كثرة ُ المشكلات الاجتماعية التي تتسبب فيها الألعاب الالكترونية، لا يعني أنها سيئة في المجمل ، بل على العكس تماما، فإنها اذا استُغلت بجوانبها الإيجابية لحققت تقدما على الصعيد الصحي والنفسي.
على الرغم مما أثير مؤخرًا عن الآثار السلبية للتطور التكنولوجي الذي اخترق أغلب منازل الآسر عن طريق الالعاب الالكترونية، وما نتج عن ذلك من توجس وقلق لدى الآباء والأمهات من تأثير كثرة استخدام تلك الألعاب على عقول الشباب، إلا أن جانبا آخر إيجابيا لهذه التكنولوجيا تم رصده من قبل خبراء الطب النفسي والدراسات.
بالرجوع إلى تاريخ تلك الألعاب، فإن نجاحها تجاريًا بدأ منذ عام 1970، اذ كانت وسيلة للترفية واللعب والخروج من الأزمات المحيطة عبر الانتقال إلى صالات الألعاب، وسرعان ما تم انتقالها بعد ذلك إلى المنازل، لتكون أهم ما يستخدمه الأطباء لعلاج الاضطرابات النفسية، اذ أقدم أصحاب الرعاية الصحية على إرشاد مرضاهم باستخدام ألعاب الترفيه الإلكترونية « الحاسوب والفيديو» كجزء من العلاج.
في نفس الوقت بدأ أطباء آخرون في تسعينات القرن الماضي، بدعوة التكنولوجيين لتطوير الفكرة بصورة أوسع، عبر العمل لإنجاز ألعاب إلكترونية مخصصة لاستخدامها في العلاج النفسي، فيما انتشرت حواسيب وألعاب فيديو في عدد من الدول للتعامل مع مرضاهم.
واستخدمت هذه الألعاب بحسب الدراسات الأمريكية في تعزيز الصحة وتحسين الأداء البدني والنفسي للمرضى، كما يتم استخدام تلك الألعاب في زيادة الحافز والاهتمام، والمشاركة، والمعرفة، والكفاءة الجسدية؛ للسماح بممارسة النشاط البدني، وملاحظة ردود الأفعال الفورية، وتوفير الصور العلاجية المختلفة والتعبير العاطفي، مؤكدة أن المؤشرات تشير إلى أن الألعاب الإلكترونية للعلاج النفسي استخدمت بنجاح لتحسين النظام الغذائي والنشاط البدني لدى الأطفال، والألعاب الإلكترونية الترفيهية ساعدت في تقليل الغثيان المرتبط بالعلاج الكيميائي، وتوتر ما قبل الجراحة، واللياقة البدنية، والعلاج الطبيعي، وإعادة التأهيل المعرفي.
وقبل ثلاثة أعوام، نشرت دراسة عززت من فوائد الاستخدام الأمثل للألعاب الإلكترونية، اذ أظهرت أن التحفيز الفكري عن طريق الاستعانة بألعاب فيديو على أجهزة الكمبيوتر يمكن أن يؤتي نتائج إيجابية لدى بعض الأشخاص المسنين الذين يعانون اكتئاباً شديداً، حتى أنها قد تكون أفضل من الأدوية.
المصدر: اخبار الان