اِنَهُ درب الآلام الذي سلكَهُ اهالي كفريا والفوعة من حِصارِ الارهابِ وتنكيلِهِ منذُ سنوات، الى غدرِهِ وتفجيرهِ منذُ ساعات..
كلُ المبرراتِ سقطت مع سقوطِ الطفلِ المدلى جثةً متفحمةً من حافلةٍ رَكِبَها واهلَهُ على سبيلِ نجاةٍ من ارهابٍ ما رعى عَهدا، ولا حرمةً لاطفالٍ ونساءٍ وعُجَّزٍ اقعدتهُم سِنِيُّ الحِصارِ الظالمِ لسنوات..
لا راشدَ بينَ هؤلاءِ الارهابيين، مسلحينَ ورعاتِهِمُ الحاقدينَ من عربٍ واقليميينَ ودوليين، اَخَلّوا باتفاقٍ كانَ يفترضُ اَن يَتِمُ منذُ ايام، فاحتَجزوا باصاتِ اهالي كفريا والفوعة عندَ مِنطقةِ الراشدينَ في ريفِ حلب، مؤخرينَ اتفاقاً وافقوا عليه، قبلَ ان ينقلِبوا على بعضِهِم ، فكانَ ديدَنُهُم غدرا ، وقتلاً للعشراتِ من اطفالِ ونساءِ كفريا والفوعة، ولم ينجُ بعضُ الارهابيينَ من فِعلِ اِخوتِه..
مشاهدُ نيسانَ الاليمة، تُعيدُنا الى المشهدِ الشبيهِ ذاتِ عدوانٍ صهيونيٍ عامَ ستةٍ وتسعين، عندَما قصفَت الطائراتُ الصِهيونية اطفالَ المنصوري الجنوبية، فتدلَّوا شهداءَ من سيارةِ اسعاف..
فايُ دينٍ يحمِلُهُ هؤلاء، غيرَ ديدنِ يَهوذا الساكنِ في عمقِ التاريخِ غَدرا وقتلاً واجراما..
ثم اينَ العالَمُ وادعياءُ الحرية، واصحابُ القنابلِ الذكيةِ والانفعالاتِ الغبية، اليسَ ما جرى اليومَ من مجزرةٍ بحقِ الانسانية، حقيقةٌ اصدقُ من فبركةٍ كيماوية؟ وهل مشاهدُ خانِ شيخون اِن صدقت افظعُ من مشاهدِ اجسادِ اطفالِ كفريا والفوعة الممزقة؟ ثم اينَ الاممُ المتحدةُ ومجلسُها؟ والامةُ العربيةُ واعلامُها؟
انها دربُ الآلامِ الذي لن تكونَ لهُ نهايةٌ ما لم يُقطَع راسُ الارهاب، ويوضع الحدُ لآبائهِ الحاقدينَ في مِنطقتِنا واُمِهِ المجنونة اي الولايات المتحدة..
المصدر: قناة المنار