زيلينسكي يرفض وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا بلا ضمانات أمنية وترامب مستاء – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

زيلينسكي يرفض وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا بلا ضمانات أمنية وترامب مستاء

كييف - الحرب في اوكرانيا

حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين من أن الولايات المتحدة “لن تتسامح طويلا” مع موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حيال إبرام وقف لإطلاق النار مع روسيا، بعد أن تلقى دعما من حلفائه الأوروبيين رافضا وقفا لإطلاق النار بدون ضمانات أمنية “جدية”.

ونشر ترامب عبر منصته الاجتماعية تروث سوشال، صورة لتقرير ينقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب لا تزال بعيدة للغاية، وأرفقه بتعليق قال فيه “هذا أسوأ تصريح يمكن لزيلينسكي أن يدلي به، وأميركا لن تتسامح معه طويلا”.

وقال ترامب الذي هدد زيلينسكي خلال شجار بينهما الجمعة في البيت الأبيض بـ “التخلي” عن أوكرانيا إذا لم يبد مرونة أكبر، “هذا الرجل لا يريد السلام طالما انه يحظى بدعم أميركا”.

ولاحقا، اعلن زيلينسكي انه يريد انهاء الحرب “في اسرع وقت”. وقال الرئيس الأوكراني عبر منصات التواصل الاجتماعي “من الأهمية بمكان أن نسعى لجعل دبلوماسيتنا جوهرية لإنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن”، معربا عن أمله في الحصول على دعم أميركي “في المسار نحو السلام”.

حضّ الكرملين أيضا الاثنين على “إرغام” الرئيس الأوكراني على تحقيق “السلام”. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي “يجب على أحد ما أن يرغم زيلينسكي على تغيير رأيه. فهو لا يريد السلام. يجب على أحد ما أن يرغمه على الرغبة في تحقيق السلام”.

وقال زيلينسكي قبيل مغادرته المملكة المتحدة إن “إرغام أوكرانيا على (قبول) وقف إطلاق النار من دون ضمانات أمنية جدية سيكون إخفاقا للجميع”، مرجحا أن تخرق روسيا الاتفاق، وأن ذلك سيدفع أوكرانيا إلى الرد.

وتابع للصحافيين “تصوّروا أنه بعد أسبوع، سيقوم الروس بقصفنا، وسنردّ عليهم، وهذا سيكون مفهوما بالكامل، ماذا سيحصل عندها؟”، متوقعا أن يتبادل الطرفان على مدى أعوام الاتهام بمن كان المبادر الى إطلاق النار.

وسأل “من سيستفيد من ذلك؟ الروس، لكن بالتأكيد ليس نحن”.

وكان زيلينسكي أفاد الاثنين بأنه يعمل مع حلفائه الأوروبيين على “مواقف مشتركة” لمحاولة إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأخذ مصالحهم في الاعتبار ضد روسيا. وقال على تلغرام بعد قمة في لندن الأحد مع حلفائه “سنحدد مواقفنا المشتركة: ما نريد تحقيقه وما هو غير قابل للتفاوض. ستُقدم هذه المواقف إلى شركائنا الأميركيين”.

وشدد على أن الأولوية هي تحقيق “سلام قوي ودائم، واتفاق جيد بشأن نهاية الحرب”.

وعقب المشادة الكلامية الحادة بين الرئيسين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، عقد قادة دول حليفة لأوكرانيا قمة الأحد في لندن لإظهار دعمهم لكييف والتزام القيام بالمزيد من أجل الأمن في أوروبا وتعزيز الإنفاق الدفاعي، مع تمسّكهم بضرورة توافر دعم قوي من الولايات المتحدة.

وبدعوة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أظهر 15 زعيما أوروبيا، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، التزامهم دعم كييف وإعادة التسلح ضد روسيا.

وشكّل الاجتماع مناسبة للقادة لتوحيد موقفهم وإظهار دعمهم لزيلينسكي، بعد 48 ساعة من مشادّته الكلامية مع ترامب في البيت الأبيض، حيث أخذ الرئيس الأميركي على نظيره أنه “وضع نفسه في وضع سيئ جدا” وأنه “لا يملك أوراقا في يده” وطالبه بتحقيق السلام مع روسيا.

وتطالب كييف خصوصا بضمانات أمنية في حال وقف إطلاق النار، وهو ما رفضت واشنطن منحها إياه حتى الآن.

أجواء “قاعات الاستجواب”

وأعرب الرئيس البولندي الأسبق ليخ فاونسا عن “صدمته واشمئزازه” لاسلوب استقبال زيلينسكي في واشنطن معتبرا أنه يذكر بـ “عمليات الاستجواب للأجهزة الأمنية وفي قاعات المحاكم الشيوعية”.

وكان فريدريش ميرتس المستشار الألماني العتيد اعتبر أن شجار البيت الابيض “لم يكن رد فعل عفويا على تصريحات زيلينسكي لكن من الواضح أنه كان تصعيدا متعمدا خلال الاجتماع في المكتب البيضوي”.

من جهته أشاد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو بموقف زيلينسكي الثابت الذي “لم يرضخ” لترامب في هذا “المشهد الصادم العنيف وهدفه الاذلال”.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أنه بعد أكثر من 35 عاما على سقوط الأنظمة الشيوعية المدعومة من موسكو في أوروبا “لم يكن خطر نشوب حرب في القارة الأوروبية، في الاتحاد الأوروبي، كبيرا إلى هذا الحد”.

وصرح لفرانس إنتر “لوضع حد للعدوان الروسي في أوكرانيا، نريد أن تتمكن الولايات المتحدة من خلال الضغط، أن تقنع فلاديمير بوتين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والموافقة على وقف طموحاته الإمبريالية نهائيا”.

ميدانيا اعلن رئيس اركان الجيوش الأوكرانية أولكسندر سيرسكي الاثنين أن “صاروخا بالستيا من طراز إسكندر-إم يحمل ذخيرة انشطارية” استهدف السبت مركز تدريب للجيش في منطقة دنبروبتروفسك على بعد أكثر من 100 كيلومتر من خط الجبهة مما تسبب في “سقوط قتلى وجرحى”.

وفقا لمدون عسكري أوكراني، قُتل ما بين 30 إلى 40 جنديا وأصيب 90 آخرون.

ووفقا لتحليل بيانات المعهد الأميركي لدراسة الحرب (ISW) لحساب فرانس برس، تباطأ التقدم الروسي في شرق أوكرانيا مجددا مع السيطرة على 389 كيلومترا مربعا فقط في شباط/فبراير و431 كيلومترا مربعا في كانون الثاني/يناير و476 كيلومترا مربعا في كانون الأول/ديسمبر و725 كيلومترا مربعا في تشرين الثاني/نوفمبر.

المصدر: أ.ف.ب. + المنار