آل الضيقة كل تجاوب واستعداد لإتمام المصالحة وإنهاء حال النزاع. وقد شكر قبلان “آل الضيقة وآل برو وكل الساعين والخيرين والمخلصين العاملين في إطار المصالحة بين عوائل المنطقة ووضع حد لكل أشكال الخلاف، لأن هذا يخدم المصلحة الوطنية، ومصلحة كل الأطراف، الصلح سيد الأحكام”.
وبعد بلدة حزين، توجه قبلان والوفد الى بلدة بريتال، حيث زاروا عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ احمد مراد، وتناولوا طعام الغداء إلى مائدة السيد علي طليس، بحضور مطران دير الأحمر حنا رحمة، ومفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، والنائب في البرلمان السوري الشيخ نواف طراد، حيث أكد المفتي قبلان على “ضرورة حفظ أمن وأمان المنطقة، وعلى تعزيز روح التعاون والأخوة الوطنية بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وإظهار الصورة الحقيقية لبلدة بريتال التي تختزن كل عناصر المحبة والإلفة والتعاون، وليس كما يحاول الإعلام المضل والمضلل أن يشوه صورتها، وما يجمع اللبنانيين ويوحدهم أكبر بكثير من كل المحاولات التي تهدف إلى تفريقهم وتخريب عيشهم المشترك وضرب وحدتهم الوطنية، التي طالما عمل من أجلها الإمام السيد موسى الصدر، وستبقى أمانة إن شاء الله برعاية وعناية واهتمام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وحركة أمل وحزب الله، وكل المرجعيات والقيادات الوطنية المخلصة لهذا البلد، وفي هذا البلد”.
وبعد بلدة بريتال، توجه قبلان والوفد المرافق إلى بلدة حوش النبي، حيث أجرى مصالحة عائلية بين آل الحاج حسن من جهة وآل القاضي وآل القويق من جهة أخرى، وألقى قبلان كلمة شدد فيها على روح الإلفة والمحبة والمصالحة، ودعا الجميع إلى “نبذ العنف بكل أشكاله وأنواعه، وإلى التراحم وتجاوز ثقافة الثأر، واعتماد منطق الحوار والتواصل لحل الخلافات والإشكالات، ورفض لغة السلاح رفضا قاطعا، واللجوء إلى القانون والقضاء الذي يضمن حقوق الجميع”.