كُشف النقاب عن طريقة جديدة مدهشة للإيقاع بمحتالي الإنترنت من قِبل باحثين يدرسون حركة فأرة الحاسوب.
ابتكر علماء في السلوك برنامج ذكاء اصطناعي بإمكانه اكتشاف متى يكذب الشخص بفضل التغير في الطريقة التي يحركون بها المؤشر على الشاشة مع نسبة نجاح تبلغ 95%، هذا الاكتشاف بالإمكان استخدامه كخطوة أمنية إضافية للكشف عن النشاطات الإجرامية عندما نقدم معلومات حساسة على الإنترنت.
الباحثون من جامعة بادوفا في إيطاليا طلبوا من 40 مشاركاً في التجربة تزويدهم بمعلومات شخصية من خلال اختبار حاسوبي.
طُلب من نصف المجموعة الإجابة بصدق، بينما مُنح النصف الآخر هويات مزيفة لمذاكرتها، ثم طلب منه الإجابة عن 12 سؤالاً بينما ظل الحاسوب يتتبع حركات المؤشر الخاص بكل منهم على الشاشة في أثناء قيامهم بملء البيانات.
شمل الاختبار 6 أسئلة متوقعة، ركَّز على نوع المعلومات الذي يُطلب عادة في التأكيد الأمني؛ مثل: “هل جوليا هو اسمك الحقيقي؟”، و”أين وُلدت في بادوفا؟”، ثم طُرحت عليهم أيضاً 6 أسئلة أخرى غير متوقعة؛ مثل: “هل برجك الفلكي هو الجدي؟” و”هل فينيسيا هي عاصمة الإقليم الذي تعيش فيه؟”، وهي أسئلة مخصصة للإيقاع بالكاذبين.
وجد الباحثون أن الإجابات المزيفة تنتج نمطاً مختلفاً من الحركة بالنسبة لأولئك الذين يجاوبون بصدق، خصوصاً في الأسئلة غير المتوقعة، بحسب صحيفة Daily Mail البريطاني.
كتب الباحثون في ورقتهم التي نُشرت في مجلة بلوس وان، (مكتبة العلوم العامة): “بينما يجاوب الصادقون بتلقائية عن الأسئلة غير المتوقعة، على الكاذبين أن يؤلفوا ويتأكدوا من إجاباتهم”.
“في حين تأكد الصادقون بسهولة من إجاباتهم عن الأسئلة، من بينها سؤال الأبراج الفلكية، لم يجد الكاذبون الإجابة عن هذا السؤال متوافرة مباشرة، وكان عليهم حسابها للوصول إلى الإجابة الصحيحة.
نقص التلقائية هذا ينعكس على حركة المؤشر المستخدم في الإجابة وكذلك على عدد الأخطاء”.
طُلب من المشاركين أيضاً الإجابة عن 8 أسئلة تحكُّم يجيبون فيها بـ”نعم” أو “لا”، حيث طُلب من الكاذبين أيضاً الإجابة بصدق.
وجد الباحثون أن الكاذبين لديهم نمط حركة مؤشر أقل مباشرة من الصادقين، هذا النمط كان واضحاً حتى حين أخبر الكاذبون الحقيقة، بدا كأن عدم أمانتهم أثر على مجمل حركتهم.
بحسب الباحثين، فإنه “من وجهة نظر سلوكية، المثير للاهتمام هنا في هذا المخطط التجريبي أن عقلية الكاذبين أثرت على إجاباتهم حتى وهم يردون على الأسئلة بصدق”.
المصدر: هافينغتون بوست