دانت نقابة الصحافيين المصريين، اليوم الثلاثاء، “تصعيد الحرب ضد الصحافيين” وتراجع اوضاع الحريات الصحافية، بعد يومين من مداهمة الشرطة لمقر النقابة في القاهرة وتوقيف صحافيين معارضين اثنين.
وعقد مجلس نقابة الصحافيين مؤتمرا صحافيا وسط غضب عشرات الصحافيين الذين كم بعضهم افواهم فيما قيد اخرون ايديهم في وضع التكبيل، في اشارة للانتهاكات ضد الصحافيين في مصر.
واغلقت الشرطة الثلاثاء الطريق المؤدية الى النقابة امام المارة والسيارات وسمحت فقط بمرور الصحافيين حاملي بطاقة عضوية النقابة، ما ادى الى تراجع عدد المتضامنين مع النقابة بحسب صحافيين.
وتلا نقيب الصحافيين المصريين يحيى قلاش بيانا قال فيه “يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام وموقع مصر يتراجع في كل التقارير العالمية حول الحريات الصحافية”. واضاف “بدلا من أن تبدأ الحكومة بتنفيذ خطوات فعلية للخروج من هذا الوضع، كانت المفاجأة هي تصعيد الحرب ضد الصحافة والصحافيين ممثلة بنقابتهم”.
وقال قلاش “هناك نحو 27 زميلا – ارتفعوا خلال الأيام السابقة إلى 29 – رهن الاحتجاز في قضايا متنوعة، من بينها قضايا تتعلق بمهنتهم سواء على ذمة المحاكمة أو محكومين بأحكام غير نهائية، أو باتة أو من دون توجيه أي اتهامات إليهم، وبين هؤلاء من تجاوز احتجازه الحد الأقصى للحبس الاحتياطي” وهو عامان. كما اشار الى ان “العام الماضي شهد صدور 14 قرارا بحظر النشر في قضايا تتعلق بوقائع فساد”.
ودهمت الشرطة المصرية مساء الاحد مقر نقابة الصحافيين المصريين في وسط القاهرة وأوقفت الصحافيين المعارضين عمرو بدر ومحمود السقا اللذين كان صدر قرار بتوقيفهما من النيابة العامة لاتهامهما بالتحريض على التظاهر.
واثار قرار توقيف الصحافيين المعارضين عمرو بدر ومحمود السقا، اللذين كان صدر قرار بتوقيفهما من النيابة العامة لاتهامهما بالتحريض على التظاهر، الاحد الماضي، غضبا كبيرا في اوساط الصحافيين ما دفع بالنقابة الى المطالبة باقالة وزير الداخلية والدعوة لجمعية عمومية عاجلة الاربعاء.
وساد الغضب الاجواء في بهو النقابة الثلاثاء وهتف الصحافيون “عاشت حرية الصحافة” و”عاشت كرامة الصحافيين” مرارا. وعلقت لافتة سوداء كبيرة كتب عليها بالاحمر “الصحافة ليست جريمة” على واجهة النقابة الزجاجية.
وقالت حنان فكري عضو مجلس نقابة الصحافيين “لا ازال انتظر اقالة وزير الداخلية الذي اخطأ في حق نقابة الصحافيين خطأ فادحا وهو المسؤول ولا بد ان يحاسب”. واضافت “اذا لم تتم محاسبته فهذا معناه ان الرئاسة راضية عن اقتحام نقابة الصحافيين”.
وتحول مقر نقابة الصحافيين في القاهرة مؤخرا الى منبر لحرية التعبير في مصر بعد التضييق الامني على التظاهر. وتصدرت مداهمة قوات الامن لمقر نقابة الصحافيين عناوين الصحف المصرية الصادرة الثلاثاء.
وقالت صحيفة “المصري اليوم” المستقلة في صدر صفحتها الاولى “الصحافة تحت الحصار” ونشرت كاريكاتورا يجسد شرطيا يكبل قلما بالاغلال. وقالت صحيفة “الشروق” المستقلة “الصحافيون ينتفضون لحماية قلعة الحريات” في اشارة لنقابة الصحافيين.
وحلت مصر في المرتبة الثانية بعد الصين على قائمة الدول التي تسجن صحافيين في العالم، بحسب تقرير للجنة حماية الصحافيين الدولية التي احصت 23 صحافيا مسجونا في مصر بنهاية كانون الاول/ديسمبر 2015.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية