أفادت “الوكالة الوطنية للاعلام” أن مئات النازحين اللبنانيين والسوريين وصلوا إلى بلدة طفيل اللبنانية التي تقع على الحدود اللبنانية السورية حوالى الساعة الثالثة والربع من عصر اليوم، وسلكوا بسياراتهم طرقات جبلية وجردية وعرة، بمواكبة أمنية من الجيش اللبناني، بعد أن تولى الأمن العام إنجاز معاملاتهم عند نقطة حام الضيعة، على مسافة حوالى 15 كيلومترا من طفيل، في حين تولت جرافة تقدمت الموكب إزالة السواتر الترابية من أمام قافلة العائدين.
أعد للعائدين استقبال احتفالي، حيث صدحت الاناشيد الوطنية، ورفرفت الأعلام اللبنانية في ساحة البلدة، ورحبت العائلات التي فضلت البقاء في البلدة، رغم المخاطر الأمنية الناجمة عن معارك القلمون الغربي في سوريا على تخوم سلسلة جبال لبنان الشرقية، وعددها 13 عائلة لبنانية و14 عائلة سورية، بالأهل والأقارب والجيران الذين التقوهم اليوم بعد أربع سنوات من التهجير القسري، وغمرت الفرحة مشهدية اللقاء.
وقد عادت حوالى مئة عائلة، بالتنسيق مع دار الإفتاء إلى بلدتهم طفيل، التي تتداخل حدودها وخدماتها مع الداخل السوري، إلا أن الكثير منهم سيكتفي بتفقد ممتلكاته وأرزاقه والاطمئنان على أقاربه ومعارفه، وبعد عدة أيام سيعود مجددا الى البلدات والمدن اللبنانية التي يسكن فيها، خصوصا وأن أبناءهم يتابعون دراستهم في المدارس بالداخل اللبناني حيث يقطنون حاليا.
وتحدث مختار طفيل علي الشوم لدى وصوله إلى البلدة قائلا: “فرحتنا عامرة بعودتنا إلى بلدتنا بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف، عدنا إلى قلب البلدة الحنون، وجئنا اليوم لنشكر القادة الأمنيين الذين واكبونا وسهروا على وصولنا إلى بلدتنا”.
وأشار إلى أن “الطريق تم تأهيلها منذ حوالى عشرين يوما بالتنسيق ما بين وزارة الداخلية والبلديات ووزارة الأشغال العامة، ولكن بسبب اقتراب فصل الشتاء قد يتعذر تعبيد الطريق قبل فصل الربيع القادم”.
وأكد أن “أقرب موقع للجيش اللبناني هو على مسافة حوالى 2 كيلومتر عن بلدة طفيل في محلة قبع الختم، وقد وعدنا قائد الجيش العماد جوزاف عون باستحداث مركز للجيش في البلدة بين الأهل والأحباب”.
بدوره مدير المدرسة الرسمية في بلدة طفيل محمود الشوم قال: “نرحب بجميع الأهالي الذين عادوا إلى بلدتهم، ونشكر كل من ساهم في هذه العودة، وكل من عمل على تطهير الجرود من المسلحين الإرهابيين حتى تسنى للأهالي العودة إلى منازلهم”.