السرديات التي تصوغها غرف المخابرات البحرينية لم تصب يوماً إلى في سياق تشويه صورة وسمعة الشخصيات المعارضة. فبركة جديدة يوظفها النظام البحريني اليوم على صعيدين: الأول ضرب صورة القيادي في جمعية الوفاق الشيخ حسن عيسى، والثاني الاستثمار في بازار الخلاف الخليجي مع قطر.
تقدم قصة مسجد المقام ضربة جديدة تفضح جهاز المخابرات البحرينية وسردياته. يقع هذا المسجد في منطقة وديان بجزيرة سترة، المسجد القديم ببنائه، كان يؤم الصلاة فيه القيادي الوفاقي والبرلماني السابق الشيخ حسن عيسى. كان قرار اعادة التشييد متقف عليه بموجب مشاورات عقدها الشيخ عيسى مع المصلين، إلا أن المشكلة كانت تكمن في التمويل.
وفي إطار البحث عن متبرعين، رسا الخيار على أحد رجال الخير القطريين ويُدعى “محمد سليمان حيدر”، وفق ما تنقل قناة اللؤلؤة البحرينية. تكفل الرجل القطري بتمويل إعادة البناء، لتبدأ العملية في العام 2010 قبل أن تتوقف لاحقاً.
الشيخ حسن عيسى كان يتسلم التبرعات التي تأتي على شكل دفوعات عبر بنك البحرين الوطني، تحت عين ومسمع السلطة، وعبر القنوات البنكية المعتمدة في البحرين لتحويل الأموال.
وبتاريخ 18 آب/ أغسطس 2015 اعتقلت السلطات البحرينية النائب السابق عن كتلة الوفاق الشيخ حسن عيسى لدى عودته إلى البحرين في المطار، دون أن تعرف الأسباب. لاحقاً وجهت السلجطة للشيخ تهمة تمويل الإرهاب. وظلت قضية الشيخ عيسى رهينة القضاء المسيس في البحرين حتى تفجر الأزمة الخليجية مؤخراً.
بالتزامن مع الخلاف، ولتبرير الموقف البحريني الرسمي من قطر، ظهرت عدة سيناريوهات من بينها اتهام قطر بدعم المعارضة البحرينية. قبل أيام عرض التلفزيون الرسمي التحويلات المالية للشيخ حسن عيسة ، مدعياً أن المبالغ حّولت للشيخ بهدف زعزة استقرار البلاد، علماً أن الحوالات تظهر أن تاريخ صرفها كان قبل 14 فبراير 2011 ، عندما كان الشيخ برلماني.
هكذا تستخف الرسديات المخابراتية بالعقول، دون أن يخرج من يسائلها: لماذا لم تقدم وثائقها عندما كان الشيخ حسن عيسى عضواً في البرلمان البحريني؟ ولماذا لم يتم الكشف عنها على مدار 6 سنوات من أزمة لم توفر فيها السلطة سلاحاً والا وأشهرته لضرب المعارضة؟؟
المصدر: قناة الؤلؤة