انضمت «روسنفت» الروسية إلى شركات التجارة العالمية في سباق الحصول على النفط الخام من إقليم كردستان العراق شبه المستقل، إذ أصبحت أول شركة نفط كبرى تبرم اتفاق تمويل مسبق لشراء صادرات الخام من الإقليم.
ونقل بيان للشركة عن رئيسها التنفيذي، إيغور سيتشين، قوله «نتطلع لتطوير أسواق جديدة للنفط الخام من كردستان العراق». مشيرة إلى إان العقد يسري في الفترة من 2017 إلى 2019.
وقال سيتشين ان «روسنفت» ستحصل على الخام من كردستان العراق لاستخدامه في مصافيها المتنامية، حيث تمتلك نظاما ضخما للتكرير في ألمانيا بأوروبا.
وقالت الشركة الروسية أيضا أنها تتطلع إلى التعاون مع كردستان العراق في أنشطة المنبع والأنشطة اللوجيستية.
وقال وزير الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، آشتي هورامي، ان الاتفاق يفتح الباب أمام احتمالات جديدة للتعاون بين «روسنفت» والإقليم.
وبدأ إقليم كردستان العراق تصدير الخام بشكل مستقل عن الحكومة المركزية في بغداد في السنوات الثلاث الماضية، بحجة أنه لم يكن يحصل على حصته في إيرادات ميزانية العراق وأنه يحتاج المال لتمويل حربه ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
لكن مع هبوط أسعار النفط اضطر الإقليم لاقتراض ما يصل إلى ثلاثة مليارات دولار من شركات تجارة مثل «فيتول» و»بتراكو» و»غلينكور» و»ترافيغورا»، إلى جانب تركيا مقابل السداد من خلال مبيعات النفط المستقبلية.
وتعهدت بغداد في البداية بمقاضاة مشتري الخام الكردستاني، حيث كانت تصر على أن الحكومة المركزية هي الجهة الوحيدة القانونية المعنية بتصدير الخام من شمال وجنوب العراق.
لكن بغداد خففت موقفها في الآونة الأخيرة مع الشركات والتجار الذين يعملون في كردستان حيث يجري بيع الخام لأوروبا وآسيا.
على صعيد آخر قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أمس انها وقعت اتفاقا لبيع النفط إلى «روسنفت» الروسية في الوقت الذي تتطلع فيه لتشجيع الاستثمار الأجنبي وتعزيز إنتاج البلاد. ووقعت المؤسسة أيضا اتفاقا إطاريا للتعاون قالت انه يؤسس لاستثمارات من قبل الشركة الروسية العملاقة في قطاع النفط الليبي.
وقالت المؤسسة في بيان ان الاتفاق ينص على «إنشاء لجنة عمل مشتركة بين الطرفين لتقييم الفرص المتاحة في مجموعة متنوعة من القطاعات بما في ذلك الاستكشاف والإنتاج.»
ولم تفصح المؤسسة عن تفاصيل خاصة باتفاق بيع النفط.
ورفعت ليبيا إنتاجها لأكثر من المثلين إلى 700 ألف برميل يوميا في الأشهر الأخيرة ، رغم أن الإنتاج يظل أقل كثيرا من مستوي إنتاج ليبيا قبل انتفاضة عام 2011 البالغ 1.6 مليون برميل يوميا.
ومكاسب الإنتاج الأخيرة مرهونة بالاستثمار في البنية التحتية وإصلاحها، ولكنها مهددة بفعل استمرار القلاقل السياسية في ليبيا.
وتسعى مؤسسة النفط لزيادة الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يوميا العام الجاري و2.1 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020.
وليبيا أحد عضوين في منظمة «أوبك» لا تشملهما تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها المنظمة لإتاحة الفرصة لهما لتعويض الدخل المفقود بسبب صراعات داخلية.
وقال مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في بيان أمس «إننا بحاجة إلى المساعدة والاستثمار من كبريات شركات النفط العالمية لتحقيق مستهدفاتنا للإنتاج واستقرار اقتصادنا.»
وأضاف «بالعمل مع المؤسسة الوطنية للنفط فان بإمكان شركة روسنفت وروسيا لعب دور هام وبناء في ليبيا».
المصدر: رويترز