أثبتت دراسة جديدة أنَّه لا علاقة بين آلام المفاصل ومواسم هطول الأمطار، بعكس ما يشيع بين الناس.
وحلَّلت الدراسة شكاوى أكثر من 1.5 مليون أميركي، تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً فما فوق، في برنامج التأمين الطبي الأميركي، إلى جانب بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي حول هطول الأمطار اليومية، بحسب موقع Live Science.
وباستخدام شكاوى مرضى التأمين، فحص الباحثون عدد زيارات المرضى للأطباء بسبب آلام المفاصل أو الظهر، في الأيام الممطرة، مقابل الأيام غير الممطرة.
ووجد الباحثون أنَّ النسبة المئوية للزيارات بسبب آلام المفاصل والظهر، من بين أكثر من 11 مليون زيارة إجمالية، كانت متساويةً في كلٍّ من الأيام الممطرة والأيام غير الممطرة. وعلى وجه التحديد، شملت نسبة 6.35% من الزيارات للأطباء في الأيام الممطرة شكاوى بسبب آلام المفاصل والظهر، بينما شملت نسبة 6.39% من الزيارات في الأيام غير الممطرة شكاوى أيضاً.
وقالوا إنَّه ربما بسبب صعوبة تسجيل المرضى زيارة اليوم الذي تنشط فيه الآلام، فقد فحصوا أيضاً حالة الطقس في الأيام التي كانت خلالها الزيارات إلى الطبيب بسبب آلام المفاصل أو الظهر متعلِّقةً بهطول الأمطار التي سقطت خلال الأسبوع السابق. ومجدداً، لم يجدوا أي علاقة؛ إذ كانت معدلات الزيارات بسبب آلام المفاصل أو الظهر خلال الأسابيع التي كان فيها سبعة أيام ممطرة مماثلةً لهذه الزيارات في الأسابيع التي لم يكن فيها يوم واحد ممطراً.
وقال أنوبام يينا، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك في قسم سياسة الرعاية الصحية في مدرسة طب هارفارد، في تصريحٍ له: “مهما نظرنا في البيانات، فإنَّنا لم نجد أي علاقة بين هطول الأمطار وزيارات الأطباء بسبب آلام المفاصل أو الظهر”. وأضاف: “خلاصة القول إنَّه ربما لا يُعوَّل على توقُّعات خبراء الأرصاد الجوية حول الطقس، فيما يتعلَّق بآلام المفاصل والتهابات الظهر بدرجةٍ كبيرة”.
وقد نُشِرَت الدراسة يوم الأربعاء الماضي، 13 ديسمبر/كانون الأول، في عددٍ خاص بعيد الميلاد من مجلة The BMJ الطبية، وتُبرز نسخة عطلة عيد الميلاد الدراسة بصورةٍ أكثر طرافةً مما هو معتادٌ من المجلة.
وتتفق نتائج الدراسة مع الدراسات السابقة التي أُجرِيَت في أستراليا، والتي لم تجد أي علاقةٍ بين الطقس وشكاوى آلام أسفل الظهر أو التهاب مفاصل الركبة، بحسب Live Science.
لكن لماذا يستمر هذا الاعتقاد، على الرغم من نقص الأدلة الداعمة له؟ يقول الباحثون إنَّ أحد الأسباب قد يكون أنَّ معتقدات الناس تُشبِع ذواتهم. ويقول يينا إنَّه إذا كان شخصٌ ما يعتقد أنَّ الطقس يؤثِّر على آلامه، وأنَّ ركبته تؤلمه في يومٍ ممطر على سبيل المثال، فإنَّ هذا الحدث قد يلتصق بعقله؛ لكن إذا لم تؤلمه ركبته في يومٍ ممطر، فربما ينسى ذلك.
ويُضيف يينا: “باعتبارنا أطباء، ينبغي أن نتعامل بدقةٍ مع الأشياء التي يُخبرنا بها مرضانا. فالألم هو الألم، مع المطر أو بدونه. لكنَّه من المهم أن نعرف، على المستوى السريري، أنَّه لا يبدو أن آلام المفاصل لها علاقة بحالة الطقس”.
ومع ذلك، يلاحظ الباحثون أنَّ دراستهم لم تتضمَّن معلوماتٍ عن شدة الألم أو استخدام المُسكِّنات التي لا تحتاج إلى وصفةٍ طبية، مما قد يؤثِّر على النتائج. وبالتالي، يقول الباحثون إنَّه سيكون من المفيد إجراء دراسات أكبر تحتوي على مجموعات بيانات أكثر تفصيلاً في دراسة هذه العلاقة.
المصدر: هافينغتون بوست