إحدى أهم الصعوبات في معالجة الاكتئاب هي الاعتراف بوجوده. في الكثير من الأحيان نميل، بدافع الخجل أو الخوف، إلى عدم الإعتراف بالمشكلة واعتبار علامات الاكتئاب مجرد “فترة سيئة”. ولكن عندما يستمر الشعور السيء دون علاج، يحصل تفاقم في حالة الاكتئاب وفي تأثيره السيء على جودة حياتنا.
إذا أجبتم بالإيجاب على السؤال الأول وعلى أربعة أسئلة إضافية على الأقل، فهناك احتمال بأنكم تعانون من الاكتئاب، ويوصى بأن تتوجهوا لتلقي الاستشارة والعلاج اللازمين:
1. هل تشعرون بالحزن، التشاؤم أو اليأس؟
2. هل تعانون من تراجع الاهتمام أو الاستمتاع عند القيام بفعاليات سببت لكم المتعة في السابق (فعالية للتسلية، اجتماعية، عائلية)؟
3. هل تستصعبون الخلود إلى النوم، النوم المتواصل أو تنامون كثيرًا بشكل خاص؟
4. هل تشعرون بالتعب ونقص الطاقة؟
5. هل طرأ تغير على شهيتكم؟ هل تعانون من فقدان الشهية أو تأكلون أكثر من المعتاد؟
6. هل تستصعبون التركيز في العمل، أو عند القيام بفعاليات مثل القراءة، مشاهدة التلفاز، السباحة وغيرها؟
7. هل أصبحتم أكثر بطئا عند القيام بأعمالكم أو أكثر نشاطا وحراكًا من المعتاد وتعانون من عدم السكون؟
8. هل ينتابكم شعور سيء حيال أنفسكم؟ بأنكم عديمو القيمة، هل لديكم شعور بالذنب أو بأنكم تشكلون عبئا على محيطكم؟
9. هل تعتقدون في أحيان متقاربة بأنه من الأفضل لكم الموت، بل قد فكرتم حتى في إيذاء أنفسكم؟
علاج الاكتئاب بمساعدة الأدوية – هل يوصى به؟
إذا رجحت إجاباتكم الاعتقاد باحتمال إصابتكم بالاكتئاب، فعندئذ يكون قد حان الوقت لاتخاذ قرار بشأن معالجة الاكتئاب. هناك أشخاص يتخوفون من التوجه لتلقي الاستشارة والعلاج المهنيين، نظرًا للفكرة العامة المسبقة السائدة بالنسبة للعلاج النفسي، سواء لديهم أنفسهم أو لدى الأشخاص المحيطين بهم، أوعدم إيمانهم بامكانيات تحقيق أي تحسن في الشعورعقب العلاج، أو بكل بساطة بسبب صعوبة الاعتراف بجدية الحالة.
عليكم الأخذ بعين الاعتبار أن ثمن التردد قد يكون باهظا: الاكتئاب المتواصل الذي لا تتم معالجته يكرس ويرسخ لدينا الاحساس بالتشاؤم وتدني التقدير الذاتي، بل قد يؤثر حتى على الفعاليات اليومية، على الصعيد المهني والشخصي، وهو ما يسهم في تشكيل دائرة مفرغة مدمرة تكرس حالة الاكتئاب. لذا، إذا كنتم تشكون باصابتكم بالاكتئاب، يوصى بأن تستشيروا شخصا مهنيا على الأقل لإجراء تقييم أولي للحالة وتقييم مدى الحاجة إلى مساعدة مهنية.
في حال قررتم التوجه لمعالجة الاكتئاب، يبقى السؤال حول نوع العلاج الذي يجب تلقيه. يعتبر الاكتئاب إحدى المشاكل النفسية المنتشرة في المجتمع الغربي في أيامنا. وتقدم الطرق العلاجية المختلفة المتوفرة اليوم حلولا للكثير من المصابين بالاكتئاب.
على الرغم من الفكرة العامة، إلا أن القسم الأكبر من الأدوية االمخصصة لمعالجة للاكتئاب لا يسبب الادمان، كما إنه ليست لها اثار جانبية ولا تؤدي إلى “تغير الشخصية”.
في الواقع، تدل الكثير من الأبحاث على أن العلاج الأكثر نجاعة لحالات الاكتئاب، والاكتئاب السريري على وجه الخصوص، هو الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي: العلاج الدوائي يحقق تحسنًا سريعا نسبيًا، حتى أنه يجعل العلاج النفسي أكثر نجاعة. ويكسب العلاج النفسي مهارة تأقلم ووعي ذاتي يحافظان على التحسن المتحقق ويقيان من الإصابة بحالات اكتئاب إضافية.
عندما يدور الحديث عن حالات اكتئاب حادة، والتي تكون مصحوبة بضائقة شديدة، بميول انتحارية أو خلل وظيفي، يوصى بالاستعانة بالعلاج الدوائي بشكل خاص.
المصدر: ويب طب