طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة اللبنانيين ان “يحكموا ضميرهم ويصلحوا المجتمع وعلى السياسيين وخصوصا الموارنة منهم ان يتنازلوا لبعضهم البعض ويتشاوروا فينتخبوا الرئيس الصالح ليكون رأس الصلاح في هذا البلد، وعلينا ان ندعم المؤسسات وعلى رأسها الجيش اللبناني فنحافظ عليه وندعمه ونقدره ليكون نبراسا بوجه الارهاب الصهيوني والتكفيري، ونحن نعيش هذه الايام ذكرى اندلاع الحرب الفتنة في لبنان فترتسم امامنا مشاهدها المؤلمة ومآسيها التي نعيش تداعياتها حتى الان، ولا يسعنا الا ان نستحضر اسبابها لتكون لنا عبرة وموعظة تجنبنا الوقوع في الفتن والمؤامرات التي ينسجها اعداء لبنان والامة العربية لشعوبنا المنهكة بالخلافات والنزاعات والحروب، وهنا لا بد ان نبقي ذاكرتنا مفتوحة على مخططات اسرائيل وحلفائها وما ارتكبه من مجازر في قانا واخواتها وفي حروبها العدوانية ضد وطننا، لذلك ينبغي ان نعمل جاديين لحفظ وطننا ووأد الفتن وحماية استقرارنا الداخلي ونبذ الخلافات والتطلع الى مستقبل افضل لابنائنا واهلنا الذين ارهقتهم السياسات الكيدية واستنزفتهم الازمات الاجتماعية والمعيشية بفعل الادارة الفاشلة لشؤونهم الداخلية”.
ودعا الشيخ قبلان الى “تحصين ساحتنا الداخلية بالحوار والتشاور بين المكونات السياسية”، معتبراً ان “محاربة الفساد والرشوة والهدر بمثابة مدخل يمكن اجماع السياسيين عليه والانطلاق منه لقيام ورشة اصلاح كبيرة نبني فيها دولتنا على القيم الانسانية والقانونية لتكون لنا دولة يحكمها القانون والمؤسسات، وتكون في اولوياتها خدمة المواطن وتوفير العيش الكريم له، مما يحتم ان يتفق السياسيون على اسم رئيس للجمهورية يحظى بمحبة اللبنانيين وتعاونهم ويعيد الثقة المفقودة بين الدولة والمواطن ويقود عملية الاصلاح والمصالحة من خلال العمل على اقرار قانون انتخابي جديد يخرج اللبنانيين من كهوف المحاصصة الطائفية والمناطقية ويعبر عن التمثيل الصحيح، لذلك طالبنا ونطالب باقرار قانون انتخابي يقوم على النسبية على اساس لبنان دائرة انتخابية واحدة”.
ورأى “ان اللبنانيين بغالبيتهم يشكون من حالة التردي السياسي والاجتماعي التي تنتج ازمات متلاحقة كان يمكن تجنبها لو احسنا معالجة اسبابها”، مطالباً الحكماء والعقلاء واهل العلم والفضل ان “يشكلوا قوة ضغط على السياسيين حتى لا يتدخلوا في القضاء ويرفعوا الغطاء السياسي عن كل فاسد وسارق فيتم محاسبة المسؤولين عن ازمة النفايات والمختلسين لاموال الدولة في شبكة الانترنت وكل المؤسسات العامة”، معتبراً ان “الانتخابات البلدية فرصة امام اللبنانيين ليحسنوا اختيار ممثليهم في المجالس البلدية، فاننا ننصحهم باختيار الاكفاء ممن يشهد لهم تاريخهم عن مناقبية ونزاهة واخلاص، ونرى في هذا الاستحقاق مناسبة وطنية تحتم ان يشارك فيها جميع الناخبين من منطلق وطني يطلق عجلة الانماء ويفعّل مسيرة التنمية الاجتماعية التي تحتاجها معظم بلداتنا وقرانا المتعطشة الى المشاريع الخدماتية والانتاجية التي تحرك الدورة الاقتصادية فيها”.
واكد الشيخ قبلان في خطبته ان “لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف الارهابي بشقيه الصهيوني والتكفيري، مما يستدعي اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بحماية امن واستقرار وحدود الوطن ودعم الجيش والمؤسسات الامنية وسد الثغرات التي تفسح المجال امام الارهابيين لضرب امتنا، لذلك نجدد المطالبة بدعم الجيش اللبناني وتوفير السلاح والتجهيزات المطلوبة ليظل وطننا قويا محصنا بوجه اي خرق امني، ونحن اذ نستنكر جريمة اغتيال العقيد فتحي زيدان فاننا نطالب اهلنا في المخيمات الفلسطينية بالتعاون الوثيق مع الدولة اللبنانية واجهزتها الامنية لكشف الفاعلين ومعاقبتهم”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام