يخشى خبراء في الأمراض الفيروسية أن الانتشار العالمي لإنفلونزا الطيور وعدد سلالات الفيروس التي تتفشى حاليا وتتسبب في الإصابة بالمرض وصلت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل وهو ما يزيد من مخاطر وباء بين البشر.
وتم الإبلاغ عن بؤر انتشار في مزارع للدواجن وبين أسراب طيور برية في أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا في الأشهر الثلاثة الماضية.
ورغم أن أغلب تلك البؤر انتشرت فيها سلالات من الفيروس لا تشكل الكثير من الخطر على صحة الإنسان فإن العدد الهائل من الأنواع المختلفة ووجودها في مناطق عديدة من العالم في الوقت نفسه يزيد مخاطر اختلاط الفيروسات وتحورها وربما انتقالها إلى البشر.
وقال المتخصص في الأمراض المُعدية في جامعة مينيسوتا مايكل أوستيرهولم “هذا تغير جذري في التاريخ الطبيعي لفيروسات الإنفلونزا” معقبا على انتشار إنفلونزا الطيور من حيث التوزيع الجغرافي للبؤر والسلالات، وهو وضع وصفه بأنه “لم يسبق له مثيل”.
ويخشى مسؤولون صحيون حول العالم من أن سلالة أخرى قد تنتقل إلى البشر مثلما فعلت سلالة “أتش5 أن1” في أواخر التسعينيات، ومنذ ذلك الحين تسببت في إصابة المئات بالعدوى ومئات الوفيات بين البشر لكنها لم تكتسب القدرة على الانتقال بسهولة من شخص لآخر، وأكبر المخاوف هو أن تتمكن سلالة قاتلة من إنفلونزا الطيور من التحور لتتحول إلى وباء يمكنها فيه أن تنتقل بسهولة بين البشر وهو شيء لم يشهده العالم حتى الآن.
وفيما كان الوضع العادي في السابق يقتصر على تسجيل انتشار سلالتين أو ثلاث من إنفلونزا الطيور في آن واحد، إلا أنه يوجد حاليا ما لا يقل عن ست سلالات من بينها “أتش5 أن1″ و”أتش5 أن2″ و”أتش5 أن8″ و”أتش7 أن8”.
وتقول المنظمة العالمية لصحة الحيوان إن بؤر الانتشار المتزامنة بين الطيور في الأشهر القليلة الماضية تثير “قلقا عالميا بشأن الصحة العامة”، وحذرت رئيسة المنظمة هذا الأسبوع من أن العالم “لا يمكنه تحمل تبعات تجاهل العلامات المبكرة” على وباء محتمل للأنفلونزا بين البشر.
ولم تتضح الأسباب المحددة للأعداد الكبيرة غير المعتادة واستمرار ظهور بؤر للمرض في الأشهر الأخيرة وانتشار السلالات، رغم أن مثل تلك التطورات تؤلف معا آلية الانتشار العالمية للفيروس.
وقال إيان ماكاي وهو خبير في الفيروسات بجامعة كوينزلاند في استراليا إن الانتشار الحالي للسلالات يعني “بالضرورة أنه يوجد خطر متزايد” على البشر، وفي ظل ازدياد التعرض للمرض في مزيد من المزارع وبتكرار أكبر وأعداد أكثر في مناطق من العالم وبالتالي لا بد أن يكون هناك ارتفاع في خطر تزايد حالات الإصابة البشرية”.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن نحو أربعين دولة أبلغت عن بؤر انتشار جديدة لإنفلونزا الطيور بين الدواجن أو الطيور البرية منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال ديفد نابارو -وهو مسؤول بارز سابق بالمنظمة:” إن الوضع مثير للقلق،بالنسبة لي التهديد الذي يشكله فيروس أنفلونزا الطيور هو الأخطر (على الصحة العامة)”.
وفي ضوء ذلك تريد السلطات الصحية حول العالم وخبراء الأمراض المعدية تكثيف التوعية والرقابة واليقظة لتطورات المرض.
المصدر: مواقع