استنتجت دراسة جديدة أن وجود الهاتف بقربك، حتى لو لم يصدر عنه أي ضجة أو رنين، أو حتى لو كان مُغلقاً، فمن الممكن أن يؤثر على أدائك.
من أجل الدراسة، طلب الباحثون من المشاركين القيام بمهمتين إدراكيتين مختلفتين. في بعض الأوقات، طُلب من المشاركين ترك هواتفهم على مكاتبهم، أو في جيوبهم، أو حقائبهم، وأوقاتاً أخرى في غرفة أخرى. وفي كل تلك الأحوال، أغلقت الأصوات والاهتزازات، بحسب تقرير موقع Business Insider الأميركي.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في جريدة The Consumer in a Connected World، أن الأشخاص يؤدون مهامهم على أفضل وجه ممكن عندما تكون هواتفهم في غرف أخرى. حتى لو طلب من المشاركين إغلاق هواتفهم، ارتفع مستوى أدائهم عندما كانت هواتفهم بعيدة عن أنظارهم. مع ذلك، عندما سأل الباحثون المشاركين فيما بعد إذا كان موقع هواتفهم قد أثر على أدائهم، وأغلبهم صرح أنه لم يكن له تأثير. وهذا يوحي بأن هواتفنا تؤثر على سلوكياتنا بطرق لا يمكننا إدراكها بشكل واع.
ووجد الباحثون أيضاً أن هناك أشخاصاً بعينهم أكثر عُرضة للتأثر بهواتفهم بشكل سلبي. المشاركون الذين وافقوا على عبارة “سيكون لدي مشكلة إذا أمضيت يوماً عادياً دون هاتفي الجوال” كانوا أكثر من تأثروا سلباً.
أجري هذا البحث بناءً على دراسة مُشابهة نشرت عام 2015 في جريدة Journal of Experimental Psychology تحت عنوان “Human Perception and Performance”. ووجدت الدراسة أن سماع صوت اهتزاز أو رنين هاتفك- حتى لو لم تتفاعل مع ذلك الصوت- من الممكن أن يؤثر على أدائك في تأدية المهام الإدراكية.
وبناءً على نتائجهم، صرح الباحثون الذين أجروا الدراسة الجديدة أن الناس يجب أن يفكروا في ترك هواتفهم؛ حتى لا تؤثر على عملهم. ولكنه سيكون من الأفضل أن تحسب متى ستترك هاتفك، وإلى متى ستظل تاركاً له، واستشهدوا بدراسة تم نشرها عام 2014 في جريدة Computers in Human Behavior، والتي وجدت أن الناس يصبحون أكثر قلقاً عندما يبتعدون عن هواتفهم بشكل غير متوقع، ومُجبرون في نفس الوقع على سماع رنين هواتفهم.
ملخص القول: حتى لو كنت تظن أنك تؤدي عملك بشكل ممتاز، فشكراً لك، فبفضل وجود هاتفك بجانبك، فأنت لست كما تظن نفسك.
فكر في تحديد بعض الفترات التي تبتعد فيها عن هاتفك، حتى تحسن من تركيزك. لو كان التفكير في ذلك يجعلك تشعر بالقلق، فكر في إخبار أصدقائك وعائلتك؛ وذلك حتى تكون أقل قلقاً على فقدان شيء هام بالنسبة لك.
المصدر: هافينغتون بوست