جرت قبل ظهر اليوم، في وزارة الصحة العامة في بئر حسن، مراسم التسلُّم والتسليم بين الوزير السابق فراس الأبيض وخلفه ركان ناصرالدين، بحضور المدير العام للوزارة فادي سنان، وعدد من الإداريين والموظفين.
كلمة الوزير الأبيض
استهل الأبيض كلمته بتحية “الزميل والصديق ناصرالدين”، متمنيًا له التوفيق في مسيرته في وزارة الصحة.
وذكَّر الأبيض بوضع القطاع الصحي عند تسلُّمه موقعه الوزاري، “الذي كان على شفير الهاوية في ظل أزمة اقتصادية حادّة أثرت على ميزانية الدولة، وبالتالي على ميزانية وزارة الصحة، وعلى القدرة الشرائية للمواطنين الذين تلاشى مدخولهم إلى حدٍّ كبير. الأمر الذي أدَّى إلى انقطاع الدواء، ليس عن وزارة الصحة فحسب، بل عن لبنان عمومًا.”
وأشار إلى أنه عند تسلُّمه الوزارة، “كان مرضى السرطان يرفعون معاناتهم في الشارع، في ظل انقطاع الأدوية، بما فيها المخزون الاستراتيجي، إضافةً إلى انعدام التغطية الاستشفائية للمواطنين بسبب انخفاض القدرة الشرائية لليرة، ما دفع بالكثيرين إلى تحمل تكاليف علاجهم في المؤسسات الاستشفائية بأنفسهم.”
وأضاف: “إلى جانب كل ذلك، كان وباء كورونا لا يزال موجودًا، بالإضافة إلى هجرة الكوادر الطبية التي فاقت 30% من الأطباء والممرضين الذين غادروا لبنان، ما جعل مؤسساتنا الاستشفائية في وضع حرج.”
وأوضح الأبيض أن وزارة الصحة عمدت إلى “استغلال الأزمة لإصلاح النظام من خلال العمل الجماعي بين الوزارة والقطاع الطبي والاستشفائي وجميع الشركاء. وتمَّ وضع خارطة طريق تمثّلت بالاستراتيجية الوطنية للصحة التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع جميع الشركاء في أوائل عام 2023.”
وأكد “أهمية مقاربة الخطة لمشاكل مرضى السرطان بشكل علمي ومنهجي، ما استدعى إطلاق ‘البرنامج الوطني للسرطان’، الذي سمح بتنظيم عملية وصف الدواء وتوزيعه.”
وتطرق إلى “خطة غرفة عمليات طوارئ الصحة، التي قامت بعمل جبَّار خلال فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان، إضافةً إلى دعم قطاع الرعاية الصحية الأولية، الذي كان له دور كبير في التعامل مع النازحين خلال فترة الحرب.”
ولفت إلى موضوع المكننة التي اتُّبعت في الوزارة، “ما سمح بتسهيل إنقاذ قطاع الصحة ومواجهة التحديات الكبيرة التي واجهته، بدءًا من الأوبئة وصولًا إلى العدوان الإسرائيلي، الذي استهدف الكوادر الطبية والإسعافية والمنشآت الاستشفائية.”
ونوَّه الأبيض بخصال ومناقبية ناصرالدين، معتبرًا أن القطاع الصحي “بات في عهدته، وهناك فرصة للبناء على ما سبق من إنجازات في الوزارة.”
وختم بتوجيه الشكر “للشركاء ورفاق الدرب من منظمات وجمعيات محلية وعالمية ونقابات وزملاء، خصوصًا العاملين في القطاع العام بوزارة الصحة، الذين أبدوا تفانيًا في العمل رغم الضائقة المالية الشديدة.”
كلمة الوزير ناصرالدين
من جهته، شكر ناصرالدين الوزير الأبيض على جهوده خلال الفترة الصعبة التي أمضاها في الوزارة، متمنيًا له دوام التوفيق في مسيرته الأكاديمية والعلمية، معربًا عن أمله في “الاستفادة من خبرته في القطاع العام.”
وقال: “الأمانة كبيرة، وحملها يحتاج إلى تعاون الجميع. هذا التعاون يجب أن يكون بنَّاءً وإيجابيًا بطريقة مدروسة وعلمية، الأمر الذي يساعدنا في تطوير قطاع الصحة.”
وشدَّد على “أهمية الرؤية الاستراتيجية، وأن العمل الذي تمَّ في مشروع التطوير الاستراتيجي للقطاع الصحي في لبنان يشكّل خارطة طريق أمامنا في الأيام المقبلة.”
وأكد أن “اللجان المختصة والعلمية، إلى جانب الكفاءات، ستكون المحور الأساسي في اتخاذ القرارات المستقبلية.”
ودعا إلى أن “نكون واقعيين، فهذه هي مواردنا، والمطلوب منا كبير. يجب علينا موازنة خياراتنا بطريقة علمية ومدروسة، ووضع أولوياتنا بحسب الحاجة لا العاطفة، وبحسب المطلوب لا المرغوب.”
وأشار إلى أن رؤيته “هي استكمال للمسار وتسليم لمستقبل القطاع. فلو دامت لغيرك لما آلت إليك. وكما بدأنا، سنُسلِّم بطريقة تليق بالقطاع الصحي والخدماتي.”
وشدَّد على أن “الصحة هي خدمة أساسية لجميع اللبنانيين والأطياف، وهي همٌّ مشترك عند الناس، وغير مرتبطة بفئة أو طرف أو منطقة.”
وقال: “أمامنا ملفات كبرى، أبرزها الدواء والاستشفاء، بدءًا من المستشفيات الحكومية والخاصة ومراكز الرعاية، إضافةً إلى ملف الدواء، من الأمراض المستعصية والسرطانية إلى اللقاحات. كما أن سلامة الغذاء، والمكننة، والتكنولوجيا، والاستفادة من الطاقات، وترميم القطاع الصحي، خصوصًا بعد العدوان الإسرائيلي، كلها ملفات وأهداف لنا.”
وختم: “سنُشكّل فريقًا لتحقيق كل تلك العناوين، وسنتعاون مع الفريق الحالي. هذه الوزارة لجميع اللبنانيين، ونأمل أن نكون على قدر التطلعات، لأن الله هو من يحاسبنا.”
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام