ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، بارك فيها للمسلمين خصوصا واللبنانيين عموما “بشارة الله في ليالي القدر، لأن رحمته واسعة، شرط أن يتقبلها اللبنانيون على طريقة الشراكة والمحبة وتعزيز الأواصر الوطنية والأخلاقية، لأن أول شرط الله بإنسانه أن يكون عونا لأخيه الإنسان، وألا يتحول عدوا لقيم السماء”.
كما بارك للبنانيين “التوافق السياسي على قانون الانتخاب الجديد، وإن لم يكن بقدر الطموحات، ولكن نأمل بأن يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، ومدماكا صلبا يؤسَّس عليه، لإنقاذ وطن عانى، وشعب دفع من الأثمان ما لم يدفعه سواه، إذ لم يعد جائزا بعد كل هذه التجارب التي مررنا بها، وهذه الظروف الدولية والإقليمية التي نعيشها أن تستمر المشاحنات السياسية والصراعات الطائفية، فلبنان بحاجة لسواعد الجميع في مواجهة التحديات، ولإسقاط المشاريع التي تستهدف صيغتنا، وتحاول تخريب ما تعاهدنا وتعاقدنا عليه، من عيش مشترك، وديموقراطية توافقية، تكرس الشراكة، وتحفظ الحقوق، وتصون التنوع، وتحمي الحريات، ليبقى هذا البلد منارة الشرق، وقبلة كل من يؤمن بالاعتدال، ويراهن على الإنسانية كخيار لتعزيز التواصل وتفاعل الحضارات”.
وشدد “على ضرورة التعاون بين اللبنانيين على قاعدة الشراكة الوطنية، والتنافس لأجل لبناننا، فالوطن يقوى بأبنائه إذا توافقوا، ويضعف إذا اختلفوا، وهذا ما يخطط له ويراهن عليه أعداء هذا البلد، وفي مقدمهم إسرائيل”.
وتوجه للجميع، مسلمين ومسيحيين، بالقول: “لا خيار أمامكم سوى أن تتفقوا، ولا إنقاذ ولا بناء ولا إصلاح ولا قيام دولة إلا بالتواصل والحوار. نعم بالحوار نذلل العقبات، ونتجاوز الخلافات، ونبدد الهواجس، أما الخلاف وصراع المصالح وسياسة الغايات والارتهانات والتبعيات فلا توصل إلا إلى الفوضى والأزمات، بل إلى انهيار الدولة وتعطيل مؤسساتها”.
ودعا – وبعد إقرار قانون الانتخاب، الحكومة وكل القوى السياسية الفاعلة “إلى إحداث نقلة نوعية باتجاه تطوير النظام اللبناني، والمؤسسات والإدارات وتفعيل الهيئات الرقابية والقضائية، ومكافحة الفساد، وملاحقة المفسدين، وإطلاق ورشة وطنية اقتصادية إنمائية كبرى تعنى بقضايا الناس ومعالجة مشاكلهم الحياتية والاجتماعية والعمالية. نعم آن الأوان كي نبني دولتنا، دولة العدالة والمواطنة والتنوع”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام