تباحث مجلس الامن الدولي في جلسة مغلقة الثلاثاء حول تشديد العقوبات على كوريا الشمالية حول برنامجيها النووي والبالستي وذلك في أعقاب التجربة الصاروخية الجديدة التي أجرتها هذه الاخيرة في نهاية الاسبوع الماضي.
واعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هالي الثلاثاء ان واشنطن وبكين، الحليف الدبلوماسي والعسكري لبيونغ يانغ، تعملان معا في مجلس الامن على قرار لفرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية.
وصرحت هالي “علينا جميعا ان نوجه رسالة الى كوريا الشمالية يكفي، الامر خطير وليس مزاحا”، في تحذير الى الدول التي لا تطبق العقوبات الدولية المفروضة منذ عقد على كوريا الشمالية بانها تواجه إمكان اتخاذ الولايات المتحدة اجراءات ضدها.
واوضحت هالي قبل مشاركتها في الاجتماع المغلق ان بلادها وبكين تعدان مشروعا جديدا لفرض عقوبات على كوريا الشمالية “هذا ما نعمل عليه حاليا، لم ننجزه بعد”.
إلا انه لم يتم التداول باي مشروع جديد في نهاية الاجتماع. وقال دبلوماسيون ان الصين فضلت تجديد دعوتها الى الحوار على أمل الحد من التصعيد في شبه الجزيرة الكورية.
وصرح سفير أوروغواي إيلبيو روسيللي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن ان “فرض عقوبات قيد الدرس لكن لا بد من إعطاء الاولوية للجهود الدبلوماسية مع بيونغ يانغ.
وأعربت هالي عن تأييدها للدعوة الى الحوار وأبدت مجددا استعداد بلادها الى “التباحث” مع بيونغ يانغ شرط “الوقف التام للنشاط النووي ولاي تجربة” صاروخية، وعبرت الولايات المتحدة دوما عن استعدادها لاستئناف الحوار مع كوريا الشمالية، لكن شرط أن يضع النظام الشيوعي حدا لبرامجه النووية والصاروخية.
في الوقت الحالي، تركز الولايات المتحدة على تشديد العقوبات، وأكدت هالي أن خيار تشديد العقوبات هو الطريق الافضل حاليا، مضيفة ” سنرى الى أين سيقودنا ذلك”.
وكان ترامب لوح بانه سيتولى المسألة الكورية بمفرده وانه سيلجأ الى القوة لو اقتضى الامر، الا انه عاد وقال انه “سيشرفه” لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون.
واعتبر محللون ان التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية شكلت خطوة بارزة الى الأمام في قدراتها التسليحية، لكن بيونغ يانغ تتطلع على الأرجح الى كسب نقاط قوة قبل العودة الى طاولة المفاوضات.
وهي التجربة الصاروخية العاشرة هذا العام بعد أكثر من عشر تجارب في العام الماضي، مع تكثيف كوريا الشمالية جهودها لتطوير صاروخ بالستي عابر للقارات وقادر على حمل رأس نووي وايصاله الى الولايات المتحدة، وهو أمر تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه “لن يحصل ابدا”.
وأثار ذلك إدانة دولية بالإجماع واستدعى عقد الاجتماع الطارئ بعد ظهر الثلاثاء لمجلس الأمن الدولي. بناء على طلب الولايات المتحدة واليابان.
يقول خبراء ان النظام الشيوعي في الشمال يزيد بالتدريج مدى صواريخه من اجل تحقيق هدفه بالتزويد بصواريخ عابرة للقارات، ويبدو أن الصاروخ الذي اطلق الاحد كان على مسار مرتفع جدا بعلو 2.111.5 كيلومترات قبل ان يسقط على بعد 787 كلم من نقطة الانطلاق في بحر اليابان بحسب وكالة الانباء الكورية الشمالية.
وتحمل هذه الخصائص على الاعتقاد بان الصاروخ يمكن ان يبلغ مدى 4500 كلم في مقابل 3500 حتى الان، ويبدو ان الصاروخ الذي اختبر الاحد وهو من طراز “هواسونغ-12” افضل اداء من صاروخ “موسودان” ويمكن ان يحل محله. بحسب ما اوضح بروس كلينغنر عميل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية السابق “سي آي ايه” والذي يعمل خبيرا في مركز “هيريتدج فاوديشن” للتحليل، ويمكن ان يتيح صاروخ “هواسونغ 12” ضرب جزيرة غوام الاستراتيجية للجيش الاميركية والتي لم يكن صاروخ “موسودان” قادرا على اصابتها.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية