استغرب نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة دعوة السعودية أكثر من سبعة عشر دولة عربية واسلامية لاستقبال ترامب على أرض الحرمين الشريفين ، وهو الذي أظهر خلال كل حملته الإنتخابية عنصريته وكراهيته للمسلمين وعبر عن هذه الكراهية عندما اصدر قرارا في الأيام الأولى لرئاسته بمنع دخول رعايا سبع دول عربية واسلامية الى الولايات المتحدة، وأظهر كراهيته للسعودية نفسها عندما تكلم عنها مراراً بازدراء وتهكم وسخرية، وأعلن أكثر من مرة عن ضرورة ابتزازها مالياً وقال انها يجب ان تدفع ثمن حماية امريكا لها التي لولاها لاختفت من الوجود.
وتساءل: لماذا هذا التكريم لترامب وهو الذي لم يقدم للعرب وللمسلمين سوى الكراهية والعنصرية والأحقاد وفي المقابل الدعم اللامتناهي لإسرائيل ؟ هل هذا التكريم لأجل تتويجه زعيما على تحالف يضم دولا عربية واسلامية ضد دول عربية واسلامية أخرى، ام لتشجيعه في اشعال حرب طائفية في المنطقة تكون لمصلحة اسرائيل وعلى حساب القضايا العربية وفي مقدمها قضية فلسطين.
وقال: هذه الأسئلة وغيرها مطروحة لأن حجم الاحقاد التي تبثها الوهابية والنظام السعودي ضد الشيعة وايران وسوريا والعراق، والرعاية والدعم الذي تقدمه السعودية للجماعات المسلحة الارهابية في العراق وسوريا واليمن، والخضوع السعودي التاريخي لأمريكا واستجدائها الدائم لها من أجل الحفاظ على العرش والملك، ملك آل سعود.. كل ذلك يجعلنا لا نستبعد على آل سعود أن يحشدوا ويستقووا بأمريكا واسرائيل ضد ايران وسوريا والمقاومة وكل الشعوب الحرة في المنطقة .
واعتبر أن الذي يقتل الشعب اليمني والسوري ويخوض حربا وحشية ضد هذين البلدين العربيين المسلمين لا نستبعد منه أن يتآمر ويكيد ضد مسلمين آخرين سواء في ايران أوفي غير ايران.
ورأى الشيخ دعموش أن التحشيد الذي تقوم به السعودية ينسجم تماما مع الحملة التي يقودها الحلف الأمريكي الإسرائيلي السعودي ضد ايران وحزب الله بهدف تشويه صورتهما ومنعهما من تحقيق انجازات في مواجهة الإرهاب التكفيري في سوريا، مشيراً: الى أن هذه الحملة ليست مجرد حملة سياسية وإعلامية بل قد يكون المطلوب فيها إيجاد تحالف عسكري يضم أمريكا واسرائيل ودول خليجية وبعض الدول العربية والاسلامية من خلال صيغة تشبه الحلف الاطلسي، وأن الخطير في الموضوع اعطاء هذا الحلف الطابع المذهبي لتثبيت ان الصراع الدائر في المنطقة هو صراع سني شيعي لتسهيل فتح العالم الاسلامي أمام اسرائيل والتمهيد لتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية واسرائيل بحجة مواجهة الخطر الشيعي والمد الإيراني!.
ولفت: الى أن هذه الحملة تأتي بعد الانجازات التي حققها محور المقاومة في سوريا واليمن والعراق، وفشل محور الاستسلام في السيطرة على سوريا واليمن بالرغم من حجم القتل والدمار الذي تسببوا به في هذين البلدين.
وتساءل: اذا كان االمقصود فرض عقوبات وحصار وتضييق؟ فانتم جربتم ذلك في الماضي ولم ينفعكم، واذا كان المطلوب تخويفنا لنتوقف عن دعم القضية الفلسطينية ولنتخلى عن المقاومة في فلسطين وفي لبنان؟ فنحن نؤكد على أن هذه القضية ستبقى أولويتنا المطلقة ، واذا كنتم تريدون اقناع شعوب المنطقة أن ايران هي العدو؟ فنحن وكل الشعوب الحرة والواعية في هذه المنطقة نؤكد أن العدو الاسرائيلي هو العدو المركزي للأمة مهما طبعتم معه وتحالفتم ولمعتم صورته، واذا كنتم تريدون اخافتنا لنتخلى عن مسؤولياتنا؟ فنحن لا نخافكم ولا نخاف أسيادكم، بل الخائف هو انتم وحليفتكم اسرائيل. مؤكداً: أن المقاومة في لبنان في أتم الجهوزية لتحمل مسؤولياتها في حماية لبنان والدفاع عن أهله وشعبه .
نص الخطبة
نبارك للمسلمين جميعا ولادة بقية الله في الأرض صاحب العصروالزمان الإمام الحجة محمد بن الحسن المنتظر الذي شاء الله أن يغيبه عن الأنظار وان يدّخره الى مرحلة زمنية مستقبلية يحقق فيها أهداف وآمال وتطلعات الأنبياء والرسل فيقضي على الشرك كله ويرفع رآية التوحيد حتى لا تبقى أرض إلا ويُنادى فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
والأديان والمجتمعات الدينية كلها تتطلع إلى تلك المرحلة الزمنية المستقبلية التي يسود فيها التوحيد والعدل والأمن والسلام والرخاء والإزدهار والوئام بين الناس، وينحسر فيها الشرك والظلم والجور والإستكبار والطغيان، فاليهود والمسيحيون والمسلمون يعتقدون أن هناك مصلحاً إلهياً يتحقق على يديه كل تلك الإنجازات التي تسعد بها البشرية وتطمئن الى حياتها وأوضاعها .
فاليهود يعتقدون أن الله تعالى سيرسل مسيحاً من ولد داود النبي لانقاذهم، وسيقيم لهم المملكة الموعودة التي يسود فيها العدل والسلام، والمسيحيون يعتقدون بأن يسوع هو المسيح الموعود، وأنه سوف يأتي ويُقيم مملكة الله على الأرض ليُخلّص العالم من الظلم والشرور.
والمسلمون إلا من شذّ منهم، يعتقدون بظهور مصلحٍ ومنقذٍ من ذرية رسول الله (ص) من ولد فاطمة الزهراء (ع) إسمه كإسم النبي(ص) وكنيته ككنيته هو المهدي المنتظر(ع)، فقد ورد عن جابر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله: (المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.) وعن النبي (ص) أنه قال: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).
فالمسلمون جميعاً يؤمنون بالمهدي ولكنهم يختلفون في بعض التفاصيل، فهل وُلدَ وغاب، كما يعتقد شيعة أهل البيت (ع)، أم لا، لم يولد بعد، كما يعتقد بقية المسلمين من المذاهب الأخرى؟
والمسلمون يستقون ثقافتهم بقضية المهدي(ع) من خلال الأحاديث المتواترة عن رسول الله (ص) التي لا يمكن إنكارها، والتي تؤكد خروج رجل من ولد رسول الله(ص) يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً ، فعن رسول الله(ص) أنه قال: (لو لم يبق من الدهر إلا يومٌ، لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً).
وقد اكد علماء المسلمين من السنة والشيعة صحة هذه الأحاديث وهناك أكثر من 233 عالماً من كبار علماء السنة صححوا هذه الأحاديث وأخذوا بها وبنوا عليها واحتجوا بها، منهم الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي السعودية السابق، ومنهم إبن تيمية ملهم الوهابية الذي يقول بالحرف: (إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة). ثم يأتي صاحب السياسة الصبيانية ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي ظهر أنه لا يملك معرفة دينية ولا ثقافة دينية حتى بالوهابية التي يعتنقها، ليعيب على ايران ايمانها بالمهدي، وليقول عند سؤاله عن مستقبل العلاقات مع إيران: “كيف يتم التفاهم معهم، فمنطق إيران أن المهدي المنتظر سوف يأتي ويجب أن يحضّروا البيئة الخصبة لظهوره.
لقد فات هذا الصبي أن مسألة المهدي المنتظر هي عقيدة راسخة لدى السنة والشيعة وحتى لدى الوهابية التي يؤمن بها، وأن على المؤمنين به أن يهيئوا لظهوره وأن يدعموا مشروعه عند خروجه، ولكن آل سعود كأمثالهم من الطواغيت والظالمين والقتلة والمجرمين يخافون المهدي كما خافه أسلافهم من الطغاة والظالمين، لأنهم يعرفون بأن الله ادخر المهدي لمرحلة زمنية آتية لا محالة، يقضي فيها على أمثالهم من المستكبرين والملوك والأمراء المتعجرفين والقتلة، ولذلك لا يحبون أن يسمعوا حتى باسمه لأن اسمه يزلزل عروشهم ، ويقض مضاجعهم .
هذا الذي لا يمكنه التفاهم مع ايران لأنها تؤمن بالمهدي، نجده يتفاهم بل يتحالف مع اميركا التي تؤمن بعودة المسيح مجدداً! ويتفاهم مع اسرائيل التي تؤمن بمسيحها المخلّص المنتظر الذي سيقود اسرائيل للنصر على أعدائها الذين يعتبر المسلمون في مقدمتهم؟!!.
نعم أحد أهم المسؤوليات المترتبة على عاتق المسلمين كل المسلمين سنة وشيعة في زمن غيبة الإمام هو التهيئة والتوطئة لظهوره، تهيئة الذات على المستوى الشخصي وتهيئة المجتمع والأمة بل والعالم لخروجه الشريف.
أما الدور المطلوب من الفرد على المستوى الشخصي في عصر الغيبة وفي زمن الانتظار فهو تربية النفس على الإيمان والإلتزام بخط العدل والاستقامة، والتمسك بقيم الدين وامتلاك الوعي والبصيرة واليقين والتحلي بالشجاعة والصبر والثبات والإستعداد النفسي والعملي للقيام بالمسؤوليات المختلفة الإيمانية والرسالية والجهادية، ليكون الإنسان مؤهلاً للمشاركة في حركة الإصلاح الشاملة التي يقودها الإمام(ع)، ومن لا يملك هذه الروح لا يستطيع أن يكون من الجيل الذي يمهد ويوطىء لظهور الإمام ولا من الجيل الذي يشارك مع الإمام في نهضته وينتصر له ولمشروعه، فان النصوص التي تتحدث عن واجبات عصر الإنتظار تحمّل الإنسان المؤمن مسؤولية كبرى على المستوى الفردي، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع)أنه قال: ((من سرّه أن يكون من اصحاب القائم فلينتظر، وليعمل بالورع، ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من ألأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا)). فأن هذه الرواية تؤكد على ضرورة التزام الورع ، والعمل بمحاسن الأخلاق، وتربية الصفات النبيلة في اشخصية وبناء الشخصية الرسالية.
والدور الآخر المطلوب هو تربية المجتمع والأمة على القيم، والمساهمة في إعداد الأمة والمجتمع للقيام بالإصلاح المطلوب وتغيير الواقع الفاسد، وتحمل مسؤولياتها على صعيد مقاومة الفساد والظلم والإستكبار والإحتلال والإرهاب، وعدم التواكل وتأجيل مسؤولية التغيير لحين ظهور الإمام المهدي (عج) بحجة أن التغيير إما أن يكون شاملا أو لا يكون.
هذا الدور الرسالي والجهادي مطلوب من كل المؤمنين والمسلمين المنتظرين بحق للإمام المهدي (عج) لأنهم بذلك يُحققون الشروط الموضوعية لظهوره وخروجه، وبدون تحقق الشروط المطلوبة لا يأذن الله له بالخروج .
المسلمون في عصر الغيبة الكبرى يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم الشرعية والأخلاقية بشكل كامل، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يهملون هذه الفريضة ، ويجاهدون في سبيل الله ولا يتراخون ولا يتقاعسون عن أداء هذا الواجب، وينتصرون للمظلومين في مواجهة المستكبرين، ينتصرون للشعوب المظلومة في فلسطين واليمن والبحرين وسوريا والعراق، ويواجهون مشاريع الإستكبار التفتيتية في المنطقة والعالم، ويرفضون تقسيم بلدانهم وسيطرة الجماعات التكفيرية الإرهابية عليها، يرفضون محور أمريكا الذي يكيد للمسلمين ولا يُخفي عنصريته وحقده على المسلمين، والذي يريد أيضاً تحوير الصراع في المنطقة من صراع مع اسرائيل المحتلة لمقدسات المسلمين الى صراع مع ايران المسلمة التي دعمت فلسطين ووقفت الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته للإحتلال.
القرآن الكريم يصرح بأن من واجبات المسلمين والمؤمنين أن يتولوا بعضهم البعض وينتصروا لبعضم البعض ويتعاونوا مع بعضهم البعض وأن يرفضوا تولي المستكبرين كأمريكا واسرائيل والغرب والتعاون معهم ، وأن لا يمكنوهم من السيطرة على بلداننا وخيراتنا ولا يستقوون بهم ضد إخوانهم وأبناء ملتهم كما تفعل السعودية اليوم ضد إيران المسلمة .
هذه من أهم مسؤوليات المسلمين في هذه المرحلة، فالله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ،) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .
وقال تعالى في موضع آخر: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا * إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ النساء: 144، 145.
السعودية تحشد في الأيام القادمة أكثر من سبعة عشر دولة عربية واسلامية لاستقبال ترامب على أرض الحرمين الشريفين .
ترامب الذي أظهر خلال كل حملته الإنتخابية عنصريته وكراهيته للمسلمين، وعبر عن هذه الكراهية بكل صلافة بعد انتخابه رئيساً عندما اصدر قرارا في الأيام الأولى لرئاسته بمنع دخول رعايا سبع دول عربية واسلامية الى الولايات المتحدة .
ترامب الذي ضم الى فريقه السياسي عدداً من الصهاينة الحاقدين على المسلمين والذين يؤيدونه في نقل السفارة الأمريكية الى القدس.
ترامب الذي أظهر كراهيته للسعودية نفسها وتكلم عنها مراراً بازدراء وتهكم وسخرية، وأعلن أكثر من مرة عن ضرورة ابتزازها مالياً وقال بالحرف: انها يجب ان تدفع ثمن حماية امريكا لها التي لولاها لاختفت من الوجود.
هذا هو ترامب الذي لم يقدم للعرب وللمسلمين سوى الكراهية والعنصرية والأحقاد وفي المقابل قدم الدعم اللامتناهي لإسرائيل، فلماذا هذا التكريم؟ هل هذا التكريم لأجل تتويجه زعيماً على تحالف يضم دولا عربية واسلامية ضد دول عربية واسلامية أخرى؟، ام لتشجيعه في اشعال حرب طائفية في المنطقة تكون لمصلحة اسرائيل وعلى حساب القضايا العربية وفي مقدمها قضية فلسطين؟، ام المقصود من هذا التكريم تبرئة صفحة ترامب وتنظيف سمعته القذرة؟.
هذه الأسئلة وغيرها مطروحة، لأن حجم الاحقاد التي تبثها الوهابية والنظام السعودي ضد الشيعة وايران وسوريا والعراق، والرعاية والدعم الذي تقدمه السعودية للجماعات المسلحة الارهابية في العراق وسوريا واليمن، والخضوع السعودي التاريخي لأمريكا واستجدائها الدائم لها من أجل الحفاظ على العرش والملك، ملك آل سعود.. كل ذلك يجعلنا لا نستبعد على آل سعود أن يحشدوا ويستقووا بأمريكا واسرائيل ضد ايران وسوريا والمقاومة وكل الشعوب الحرة في المنطقة .
الذي يقتل الشعب اليمني والسوري ويخوض حربا وحشية ضد هذين البلدين العربيين المسلمين لا نستبعد منه أن يتآمر ويكيد ضد مسلمين آخرين في ايران وفي غير ايران.
هذا التحشيد ينسجم تماما مع الحملة التي يقودها الحلف الأمريكي الإسرائيلي السعودي ضد ايران وحزب اللهب هدف تشويه صورتهما ومنعهما من تحقيق انجازات في مواجهة الإرهاب التكفيري في سوريا، وهذه الحملة ليست مجرد حملة سياسية وإعلامية بل قد يكون المطلوب فيها ايجاد تحالف عسكري يضم أمريكا واسرائيل ودول خليجية وبعض الدول العربية والاسلامية من خلال صيغة تشبه الحلف الاطلسي، والخطير في الموضوع اعطاء هذا الحلف الطابع المذهبي لتثبيت أن الصراع الدائر في المنطقة هو صراع سني شيعي لتسهيل فتح العالم الاسلامي أمام اسرائيل والتمهيد لتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية واسرائيل بحجة مواجهة الخطر الشيعي والمد الإيراني!.
نعم قد يكون هذا هو الهدف خصوصاً بعد الانجازات التي حققها محور المقاومة في سوريا واليمن والعراق، وفشل محور الاستسلام في السيطرة على سوريا واليمن بالرغم من حجم القتل والدمار الذي تسببوا به في هذين البلدين.
اذا كان المقصود فر ض عقوبات وحصار وتضييقظ فأنتم جربتم ذلك في الماضي ولم ينفعكم.
واذا كان المطلوب تخويفنا لنتوقف عن دعم القضية الفلسطينية ولنتخلى عن المقاومة في فلسطين وفي لبنان؟! فنحن نؤكد على أن هذه القضية ستبقى أولويتنا المطلقة .
واذا كنتم تريدون اقناع شعوب المنطقة أن ايران هي العدو؟! فنحن وكل الشعوب الحرة والواعية في هذه المنطقة نؤكد أن العدو الاسرائيلي هو العدو المركزي للأمة مهما طبعتم معه وتحالفتم معه ولمعتم صورته.
واذا كنتم تريدون إخافتنا لنتخلى عن مسؤولياتنا؟ فنحن لا نخافكم ولا نخاف أسيادكم، بل الخائف هو أنتم وحليفتكم اسرائيل، أما المقاومة فهي في أتم الجهوزية لتحمل مسؤولياتها في حماية لبنان والدفاع عن أهله وشعبه.
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾.
المصدر: موقع المنار