اتسعت الصحراء إثر التقلبات المناخية الطبيعية الطويلة الأجل والاحتباس الحراري، بنحو 10% على مدى القرن الماضي، ما كان له نتائج سلبية للغاية على حياة دول شمال أفريقيا.
وقال سومانت نيغام من جامعة ماريلاند الأمريكية: “هذا التوسع أثر بشكل كبير على حوض بحيرة تشاد، وانحدرت حدود الصحراء هناك إلى الجنوب، حيث بدأت بالتصحر، وهذا واضح من خلال نقص الأمطار في معظم أفريقيا، ويمكننا أن نؤكد الآن أن المياه في هذه المنطقة نقصت بشكل كبير”، بحسب ما نقلته مجلة “جورنال أوف كلايمت”.
ولم تكن الصحراء دائما مغطاة بالرمال، ففي الماضي القريب نسبيا، في فترة ما بين عشرة آلاف سنة وحوالي 30-50 ألف سنة تقريبا، كان مكان الصحراء سهل أخضر ضخم تكسوها الأعشاب والشجيرات. وساعدت الصحراء الخضراء، حسب علماء الأنثروبولوجيا، اليوم، أسلافنا على مغادرة أفريقيا وانتشارهم في جميع أنحاء الأرض.
اليوم، العديد من علماء المناخ كما يلاحظ نيجام، يقول إن الصحراء قد تختفي في المستقبل القريب نظرا للزيادة في هطول الأمطار، ويرتبط هذا مع ظاهرة الاحتباس الحراري التي سيزيد و”سيحرك” الرياح الموسمية ناحية الصحراء وشقيقتها الصغرى من الجنوب، شبه الصحراء “الساحل”. ونتيجة لذلك، ينبغي أن تتحول المنطقتان إلى السافانا بحلول نهاية القرن.
ويقول نيجام وزميله توماس ناتالي إنه في حين أنه يبدو أن عكس ذلك يحصل الآن، فحدود الصحراء تنمو، لتستولي على أراض جديدة ليس فقط في الشمال ولكن أيضا في الجنوب، حيث لا أحد كان يتوقع.
الآن، كما لاحظ الباحثون، فإن الصحراء تنمو بمعدل منخفض نسبيا، حيث أن درجات حرارة المياه في المحيط الأطلسي لا تزال في “ازدياد” مقارنة بمتوسط القيم الإحصائية. ويمكن أن يزداد معدل نموها بشكل كبير في المستقبل، عندما يصبح المحيط بارداً، مما قد يسبب الكثير من المشاكل لسكان البلدان الصحراوية المكتظة بالسكان في شمال ووسط أفريقيا الذين يواجهون مشاكل في الوصول إلى المياه النظيفة اليوم.
المصدر: سبوتنيك